لا أتقرب لحراك، والشمال لم يكن ملجأي الوحيد 7
بقلم/ نجيب قحطان الشعبي
نشر منذ: 14 سنة و 6 أشهر و 7 أيام
الإثنين 24 مايو 2010 09:07 م

أشرت في الحلقة الفائتة إلى أنني سأختتم مقالي هذا بالحلقة السابعة لكنني مجدداً لا استطيع أن أختم بسبب إلحاح بعض القراء الكرام بأن أواصل سرد ذكرياتي (مع أنها مجرد مرور سريع على شريط الذكريات أتجاوز فيه عن ذكر الكثير من المواقف والشخصيات) وعلى العموم فمادام لدى بعض القراء الكرام رغبة بالاستمرار فسأضيف حلقة لأختم إن شاء الله بالحلقة 8.

مع وزير خارجية عدن

بعد أن غادرنا بوتفليقة (وزير خارجية الجزائر) ليذهب إلى قاعة اجتماعات وزراء الخارجية العرب، بقينا أنا وشقيقي ناصر بصالة فندق الشيراتون وطلبنا بعض المرطبات وكانت نغمات الموسيقى الكلاسيكية الغربية تبث بالمكان فأطلنا الجلوس، وأثناء مكوثنا انعقد اجتماع الوزراء وانتهى وأخذوا يغادرون القاعة والفندق، وفي هذه المرة كان مطيع (محمد صالح عبدالله, وزير خارجية عدن) هو الذي يلمحنا فقد وجدناه واقفاً خلف رؤوسنا يمازحنا فدعوناه للجلوس وعزمناه على بعض المرطبات، وكالعادة طرحنا عليه موضوع إطلاق سراح والدنا من معتقله الانفرادي بعدن وقد مضت عليه سنيناً رهن الاعتقال دون محاكمة أو تحقيق أو حتى تهمة، وكالعادة رد بأن موضوعه لا يستطيع أن يبت فيه غير المكتب السياسي (للتنظيم السياسي الحاكم الجبهة القومية) فطلبنا منه أن يتبنى على الأقل طرح الموضوع فوعد بأن يحاول ذلك ولكنه أضاف "لا أخبئ عليكم فهناك تخوف لدى الكثيرين من خروج قحطان خاصة بعد مقتل فيصل" ( كان علي عنتر أكثر جرأة في هذه النقطة فذكر لنا ذات مرة اسماء بعض من يخافون من خروج قحطان).

سألنا مطيع عما إذا كان هذا يعني بأنه لا أمل وسيظل والدنا محبوساً حتى الموت؟ فقال بأن الأمل هو في الزمن فربما بعد سنوات أخرى تقل الرهبة من خروجه من المعتقل وربما مع الزمن يغادر السلطة من يعترضون على خروجه فالسلطة لا تدم لأحد خاصة في ظروف بلادنا.

كانت علاقتي بمطيع جيدة، وعلى الرغم من أنه لم يخدمني شيء (عدا أنه أعطاني الرقم الخاص لعلي ناصر!) إلا أنه كان ودوداً في تعامله معي وكان في كثير من المرات التي يزور فيها القاهرة وهو وزير للخارجية (وكان يزورها كثيراً بحكم أنها مقر جامعة الدول العربية) يتصل بي هاتفياً فاذهب لأسلم عليه ونتجاذب أطراف الحديث.

كان مطيع من قادة القطاع الفدائي للجبهة القومية بعدن اثناء حرب التحرير وصار عضواً بالقيادة العامة للجبهة, ومنذ الإستقلال حتى 22يونيو لم يشغل منصباً حكوميا, وعقب 22 يونيو صار وزيراً للداخلية, وفي 1973عين وزيراً للخارجية, وصفي جسدياً في نفس الحقبة بتهمة التآمر لصالح دولة عربية.

عندما اغتيل خالي فيصل بمعتقل الفتح (1970م) كان علي عنتر ومطيع هما الوحيدين من بين كل أركان النظام الماركسي اللذين ذهبا إلى زنزانة قحطان الشعبي بمعتقل الفتح لتعزيته في مقتل فيصل.

