مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025
اعتدنا السجال الإعلامي الذي يتزامن روتينيا مع بدء الحملة الإعلانية للعروض التي تشهدها الشاشة الرمضانية كل عام,واقرب الى التقليد السنوي المعتاد,أصبح ذلك الجدل والتأزم كجزء من حملة العلاقات العامة والترويج لنجمات ونجوم العروض الرئيسية,الا اننا نلاحظ ان ساحة النقد الدرامي في السنوات الأخيرة أصبحت تشهد تزاحم رجال الدين والفقهاء والمؤسسات والهيئات والمرجعيات في سياق انقسام مربك وتراشق مسرف بالأحاديث والروايات,نص بنص,وحديث بحديث,ورأي برأي..
فبعد الجدل الكبير والاعتراضات الكثيرة والخلاف في وجهات النظر -حد الاتهام- الذي رافق عرض مسلسل الحسن والحسين فى رمضان الماضي..يأتي الإعلان عن عرض مسلسل(عمر بن الخطاب) ليثير الكثير من اللغط والانقسام ما بين رجال العلم ما بين مجيز مستحسن ومانع حانق في نقاش محتدم مرشح للتمدد لفترة قد تتجاوز مدة عرضه المقررة على مدى أيام الشهر الفضيل..
وان كان هذا التدافع من غير المستغرب في مثل هذه الأعمال التي تتناول شخصيات تتحصل على الكثير من الثقل في الوجدان والتاريخ الإسلامي,وان كان السادة العلماء الإجلاء قد تعودوا على الجدال المتوازي بسبب خبرتهم المتعتقة في تطويع النصوص حسب الحاجة والمقتضيات من خلال طريق التوظيف الانتقائي-الأقرب الى الحيل الشرعية- للفتاوي والأحكام,ومع ان الخلاف على تجسيد الصحابة يعود الى أيام فلم \"الرسالة\" للمخرج السوري الراحل مصطفى العقاد في سبعينيات القرن الميلادي الماضي,الا ان الحجم والمكانة الكبيرة التي للخليفة الثاني(رض) وكونه من ضمن الخلفاء الراشدين والعشرة المبشرين بالجنة ورمزيته العالية في نموذج الحكم العادل الرشيد أسهمت في إعادة الجدال حول موضوع تمثيل الصحابة في الاعمال الفنية وانطلاق الفتاوى شديدة التحريم حيال هذا المسلسل, حيث كررمجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف تحريمه المطلق لتمثيل وظهور الصحابة في مثل هذه الأعمال,وذهب الشيخ عبدالرحمن البراك ابعد من ذلك في فتواه التي قال فيها أنه: \"يشترك في الإثم كل من له أثر في صناعة المسلسل وترويجه، من كاتب ومخرج وممثل ومموِّل وناشر، وأولى منهم بالإثم صاحب فكرة المسلسل، وهكذا من يقرّه وهو قادر على منعه\".كما انضم مفتي عام السعودية الى المنادين برفض إجازة مسلسل الفاروق عمر بن الخطاب. واصفا أصحاب فكرة المسلسل ومَن شاركوا فيها ومَن تبنوها-بدبلوماسية قد يقتضبها المقام- بالمخطئين، محذرا اياهم من إنفاق أموالهم في الباطل، وطالبهم بتقوى الله، وقال: إن ما يقومون به من أعمال محرمة خطأ وجريمة، وان هذه\"الأفلام والمسلسلات عن هذه الشخصيات لا يرجى منها خير\".
ونحن هنا,ودون أدنى محاولة للمقاربة الفقهية للموضوع ,لا يمكننا الا ان نلاحظ ان هذه الفتاوى رغم العناوين المهمة التي أصدرتها لا يلتفت اليها عادةً الا من قبل التلفزيون الحكومى الذي يخضع لأسس ومعايير رقابية تحدد ما يمكن عرضه مما لا يمكن عرضه على شاشاته.وهذا قد يحيلنا الى الحجم الحقيقي للعناوين العريضة التي تتصدر هكذا أعمال عن موافقة ومطابقة النص الى الضوابط الشرعية والنصوص التاريخية..ومدى تدخل الشأن السياسي في طرح الموضوعة التاريخية وتحري مصداقية ووثوقية المادة المقدمة للجمهور المتلقي الواسع وسع الفضاء الذي تتداول من خلاله هذه الأعمال..
وما يثير الانتباه في هذه المعمعة هو في تجاهل الجهة المنتجة لجميع الفتاوى الدينية العديدة-رغم ان العديد من الرقاب قد أزيلت بأقل منها-وضربها بعرض وطول حائط التوظيف السياسي للتاريخ والاستخفاف بالمراجع الدينية التقليدية مثل الأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء –نظرا للتمويل والإنتاج السعودي للمشروع-والاعتماد على اجتهاد التسميات الملتبسة مثل من يصفون بكبار العلماء وهي التسمية التي يدخل تحت معطفها-او عباءتها- العديد من فقهاء الدفع المسبق وفى مقدمتهم الدكتور يوسف القرضاوى الذي سارع الى منح إجازته وبركته للعمل رغم ان فتواه بجواز تمثيل الصحابة وتستثني بوضوح الأنبياء، وأمهات المؤمنين، والخلفاء الراشدين، وثلاثة فقط من العشرة المبشرين بالجنة، هم أبوعبيدة عامر بن الجراح، وطلحة بن عبيدالله، والزبير بن العوام.
بل قد تكون إجازة القرضاوي بالذات,والمشاركة القطرية في التمويل,والميزانية غير المسبوقة التي رصدت للعمل, هي مما تثير الكثير من الهواجس عن شبهة النوايا السياسية التي تتخابئ خلف توقيت هذا العمل وطبيعته ومما قد يفسر ذلك الإصرار الأقرب الى التماوت على عرضه رغم جميع هذه الاعتراضات والفتاوى,واستخدام الغريب من الحيل الشرعية للتنصل من الالتزام بالفتاوى رغم مفصليتها الحاسمة في شرعنة وأجازة النصوص الدينية.
كما أن السلاسة التي تبدو على القائمين عن مثل هذا العمل,وتسويقهم لفكرة ان هناك\" مصلحة عامة للمسلمين والعرب\" في عرض المسلسل, قبل ان\" تأتي إيران الصفوية وتعيد صياغة تاريخ الصحابة بالإساءة إليهم\" والخفة التي يتعاملون بها مع مسألة تجسيد الصحابة على الشاشة رغم السوابق التاريخية الرافضة لهذه الممارسة مؤشرا على وجود أجندات سياسية قد تدفع الى عرض العمل رغم جميع الاعتراضات, لان هناك أكثر من سبب يدفع للاعتقاد بان الحمائية القوية التي يتحصل عليها القائمون على هذا العمل,متكئة على ضوء اخضر سياسي مفتوح من قبل أطراف قد تكون بحاجة لتقديم تصور وتفسير خاص للنص التاريخي ضمن سياق اسقاطات معينة تروج لمتبنيات وأجندات سياسية لبعض الدول الموظفة والمسوقة للخلافات المذهبية ضمن المجتمعات الإسلامية,وهو ما يدفع الى اليقين بان المسلسل سيعرض,وسيتم عرضه على عدد كبير من القنوات خلال شهر رمضان المقبل ,وسيغض النظر عن كل ما أصدره الأزهر او ابن الشيخ وغيره الجهات الدينية الأخرى,وعما أشيع عبر الشبكات الاجتماعية حول وصول عدد المصوتين برفض عرضه الى مليون صوت, ولن يكون لهذا الجدل الذي يثار حوله اي تأثير..