إردوغان يعلن عن اتفاق تاريخي بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات عاجل: المبعوث الأممي إلى اليمن يكشف أمام مجلس الأمن عن أبرز بنود خارطة الطريق اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة بدعم امريكي .. البنك المركزي اليمني يعلن البدء بنظام جديد ضمن خطة استراتيجية يتجاوز صافي ثروته 400 مليار دولار.. تعرف على الملياردير الذي دخل التاريخ من أثرى أبوابه أول تهديد للقائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع قيادة العمليات العسكرية تصدر قرارا يثير البهجة في صفوف السوريين أول تعليق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد فوز السعودية باستضافة كأس العالم دولتان عربيتان تفوزان بتنظيم كأس العالم الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية بجنيف تصدر كتابًا حول الجهود السعودية لدعم الاستقرار والسلام في اليمن اليمن ..انفجار قنبلة داخل مدرسة يصيب 7 طلاب ويكشف عن مأساة متفاقمة في بيئة التعليم
السعودية كانت تريد ضرب صعدة بقوة تدميرية هائلة منذ البداية والحوثيون لم يتأخروا في تقديم مبررات ومسوغات بما يخدمهم فهم يستهدفون الحاضن الاجتماعي والقاعدة التي يرتكز عليها الحوثي في ظل استراتيجيتهم الشاملة وكذلك عدم القدرة على توجيه ضربات مباشرة مؤثرة على مركز القيادة الرئيس له .
ومن هنا يأتي توصيف القصف الحوثي على نجران بالعشوائي والذي استهدف مدنيين دون أي غرض عسكري ليندرج تحت جريمة الحرب ضد المدنين وذلك ليس للإدانة فقط أو تبرير إضافي للرد والتحرك العملياتي على الأرض في اليمن ولكن لفتح الباب للاستخدام الأقصى للقوة - ولكن يجب عليهم أن يدركوا أن المسؤولية القانونية الدولية والإنسانية لانتهاك قوانين الحرب لا تسقط عن أي طرف حتى بمبرر قيام الطرف الأخر بتجاوزها وهذا ينطبق على الطرفين .
الحديث عن استهداف منشئات مدنية ومستشفيات وتحذير أهالي صعدة من الاقتراب من مقرات الحوثي مؤشر خطير كون اشتراطات التحذير الفعال أن يعطي فرصة حقيقية لتجنب استهداف المدنيين وليس مجرد إسقاط العتب باعتبارهم لصعدة كلها كثكنة عسكرية والحيثيات السابقة تسمح باستهداف صعدة تحت غطاء قانوني واستمرار الممارسات الحوثية في عدن وتعز تحرمها من التعاطف الشعبي والوطني.
والمنطق يفترض على الحوثي أن يكون احرص كونه ألأن ليس عليه مواجهة التزام نحو اليمنيين بشكل عام بل وأيضا نحو صعدة بشكل خاص فعدم القدرة على تحقيق النصر ليس عيبا والاعتراف بذلك شجاعة والتعامل المسؤول حكمة ولكن الذهاب نحو المحرقة التي لا تبقي ولا تذر هو الجنون بحد ذاته والخيانة .
وقد صادفت عنوان لاحد الكتاب المحسوبين على الحوثي يقول بان عبد الملك الحوثي ليس إمبراطور اليابان الذي وقع وثيقة الاستسلام ويبدو انه لا يعرف أن هذا الإمبراطور ابن السماء والذي تمتد سلالة الحاكمة لأكثر من ألفي عام بشكل متصل وتنهي بشكل أسطوري إلى آلهة الشمس حسب اعتقادهم وكان ينظر إليه ويتم التعامل معه كاله أو تجسد له على الأرض إلى جانب مكانته التي اكتسبها من قيادته لليابان في نهضتها الحديثة التي بدئت منذ القرن التاسع عشر- إستعراش الميجي- بنزعة عسكرية صناعية إمبرياليه ضمن منظومة قيمية تعلى روح الشرف والولاء والتضحية – الاستشهاد – والتي تجلت في طياري الكيميكازي وهم يندفعون بطائرتهم كقذائف على البوارج الأمريكية تحت اسم الإمبراطور والوطن .
