آخر الاخبار

الجيش السوداني يستعيد السيطرة على القصر الجمهوري في الخرطوم مليشيا الحوثي تسخر من تهديدات ترامب تدخل إنساني رفيع من برنامج حيث الانسان مع الصيدلي الذي دفع ثمن إنسانية كل ما يملك.... هكذا عادات الحياة من جديد مع فايز العبسي قرابة مليار دولار خلال عدة أشهر ..مليشيا الحوثي تجني أموال مهولة من موانئ الحديدة لتمويل أنشطتها العسكرية . اللجنة الدولية للصليب الأحمر تكشف عن دعمها للمرافق الصحية والمستشفيات في مناطق سيطرة الحوثيين عقب الهجمات الأميركية عقوبات أمريكية جديدة على إيران وكيانات وشبكات تهريب تموّل الحوثيين هل تغيّر واشنطن خطتها ضد الحوثيين لتكون أكثر حسماً.. أم ستكرر السيناريو؟ نتائج المنتخبات العربية في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026 خلال اجتماع موسع مع قادة الكتائب والسرايا والضباط..قائد شرطة حراسة المنشآت وحماية الشخصيات بمأرب يشدد على رفع الجاهزية وتثبيت الأمن مأرب: الجمعية الخيرية لتعليم القرآن تنظم برنامج سرد القرآني ل200 طالب.

لماذا الآن يا انتقالي ؟!
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 4 سنوات و 10 أشهر و 22 يوماً
الثلاثاء 28 إبريل-نيسان 2020 12:14 ص

من أبوظبي في وقت متأخر من مساء السبت ، أعلن رئيس المجس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي ، أن المجلس سيتولى الإدارة الذاتية للجنوب اعتباراً من منتصف ليل السبت 25 ابريل 2020 ، وتباشر لجنة الإدارة الذاتية أداء عملها وفقا للمهام المحددة لها من قبل رئاسة المجلس ، وواكب الإعلان أيضا إعلان حالة الطوارئ في الجنوب اليمني ، وتكليف القوات العسكرية والأمنية الجنوبية بالتنفيذ .

وبإعلان المجلس الحكم الذاتي للمحافظات الجنوبية ، فهو ينسف اتفاق الرياض الذي رعته السعودية بين الجانبين الحكومي والمجلس الجنوبي نهاية العام الماضي ، مما يضع الرياض في ورطة سياسية ، حيث وهي قائدة التحالف لاعادة الشرعية في اليمن ، وليس للمزيد من التمرد عليها والانشقاقات من حولها .

فما الذي دعا قيادة الانتقالي ومن خلفه أبوظبي لاتخاذ هذا القرار الحاسم في هذا الوقت ..

ربما يكون للأسباب التالية :
- تجمعت لديهم معلومات استخباراتية مؤكدة بأن مايحدث اليوم في عدن من حراك شعبي غاضب جراء السيول الجارفة التي اجتاحت مدينة عدن وحولتها الى مدينة منكوبة ، والتي خرج إثرها السكان الى الشوارع بمظاهرات ضد الانتقالي المسيطر على عدن وعلى الحكومة أيضا لغيابها عما تعرضت له المدينة من كارثة. وأن هذا لن يلبث أن يكون بوابة لتفلت السيطرة من بين أيديهم ، والإطاحة بهم . فاستبقوا الحدث بإعلان حالة الطوارئ وحكم الجنوب ، مطفيا ذلك الغضب نحوه ، قاطعا الطريق أمام حدة توسعه وسعة انتشاره ، وأمام كل من يريد استثماره في اللعبة السياسية كورقة رابحة يخسروا بها كل اوراقهم المدخرة لديهم .

- أن يكون الأمر متفقا عليه بين الرعاة وكافة أدواتهم في الشرعية والانتقالي والحوثة . فهذا لا يفرق كثيرا عن سيناريو تمكين الحوثي من صنعاء . والمتابع العادي كان يرى ان الانتقالي أمام عين التحالف والشرعية يعد نفسه ويجهز قواته تسليحا وتدريبا للخطوات القادمة . فكيف لا يقطعون عليه الطريق إلا أن يكون ذلك برعاية منهم وتوافق مشترك ، ولأمر يخططون لتحقيقه ، وهو ربما ما لم يرضخ له عد رئيس الشرعية عبدربه منصور . ولعله يتعلق بسقطرى والمهرة ، أو غيرها من أمور غير ظاهرة في علنية الإعلام المتداول .

- أن يكون الامر شارف على الانتهاء ، وتحصل كل طرف على مراده ، وبالتالي فقد أتم الانتقالي مهمته ، وبتلك الخطوة يكتب نهايته وفق سيناريو تم اعداده باتقان واحترافية عالية .

- وقد يكون الأمر أوسع من دائرة اليمن ، وإنما يتعلق بجغرافية أخرى يتعرض فيها طرف من التحالف للاندحار والتفتت ، فيفتح هنا جبهة جديدة ، إما لتوجيه الإعلام نحوها بعيدا عن ليبيا وحفتر ، أو لاستخدام تلك الخطوة ورقة ضغط لتحقيق مآرب سياسية سيادية هنا وهناك . وقد يصل الأمر في الجنوب إلى طرح مبادرة إرادة الشعب والتفويض ، كما هو حاصل اليوم في ليبيا لتغطية هزائم حفتر المتوالية والبقاء عليه كورقة فاعلة بيد رعاته .

- ماذا سيحدث بعدها ؟!، خرج علينا التحالف بتصريح مطاطي يطالب فيه الانتقالي بعودة الأمور إلى ما كانت عليه ، قبل إعلانه إدارة الجنوب . تصريح يطبطب عليه ويجيز فعلته ، أكثر مما هو يردعه ويوقفه عند حده . كان يتوجب ان يكون التصريح جازما حاسما ، يتناسب مع تلك الصفعة المهينة لهم ، والتي تخالف وتتحدى كل ما رفعوه من أهداف علنية سامية . وكان عليها في التصريح أن تضع أمامه إن لم يستجب خيارات رادعة تجعله حقا لا يتمادى في تهوره . كأن تتوعده بايقاف مرتبات كل من ينضوي تحت لوائه من قوات ، وان توقف عنه كل دعم مادي وعسكري ، وأن تطالب قياداته بمغادرة أراضيها خلال فترة محددة ..

إجراءات جمة يستطيع التحالف اتخاذها ستنهي تلك الأزمة المفتعلة تماما . هذا إن كان حقا صادقا مخلصا في أهداف تحالفه ، والمتمثلة في عودة الشرعية ، واستقرار الوطن وأمنه ، وسلامة المواطن وسلامه . فإن لم تكن كذلك ، فإن انتظارك للسعادة أيها اليمن السعيد سيطول سيطول .. فما أنت فاعله من أجلنا رئيسنا المقبول ، وما الذي بيدك كي تثبت جدارتك وإخلاصك وصدق وطنيتك من المعقول واللا معقول .