بلينكن يحدد شروط اعتراف الولايات المتحدة بالحكومة السورية الجديدة دعوة إلي عقد مؤتمر مانحين عاجل لدعم اليمن وقف النار في غزة واتصالات سرية لإنجاز الصفقة شرطة كوريا الجنوبية تدهم مكتب الرئيس... ووزير الدفاع السابق يحاول الانتحار دول عربية تبدأ بإرسال مساعدات لدعم الشعب السوري بعد سقوط الأسد روسيا تطلق تصريحات جديدة حول الاسد وتجيب عن إمكانية تسليمه للمحاكم الجيش السودانى يجبر قوات الدعم السريع على الانسحاب من شمال الخرطوم رسائل نارية من الرئيس أردوغان بخصوص سوريا وأراضيها وسيادتها خلال لقائه بقيادات حزب العدالة والتنمية عاجل: إدارة العمليات العسكرية تكشف قائمة تضم 160 قائدا عسكريا من نظام الأسد وصفتهم بمجرمي الحرب .. مارب برس يعيد نشر قائمة اسمائهم هكذا احتفلت محافظة مأرب بالذكرى السابعة لانتفاضة الثاني من ديسمبر 2017م
حذر الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد من مخاطر اللعب بالنار في هذه المرحلة، واصفاً الجهات التي تتورط في إصدار تهديدات بالقتل أو التخطيط لاغتيالات بأنها حمقاء وطائشة لأنها لا تقدر خطورة ممارساتها على السلم الاجتماعي.
وبشأن الازمات التي تشهدها اليمن، وآخرها أزمة الانتخابات، يؤكد على أهمية التشاور بين القوى السياسية للتوصل إلى مخارج، مبدياً استعداده للمشاركة في أي مؤتمر وطني يُدعى إليه من أجل ذلك.
لقاء: ســـــــامــــي غـــــــالب
> سمعنا عن محاولة لاقتحام مقر إقامتك في دمشق, ما الذي حدث بالضبط؟ هل تلقيت أية اتصالات من الجهات الرسمية اليمنية بشأن موقفها من استهدافك؟ وهل جرى تواصل بينك وبين الرئيس علي عبد الله صالح لإزالة أية التباسات عن احتمال تورط أجهزة يمنية في المحاولات السابقة ؟
- سبق أن تحدثت عبر صحيفة الأيام الغراء عن تلك المحاولة, فقد حاول أكثر من خمسة أشخاص اقتحام منزلي بعد منتصف الليل لكن مشيئة الله ويقظة الحرس أفشلت هذه المحاولة، وهي استمرار للمحاولات السابقة التي تعرضت لها في الماضي. اتصل بي بعض المسئولين في اليمن للاستفسار عن ما جرى وأكدت لهم صحة ذلك ولم يعلقوا، واكتفيت بنشره في الصحف لاطلاع الرأي العام على ما جرى فالشعب هو الحكم. وقبل ذلك استلمت تهديدات مباشره بالقتل عبر الهاتف ، ولم اصدق أن تصدر مثل تلك التهديدات من جهة من المبكر الكشف عنها. مع الأسف أن هناك من يلعب بالنار ولا يقدّر خطورة وانعكاسات مثل هذا العمل الأحمق والطائش على استقرار اليمن ويلاحظ أن البعض يعمد إلى إشعال الحرائق في كل مكان ، وسيكون لها انعكاسات خطيرة على السلم الاجتماعي الذي يمثل ركيزة للاستقرار السياسي والاقتصادي على مختلف المستويات.
> هل أبلغتك الأجهزة الأمنية في سوريا بأية نتائج أولية حول محاولة اقتحام منزلك؟
- هناك بعض المعلومات ولست بصدد الإفصاح عنها في الظرف الراهن.
> ما طبيعة التهديدات التي تلقيتها, وهل لها علاقة بالتطورات في الجنوب؟
- معظم التهديدات كانت متزامنة مع احتفالات الشعب بذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة وهناك بعض التهديدات وصلتني بطرق ومناسبات مختلفة حيث بيّنتُ سلفاً أن المقصود منها إرهابنا بغرض تحييدنا عن مواقفنا الثابتة.