بعد ضربتي هيروشيما ونجزاكي المدمرتين ورغم أن اليابان كان لا يزال بإمكانها المقاومة – سجل التاريخ بقاء جيوب من الجيش الياباني في جزر المحيط الهادي حتى الستينات لجنودظلوا لأكثر من عشرين عام محافظين على مواقعهم ومستعدين للدفاع لعدم وصول الأوامراليهم بالتخلي عنها دون أن يعلموا بنهاية الحرب – وبوجود هذه العقيدة الراسخة كان يمكن للإمبراطور أن يغلب مصلحته الشخصية وكبريائه الزائف ويطلب من اليابانيين أن لا يطاء الامريكيون ارض الجزر اليابانية وهناك ياباني واحد على قيد الحياة لكنه اختار الطريق آلأخر الأصعب للحفاظ على بلده وشعبه وقدم التضحية والتنازل وقبل بذلك الاستسلام بدون قيد أو شرط مع ما يحمله ذلك من إذلال لشخصه ورمزيته قبل نظامه وذلك في سبيل القيمة الأهم لبقاء الشعب والإنسان كونه أساس الحضارة والتقدم وإعادة البناء إدراكا منه أن الهزيمة الحقيقية لم تكن في ميدان المعركة بقدر ما كانت في البنية والهيكل الذي دخل الحرب وهو متخلف علميا وتكنولوجيا .
هذا الاستسلام بدلا من الخيارات العدمية واللامنطقية هو الذي منح اليابان الفرصة لإعادة بناء دولتها ونهضتها رغم الاحتلال والقيود لأنها خاضت معركة العلم والمعرفة والإنتاج لتعود من جديد وفي فترة وجيزة إلى الساحة العالمية دولة عظمى يسعى أعداءها قبل أصدقاءها إلى التعاون والتحالف معها
ولن اذهب بعيدا إلى تضحية آلإمام الحسن الشهيد عليه السلام وتنازله عن السلطة حقنا لدماء المسلمين والإمام الحسين الشهيد عليه السلام الذي ضحى بنفسه وآهله حفاظا على آلأمة وليس العكس ,, دعك من هذا كله وسآخذك إلى مثل قريب زمنيا وأيدلوجيا للحوثي وهو الخميني زعيم الثورة في إيران وهو يوقع على قبول القرار ألأممي لوقف الحرب مع العراق وهو من موقع الخاسر الذي فقد جزء من التراب الوطني لإيران رغم ما يشكله ذلك من ضغط على مرجعيته الثورية والاستقرار السياسي لنظام الحكم الوليد لكنه اثر أمام قراة ذكية وصادقة مع الواقع وحقائق الأرض الا يستمر في خيارات عدمية تحت ضغط الشعارات والكرامة الشخصية تؤدي إلى خسائر لا يمكن تعويضها ليس على مستوى المعارك ولكن على المستوى الوطني مما يشكل تهديد وجودي له .
لقد عبر عن ذلك بقوله أن قبوله لوقف الحرب بمثابة تجرع السم ولكن من يقرأ التاريخ يجد أن ذلك القرار هو الذي أعطى لإيران الفرصة للوصول إلى ما وصلت إليه اليوم .
بعيدا عن العقلانية وبشكل عاطفي اذا كانت عدن وتعز وحتى صنعاء وسكانها لا يعنون للحوثي شيئ فعلى آلأقل من اجل صعده التي قدمت تضحيات لأكثر من عقد من الزمن خدمة لمشروعكم فهي على الأقل تستحق التضحية والاعتراف بالخطاء وحتى الهزيمة والقبول بأي وضع أو شروط تحفظ لهذا البلد الحد آلأدنى من القدرة –الفرصة -على المضي في طريق بناء دولة حقيقية بحدها آلأدنى مقابل خيارات المكابرة والعدمية بنتائجها التدميرية على بلد يعيش وضع كارثي من آلأساس .