آخر الاخبار

مليشيات الحوثي تُدرج مادة دراسية طائفية في الجامعات الخاصة. اللواء سلطان العرادة: القيادة السياسية تسعى لتعزيز حضور الدولة ومؤسساتها المختلفة نائب وزير التربية يتفقد سير اختبارات الفصل الدراسي الأول بمحافظة مأرب. تقرير : فساد مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة إب.. هامور يدمر الاقتصاد المحلي ويدفع التجار نحو هاوية الإفلاس مصدر حكومي: رئاسة الوزراء ملتزمة بقرار نقل السلطة وليس لديها أي معارك جانبية او خلافات مع المستويات القيادية وزير الداخلية يحيل مدير الأحوال المدنية بعدن للتحقيق بسبب تورطه بإصدار بطائق شخصية لجنسيات اجنبية والمجلس الانتقالي يعترض إدارة العمليات العسكرية تحقق انتصارات واسعة باتجاه مدينة حماةو القوات الروسية تبدا الانسحاب المعارضة في كوريا الجنوبية تبدأ إجراءات لعزل رئيس الدولة أبعاد التقارب السعودي الإيراني على اليمن .. تقرير بريطاني يناقش أبعاد الصراع المتطور الأمم المتحدة تكشف عن عدد المليارات التي تحتاجها لدعم خطتها الإنسانية في اليمن للعام 2025

خطبتي الجمعه بين التنوير والتزوير
بقلم/ فهد سلطان
نشر منذ: 11 سنة و شهرين و 14 يوماً
الخميس 19 سبتمبر-أيلول 2013 06:53 م

أعلنها الصادق النيهوم المفكر الليبي الشهير حين تساءل بحسرة: "ترى من سرق الجمعة من حياة المسلمين".. تساؤل يحتاج إلى وقفة ووقفات إذا ما نظرنا بعمق إلى واقع خطاب الجمعة اليوم.
تُرى أين هي خطبة الجمعة اليوم في واقع الناس، وهل كانت عاملًا مساهمًا في تثقيفهم وتوعيتهم أم أنها كانت سببًا رئيسًا في هذا الواقع.
قد لا يختلف الناس أن خطبة الجمعة اليوم في عداد الموتى والمفقودين، وأنها تحولت من تنوير إلى تزوير.
 لقد تحولت إلى صوت يجلد بها الناس, تمطرهم كل أسبوع بشحن طائفي أو كلام لا طائل منه سوى تحصيل حاصل وإسقاط واجب، كما يُقال.
يستميت الكثير من الخطباء على البقاء على هذه المنابر دون أية محاولة للتغيير، وأقله احترام عقول هؤلاء الناس, فلا يكفي أن تقرأ بعض الجمل لتنقلها إلى الناس, فإذا لم يكن الخطيب هو حجر الزاوية في معرفة تفاصيل الواقع الذي يعيشه ويعمل على إصلاحه بمساعدة الناس، فمن يا تُرى يقوم بهذا الدور.
لقد تحولت المساجد اليوم بفعل خطباء الجمعة الى أوكار للعبث والصد عن سيبل الله باسم الله, فكلنا ما يفتر عن الحديث أننا نريد أمة عزيزة تحفظ مصالحها وتصون حقوقها وتعمل على رعاية شؤونها، ونحن في صمت عن هذا الخطاب العبثي السيئ الذي عطل لنا أهم نافذة يمكن أن تساهم مساهمة مباشرة في تغيّر واقع الناس.
خطيب معروف يعرفه الناس منذ سنين عدة لا يتقن سوى الحديث عن الموت والموت فقط, وأصبح ذلك الخطاب جزءًا من مواجهة الحياة, وقد كان صادقًا الشيخ محمد الغزالي حين قال: "أمة عرفت كيف تموت ولم تعرف كيف تحيا"، أليس ذلك صحيحًا بفعل هذا الخطاب.
يتقن الكثير من الخطباء الحديث عن التوبة والموت والزهد والمسيح الدجال وعلامات الساعة, ولم نجد خطيبًا بعد يتحدث عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة, وعن المقاصد العليا في الإسلام, لم نجد بعد خطيبًا يتحدث عن السياسة الشرعية وعن القيم "العدالة والحرية والعدالة والمساواة والحق والخير والجمال, كل هذا لا مكان له في عمائم هؤلاء إن لم يكن بعض هذه القضايا، كما صرح أحدهم، أنها منقولة من الغرب ولا حاجة لنا بها.
الشيء الذي لم يعِه الكثير من الخطباء حتى اليوم هو أن (500) خطبة خطبها النبي - عليه الصلاة والسلام - على طول فترة بقائه في الدعوة الى الإسلام لم تنقل إلينا إلا بعض الخطب، تعد على الأصابع، ولم يلفت الكثير إلى هذا السبب رغم أن كتب الحديث والروايات نقلت إليها تفاصيل قد تثير السخرية والضحك إذا ما قلنا كيف غفل هؤلاء عن خطبة الجمعة التي كانت تُلقى أمام جمع من المسلمين، ولماذا لم تصل إلينا، وأين هذا العدد..؟
هذا التساؤل يجرنا إلى سؤال، وهو أن كثيرًا، والغالب من الخطباء، نسي التعامل مع القرآن، وعاد إلى كتب الحديث، وحتى كتب الحديث لم يعتمد على ما صح منها عند المحدثين ليعتمد بصورة أساس على أحاديث وقصص مختلقة وضعيفة ومكذوبة ليلقي بها على الناس كل أسبوع..
أين هو القرآن الكريم، والذي تؤكد الدلائل أن الـ(500) خطبة كانت هي من القرآن الكريم وشرح قليل جداً لبعض هذه الآيات، وتذكر لنا بعض كتب الحديث أن الرسول كان يخطب الجمعة بسورة (ق) والواقعة وتبارك.
لماذا لا يتعلم خطباؤنا هذه السنة المهدرة بدل هذا الركام الزائف من الكلام الممجوج والمكرر، والذي لا يصنع مسلمًا سوى بقدر ما يصنع خطابًا وعظيًّا ركيكًا يفتقر إلى أبسط معالم الوسطية والتثقيف السليم.
هناك مشكلات كثيرة متعلقة بالخطاب الوعظي وخطاب المسجد والجمعة بشكل خاص لعل الأيام تجعلنا نتناوله بشيء من التفصيل.