آخر الاخبار

دولة عربية خالفت كل الدول العربية في إعلان بداية رمضان لجنة اعتماد مساكن الحجاج تقوم بزيارة المساكن في المدينة المنورة .. استعدادات مبكرة لموسم الحج الجبايات الحوثية في اليمن .. مشروع لثراء المليشيا وتمويل لتغذية الحروب ماذا بعد المشادة الكلامية بين ترامب وزيلينسكي؟ وما موقف اوروبا من أوكرانيا؟ قطاع قبلي يتسبب في ازمة الغاز المنزلي.. الشركة اليمنية للغاز تنجح في الإفراج عن مقطورات الغاز المحتجزة الجيش السوداني يتوغل أكثر بالعاصمة الخرطوم و مقتل 10 من مليشيات الدعم السريع صدور توجيهات حكومية تمس احتياجات المواطنين خلال شهر رمضان في المحافظات المحررة عبدالملك الحوثي يهدد إسرائيل ويتوعد باستهداف تل أبيب...في حال عودتها للحرب في غزة السلطات المحلية بمحافظة تعز تفضل عدم فتح طريق الحوبان على مدار 24 ساعة وتقول السبب قيادات الحوثي في طليعة المستهدفين.. ترامب أمر بإلغاء القيود على الغارات الجوية فى الخارج .. موافقة أمريكية على استهداف القيادات الإرهابية في المنطقة.. عاجل

يمنيات مدمنات للقات
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 16 سنة و 3 أسابيع و يوم واحد
الجمعة 06 فبراير-شباط 2009 04:54 م
 
علاقة اليمنيين بالقات ليست جديدة، لكن الجديد فيها هو تزايد نسبة الذين يتعاطون هذه المادة لتصل إلى 70% بين الرجال و30% بين النساء في إحصاءات شبه رسمية، وإلى 90% بين الرجال وأكثر من 40% من النساء في إحصاءات غير رسمية.
 

هذا الإقبال على النبتة الخضراء، دفع اليمنيين إلى زراعتها على حساب الأشجار المثمرة والخضار وعلى حساب المياه الجوفية، لأنها تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء. الجديد أيضاً، تكاثر مجالس القات النسائية التي تقتصر في أغلب الأحيان على الطبقات الاجتماعية المرفهة. فالقات أغلى من اللحم لدى الفئات الاجتماعية الفقيرة. وهو أغلى من الذهب عند الفئات التي تعرف الأصفر الرنان. وبالتالي إذا سلمنا أن هذه النبتة هي من ضروريات الرجال القوّامين على مرافق الحياة الاقتصادية، نستنتج أنها تبقى من الكماليات عندما يتعلق الأمر بالنساء اللواتي لا يحصلن عليها إلا إذا استطعن إلى ذلك سبيلا بوسيلة أو بأخرى.

وتندرج جلساتهن لهذا الغرض في إطار «التفرطة». تعاطي القات في اليمن علناً، كان يقتصر على الرجال خلال قرون طويلة، إلا أن المرأة اليمنية كسرت هذه القاعدة في السنوات الأخيرة، وباتت مجالس القات النسوية أحد مظاهر الحياة الاجتماعية في اليمن. وفي حين يتساوى الرجال أياً كانت مستوياتهم الفكرية والاجتماعية في المواظبة على «التخزين»، نجد أن المتعلمات أكثر تعاطياً للقات من الأميات. تقول إحداهن، وهي صاحبة طموح يصل حد الترشيح لرئاسة الجمهورية: «القات يسهم في تشكيل شبكة علاقات تخدم مصالحي، كما أنه مصدر معلومات لا ينضب». السيدة التي رفضت الإفصاح عن اسمها أو التقاط الصور لها، أكدت أنها تعرف ما يدور في كواليس السياسة من زوجات المسؤولين اللواتي يلبين دعوتها إلى «تفرطة» يتم خلالها تخزين القات وتدخين النارجيلة وشرب الزنجبيل المخلوط بالحليب. وبالطبع تحرص المدعوات على ارتداء الملابس الأنيقة والجريئة، التي لا نشاهد مثلها في الشارع. وكأنهن مدعوات إلى سهرة غنائية أو حفلة زفاف.

وغالباً ما ترتبط هذه المجالس بالرقص والغناء، وكأن النسوة مهما كانت مواقعهن المهنية والاجتماعية، لا يخرجن من إطار «البسط والانشراح» عندما يكن بمعزل عن الرجال. وفي حين تصنف بعض النساء الإقبال على هذه الظاهرة بأنها موضة، وأمر عادي لا عيب فيه، ترى أخريات أنها وسيلة باتجاه المساواة. إحدى الصحافيات تؤكد أن التحقيق الذي كان يستوجب منها أياماً لإنجازه ينتهي خلال جلسة واحدة إذا كانت «تخزن». هذه الزميلة تتعاطى القات البلدي «القوي» على حد تعبيرها.

وتنصحني بتجربة قات أقل منه حدة على اعتبار أني «أخزن» للمرة الأولى. شرحت لنا صاحبة الدعوة إلى «التفرطة»، أهمية القات للسعادة الزوجية، وقالت: «بما أن القات منشط جنسي، لا بد للزوجة أن تجاري زوجها حتى لا ينصرف عنها إلى أخرى جراء خلل في الرغبة».

إحدى المدعوات ترفض الاكتفاء «بالبسط والانشراح» خلال «التخزين»، وتقول إنها تعمل على إرساء نظرية جديدة للانتخابات تؤمّن العدالة للأقليات. لكن جو الهرج والمرج يحول دون استيعاب أبعاد نظريتها. في رسالة الدكتوراه التي أعدتها الدكتورة نجاة خليل، الأستاذة المساعدة في علم الاجتماع بجامعة صنعاء والتي ألفت كتاباً حول الظاهرة، نقرأ «إن الرجل نفسه هو أحد أسباب إدمان المرأة القات، ودخولها هذا العالم جاء كنوع من المساواة بعد خروجها إلى العمل واستقلالها المادي». كما اعتبرت «أن هذه النبتة هي جزء من الثقافة اليمنية والهوية.

وأن للانفتاح والتغير في نمط الحياة في المجتمع اليمني دورهما، فقد كان خروج المرأة في الماضي محدداً من وقت العصر إلى قبل المغرب، والآن تلاشت هذه العادة بسبب خروج المرأة إلى العمل وتزايد الوعي والدراسة الجامعية. لذا تعتقد المرأة أن العطلة الأسبوعية، يومي الخميس والجمعة، هي مناسبة للراحة والترويح عن النفس، وبالتالي تقصد هذه الجلسات من بعد العصر إلى بعد العشاء، وأحياناً قد تتجاوز جلساتها إلى ما بعد الساعة التاسعة من دون التزام أو خوف». وتشير خليل إلى «أن القات أفقد الأسرة اليمنية وظيفتها، الجميع يذهبون إلى مجالس القات وبالتالي يعودون في الليل مجرد نزلاء في البيت». أما النتيجة لهذا الواقع فهي انتقال العدوى إلى بقية أفراد العائلة. فالجولة الميدانية في بعض المناطق تظهر أن المراهقين الذين لم يتجاوزوا الخامسة عشرة «يخزنون» عندما تتوافر لهم الإمكانات. من أين يؤمّن المال للتخزين؟ الجواب يأتي تلقائياً: «إنه رزق القات».

* الشرق الإوسط