الحركات السلفية في اليمن تسخير أم تحديث
بقلم/ فؤاد الصوفي
نشر منذ: 15 سنة و 5 أشهر و 28 يوماً
الثلاثاء 02 يونيو-حزيران 2009 10:02 ص

من مآسي العمل الإسلامي المعاصر الفرقة والاختلاف بين قياداته الدعوية والعلميــة، وتـــحريض الأتباع عــلى التبرؤ من المخالف ومعاداته، ومن ثم مقاطعته وتحديد الموقف من إسلامه! أســــلوبٌ في الـــخلاف لم يُعرف له أنموذج من سلف الأمة الذين كانوا يحرصون على إظهار الحق وانتصاره سواء كان على أيد يهم أم على يد من سواهم.

 ومن يتتبع معظم أسباب الخلاف في ميـدان العمل الإسلامي اليوم يجد أن غرض اللاحقين خــــلاف مــــا كان عليه غرض السابقين من ســلف الأمة في اختلافهم كما أنه سيلمس ضعف التجرد عند البعض، ولعل للحظوظ النفسية نصيب لذلك زاغ بعض المختلفين عن أدبه وحاد عن طريق الصواب في أسلوبه فوجدنا اختلافا للخلف فيما اتفق عليه السلف!.

والمتأمل في واقع العمل الدعوي السلفي سيجده قد كثرت تجمعاته وتعددت ألويته تمثلت تلك الألوية بالأربطة العلمية التقليدية والمراكز الشرعية الخاضعة لمؤسسيها من المشايخ والعلماء والمريدين الذين يذعنون لاجتهادات علمائهم التي بدأت في معزل عن الواقع وواجباته، ثم مرت بمراحل تحديثية عديدة منذ بروز رموزها إلى اليوم ، وإن كان هذا يعد منقبة لرموزها الفضلاء إلا أنها لو بدأت من حيث انتهى السابقون لوفرت لنفسها جهدا ووقتا ولاستطاعت أن تاتي بما لم يأت به الأولون، مع أنها قائمة بجهد مبارك لا ينكر في الجانب الدعوي والخيري والتعليمي أسهم في النهضة العلمية والتربوية والدعوية.

ومعلوم أن تلك الأربطة تنضوي تحتها كوادر جيدة واعية تتطلع إلى دور أفضل وتنتظر بفارغ من الصبر النظرة الجديدة لروادها المواكِبة للعصر ومستجداته، المتلائمة لتطلعات الجماهير والتي من خلالها ستوظف تلك الكوادر قدراتها الدعوية بشكل أفضل متحاشية سلبيات السابقين ومستفيدة من إيجابياتهم وهذا بيِّن من خلال خطب ودروس وكتابات ومراجعات تلك الكوادر المستنيرة في أكثر من موقع ومن أكثر من جهة .

ومنذ فجر الوحدة اليمنية دخلت اليمن في جو جديد من الحرية والتعددية من جهة ومن حيث الواجب الدعوي لإزالة المنكرات والمحظورات من جهة أخرى، فقد كانت الوحدة محفوفة بكل ذلك حـيث انفــتح الشمال المــحافظ نحو الجنوب الذي كــــان قد فرض عـــليه الانحلال من قبـــل الحزب الاشتراكي الحاكم حينها وأفرزت الحريةُ وتصاعدُ الصحوة الإسلامية أحزابا ومؤسسات دعوية مختلفة ومنها المؤسسات السلفية الجديدة والتي خرجت من عباءة مدرسة الشيخ المحدث مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله- مستفيدة من أخطاء الشيخ ومن التطور الحاصل في البلاد وتمــددت شعبيتها وتــــكاثر أعدادها وتنامت مؤسساتها لكن رؤيتها بقيت قاصرة في بعض الجوانب وظلت تتطور شيئا فشيئا.

 ومرت أزمات كان يستلزم على حركات من هذا النوع تقودها رموز لها ثقلها أن تحدد موقفا ناضجا متجردا ومسئولا من تلك الأحداث فلم يتم ذلك وإن وجد بعضه لكنه بشكل غير رسمي وتختلف تلك المواقف من شيخ منطقة إلى شيخ أخرى وشيخ فصيل إلى آخر.