> أشار حيدر أبوبكر العطاس إلى احتمال تورط جهة من خارج اليمن في محاولة اغتيالك, مالذي يمكن أن تقوله في هذا الشأن؟
- هذا صحيح، فلقد وصلتنا معلومات تحذرنا وتؤكد تورط جهة من خارج اليمن بذلك، واتخذنا الاحتياطات الأمنية اللازمة مع الجهات المسئولة في البلدان التي نقيم فيها، أما موضوع الجهة الخارجية التي أشار إليها المهندس حيدر أبو بكر العطاس فأنا لست الآن بصدد الحديث عنها أو كشفها للرأي العام.
> كيف تؤثر مثل هذه التطورات الخطيرة على نشاطك ومواقفك؟
- لن تثنينا مثل هذه الأعمال المتهورة التي تنوي إرهابنا عن مواقفنا الثابتة تجاه القضايا الوطنية، إضافة إلى نشاطاتنا الفكرية والثقافية من خلال المركز العربي للدراسات الإستراتيجية.
> كيف تقيم الأوضاع الراهنة في المحافظات الجنوبية والشرقية, وخصوصا لجهة دعوة التسامح والتصالح التي كان لك دور بارز في إطلاقها وتعزيزها في الجنوب؟
- أنا لا أدعي أنني "عرّاب" هذه الحركة بل الجميع كان مع التصالح والتسامح لتجاوز الآثار السلبية الناجمة عن الصراعات في الجنوب منذ عام 1967 وحتى قيام الوحدة، وأنا أحيي أبناء شعبنا الذين استجابوا لهذه الدعوة وارتفعوا إلى مستوى المسؤولية الوطنية وجسدوا أنبل صور الوحدة الوطنية. مع الأسف فإن البعض استفزته فكرة "التصالح والتسامح" وفسرها تفسيرات خاطئة لا تنسجم مع الروح السامية لتلك الدعوة. ونأمل أن تحذو بقية المحافظات حذو اخوانهم في الجنوب ويعملوا على فتح صفحة جديدة من التصالح والتسامح لتجاوز خلافات الماضي ومنها قضايا الثأر والصراعات التي مر بها الشمال منذ عام 1962 وحتى الآن.
> ما هي برأيك الوسائل التي من شأنها منع تحول فكرة التسامح بين الجنوبيين إلى دعوة كراهية ضد الشماليين؟
- سبق أن قلت لكم في لقاء سابق العام الماضي, إن: "الروح السامية لتلك الدعوة لا تدعو إلى هذا"، وأعتقد أن التصالح والتسامح في الجنوب لن يتحول إلى كراهية ضد المواطنين في الشمال. وإذا كان هناك خلاف مع السلطة فيجب أن لا يتحول إلى خلاف بين المواطنين الذين يتشاركون في أجزاء مختلفة من المعاناة.
> هل ينتابك قلق على مستقبل الحراك الجنوبي, وخاصة احتمال تشرذم قياداته ورموزه؟
- لقد أكدت على هذا الأمر أكثر من مرة في عدد من المقابلات والحوارات وأكررها اليوم عبر صحيفتكم الغراء: قوة الحراك في توحدهم وعدالة قضيتهم، وضعفهم ومقتلهم الوحيد في أية خلافات تحدث بينهم.
> تواجه اليمن خطر اهتراء نسيجها الوطني, فإلى الأزمة في الجنوب هناك أزمة في الشمال واحتمالات تجدد الحرب في صعدة, كشخصية وطنية فاعلة, ماهو برأيك المخرج الناجع لاجتياز هذا الخطر؟
- جميع التقارير والدراسات تؤكد أن اليمن يمر بأزمة خطيرة. والمتتبع لمجرى الأحداث في اليمن يرى ذلك بوضوح وآخرها أزمة الانتخابات، فالمرحلة اليوم تتطلب التشاور بين القوى الفاعلة أكثر من أي وقت مضى بشأن البحث عن مخرج لهذه الأزمات التي تعاني منها البلاد والعباد بعيداً عن المكابرة، فالوطن مسؤولية الجميع في السلطة والمعارضة.