وذات عطلة صيفية قضيتها بعدن زرته لمكتبه بمدينة الشعب وأنا غضبان عندما علمت من الوالد بأن بعض الجنود الذين ينتمون لنواحي زنجبار لا يتعاملون معه بتهذيب، فشكوت له من سوء معاملة الجنود لوالدي، وكان حينئذ وزيراً للداخلية, فسألني "من الذين يضايقوا والدك أصحاب الضالع أو أصحاب زنجبار؟" (فالحرس الجمهوري الذي تشكل عقب الاستقلال من نحو 200 أو 250 فرد وكانوا كلهم تقريباً من أبناء ما كان يعرف بالمنطقة الوسطي أو ما يسمى بعد الاستقلال بالمحافظة الثالثة "العواذل، دثينة، أبين" جرى تسريحه لتحل الشرطة العسكرية محله في حماية منطقة الرئاسة وهذه كانت كلها تقريباَ من الضالع وزنجبار) فقلت له" هم من الحجور" فقال "يعني من زنجبار" فقلت "طبعاً فالضالع ليس بها حجور" (الحجور هم العبيد) فضحك مطيع وقال "يا نجيب الحجور والأخدام لم يعد لهم وجود فقد صاروا قادة التحول التقدمي في بلادنا" فقلت له "والله مهما تغير موقعهم السياسي أو الاجتماعي فعقلياتهم لن تتغير" فسألني "طيب وأصحاب الضالع الذي عند أبوك؟" فأجبته بأنهم رجال وفيهم "قبيلة"، فرفع سماعة الهاتف واتصل بقائد الشرطة العسكرية محمود صالح (وهو من الضالع وأستشهد في أحداث الصراع الدموي على السلطة في يناير1986م) وقال له "عندي نجيب قحطان ويشكي من سوء معاملة الجنود لوالده" ويبدو أن محمود صالح سأله عما إذا كان كل الجنود يسيئون معاملته، فقد سمعت مطيع يقول له "لا مش كلهم ولكن أصحاب زنجبار فقط فعليك أن تنبه عليهم بأن يتعاملوا مع قحطان بأدب وقل لهم أن كل واحد وله كرامته" (كان والدي قد أخبرنا بأن أولئك الجنود غير المهذبين يتعاملوا حتى مع بعضهم بقلة أدب فطوال الوقت وهم يحدثون بعضهم ببذاءة).

بعد ذلك حادثت طيع بشأن مشكلة تتصل بمنحتي الدراسية فقال بأن هذا من اختصاص الرفيق علي ناصر (رئيس الوزراء) فأفدته بأنه لم يتح لي فرصة لمقابلته، فقال "كلمه بالتلفون"، قلت حاولت ولكن "الأوبريتر" (عامل التحويلة) يرد دائماً بأنه مشغول، فقال سأعطيك رقمه الخاص لكن لا تقل له بأنني أنا الذي أعطيته لك، وعند عودتي للبيت اتصلت على الرقم الذي أعطاه لي فجاء صوت علي ناصر على الطرف الآخر وقد فوجئ بي ولم يتح لي فرصة للتحدث إذ أخذ يلح ويلح لأخبره بمن أعطاني رقمه وحاولت أتهرب منه لكنه أخذ يتحدث معي بحنق ومصراً على أن يعرف أولاً من أعطاني الرقم فقلت لنفسي "الرجل سيتجنن إذا لم أقل له من أعطاني الرقم ولن يستمع لشكواي بشأن منحتي، فالأفضل أعطيه الاسم وليسدوا بعد ذلك هو ومطيع, ثم ماذا سيفعل أصلاً بمطيع فأقصى شيء سيعاتبه بشكل رقيق" فقلت له بأن مطيع أعطاني الرقم فهدأ فوراً ولم يعقب وران صمت تام حتى ظننت بأن الخط قطع! ثم حدثته حول منحتي.