وبحكم الأحداث على الصعيدين المحلي والدولي أصبح وعي الشعب يربو ويزداد فترة بعد أخرى وبقي أتباع هذه الحركات كغيرهم يريدون لأنفسهم حراكا فاعلا في المجتمع والذي يصعب عليهم أن يعيشوا في طرحهم وتحليلاتهم في منأى عن الواقع، مما جعل المنصفين منهم لا تبتعد نظرتهم للأحداث عن حزب الإصلاح الإسلامي الأقدم ميدانيا والإسلامي الأبرز مما حدا بهم إلى صرف بعضهم الولاء السياسي له ومناصرته في الانتخابات في بعض المناطق وإن كان ذلك بخط أخضر من بعض القيادات التي تعترف بالفضل الكبير له حيث يعد المظلة الرئيسة للعمل الإسلامي .

تسخير أم تحديث؟

ثم بدأت مرحلة المراجعات فبزغت رؤى جديدة لرموز من رواد العمل الدعوي السلفي اليوم كانوا قد عُرفوا بأدبياتٍ تدعو إلى البعد عن الأنظمة الحاكمة وتندد بالتكتلات الحزبية والسياسية، فتغير الأمر وأصبح التكتل مشروعا وكسب رضا ولي الأمر والحصول على تأييد ه مطلب طبيعي إن لم يكن من الأولويات التي يحرص عليها بعض رموز الدعوات الإصلاحية في عالم اليوم.وكذلك في قضية الانتخابات كان هناك توجيه ودعوة للناس بالابتعاد عنها، وفجأة نجد تحولا إيجابيا نحوها؛ الأمر الذي كانت الدعوة بحاجة إليه منذ البدء بخوض الانتخابات البرلمانية وهو ما دعا إليه التجمع اليمني للإصلاح حينئذ.

وفي السنة الماضية طالعتنا أنباء عن فتوى جديدة لأحد رواد العمل الدعوي السلفي - وهو من القيادات السلفية البارزة في اليمن- تقضي بدعوة أتباعه ومريديه إلى التوجه إلى لجان القيد والتسجيل لتقييد أسمائهم في سجل قيد الناخبين لا ليناصروا إخوانهم في حزب الإصلاح الإسلامي ولا ليكوِّنوا حزبا جديدا؛ بل ليتم ترشيحهم للحزب الحاكم الذي يعد خليطا من اليساريين والعلمانيين وغيرهم لعدم جواز الخروج عنه!،مع أن الدستور يضمن للمواطن الترشيح والترشح تحت أي لافتة ولا يعد ذلك خروجا عن الحاكم مالم يكن برنامجه خارجا عن الدستور والقانون.

يأتي ذلك بعد إعراضٍ وتنظيرٍ دام سنوات فحواه عدم مشروعية الانتخابات

وإن كان المتوقع أن كثيرا من الأتباع لن ينصاعوا لهذا التغير المفاجئ بسهولة لتشبّعهم بسماع النقد المستمر والتحريم المسبق للمشاركين في الانتخابات والتصريح على عــــدم مشروعيتها بدعوى أنها محاطة بالشبهات والمفاسد ومـــن أهمها مسا وات المرأة بالرجل في الاقتراع...، فضلا عن كونها من لب الديمقراطية التي تعد - حسب طرح بعض رواد العمل السلفي- نظام كفري مستورد من الخارج لا مبرر لممارسته ناهيك عن القبول به والمشاركة فيه !

وتلك الفتوى كانت مؤشرا إلى أن هناك مرحلة جديدة مرتقبة سيعلن عنــــها العمل الإسلامي السلفي، وظل المراقب يلمس إرهاصات ذلك التجديد براحة تارة وحَيْرة تارة أخرى، عن كيفية التجديد وهل سيدخل السلفيون مرحلة جديدة بنظرة متطورة للحياة المعاصرة تعي الحاضر وتوظف الواقع وتستشرف المستقبل يخرج فيها السواد الأعظم من الجماعات السلفية من تغييب عن الأحداث وتهميش المنظرين للدور المطلوب لتلك التجمعات برؤية حرة ذات سيادة كاملة ؟ أم ستخرج ببرنامج يضاف إلى الحركات الأخرى التي ليس لها أي دور في الميدان العملي في البلاد ؟