أما فيما يتعلق بتجدد الحرب في صعدة فنأمل أن لا تتطور الأمور وتندلع حرب سادسة، لأن الخاسر الوحيد منها هو المواطن سواء أكان عسكرياً أم مدنياً، إضافة إلى إيجاد حل جذري للازمة السياسية في الجنوب, لأن ذلك يلحق ضرراً بالنسيج الوطني واللحمة الوطنية ويؤدي إلى مشاكل كبيرة والشواهد على ذلك كثيرة كما حدث في الصومال فنحن لا نريد للوطن أن يتصومل.
> على ذكر الصومال كيف تقرأ مشكلة القرصنة في خليج عدن والقرن الإفريقي؟
- غياب الدولة في الصومال منذ سقوط نظام الجنرال محمد سياد بري وحتى الآن كان نتيجة للحكم الفردي للجنرال لأكثر من عشرين عاماً ، شهد الصومال خلالها سلسلة من الصراعات والحروب الداخلية والإقليمية وما سمي حينها بحرب القرن الإفريقي (حرب السبع سنوات مع أثيوبيا) التي أكلت الأخضر واليابس واستنزفت إمكانيات البلد وموارده وأثرت على استقراره وتنميته، كل تلك المشاكل أدت إلى انهياره وتمزقه وقيام أكثر من كيان فيه، وكذلك انهيار تام في البنى التحتية، فانتشرت الفوضى والميلشيات المسلحة مما أدى إلى التواجد الأثيوبي في الصومال والأجنبي في المنطقة. في ظل هذه الظروف غير المستقرة كان من الطبيعي أن تظهر مشاكل كبيرة ومعقدة كهجرة أبنائه إلى اليمن وغيرها من الدول, هرباً من الموت والفقر والمجاعة, وكذلك مشكلة القرصنة في القرن الأفريقي وخليج عدن وأخرها اختطاف السفينة اليمنية، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه فسوف يكون لذلك أثر خطير على اليمن والمنطقة وعلى الملاحة الدولية بصورة عامة.
> كيف تقيم نتائج لقاء العسكرية بيافع, والإعلان الصادر عنه وبخاصة اختيار حسن باعوم لرئاسة مجلس جنوبي وسط مقاطعة بعض الشخصيات الفاعلة في الحراك؟
- بإمكانكم أن توجهوا مثل هذا السؤال إلى قيادات الحراك في الجنوب.
> لديك أنصار كثر في اليمن وخاصة في الجنوب, وهؤلاء يتساءلون ما إذا كنت منخرطا فعلا في توجيه الأحداث في الداخل؟
- أنا لا أنكر علاقتي بأهلي وشعبي من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية وبقية المحافظات الأخرى، أما فيما يتعلق بتوجيه الأحداث فأعتقد أن الذي يقف وراء هذه الأحداث من مظاهرات واعتصامات هو المعاناة (الناتجة عن) حرب 1994 وما تبعها من إقصاء وتهميش. كل ذلك أدى إلى هذا الحراك الذي مازال مستمراً لأكثر من عامين وهذا ما أوضحناه أكثر من مرة.
> في الحوار الذي أجرته النداء معك قبل عام, علقت على المعالجات التي شرعت الحكومة في تنفيذها لاحتواء الاحتجاجات في الجنوب بأنها متأخرة وكان ينبغي أن تتم عقب انتهاء حرب94, وعلى مايبدو فإن هذه المعالجات لم تحقق غرضها, والحاصل أن الخطاب الاحتجاجي ازداد حدة؟
- عندما علقتُ على تأخر المعالجات كنت أعني ما أقول لأني كنت بصدد التذكير بالدعوة التي وجهتها للقيادة عقب حرب 94 مباشرة ونشرتها صحيفة "الحياة" اللندنية والتي نوهت فيها إلى خطورة الشعور بالانتصار وما قد يترتب عليه من تكريس لممارسات إقصائية على الشعب في الجنوب, وشددت على ضرورة تجاوز هذه المسالة والتنبه لخطورتها بصورة استباقية والحد من انعكاسات ذلك وتكريس مبدأ المواطنة المتساوية, ولكن الحبل تُرك على الغارب ومرت فترة حوالي عقد ونصف وظن البعض أن القضية انتهت, لكن الأيام أثبتت صحة رؤيتنا المبكرة. أما عن تأخر المعالجات فنحن لم نكن ضدها حتى إن جاءت متأخرة بل أكدنا عليها مراراً وتكراراً, وأملنا غير مرة في أن تحقق شيئاً وأن تكون مُلبية لطموح الناس. والواقع أنها لم تكن كذلك وفقاً لما نراه اليوم.