ملاحظة: أحدهم أدعى بأن اثنين من قادة قطاعات العمل الفدائي التابع للجبهة القومية بعدن كانا عدنيين وهما مطيع ويوسف علي بن علي! وذلك غير صحيح، فجميع قادة تلك القطاعات كانوا من خارج عدن، ومطيع كان يافعياً ويوسف علي بن علي كان من بير أحمد (التي كانت تقع في مشيخة العقارب).

مع إسماعيل فهمي

وبما أنني كنت أتحدث عن وزير خارجية عدن وقبله مباشرة تحدثت عن وزير خارجية الجزائر (ناهيك عن أنني في حلقات سابقة تحدثت عن وزير خارجية الكويت ووزير خارجية الإمارات العربية) لذلك ارتأيت أن أتحدث أيضاً عن أحد أهم وزراء الخارجية العرب ممن عرفتهم وكان من أجدرهم بشغل هذا المنصب وهو محمد إسماعيل فهمي وزير خارجية مصر في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

ففي إحدى زياراتنا لوالدي بمعتقله في منطقة دار الرئاسة بعدن، توقف كالعادة عن متابعة التحدث إلينا ليستمع إلى نشرة أخبار هيئة الإذاعة البريطانية (عبر المذياع الصغير "الترانزستور" الذي سمح له بحيازته) وبعدما أغلق المذياع قال بأن التصريح الذي أذيع على لسان إسماعيل فهمي وزير خارجية مصر هو تصريح هام وأضاف بأن إسماعيل فهمي من أذكى وزراء الخارجية ووجهنا أنا وشقيقي ناصر بأن نزوره لنتعرف عليه شخصياً.

وفي القاهرة اتصلت هاتفياً ذات صباح بمكتب إسماعيل فهمي وكان ذلك في عام 1974م وطلبت موعداً لي ولشقيقي لمقابلتة. سألني سكرتيره عن سبب طلب المقابلة فأخبرته بأنها للسلام والتعارف وبأننا لسنا مستعجلين فموعد اللقاء متروك لكم حسب ظروف الوزير، وبعدها بدقائق اتصل سكرتير الوزير ليسألني عما إذا كانت الساعة العاشرة من صباح الغد تناسبنا فرحبت.

وفي الوقت المحدد كنا في حضرة فهمي الذي رحب بنا بحرارة وقام بواجب الضيافة، وأخذ يتجاذب معنا أطراف الحديث، وسألنا عن حال والدنا وعندما علم منا بالطريقة التي يعامل بها استاء ووعدنا بأن ينقل ذلك للرئيس السادات ليتوسط لإطلاق سراحه، فأحطناه بأن الرئيس السادات قد حاول مرتين لدى عدن دون جدوى حتى أنه عندما وجد أن عدن لم ترحب بوساطته الأولى (أسوة بعدم ترحيبها بجميع وساطات القادة العرب الآخرين) فإنه عندما التقى بسالم ربيع (رئيس مجلس الرئاسة بعدن) في مؤتمر للقمة بالرباط عرض عليه أن يقايضه بأن تطلق عدن سراح قحطان في مقابل أنه – أي السادات – سيطلق سراح المتهمين بمحاولة اغتيال محمد علي هيثم (كان وزيراً لداخلية عدن منذ الاستقلال وحتى 19 يونيو 1969 عندما أقاله الرئيس قحطان وعلى الرغم من أنه لم يكن من اليسار الطفولي الذي ظهر في صفوف الجبهة القومية فور الاستقلال إلا أنه بمجرد إقالته أنتقل فوراً للتحالف مع ذلك اليسار وتفاقمت المشاكل خلال اليومين التاليين مما دفع برئيس الجمهورية وأيضاً رئيس الوزراء فيصل عبداللطيف إلى تقديم استقالتيهما في 22 يونيو 1969 الذي قام فيه أول – وإن شاء الله آخر– نظام حكم ماركسي في الوطن العربي، ومنذ نشؤ ذلك النظام تولى هيثم رئاسة الحكومة وعضوية مجلس الرئاسة, لكن كما كان متوقعاً انتهى التحالف المرحلي سريعاً فأبعد هيثم عن مناصبه في أغسطس 1971 وابتعث لموسكو للدراسة الحزبية ثم غادر موسكو للقاهرة وأدلى بتصريحات ضد السلطة بعدن فحاولت اغتياله مرتين في القاهرة).

