قمة المنامة: رئيس الأركان يؤكد على أهمية الملف اليمني في الأمن الإقليمي مقاومة صنعاء تقيم العرس الجماعي الثاني لـِ 340 عريسا وعروسا بمأرب رئيس المخابرات التركية يصل دمشق في مهمه خاصة جدا .. تفاصيل حزب البعث السوري يعلن موته الصامت حتى إشعار آخر ويقرر تسليم كافة آلياته ومركباته وأسلحته مؤتمر مأرب الجامع: متمسكون بتحرير بلادنا سلما او حربا ولا يمكن القبول بأي مفاوضات لا تكون تحت المرجعيات الثلاث تحرك أمريكي لخنق الحوثيين عبر آلية التفتيش الدولية في مكافحة تهريب الأسلحة تعرف على اشهر الاشاعات التي غزت سوريا عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد سقوط الأسد الكشف عن قيمة الأصول السورية المجمدة في سويسرا الحوثيون يدفعون بالأطباء في صنعاء إلى تدريبات عسكرية وتهدد المتخلفين بالخصم الحوثيون يجبرون المشايخ والوجهاء جنوب اليمن على توقيع وثيقة تقودهم للجبهات وترغمهم على التحشيد المالي والعسكري
لست أدري ما الذي يجعل الرئيس صالح يصر على البقاء في كرسي الرئاسة بالرغم من أن شرعيته الدستورية، التي أضحت ممجوجة ومملة لكثر ما ترددت على مسامعنا، قد أسقطتها شرعية الثورة والجماهير. لا أدري ما الذي يجعله يصر على البقاء في كرسي الرئاسة بعد 33 عاما قاد فيها البلاد من فشل إلى فشل ومن أزمة إلى أخرى.
رحل الدكتور مهاتير محمد وقد قاد بلاده، ماليزيا، إلى المجد وحقق للبلد والمواطنين كل ما يصبون إليه من تقدم ورفعة، و ساهم بشكل كبير في احداث نقلة نوعية عظيمة في البلد حيث أضحت ماليزيا واحدة من أهم القوى الاقتصادية الصاعدة في أسيا. وتصنف ماليزيا الآن أحد أهم النمور الاسيوية – وهي الدول التي حققت نموا اقتصاديا مرتفعا وأحدثت نهضة صناعية كبرى.
وحين أطمأن إلى أن البلد يسير في الاتجاه الصحيح، رحل الرجل عن سدة الحكم وترك للشعب أن يختار من يرونه مناسبا لإدارة البلاد. لم يصمم على البقاء ولم يتشبث بالكرسي على الرغم من أن الشعب الماليزي لم يكن يمانع مطلقا في بقاء الدكتور مهاتير، صاحب الخبرة الطويلة في إدارة التنمية، في الحكم ما شاء الله له أن يبقى.
ومثله رئيس وزراء سنغافورة الأسبق لي كوان يو الرجل الذي جعل من الجزيرة التي تزيد مساحتها عن ربع مساحة جزيرة سقطرى في اليمن بقليل (710 كم 2) في مصاف الدول المتقدمة حيث أضحت واحدا من أهم مراكز المال والأعمال في العالم ودولة رائدة صناعيا وتجاريا ومن أوائل دول العالم في صناعة الخدمات.
لدى سنغافورة تركيبة عجيبة من السكان ذوي الثقافات والأصول المختلفة ومنهم الصينيين والملاويين والهنود وغيرهم وهي مثال للتعايش والوئام، وقد ساهم هذا التنوع الثقافي والحضاري في نهضة سنغافورة، لأنه لم يكن هناك من يلعب على هذا الوتر الحساس.
تأتي اليوم سنغافورة على رأس الدول الأسيوية وتحتل المرتبة الحادية عشرة عالميا وفقا لمؤشر جودة الحياة الصادر عن مجلة الإيكونومست، كما أنها تملك تاسع أعلى احتياطي نقدي في العالم. ومع كل هذا الإنجازات لم يصر كوان يو على البقاء وسلم السلطة لخلفه دون تردد.
ترى أين أنت يا سيادة الرئيس من هاذين الزعيمين؟!!!
كلنا يعرف أن حكم الرئيس صالح قد ساهم في تكريس كل ما هو سلبي في اليمن. حكم الرئيس صالح الذي قارب ثلث قرن ساهم في تكريس الفساد والأمية والجهل والمناطقية والقبلية وغيرها كثير. ومع كل هذه السلبيات، دأب الإعلام الرسمي على تصوير الرئيس وكأنه قد حقق المعجزات التي يعجز غيره الإتيان بها.
لا الوم الرئيس صالح بل ألوم الشلة الفاسدة الذين أفسدوا الماء والهواء والأرض والسماء وجيروا كل شيء لمصالحهم الشخصية، ولم يلقوا بالا للوطن أو المواطن. وهذه الشلة لم تتورع يوما في نهب خيرات الوطن وممارسة الفساد بكل أشكاله والوانه.
ساهم الإعلام و المسئولون الفاسدون في تضخيم صورة الرئيس وجعلوا منه الزعيم الأوحد، والأدهى من ذلك أنهم أنزلوه منزلة الأنبياء المعصومين عن الخطأ. لم يجد الرئيس يوما من يقول له هذا خطأ وأنا هنا أشير إلى بعض المسئولين الذين خدموا في مواقع مختلفة ومنهم أناس من ذوي الكفاءات وحملة الشهادات الذين صمتوا عن قول الحق لقاء الحصول على المناصب والتشبث بها.
ها قد مرت عليك – سيادة الرئيس – فترة طويلة وطويلة جدا مللت فيها الرئاسة، كما تقول، ومللتك هي بدروها. آن الأوان أن تلقي العبء الثقيل من على ظهرك وأن ينوء بحمله شخص أخر وبالتأكيد سيجد اليمنيون، بعددهم الذي يقارب الخمسة وعشرين مليون نسمة، شخصا كفوء لإدارة شئون البلد وإيصال السفينة إلى شاطئ الأمان.
ليس عيبا أن تنزل عند رأي الشارع وعند مطالب الشعب اليمني الكريم! كفى مكابرة! لا تستمع لمن حولك لأنهم يريدونك أن تبقى ليس خوفا عليك أو حبا فيك، لكن لضمان مصالحهم الشخصية والأنانية لأنهم يعرفون بأنه لن يكون لهم مكان في دولة النظام والقانون.
التغيير سنة الحياة ولا بد أن تسلم بذلك. ومرة أخرى، يكمن مستقبل اليمن وأبناء اليمن في بناء دولة المؤسسات ودولة النظام والقانون. مستقبل الأبناء ليس في توريث السلطة أو المال. دولة المؤسسات هو الضمان الحقيقي لمستقبل الأولاد والأحفاد.