> هل صحيح أن السلطات الرسمية في اليمن احتجت لدى القيادة السورية من نشاطك واتصالاتك؟
- نعم هذا صحيح.
> يواجه الحزب الاشتراكي خطر تشرذمه جراء التطورات في الجنوب, باعتبارك من القيادات التاريخية للحزب, ما الذي تقترحه على قيادة الحزب لتفادي الأخطار التي تستهدف الاشتراكي؟
- الحزب الاشتراكي اليمني حزب عريق وأصيل ومناضل ومع الأسف فقد مر بسلسلة من الأزمات والشدائد لكنه استطاع أن يتجاوزها. نحن نؤكد على الحوار لحل أي خلافات أو تباينات في وجهات النظر لأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى الحفاظ على وحدة الحزب. ونرى في تحالفاته السياسية وعلاقاته بالجماهير مصدر قوة له تضمن استمراريته وصموده ومتابعة مسيرته الوطنية. واعتقد أن بعض الأحزاب مرت وتمر بنفس الخلافات, أو ما سميتموه بالتشرذم, بسبب ما يقوم به البعض من إضعاف لدور هذه الأحزاب, وهذا لا يخدم الوطن والمصلحة الوطنية .
> هل تتواصل مع قيادة الحزب, وهل ترى أن الاشتراكي فقد القدرة على استيعاب المتغيرات التي طرأت على الساحة الجنوبية خلال العامين الماضيين؟
- أتواصل مع قيادة الحزب الاشتراكي اليمني بقيادة الأخ الأمين العام للحزب الدكتور ياسين سعيد نعمان، كما أتواصل مع كافة قيادات الأحزاب السياسية والشخصيات الاجتماعية في الساحة اليمنية. الحزب الاشتراكي له تحالفاته السياسية وفقاً لرؤيته للمعطيات الراهنة التي تشهدها الساحة وله علاقاته مع الجماهير في المحافظات الجنوبية, وهذه التحالفات لا تؤثر على موقف قيادة الحزب من الحراك في الجنوب, وهو يُعلن عن سعيه مع قيادة المشترك ومع كافة القوى السياسية الأخرى من أجل إيجاد حلول ناجعة للأزمة التي تمر بها المحافظات الجنوبية والشرقية وبقية المحافظات الأخرى.
> ما وجهة نطرك حيال التحضيرات التي يقوم بها المشترك لعقد مؤتمر وطني؟ وفي حال وجهت إليك الدعوة هل ستشارك؟
- حتى الآن لم ابلغ بهذه التحضيرات. وفي حال تم توجيه الدعوة لي للمشاركة فإنني لن أتردد بالحضور إلى أي مؤتمر وطني تحضره كافة الأطراف السياسية والاجتماعية اليمنية للخروج بالبلد من هذه الأزمة. عندما وجهت لي الدعوة إلى عمان عام 1994 شاركت في ذلك اللقاء الوطني الذي توج بتوقيع وثيقة العهد والاتفاق التي كانت محل إجماع وطني وتضمنت حينها أسساً هامة لبناء الدولة اليمنية الحديثة .