التجمع السلفي :

تتابعت الأحداث وتكررت أخطاء مسئولين محسوبين على السلطة في الجنوب وزادت وتيرتها في الآونة الأخيرة وفرضت نفسها على الواقع مما ولد حراكا جنوبيا بات يهدد وحدة البلاد، فلجأت أطراف لتحريك ماسكن من القوى الحاضرة في الميدان، مما يُلزِم الأطراف السلفية أن تحدد موقفها حيال تلك الأحداث، فتجمعت الفصائل السلفية التي تربو على عشرين فصيلا، تجمعوا من المناطق الجنوبية والشمالية، ورغم أن الفصائل المجتمعة لا تسلم من الخلاف فيما بينها إلا أنها تغلبت على الفوارق في الرؤى فتجمعت ومع ذلك لم يخل الاجتماع من اختلاف خاصة حول تحديد الموقف من أحدث القضايا الساخنة في الميدان وهو موضوع الحراك الجنوبي والوحدة اليمنية الذي لأجله نظم الملتقى السلفي .

هذه الخطوة الجريئة والجديرة بالاهتمام تطرح عدة تساؤلات منها: هل هو توجّهٌ جديد وتكتيك حديث يخرج المريدين إلى الشارع ليخوضوا غمار الحياة ويعملوا على نهضة الأمة بالمفهوم الشامل للنهضة وللأمة ؟

وهل أضحى هناك برنامج سياسي لرموز السلفية المعتدلة لتصبح كغيرها من الأحزاب السياسية الإسلامية وسيصبح اللقاء السلفي المشترك،على غرار اللقاء المشترك الذي استطاع فيه الإصلاح أن يستوعب أعداء الأمس رغم القناعات المترامية والرؤى المتباينة، فأجدر بالتجمعات السلفية أن تكون حزبا يضم أطيافه المختلفة تحت مظلة واحدة برؤية موحدة للحياة اليمنية من منظور المدرسة السلفية المعاصر أسوة بسلفيي الكويت وسلفيي السودان الذين استوعبوا واقعهم وجددوا نظرياتهم وخاضوا غمار العمل السياسي الإسلامي منافسين اللبرالية والعلمانية ومناهضينها برؤى ومشاريع وجها لوجه موظِّفين لإمكاناتهم المادية وكوادرهم البشرية، وكالحوثيين مؤخرا الذين فرضوا وجودهم ليس على المستوى السياسي فحسب بل على المستوى العسكري والفكري؛ مستفيدين من هامش الديمقراطية والحريــة المــــتاحة ملزمين النظام بتــــحقيق مآربهم والسماح لــــــهم بممارســــة حريتهم ومعتقداتهم.

وبالتالي فـــــإن هذه الخطوة تعتبر أبرز خطوة للاتجاهات السلفية نحو التجديد وإن كان هناك فصائل سلفية أخرى نحت منحى آخر بني على أساس تكفيري لكل من رضي بالعمل السياسي وانخرط فيه في ظل الديمقراطية الغربية.

وهناك من يرى أن الخطوة لا تعدو كونها إعلان ظهور وإبراز هوية للفت النظر وتأكيدٌ على الوجود ورغبة البعض في الحصول على كسب ولاء ودعم رسميّ والانضواء ضــمن الـــجماعات والحركات التي تسخر لـخدمة النظام و رموزه بشكل مباشر أوغير مباشر ومن ثم القيام بمواقف تحد من قوة المعارضة وبالذات حزب الإصلاح المعارض. ولتنفيذ خطط لتصفية حسابات سياسية ضد هذا أو ذاك ، فالنظام يتخبط للبحث عن أي كيا ن إسلاميٍّ ليكون بديلا عن الكيان السياسي الإصلاحي الذي طالما أرقه كثيرا لما يمتلك من تكتيك تنظيمي وأيدلوجي الأمر الذي نفاه أحد رموز الملتقى ، وأكد أنه لن يكون حليفا بديلا عن الإصلاح ! وهي رسالة كان يتمنى أن يسمعها كثير من أبناء الصحوة الإصلاحية بل والسلفية منذ زمان طويل لتكون دالة على النوايا الحسنة التي لأجلها وجدت هذه الجماعات خاصة عند من لم يتعامل معها أو مع روادها.