مبادرة السادات فشلت, فعدن رفضت المقايضة (فلسان حالها هو أن الأهم بقاء قحطان في المعتقل أما المتهمون بمحاولة اغتيال هيثم فليذهبوا للجحيم!) الله يرحمك رحمة واسعة يا أنور السادات بحق ما حاولت مع عدن مرتين لإطلاق سراح قحطان الشعبي فقد كان فيك رجولة ونخوة.

في اللقاء مع فهمي سخر من محاولة تطبيق الماركسية على اليمن الجنوبي التي لا تمتلك أية مقومات للأخذ بهذا النظام وقال "هي فين وسائل الإنتاج الصناعي في اليمن الجنوبية التي تمتلكها الرأسمالية المستغلة؟!" وأضاف: "لا يوجد في بلدكم إقطاع وبالتالي لا معنى لما قامت به الدولة من تحريض بعض الفلاحين للقيام بانتفاضات فلاحية" وقال "الناس دي بتهرج باسم التقدمية فعندما لم يجدوا مصانع ومزارع كبيرة يملكها المواطنين قاموا يأمموا السينمات ومحطات البنزين ويصادروا قوارب الصيد التي تعمل بالمجاديف وصادروا من الناس الأراضي الصغيرة كالفدان والفدانين وراحوا يؤمموا البيوت المملوكة للمواطنين" قلت "وكمان عمال بعض المقاهي والمطاعم انتفضوا على ملاكها" فسألني باستغراب "ليه يعني؟" قلت "ليستولوا على وسائل الإنتاج" فقال مندهشاً "وهي فين وسائل الإنتاج دي؟" قلت "أصلاً هم اعتبروا غلايات الشاي وأواني الطبخ وسائل إنتاج" فضحك كثيراً ثم قال "الجماعة اللي عندكم عملوا حاجات يستحيل تجي على بال أي شيوعي في الدنيا".

وقد سألنا عن قرابتنا لفيصل عبداللطيف الذي كان رئيساً للوزراء ووزيراً لخارجية عدن فأخبرناه بأنه خالنا فهو شقيق والدتنا, فقال بأن التخلص منه يعتبر خسارة كبيرة ليس على اليمن الجنوبي فقط ولكن على الوطن العربي كله, وقال بأنه رغم صغر سن فيصل إلا أن قدراته السياسية كانت عظيمة (صفي فيصل جسدياً وعمره 34 عاماً) .

ملاحظة: في زيارة لمطيع إلى القاهرة بعد محاولة عدن لاغتيال محمد علي هيثم هناك، إلتقاه فهمي وعاتبه، فنفى مطيع أن يكون لعدن ضلع في المحاولة فقال له فهمي: أنت عاوزني أصدقك ازاي؟ أنا مش صغير ولا ساذج، وأنتم كان عندكم في اليمن الجنوبية واحد اسمه فيصل عبداللطيف علمنا نحن وزراء الخارجية العرب "إزاي الميه ما تخرش من بين صوابع اليدين" وأنت جاي دلوقت تحاول تقنعني بأنه لا دخل لكم في محاولة اغتيال هيثم؟

توضيح: "إزاي الميه ما تخرش من بين صوابع اليدين" مثل شعب مصري يشير إلى مهارة الشخص بحيث يستطيع التحكم في الماء بكفيه فلا ينساب بعضه من بين أصابعه، ويستخدم المثل لتوضيح حدة ذكاء فلان من الناس فلا يستطيع أحد أن يمرر عليه الأكاذيب.