> أعلن المشترك الجمعة الماضية تدشين فعاليات اللقاء التشاوري أهم القضايا التي يمكن أن تشكل بنود الحوار, وبينها القضية الجنوبية, هل ترى أن المشترك يتجه في المسار الصحيح لتجاوز الأزمات الداخلية؟
- القضية الجنوبية ذات أولوية ضمن المعطيات الراهنة وقد باتت تحظى بإجماع وطني ومن يخرج على هذا الإجماع يحكم على نفسه بالعزلة السياسية. أعتقد أن المشترك تنبه لهذا الأمر. والأمل في أن تتوافق الإرادت السياسية وأن تكون مُلبية لمصالح الشعب, شماله وجنوبه، وأنا أرحب بهذه الجهود التي تبذل من قبل أحزاب اللقاء المشترك وكافة القوى الوطنية التي تبحث عن مخرج للأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد.
> هل جرى أي تواصل مع اللجنة التحضيرية للحوار التي يرأسها حميد الأحمر؟
- أتابع الجهود التي تقوم بها اللجنة التحضيرية برئاسة الشيخ حميد الأحمر ونأمل أن تكلل أعمالها بالنجاح.
> هل التقيت حميد الأحمر مؤخرا, وتداولت معه بشأن مشروع اللقاء الوطني؟
- جمعتنا بعض اللقاءات في وقت سابق ولكن لم يحدث لقاء مؤخراً. وتجمعنا به وبغيره من السياسيين علاقات تواصل, كلها تصب في مصلحة الوطن وتتحرك في مجال تداول المستجدات العامة بروح المسؤولية وبحرص تام على المكاسب الوطنية والتاريخية.
> علاوة على الحملات الرسمية ضدك, تصدر أحيانا انتقادات لدورك من قبل بعض الأصوات الجنوبية, كيف تتلقى هذه الانتقادات, وإلام تعزوها؟
- الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. واليوم بعد هذا اللقاء الصحفي معكم, وبعد أي لقاء أو حوار, سأتفق مع البعض في الرأي واختلف مع البعض الأخر, سلطة ومعارضة، وكل انتقاد للرأي سأتلقاه برحابة صدر ومراجعة ذاتية. وبالنسبة للتجريح الشخصي فانا اربأ بنفسي عن الرد على مثل هؤلاء. ومن الأفضل للبعض أن ينشغل بهموم البلد بدلاً من انشغاله بتوجيه الشتائم التي ترتد على أصحابها وليس من شأنها إلا تعميق الكراهية والفُرقة.
> خلاف حضورك اللافت نهاية العام الماضي في مواكبة الأحداث في الساحة الوطنية, لوحظ ميلك إلى التهدئة منذ الربيع الماضي, وهناك من يعزو الأمر إلى جهود بذلتها السلطات اليمنية مع القيادة السورية ودول الخليج؟
- أولا, بالنسبة للوضع في البلاد فهو على ما هو عليه منذ سنتين، ولاحظ أن مضمون الأسئلة والأجوبة واحد في الجوهر. ثانياً مع الأسف فإن بعض الأشخاص حملوا ملفات إلى بعض المسئولين في عدد من الدول العربية يحملونني فيها مسؤولية الحراك في الجنوب والحرب في صعدة وبني حشيش والعداء للوحدة اليمنية بهدف إثارة بعض المتاعب لي في البلدان التي نقيم فيها أو التي لنا علاقة بها, أنا وغيري من القيادات. أنا لا أهتم بذلك فحدودي واسعة. كنت أتمنى أن لا تنقل خلافاتنا إلى خارج اليمن فنحن لسنا بحاجة إلى تصدير أزماتنا للخارج، ومثل هذه الأساليب لا تساعد على التهدئة والاستقرار في البلاد بل تزيدها توترا ، والبلاد والعباد بحاجة إلى الانفراج بدلاً من تضييق الخناق على الشعب وعلى القيادات في الداخل والخارج.
> في خطاب الرئيس بذكرى أكتوبر أشاد بك علانية, ما دلالة ذلك, وهل له صلة باتصالات بينكما؟
- أعتقد أن الرئيس عندما تحدث عن بعض الرموز الوطنية في الثورة لم يخطئ، فهذا تاريخ يعرفه شعبنا اليمني، وأنا أقدر إشارته إلى أسماء بعض القيادات التاريخية التي حكمت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية, وكنت أتمنى أن يشير إلى باقي القيادات التي شاركت في الحكم.