كما أن النظام بحاجة إلى تفعيل دور السلفية في مواجهة من دُعموا ضدها في صعده ففي كلا الحالتين النظام بحاجة إلى استقطاب كيانات تضاهي الكيان الإصلاحي ومستعدة أن تقارع معه المعارضة والحوثيين من خلال نظرة أيدليوجية وعقدية وتصبح بديلة عنه في الانتخابات وفي الشارع.لاسيما في هذه المرحلة الصعبة التي باتت براميل التشطير تنصب في الطرقات والأسلحة ترفع أمام النظام .

وفي الوقت نفسه فإن حليف النصر الوحدوي السابق لديه رؤى جديدة للتعامل مع الأحداث و أصبح يمتلك تكتيكا سياسيا حديثا يختلف عن السابق، ورؤيته الجديدة حملت ولي الأمر كل نتائج وتداعيات الأزمة الجنوبية مايشير إلى أنه لن يُستَغَل كما استغل في الحروب السابقة فلديه فلسفة جديدة يدافع بها عن الوحدة متمثلة برد المظالم ومنح الصلاحيات وتحقيق الحكم المحلي والتفاهم مع الشرفاء من شركاء الوحدة، فيأتي التكتل الجديد ويعلن باكرا أنه مستعد لخوض القتال حفاظاعلى الوحدة وضد الخروج على ولي الأمر .

وإضافة إلى طمأنة الشيخ المهدي الإصلاحيين بأنه لن يكون بديلا عنه في التحالف مع الحاكم كان قد صرح بإمكانية التحالف مع الإصلاح إذا ترك الأخير التحالف مع الأحزاب اليسارية وهذه الرسالة تأتي بسبب مايميز الشيخ من وعي وانفتاح وتفاعل مع الأوضاع السياسية.

والإصلاح وإن كان قد توجّه نحو التكتيك السياسي فاستطاع أن يكسب أطرافا يسارية كانت المسافات بينه وبينها طويلة وهذا يعد في حد ذاته نجاحا سياسيا له، لكنه أخفق في كسب الاتجاهات الإسلامية التي تعتبر أقرب إليه ولو في تحقيق الهد ف العام بل أصبحت الرؤية للتكتل السلفي أنه تكتل خيري ويصعب التنسيق بينه وبين التكتل السياسي!

وهذا التكتل الخيري أصبح وبعد سنوات من العمل الدءوب والحركة النشطة يميط اللثام عن نفسه ويعلن عن وجوده كعنصرٍ استطاع أن يوحد كيانه ويخرج من عباءات كانت منغلقة ليدرك مسئوليته ومهمته في واقع الحياة ويمضي بيقين وإيمان أن على عاتقه واجب جديد فرضَ عليه تكتيكا جديدا ليمتد نشاطه من الخيري والعلمي والدعوي إلى التنظيمي والسياسي .

تطوير في الرؤى وتأخير في الممارسة :

ورغم الالتقاء إلا أن هناك تباين في بعض الرؤى :ففي الوقت الذي يعلن فيه فصيل فيقول"لم نفكر حتى الآن في تشكيل حزب سياسي، لكن الفعاليات السياسية ليست ممنوعة عندنا شرعا ولا قانونا". ولكن تساؤلا يطرحه المراقب إذا كان العمل السياسي جائز ومشروع فما المانع من ممارسته لاسيما وقد وجدت الدواعي وانتفت الموانع .

ويقول فصيل آخر :" السلفيون ليسوا منغلقين وعندهم رؤى سياسية، والسياسة جزء من عقيدتهم، والدستور اليمني نص على أن الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات والقوانين" .

وبينما يعلن فصيل أنه سيخوض معركة الدفاع عن الوحدة بالدم وتحت لواء الشرعية كما كان مشاركا تحت لواء الإصلاح في حرب 94فإنه سيخوضها لو اقتضى الأمر ذلك تحت لواء الشرعية.

