يهودي يمني يتعلم التلمود في أمريكا
بقلم/ محمد الثور
نشر منذ: 15 سنة و 5 أشهر
الجمعة 10 يوليو-تموز 2009 05:48 م

أجرت مجلة دير شيغل الألمانية حوارا مع اليهودي اليمني أبراهام بن يحيى ياكوف 32عاما , عرفت به المجلة بأن المتحدث باسم يهود منطقة خارف في شمال اليمن, ويتعلم التعاليم التلمودية في إحدى الجامعات اليهودية الأرثوذوكسية في أمريكا و عازم ألا يتخلى عن وطنه اليمن.

مأرب برس تعيد نشر الحوار .

المجلة : هل غادر يهود صعدة منطقتهم للأبد؟

أبراهام:لقد كان هذا قدر العديد من أقاربي.هذا ا الرحيل لم يسعد أحد, من هذا الذي يسعده مغادرة موطنة؟ و لكن رغما عنك يتغير الحال ,على الشخص التخلي عن عمله و يدخل أبنائه في دراسة جديدة, و يكون نفسه من جديد, و ينشئ صداقات جديدة, فمن الصعب العودة , ولكني أعرف الكثير من الذين يريدون العودة, بالذات المسنين, مجرد أن تتحسن الأوضاع في صعدة

  المجلة : هل صعدة فعلا خالية من اليهود؟   أبراهام : للأسف نعم, هذا بالرغم أن اليهود كانوا يسكنون صعدة منذ عصور. لقد أشتهروا بصناعة الجنابي, الى اليوم مازالت الجنبية رمز الرجولة و مفخرة في اليمن. كان يوجد مزارعين يهود. و لكن هذا كله أصبح تاريخ, في مدينة المشاكل صعدة لا يوجد يهودي واحد

المجلة: ما الذي دفع اليهود لمغادرة المنطقة؟

أبراهام : الوضع الأمني أزداد سوء في الفترة الماضية, بعض الخطباء كانوا يثيرون الناس ضد أصحاب الديانات الأخرى سيما اليهود . هذه بدعة جديدة على اليمنيين, ليس لنا كيهود فحسب, بل للجميع . الى جانب تحول صعدة الى مسرح حروب بين الحكومة و متمردين مسلحين, في كل مكان يوجد مليشيا مسلحة, و قبائل, انه جو , لا يريد حد أن يصحو فيه أبنائة, لم تتمكن للأقلية اليهوديةمن تحمل الوضع

المجلة : هل زاد اختطاف الألمان من توتر الوضع؟

أبراهام :لست متأكدا. و لكن من المؤكد أن اليهود عاشوا قرونا بسلام في اليمن, و لكن حين أزداد نفوذ المتطرفين, أنتهى عصر التعايش السلمي. في القرن الحادي و العشرين, وبدلا من مد الجسور التي تتجاوز الفوارق الحدود الدينية و الثقافية , يحاول بعض المتعصبن من مختلف المشارب, رد عجلة التاريخ, الى الوراء, و مضايقة الأقليات . مثل هذا الشيئ لم يكن موجودا في يمنا.الحكومة في صنعاء تخوض حروبا من غير هوادة مع هذه الأفكار,و على جميع المستويات, و لكن مازال الخوف و الاضطراب يخيمان على صعدة

المجلة : هل تم التهجير بأمر من الدولة؟

لم يُجبر أي يهودي على الرحيل, و الذي يدعي هذا , كذاب. الحكومة كانت في ورطة في مساعيها لتوفير الأمن لنا . الشرطة و الجيش يوفران لنا الأمن, السلطات المختصة كانت مهتمة في توفير سكن بديل و جيد . و خير هذا “ المدينة السياحية “ بالقرب من فندق شيراتون في صنعاء ,و هي عبارة عن مجمعات سكنية راقية, و التي مخصصة أصلا للسياح, و التي الأن في تصرف اليهود المهجرين, حتى أن الادارة خصصت لهم أيضا مصلى

المجلة : أين يعيش اليهود في اليمن؟

أبراهام : في صنعاء و المناطق الجبلية من الصعب أن يصلوا الى 400 . أنا مثلا أسكن في قرية خارف في محافظة عمران, نسكن في بيت من حجر, تعداد اليهود هناك تقريبا 150 , ما نسبته حوالي عُشر السكان , الدولة سمحت لنا بانشاء مدرستين تلموديه ـ احداهما للبنات و أخرى للبنين, كما هي عادة 

  اليهود الملتزمين بدينهم

المجلة : كيف يتعامل الجيران المسلمين تجاهكم , هل هناك تمييز ضدكم ؟

أبراهام : لا أبدا. أغلب أصدقائي من المسلمين, كما تتكون العلاقات الانسانيةالطبيعية. حتى عاداتنا اليهودية ليست مدعاة للتمييز, نحن نقدس سبتنا و في مناسباتنا لا نجيب الهواتف, نقيم أعيادنا, و نشارك بصورة طبيعية في حياة قريتنا

 المجلة : هل فعلا لا تتم ممارسة مضايقات بحق اليهود أبدا ؟

نحن نُحترم و نذهب نحو اشغالنا, كبقيةالمواطنين , لم يؤذينا الى اليوم أي أحد في صلاتنا , أو سخر من زنانيرنا. اخي سُليمان أو شلومو يقيم مراسم الزواج و الطلاق و يختن الصبية في السن الذي يمليه علينا ديننا- كما يقوم المسلمين بواجباتهم الدينية. بالتأكيد يقوم أحيانا صبي من المسلمين بشتم أقرانه من اليهود بسبب دينهم , و لكن في بلد كا اليمن حيث تتعايش عدة ديانات ليس الأمر غريبا. حينما حُكم قبل أيام على متطرف بالاعدام , بسبب قتله يهودي, شعر جيرانا غير اليهود بالفخر , بسبب حيادية القُضاة

المجلة : من ما يعتاش يهود اليمن ؟

أبراهام : أنا أقتات من سيارة نقل صغيرة , أخرين حرفيين – حدادين نجارين, حالنا ليس أحسن أو أسوء من متوسط اليمنيين

المجلة : هل لا يرغب الشباب اليهود على المدى البعيد العيش في الخارج؟

 

أبراهام : أنا شاب عمري 32 عاما. لا أُفكر في الهجرة, في اليمن يوجد هناك شباب منذ 3000 عام, نحن ننتمي الى هذا البد

المجلة : هل وصلتك عروض من منظمات أجنبية, لمساعدتك للعيش في أمريكا , أو أي بل غير مسلم؟

أبراهام :فعلا سهلت لي و لبعض معارفي جمعيات خيرية زيارة أمريكا و كندا لدراسة التوراة و التلمود . و لكننا لم نرد البقاء , و رجعنا

المجلة : كم من اليهود اليمنيين يعيشون في اسرائيل؟

أبراهام : اليمن كان و سيبقى وطنا. الرئيس علي عبد الله صالح يعيننا, حيثما أستطاع- حتى في صغائر الأمور. مؤخرا أهدانا باص للمدرسة, و الذي بالضرورة نحن بحاجته. و قد و عدنا بمساعدات مالية , و الذي يستفيد منها بالذات المهجرين من صعدة, و كذلك اراضي. في كل الأحوال فانا باقون 

هذا وقد أجرى موقع مأرب برس أيضا حوار مع يهودي يمني بجواز اسرائيلي مشاعره نحو اليمن كمشاعر ابراهام الا أنه و بحكم جوازه الاسرائيلي لا يستطيع السكن في اليمن, للاطلاع على الحوار إنقر هنا