> في المشهد السياسي اليمني يتداخل الشخصي بالعام, حدثنا بصراحة عما إذا كانت هناك أمور شخصية تؤثر على علاقتك الوطيدة بالرئيس صالح؟
- لا توجد مشاكل شخصية بيني وبين الرئيس علي عبد الله صالح الذي عرفته منذ ثلاثين عام تقريباً ، فنحن نتفق ونختلف في أمور لها علاقة بمصالح الوطن والمواطن اليمني والخلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية.
> حول ماذا تختلفان (الرئيس وأنت) الآن؟
- أعتقد أن ما تضمنته هذه المقابلة وسابقاتها من رؤى وتصورات ومطالب يمكن أن تصف ما نختلف فيه الآن . خاصة وأنها لا تتضمن بأي حال من الأحوال مطالب خاصة فجميعها متعلقة بمصلحة الشعب ومستقبل الوطن .
> متى كان أخر اتصال بينكما (أنت والرئيس علي عبد الله صالح)؟
- يتم اتصال بين الحين والأخر، وأخر اتصال جرى بيننا قبل شهرين تقريباُ.
> ماذا بشأن واقعة مقتل ابن شقيقك العام الماضي في عدن؟
- استشهد الضابط سليمان هادي ناصر قبل عام تقريباً، وهو معروف بنزاهته وكفاءته وشجاعته كما يؤكد على ذلك جميع الذين عرفوه من ضباط ومرؤوسين. ونحن نأمل أن تكشف التحقيقات نتائج وأسباب هذا الحادث لنقطع الشك باليقين.
> لديك شبكة واسعة من العلاقات في المنطقة تمتد من اليمن إلى سوريا والخليج ومصر, ما حقيقة ما يشاع عن دور خارجي في تحريك الأحداث داخل اليمن, سواء في الجنوب أو في صعدة؟
- علاقاتي مع هذه الدول هي امتداد لعلاقاتي الشخصية والرسمية معهم عندما كنت في السلطة، ونحن نوظفها لمصلحة اليمن واستقراره واستقرار دول المنطقة. ومن خلال متابعتي اليومية للأحداث والتطورات التي تجري في اليمن إضافة إلى اتصالاتي شبه اليومية بالإطراف السياسية في البلاد فليس هناك ما يشير إلى علاقة لأي قوى خارجية في تحريك الأحداث التي تجري سواء في الجنوب أو صعدة كما تؤكد ذلك الأطراف المعنية بهذا الاتهام.
> هل تعتقد أن للعامل الإيراني دوراً فيما يجري في صعدة؟
- إيران نفت صلتها بحركة الحوثي، كما نفت ليبيا ذلك إلا ما يتصل بدور الوساطة، وكذلك نفى الحوثيون مثل هذه العلاقة والدعم. وأعتقد أن هناك أطرا دبلوماسية متعارف عليها تُعالج من خلالها مثل هذه المسائل.
> علمت من مصادر خاصة أنك تلقيت دعوة لزيارة الولايات المتحدة, لكنك فضلت تأجيل الزيارة, لماذا؟
- لا يوجد شيء "رسمي" من هذا القبيل, وأحياناً تُوجّه لنا دعوات لزيارة الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها من بلدان العالم، حيث يمتاز المركز العربي للدراسات الاستراتيجية بصفة "دولية" من خلال مركزه الرئيسي وفروعه ومن خلال ما يتبناه من مشروعات طموحة, وهناك مؤسسات مماثلة له حول العالم ومهتمة بنشاطه نتبادل معها الخبرات العلمية والعملية.
> تحتفل اليمن بذكرى الاستقلال وذكرى التوقيع على اتفاقية الوحدة في 30 نوفمبر, هل دعيت للمشاركة في الاحتفالات في صنعاء أو عدن؟
- نعم لقد وجهت لي الدعوة لحضور هذه المناسبة العزيزة على قلبي وعلى شعبنا. وقد شكرناهم عليها ، وأنا عبر صحيفتكم أتوجه بالتهنئة لشعبنا بذكرى جلاء القوات البريطانية واستقلال الجنوب وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية برئاسة الرئيس المناضل قحطان محمد الشعبي. ولا يسعني هنا إلا أن أحيي أرواح الشهداء والمناضلين الذين سطروا بدمائهم وتضحياتهم أروع البطولات التي توجت بالنصر على قوات الاحتلال وتحقيق الاستقلال، ويجب أن تقابل هذه التضحيات بما تستحق من تكريم وتقدير لكي يشعر الشعب أن تضحيات مناضليه لن تذهب سدى.