فهي سألنا عما إذا كانت تواجهنا مشاكل في دراستنا أو إقامتنا بالقاهرة فأجبته بأنه لا مشاكل سوى أن ناصر (شقيقي) قد التحق مؤخراً بالدراسة الجامعية وهو بدون منحة دراسية (حينئذ لم نكن قد تلقينا المساعدة من الملك السعودي الراحل فهد بن عبدالعزيز ولا من وزير خارجية الكويت – أميرها حالياً – وقد ذكرت في بداية هذه الحلقات كرمهما معنا) وقلت لفهمي بأنه لدي مصروف شهري أتلقاه من رئاسة الجمهورية المصرية وسنطالب لناصر بمصروف مماثل فكان من حسن أخلاقه أن رد بأنه سيوفر علينا متابعة استخراج ذلك ونادى سكرتيره وأمره أن يعد مذكرة توجه لمكتب نائب رئيس الجمهورية (محمد حسني مبارك) بتقرير مصروف شهري لناصر من الرئاسة.

وعندما قام لتوديعنا طلب أن لا تكون هذه هي زيارتنا الأولى والأخيرة وأن لا نتردد في الاتصال به كلما احتجناه. ولاحقاً زرناه مرتين للسلام وكان من لطفه أنه كان يسألنا عما إذا كان لدينا مشاكل تتصل بالإقامة أو الدراسة فنرد بأن أمورنا كلها على ما يرام والحمد لله.

كان إسماعيل فهمي وزيراً للخارجية من الوزن الثقيل سياسياً، وكانت طريقة تحدثه وأناقة ملابسه وتدخينه للهافانا من الأشياء التي توحي بارستقراطيته.

وعندما قرر الرئيس السادات زيارة القدس المحتلة للالتقاء بزعماء إسرائيل (لكسر الحاجز النفسي مثلما قال) لم يقبل فهمي بهذا التوجه المصري الجديد فقدم استقالته قبل زيارة السادات للقدس(نوفمبر 1977) وكذلك استقال وزير الدولة للشؤون الخارجية محمد رياض وقام السادات بتعيين بطرس غالي على عجل وزيراً للدولة للشؤون الخارجية ليحل محل الاثنين وليرافقه في زيارة القدس الشهيرة، ولاحقاً قام السادات بتعيين محمد إبراهيم كامل وزيراً للخارجية والذي بدوره استقال من منصبه لاعتراضه على مواقف السادات في اجتماعات كامب ديفيد (سبتمبر1978) التي شارك فيها رئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيحين وتحت رعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر.

كانت مواقف عظيمة تدل على شرف محمد إسماعيل فهمي ومحمد رياض ومحمد إبراهيم كامل عندما انتصروا لمبادئهم وتخلوا عن المنصب الكبير.. وكم من وزير خارجية عربي سابق وحالي لا يحترمون انفسهم فلا يهمهم إلا إرضاء من عينهم!

أنور خالد يرحل

 لم يمر نحو شهر على رحيل المناضل الوطني والقيادي بالجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل الحاج صالح باقيس عن هذه الدنيا الفانية, إلا ولحق به يوم الأحد الفائت مناضل وطني آخر وقيادي بالجبهة القومية وهو أنور محمد خالد, وخالد ولد بمدينة عدن وتزعم فيها في ستينات القرن المنصرم "مؤتمر الخريجين" أي الذين تخرجوا جامعيا وهو حائز على درجة الماجستير في الزراعة. وعند الإستقلال الوطني شغل منصب وكيل وزارة الزراعة (وكان الوزير هو المناضل الوطني والقيادي بالجبهة القومية أحمد صالح الشاعر الذي كان من الطرف المعتدل في الجبهة فأبعد في 22يونيو عن الحكومة وعين لاحقاً سفيراً بموسكو ثم صار من شهداء جريمة تفجير ما عرف بطائرة الدبلوماسيين في1973م).

عقب 22يونيو1969 أبعد أنور خالد عن منصبه فقد كان أيضاً من الطرف المعتدل بالجبهة ثم أعتقل بسجن المنصورة لنحو عشرة أعوام. وفي الأعوام الأخيرة وضع كتابين في التاريخ القديم وأهداني نسخة من كل منهما وأولهما بعنوان"مهد العرب القديم" وصدر في1992م والثاني "رؤيا شمر يرعش" وصدر في 2005م. أسأل الله الرحمة والمغفرة له والصبر لأسرته وذويه ومحبيه.