ماذا لو تنصر ابناءُ الجعاشن؟
بقلم/ د.عبدالمنعم الشيباني
نشر منذ: 14 سنة و 6 أشهر و يومين
السبت 29 مايو 2010 10:13 م

الإهداء:الى الكاتب الرجل، صاحب المبدأ الأعلى عبد الملك المثيل

"....حلف الفضول كان عهدا وميثاقا أجمع عليه كفار قريش وأقروا فيه نصرة المظلوم وإعانة الضعيف ومنع بطش الأقوياء واستغلال نفوذهم وأموالهم في مصادرة حقوق الإنسان التي تعارف عليها القوم في تلك الفترة,مدللين بعملهم ذلك أن الحفاظ على بقاء ولو معايير جزئية من أخلاق البشر مسؤولية الجميع في كل زمان ومكان,ولذلك أقر نبينا عليه الصلاة والسلام ذلك الحلف وأشاد به لما فيم من مكارم حقوقية جاء صلى الله عليه وسلم لتكملتها كما دل حديثه الشريف على ذلك(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق...).."

*من مقالة الكاتب عبد الملك المثيل:((ماذا لو استنجد أهل الجعاشن بكفار قريش؟))

في البداية وفاتحةً للكلام أثمن للكاتب عبد الملك المثيل أخلاقه العالية وصفاته الرجولية النادرة وشجاعته الباسلة...،ينتصر أبداً للقيم والمنهج والفكرة والمبدأ..،وليس بينه وبين أن ((يبيع)) الا شعرة ينسلخ فيها من رجولته وإنسانيته وآدميته ومبدأه ويتنكر للقيم السماوية والربانية التي جاء بها سيد البشر محمد عليه الصلاة والسلام..،كما فعل غيره وهم بالآلاف المؤلفة....،"لقد رفع عبد الملك المثيل شعار دينٍ صادقٍ يضيق بصدق مبدأه الكذوبُ"- ترجمةً لبيتٍ شعريٍ لـ عبد الرحمن العشماوي،من قصيدته ((عندما يئنُ العفاف))، وكم أتمنى أن يعود القراء الكرام والقارئات الفضليات الى مقالة قديمة كتبها سمير جبران قبل ثلاث سنوات تقريباً في جريدة ((الثوري)) بعنوان(( سياسيون للبيع وصحافيون أيضاً) لترون كيف يريق (( البعض)) ماء وجهه ودينه وكرامته للسلاطين بائعاً....،ولستُ أبالغ أن المثيلَ من طراز رجولي نادرٍ في هذا الزمن،زمن البيع ((واللهُ المستعان))...

ملخص مقالة المثيل على صفحات هذا المنبر القشيب الحر ((مأرب برس)) أن ابناء الجعاشن سيجدون كل النصرة من كفار قريش لو طلب من كفار قريش النجدة والمدد،فهم-أي كفار قريش- أهل نجدة وشهامة،وعارٌ على العرب أن تغتصب حقوق الآخرين أوتتخلى عن نجدة المظلومين...وضرب لنا المثيلُ مثلاً من (( حلف الفضول)) في الجاهلية ..،قال النبي صلى الله عليه وسلم ((لو دعيتُ إليه لأجبتُ)) وهذا دليل –كما أشار المثيل-أن الإسلام إنما جاء ليتمم مكارم الأخلاق في العهود التي خلت ويبني عليها ويضيف ليجعلها موصولةً بالله، ومن ذلك حلف نصرة المظلوم: (إنما بعثتُ لأتممَ مكارمَ الأخلاق)، فلم يأتِ الإسلامُ ليحدد موقفاً إلغائياً مفاصلاً من الفضائل الإنسانية الخالية(القديمة) بل ليتممها ويجملها ويصلها بكلمة التوحيد..، (عودوا في هذا المقام الى محاضرة فكرية دعوية عالمية مصورة للأستاذ ياسين عبد العزيز)..