> بلغني أنك انتهيت من كتابة مذكراتك, متى ستصدر؟
- أستطيع القول بأنني أضع اللمسات الأخيرة لمذكراتي, ومسألة إصدارها يحتاج إلى بعض الوقت, وهي مقسمة إلى أربعة أقسام أولها الثورة، ثم الدولة، فالسياسة الخارجية، وأخرها الوحدة.
> هل تقدم فيها روايتك عن الأحداث الفاصلة في مسار الجبهة القومية والاشتراكي في الجنوب اليمني, وبخاصة اللحظات التي اتسمت بالعنف كأحداث يونيو78 ويناير 86؟
- في مذكراتي اعتمدت الموضوعية في سرد ما جرى من أحداث من اجل استخلاص الدروس والعبر لتجنب تكرارها في المستقبل. تعرضت إلى المحطات الهامة والفاصلة في تاريخ تجربة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بهدف إطلاع المواطن اليمني والعربي على هذه التجربة بإيجابياتها وسلبياتها، فنحن نعتز بما انجزنا بالرغم من كل الصعوبات والعثرات التي واجهت مسيرة هذه الدولة الفتية.
> ألا تخشى أن تؤثر المذكرات سلبا على دعوتك للتصالح والتسامح؟
- لا .عندما نتحدث عن مذكرات فنحن نتحدث عن تجربة ماضية أصبنا فيها كما أخطأنا، ولن أقول كما يفضل البعض "أخطانا التقدير" لأننا لسنا ملائكة ولا ندّعي العصمة والكمال، وعلى العكس هناك الكثير مما تتضمنه المذكرات ترفع التباسات وقد تُحرك قناعات كانت وربما لازالت راسخة عند البعض ممن عاشوا التجربة، وقد كرسنا من خلال التصالح والتسامح دروسا جيدة في الاتعاظ من التاريخ وإشاعة المحبة والسلام. الخشية على دعوة التصالح والتسامح لم تكن من "المذكرات" بل من "المُدبرات", ولكنها تجاوزت ذلك وتكللت بالنجاح والتوفيق.
> هل تتضمن مذكراتك نقدا ذاتيا ومراجعة؟
- ليست مذكراتي فقط التي تحمل نقداً ومراجعة بل وممارساتنا على الواقع وعملنا السياسي منذ فترة طويلة يحمل هذا النوع من النقد والمراجعة, وهذا ما دعونا غيرنا لأن يتخذونه مسلكاً في حياتهم فهو خير مسلك لمن يُحسن قراءة التاريخ ويُجيد الاتعاظ من دروسه, وهي من السمات الصحيحة والصحيّة, لا كما يتصورونها. وقد اشرنا إلى النقد والمراجعة في مقال نشرته صحيفة الأيام الغراء في يناير عام 2006، وبعد ذلك انطلقت فكرة التصالح والتسامح بين أبناء الشعب وجسدوا ذلك في التلاحم الجماهيري الذي نشاهده اليوم.
> بالتأكيد فإن القراء ينتظرون أن تحفل مذكراتك بالكثير من الأسرار والحقائق الجديدة, صحيفة النداء تتطلع لتزويدها بشيئ من هذه الأسرار أو الحقائق في ختام هذا الحوار؟
- نعم هناك الكثير من الوثائق والحقائق والمفاجئات التي تضمنتها المذكرات، إلا أن الوقت لم يحن لنشرها بعد، وشكراً لصحيفة "النداء" التي نتابعها باستمرار ونلحظ تألقها ونتمنى لها دوام التوفيق والتألق بين المنابر الإعلامية اليمنية المتعددة.