بينما يعلن فصيل آخر بأنه لو حصل ذلك فإنها ستكون كما أطلق عليها- فتنة-إشارة إلى أنه قد لا يشارك في ذلك كما كان الوضع لأطياف سلفية إبان حرب 94والذين امتنعوا عن المشاركة بحجج مختلفة منها انها فتنة ومنها أنه ليس هناك لواء شرعي يقاتلون تحته إشارة إلى موقف متشدد من حزب الإصلاح وعدم شرعية القتال تحت لوائه، وكذلك الحال بالنسبة للحاكم أيضا أي لا يجوز القتال تحت لوائه حينئذ!.

ويعد الملتقى قفزة توعية في واقع العمل الدعوي بشكل عام والسلفي بشكل خاص حيث كانت هناك آمال معقودة لدى كثير من شباب العمل الدعوي السلفي بأن تقضي الحركات السلفية على الفرقة التي شقت الصفوف وعددت الشيوخ وشتتت المريدين ونشبت مناورات ليس بين الأتباع فحسب بل بين الشيوخ وشيوخهم! .

وإن كنا لا نريد أن نذكر بالماضي إلا أن ذلك يؤكد أن الحركة السلفية لوكانت لم تفرق صفوفها ولم يجثم عليها التحجر من بعض الشيوخ لشكلت رقما قويا ربما يفوق الحركات الأخرى، لكن كثرة جيوبها والتعصب لآراء شيوخها أدى إلى تخلخل صفوفها مما أخر الآمال التي كانت تعقد لقيام مثل هذا التجمع .

دون المطلوب:

 حين يجتمع ذاك العدد من الدعاة الأفاضل في هذا الوقت العصيب في حياة الشعب اليمني لعل الفرصة كانت متاحة في أن يطرحوا أوراقا جديدة أحدث مما ذكر ويتناسوا الماضي ويستشرفوا المستقبل، ويجعلون من الأوضاع المتردية وعدم الاستقرار في البلاد دافعا ومبررا ليكوِّنوا تكتلا له نظرته المستقبلية فكريا وسياسيا ويحدد موقفه من الأحداث المحلية والدولية ويسهم في دور إيجابي أشمل على المستويين الديني والوطني ولا يتوقف حديثهم على المحافظة على الوحدة وهو الأمر الذي لا يختلف اثنان في ضرورة التضحية لأجله بكل ممكن إذا لزم الأمر.

وبقدر سعادة الكثير بالملتقى إلا أن نتائجه لم تكن على حسب تطلعاتهم فالمنتظر منه كان أكبر من ذلك، ويرى مراقبون أنه ليس من اللائق أن يكون المقصد من الملتقى عبارة عن صفارة إنذار ضد الحراك الجنوبي وإعلان الولاء المطلق للنظام؛ وإن كانت هناك إشارة إلى ضرورة النصح حول أوضاع الجنوب فرضها الحضور الجنوبي في الملتقى.

 ورغم تأكيد الشيخ عبد العزيز الدبعي أن مجيئهم كان "دون إملاء أو إيعاز من أحد أو جهة" إلا أن مخاوف التسخير تبدو بالإجماع الذي طمئنوا من خلاله الحاكم ألا خروج عنه وأنهم معسكر جاهز للدفاع عن أخطائه في الجنوب! الأمر الذي من شأنه أن يشكك في دوافع الملتقى ويخيب آمال التجديد والتحديث المرتقبة ويؤكد أنه بقي عقود من الزمن للنضج السياسي لبعض الحركات السياسية السلفية في اليمن وأن التوقعات التي تنبئ عن توجه رسميّ تسلكه القيادة السياسية لتسخير بعض الحركات الدعوية والجماعات الخيرية في تحقيق أهدافها وأغراضها صار بارز المعالم وهو الأمر الذي لا يليق بمقام أولئك الرموز الفضلاء وتلك الحركات.

فهل نحن أمام تحديث للحركات الدعوية أم تسخير؟.

مديرموقع الوفاق الإنمائي

  wefaqdev.net