آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025

الوساطة دمار المجتمع !!
بقلم/ رائد محمد سيف
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 22 يوماً
الثلاثاء 12 يونيو-حزيران 2012 07:39 م

من منا لم يتعرض يوماً لمشكلة تدعى ... الواسطة ؟!

من منا لم يتدَّمر مستقبله نتيجة ... الواسطة ؟!

من منا لم تضع فرصة عمره وأمله وهدفه بسبب ... الواسطة ؟!

من منا لم يعطى حقه سواء كان ذلك في المدارس, والجامعات, والمستشفيات... الخ بسبب الواسطة ؟!

اينما نذهب نجد الواسطة في كل مكان, في كل مجتمع من المجتمعات, في كل بلد من البلدان, لم يبقى الآن مجتمع خالي منها, فهي الآن اصبحت أسرع وسيلة للوصول الى جميع ما يريده البشر, ان الواسطة اصبحت أمر حتمي حاصل بلا نقاش في مجتمعنا والمجتمعات الأخرى, اصبح الآن كل مواطن يصل الى ما يريد من خلالها, بغض النظر اذا كان يستحق ذلك او لا ...

الواسطة مرتبطة بصورة كبيرة بالقبائل فهي وليدة لها, واستمرارها يعَّمق ويكرس الروابط القبلية والعائلية, ولكنها تتناقض مع مبدأ سيادة القانون وتكافؤ الفرص, حيث ان شيوعها يجعل من مبدأ تكافؤ الفرص الذي هو وليد لمبدأ المساواة, مبدءاً نظرياً ليس له تطبيق على أرض الواقع, بل يصبح هذا المبدأ مجرد موضوع سخرية من قبل المواطنين.

لكن تساؤل : ماذا عن مبدأ سيادة القانون ؟ أين القانون ...؟!

الأشخاص الذين يصلون الى ما يريدون بالواسطة, يحققون مرادهم مع انهم لا يستحقوا ذلك في الأغلب ... لكن ما هو ذنب المواطن الذي تضيع فرص حياته في الكثير من المجالات سواء كان في التعليم او الوظيفة وغيرها من المجالات ... لان هناك أُناس أَولى اخذوا مكانهم ... لكن بالواسطة !!!

كم من الأشخاص ذهبوا الى المستشفيات وكانوا بحاجة ماسة وسريعة الى العلاج, لكن فجأة ... يدخل شخص وكأنه هو الذي بحاجة ... تظنه انسان مخطر وحالته حرجة وبحاجة فورية للعلاج لكن سرعان ما تكتشف ان بجانبه "طبيب" يُشّكل له قرابة, ولا يريد منه ان ينتظر طويلا ...!!! وذاك الإنسان المريض جداً يبقى جالساً ينتظر الفرج من رب العباد ...

من منا لم يتعرض يوماً للواسطة في جامعاتنا ... ؟!!!

تجد الكثير من الطلاب يدرس ويكافح وعلاماته تصل لمستوى عالي جدا, لكن يفاجىء ذلك الطالب بأنه لم يحصل عليها ... لماذا ؟!!!

لان هناك طالب آخر يستحق تلك العلامة بدلاً منه لكن "بالواسطة" ...

وبالتأكيد الواسطة لا تقتصر على هاذين المجالين, فجميع مجالات الحياة الآن مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بهذة الوسيلة الشنيعة القاتلة, الآن لا يخطو البشر أية خطوة في حياته الآ اذا كان له سند قوي يستند عليه ويحقق ويسهل ويسرع حاجاته, دون ان ينتظر أي شيء ... كما ينتظر أناس آخرون يعيشون بدونها ...

ان الواسطة سبيل في نشر الظلم في المجتمع, ونتيجة لإنتشارها يصبح المجتمع يحمل اشخاص غير أكفَّاء وغير مناسبين يشغلون الكثير من الوظائف, كما ان شيوعها يؤدي بشكل كبير الى انتشار روح الكراهية والحقد في المجتمع, ويدفع العديد من المواطنين الى اليأس والإحباط لمنع كل مواطن من الحصول على حقوقه.

اريد ان أطرح تساؤلاً : الأشخاص الذين ليس بيدهم سلطة أو واسطة, كيف ومتى يدبرون ويحلون أمورهم ؟!

الى متى ستبقى هذه الجريمة البشعة في مجتمعنا ... الى متى ؟!!!

هذه المصيبة العظيمة, قاتلة للبشرية والإنسانية, ومدمرة للمبادئ الأخلاقية ...

دعونا نتخلص منها, يداً بيد لنكافح الفساد في مجتمعنا ...