قمة خليجية تنطلق اليوم في ضيافة دولة الكويت قطار الرياض ينطلق رسمياً بثلاثة مسارات والسلطات توضح كيفية شراء التذاكر وتحديد الوجهات الداخلية تقرر الغاء التعامل بالبطائق الشخصية القديمة بشكل نهائي طارق صالح: ''قاتلنا الحوثيين بالسلاح الشخصي في قلب صنعاء وننتظر الإحتفال بتحريرها واستعادة الحديدة'' موعد قرعة كأس العالم للأندية 2025 والقنوات الناقلة الشكل الجديد لكأس العالم الجامعة العربية تصدر أول بيان لها على التطورات المعارك في سوريا ما هو القرار 2254: مفتاح الحل في سوريا يعود للواجهة مع تطورات ميدانية جديدة غارات على ريفي حلب وإدلب والفصائل تواصل السيطرة على أراض جديدة الكشف عن تفاصيل المعارك حول التقدم و السيطرة على مطار حلب الاستراتيجي اشتعال معارك هي لأعنف… وغارات جوية سورية وروسية تستهدف إمدادات ومعاقل الفصائل في ريف حلب وإدلب
هذه هي الحلقة الرابعة من إطلالة نقدية عابرة عنوانها :(عمار الزريقي يلج القصيدة بكراً) إهداء هذه الحلقة الى عشاق موقع مارب برس قِبلة العاشقين ومهوى المحبين ونزوة الراغبين ورياض الصالحين...
ليس عمار حسن الزريقي شاعراً بالصدفة وليس بمتكلفٍ ولا متعسفٍ يغتصب القصيدة ولكنه- كما أسلفنا في الحلقة الثالثة- أشبه نزار قباني شعراَ وروحاً ونصاً ويتميز عن أستاذه نزار بنفس القدر الروحي والعشق الشعري في الحب والقصيدة، الحب للمرأة موقع الصدارة في قلبه قبل قلمه، ومكتوب ٌ على سيف فتوحاته الغرامية ( عمار قباني للفتح النسائي والهجاء السياسي) يلملم اشلاء التاريخ العربي الحديث الذي " نثرته حراب المغول " وحراب أنظمة خانت الله والرسول والأنبياء وخانت فلسطين وسراييفو وموستار وماجلاي واسطنبول وكابول والقاهرة...
عمار قباني ونزار الزريقي
القصيدة عند "عمار قباني " امرأة وسياسة، تسمع فيها صليل سيوف الفتح الغابر،تسمع صوت سيف المثنى وخطبة طارق بن زياد وموكب القائد العثماني المهيب محمد بن مراد الثاني (محمد الفاتح) وللقصيدة لدى عمار حب عنترة وهو يرى ثغر حبيبته "عبلة" على صفحة سيفه في المعركة يهم بتقبيلها :-
ولقد ذكرتكِ والرماحُ نواهلٌ *** مني وبِيض الهندِ تقطر من دمِ
فوددتُّ تقبيلَ السيوفِ لأنها *** لمعتْ كبارقِ ثغركِ المتبسمِ
وهذا هو شعار شاعرنا "عمار القباني- نزار الزريقي" شعاره السيف والحب، بلغة وفروسية عنترة العبسي وشهامة المثنى بن حارثة وعظمة حسن البنا وبطولة عز الدين القسام وغيرة اردوجان وعروبة صدام حسين ..
ومن الموافقات في العشق والحب ان عائلة الشاعر عمار-كعائلة نزار- ماتوا كلهم بداء العشق رجالاً ونساءً، وعمار كنزار كلما مرت امرأة من امامه " يتقصف كأعواد قصب السكَّر" ولكنه كلما مرَّت خيانة أو نكسة او تزوير او مصادرة لحرية الشعب العربي او اغتصاب لعاصمة عربية يثور ثورة المعتصم ..
عمار الزريقي شاعر المرأة العربية وحبيبها وعاشقها، يغازلها فتغازله وتتمناه لها عريساً وعاشقاً وحبيباً في زمن الهزيمة العربية والخيانة العربية والنكسة العربية وتزوير إرادة الشعب العربي والتربع على ثرواته وثوراته، انه رمز انتصار جديد للشعر والحب والفتح والمرأة وروح نهضة حقيقية للحب والقصيدة والعروبة والتحرير للأرض والأوطان من أيدي عبيد العبيد....
لم يكن نزار قباني يستحل بيضة المرأة لنزواته ولم يدس بخيله ولا عرباته على جسدها العربي العاشق الثائر احتلالاً وإذلالاَ، بل كان يدغدغ فيها حس المرأة العربية للعشق والثورة على الذكور " أشباه الرجال ولا رجال "...أراد نزار أن يعلم المرأة العربية أن جسدها لقائد منتصرفحسب وعربي مظفر يهزم جيوش الروم ويرد هجمة الفرس ويؤدب فلول الوثنيين العرب وعبَد الطاغوت اليهودي..