وبعد أنْ يئس أهلُ الجعاشن من النصرة في ظل الإسلام فماذا عليهم لو أعلنوا تنصرهم لينالوا حقهم تحت شعار الصليب؟؟.. ستسارع كل الدول النصرانية (أوربا وأمريكا)لتنتصر لهم بعد أن غدوا رعايا للصليب،وقد كان النصارى في عصور ظلم القياصرة يطمعون ويحلمون أن يكونوا من رعايا السلطان العثماني العادل محمد بن مراد الثاني (محمد الفاتح)،أو هارون الرشيد..،ماذا عليهم لو تنصروا؟ بعد ذلك يعرف العالم أن المسلمين لا يقيمون العدل وإنما يقيمه الكفار النصارى...،ومن الناس من لا يعجبه أنْ يهتدي بعصا موسى ولكن ينفع معه عصا السامري...ما ذا لو تنصر ابناء الجعاشن ؟ سؤال بريئ ومشروع ومحترم لأن القضية قضية (من ينصر المظلوم؟)..،اذا لم يجد ابناء الجعاشن النصرة في ديار الإسلام..،أليس من حقهم أن يطلبوها في ديار الكفر؟ والله سبحانه وتعالى (جبارُ السماواتِ والأرضِ العدلُ المنتقم)لا يرضى لعباده الكفر، بل يرضى لهم الإيمان والإسلام والدار الآخرة والجنة ((( إن تكفروا فإن الله غنيٌ عنكمْ ولا يرضى لعبادهِ الكُـفر ))- صدق الله العظيم...ولكن هناك أنظمةٌ تكره الناسَ أنْ يكفروا جملةً..، ما ذا لو تنصر ابناء الجعاشن؟ ليحرجوا المسلمين المتخاذلين عن نصرة المظلوم؟؟...حينها ستسارع كل الدول الغربية لنصرتهم بعصا السامري وحينها ستطلب وستخطب كل الحكوماتِ المسلمة ود أهل الجعاشن لتتوسط لهم عند أسياد الإمبريالية الغربية وستسارع الحكومات العربية لفتح سفارات لها لدى ابناء الجعاشن- وسطاء العدل والسلام لدى أساطين الدول العظمى...،وحينها ستسارع الحكومات لتخطب ود ابناء الجعاشن للحصول على مساعدات ومنح مالية للحكومات والأفراد...،وحينها ستتشدق وزارات إعلام عربية أنها ترعى حقوق الإنسان بدليل فتح قنوات إعلامية فضائية باسم ((الفضائيات الجعشنية))...وحينها ستتصدر صور ابناء الجعاشن صحافة الأحزاب العربية الحاكمة كعناوين وعرابين(جمع عربون) صداقة للإمبريالية العالمية...

مقطع للشاعر أحمد مطر نهديه نيابةً عنه لأبناء الجعاشن :

وطني ثوب مرقع

كل جزءٍ فيه مصنوع بمصنع

وطني : عشرون جزاراً

يسوقون إلى المسلخ

قطعان خرافٍ آدمية!

وإذا القطعان راحت تتضرع

لم تجد عيناً ترى

أو أذنا خارج المسلخ.. تسمع

فطقوس الذبح شأن داخلي

والأصول الدولية

تمنع المس بأوضاع البلاد الداخلية

إنما تسمح أن تدخل أمريكا علينا

في شؤون السلم والحرب

وفي السلب وفي النهب

وفي البيت وفي الدرب

وفي الكتب

وفي النوم وفي الأكل وفي الشرب

وحتى في الثياب الداخلية!

****

 

فرقتنا وحدة الصف

على طبلٍ ودف

وتوحدنا بتقبيل الأيادي الأجنبية

عرب نحن .. ولكن

أرضنا عادت بلا أرضٍ

وعدنا فوقها دون هوية

فبحق البيت

.. والبيت المقنع

وبجاه التبعية

أعطنا يا رب جنسية أمريكا

لكي نحيا كراماً

في البلاد العربية

 

******

شاعر وناقد أدبي

a.monim@gmail.com