لم يكن نزار قباني " شاعر الفسق والمجون" كما يحلو القول لعملاء الكيان اليهودي الصهيوني في دكاكين أنظمة البيع والخيانة وفقهاء سماسرة من الذين خانوا كل شيئٍ جميلٍ وكل شيئٍ ثمينٍ،الحب والوطن والعرض والأرض، بل كان يبحث عن كرامة الأمة العربية المسلمة في عيني حبيبته العربية (ليلى) بعد أن ضَّيعها وضيَّع ذاته معها في صحراء التيه العربي..
إن نزار قباني شاعر الأمة والإسلام وشاعر فلسطين وشاعر المرأة العربية المسلمة الواثقة من انتصارات الرشيد والمنصور والحجاج والداخل، شاعر الحب للمرأة العربية بلغة عربية اصيلة تعتز بالحرف العربي والعشق العربي والفتح العربي يمد حدوده من النهر الى النهر ومن البحر الى البحر، والمرأة عند نزار مشروع "الوطن البديل" والذات والهوية البديلة، يسترجع- بحبها والبحث عنها ومن خلالها- ما ضاع من ذاته وذات عروبته وأمته، يقول نزار:-
أضعتُ في عربِ الصحراءِ قافلتي *** وجئتُ أبحثُ في عينيكِ عن ذاتي
كان نزار قباني – ولم يزل- ضرورة شعرية للمرأة العربية التي فقدت ثقتها بمن حولها من " اشباه الرجال" ومن رموز العار والخنوع والتطبيع الذليل ،تحنُّ المرأة العربية الى فارس احلامها وشاعرها الذي فارقها، ترى فيه نبل ابي فراس ورجولة عمرو بن معدي كرب و قيادية السمح بن مالك، تحنُّ الى فارسها الغائب " حنين الجذع المفارق للحبيب " و"حنين الناقة العشراء الى ولدها " أين هو ؟ تسأل عن الغائب الذي فارقها من عهد الفتح، مذ سقط العرب كلهم في "غيبوبةٍ قوميةٍ" ويوم أغشي عليهم من حمَّى التطبيع والتوقيع والهرولة،يصور نزار المشهد فيقول:-
نحنُ في غيبوبةٍ قوميةٍ ما استلمنا منذُ أيامِ الفتوحاتِ بريدا
كيفَ إسرائيلُ لا تذبحنا كيفَ لا تلغي هشاماً وزياداً والرشيدا
وبنو تغلبِ مشغولونَ في نسوانهمْ..
وبنو مازنِ مشغولونَ في غلمانهمْ..
وبنو هاشمِ يرمونَ السَّراويلَ على أقدامِها ويبيحونَ شِفاهاً ونهودا
ما الذي تخشاهُ إسرائيلُ من بعضِ العَرَبْ بعدما صاروا يهودا ؟
كان نزار قباني - ولم يزل- ضرورة شعرية للمرأة العربية التي خذلها اشباه الرجال وراحوا يجودون بالنفائس والحرير والهدايا لـ ما دلين اولبرايت اليهودية وربيبتها الصهيونية كونداليزا رايس وحالياً لمطية اليهود هيلاري..، ويقول " فقهاء اسرائيل " كفر نزار قباني ..
اراد نزار قباني ان يعلم المرأة فن الحب وفن العشق للرجال المنتصرين، يعلمها كيف ترثي فراقهم وكيف تطلب عناقهم ولقاءهم لأنهم اجدر بحبها من بعد فراق تفرش لهم النمارق وتنتظر العناق، عناق الغائب العاشق للمرأة وللأمة..
يعلم نزار المرأة كيف يكون الحنين وكيف يكون العشق العربي الأبي لا الذليل الذي تمقته المرأة وتبغضه، ولهذا سمعناها تنادي نزار قباني فارسها الشاعر تتوسل اليه ان يرجع فهو اولى بجمالها وعطرها وشالها الحرير :-
ارجع اليَّ فإنَّ الأرضَ واقفةٌ *** كأنما الأرضُ فرَّتْ من ثوانيها
ارجعْ فبعدكَ لا عقدٌ أعلقه *** ولا لمستُ عطوري في اوانيها
لمن جمالي لمنْ؟ شال الحرير لمنْ؟ *** ظفائري منذ اعوامٍ أربيها..؟
ارجعْ كما انتَ صحواً كنتَ ام مطراً *** فما حياتي انا إنْ لم تكن فيها
وأراد عمار الزريقي - تلميذ نزار قباني- أن يعيد للمرأة العربية ثقتها بأنوثتها وثقتها بجسدها العربي الثائر وتاريخها العربي الزاهر، امرأة للفاتح العربي المنتصر، لأن المرأة العربية لا تحب المهزومين، وكذلك "شهرزاد نزار الزريقي وعمار قباني" لا تحب مسامرة المهزومين ولا البياعين للكرامة العربية والشهامة العربية والنخوة العربية...
شهرزاد تاريخ مجيد بأغاني الفتح والظفر والتمكين في بلاد فارس التي وطأها جيش الفاتح سعد بن ابي وقاص، وقصة أدب عربي يعشق ان يؤدب الفرس مرة أخرى لتعود اليه شهرزاد بلغة العرب وجمال المرأة العالمية بصبغة عربية وعطر عربي وشفاه عربية وعيون عربية ونهود عربية وحب عربي...
"شهرزاد الزريقي" لغة عربية جديدة في العشق العربي يعيد للمرأة ثقتها بالرجل في زمن الهزيمة العربية، يحاورها ليفتح معها نوافذ جديدة لإعادة العصر الذهبي الزاهر عصر هارون الرشيد للحب والفتح وتأديب الروم...
شهرزاد الزريقي حوار مع المرأة لمحاكمة تاريخ الخيانة العربية اليوم والهزيمة العربية على أيدي أصنام هزيلة رضيت أن تكون تحت أقدام يهود، تبيع التاريخ والدين والفتح وتبيع القدس وصنعاء وبغداد ودمشق والأندلس وقرطبة وإشبيلية و سمرقند...
لا يرضى نزار الزريقي للشاعر العربي الهزيمة ولكن يرضى له أن يسامر شهرزاد حتى الصباح على أنغام نشوة الفتح والنصر من بعد هزيمةٍ وانحسار..
واثقٌ انا-كل الثقة- من شاعرنا الشاب "الفاتح" عمار الزريقي، واثقٌ انا من غزارة فتوحاته النسائية وانهمارات فتوحاته الشعرية، وانه بحق نزار قباني الجديد فاتحاً يتوشح سيف الحب والحرب والثأر والنار، صوت الحب للمرأة يعشقها ويسكب اشعاره على نهديها ، وصوت العرب المعارضين الأحرار يقض مضاجع حكام (ويكيليكس الفاضحة)... أقطف للقراء والقارئات والعاشقين والعاشقات في هذه الحلقة قصيدة عمار الزريقي (شهرزاد) يقول فيها:-
شهرزاد
أنتِ يا لغةَ العشق في عالمٍ مُثخَنٍ بالمآسي ...
لسان الحياة الذي يغزل الحب من نظمِهِ
حُلّة الشعر ...
يرسم نافورةً للسلام.
***
أنتِ ... يا سورة النور ...
يانعةً في تراتيلها
-جلّ مبدعها -
كلما خالط الضوء أنغامها ابتسَمَتْ في تَجَلٍّ
وعانَقَت السؤدد الأنثويّ.
***
تمرّدتُ عني كثيراً ...
وخُنْت العروبة دهراً طويلاً ...
تمرّغتُ فوق الدساتير ...
ألقيتُ في كل بحرٍ شباكي
وخالفتُ في سنن العشق ما أحدث الأولون ....
خُضْتُ تجاربَ شتى ...
تجاوزت مجنون ليلى
وروميو
وعنترةً
وامرأ القيس
في رحلتي باحثاً عن مُعَلّقةٍ أنتِ عنوانها...
كل ما ألّفوا من تَشَابِيْهَ جامدةٍ
ولغاتٍ مُحنّطةٍ
لا تليق بمثلكِ جوهرةً قَدّر الله ميلادها
قبل أن تستقيل الإثارة.
***
هذه قصتي باختصارٍ
فهل بعد هذا بمقدور أنثى سوى أنت
- رابعة العشق -
ترقيع ذاكرتي؟
***
تعالي نُعَرّي مفاهيمنا باشتهاءٍ
ونرسلها في مناخٍ طليقٍ كما نشتهي
لا كما تشتهيه القوانين ...
نقعد في الرمل دون غطاءٍ ...
نمارس فوضى القصيدة ...
نحيا ...
نجادل أنفسنا بالتي ...
نتصوّف ...
نحصي أصابعنا
كي نرى الله عين الحقيقة
***
أجل... أنت ... أيتها الفتنة الأبجدية
والثورة الأبجدية
والنشوة الأبجدية
تختال ما بين جفني وعيني
وتمتد بين انكماشي وبيني
وبين فراشي وبيني
وتغمد سيف الهوى نابضاً بيديها
و تهمس لي :
(هكذا أبدع الشعرَ والنثرَ والنحوَ والصرفَ والفقه من سبقوا قبلنا )
ثم ترتاح من لذة الحلم عاريةً عند مِرآتها برهةً...
كي ترتب أوراقها من جديدٍ ...
وتستأنف الخوض مدهوشةً
في محيط الخلود.
***
يتبع الحلقة القادمة
شاعر وناقد يمني
a.monim@gmail.com