حيث الإنسان يرسم الابتسامة ويضع مداميك المستقبل لنازح بمحافظة المهرة.. الحلاق الذي تحققت أحلام حياته بمشروع مستدام يؤمن مستقبله ومستقبل أسرته
عودة العليمي إلى عدن ومصدر في الرئاسة يكشف عن التحركات القادمة للرئيس
مؤتمر مأرب الجامع يلتقي جرحى الحرب ويتعهد بمتابعة مطالبهم وحل قضاياهم
مانشستر يونايتد يقدم هدية لليفربول ويقربه من لقب الدوري الإنكليزي
الذهب يرتفع في الأسواق العالمية لهذة الأسباب؟
أجهزة الأمن بالمهرة تضبط أجهزة اتصالات لاسلكية ممنوعة الاستيراد إلا من قِبل الجهات العسكرية بمنفذ صرفيت
انجاز تاريخي للحكومة السورية.. توقيع رئاسي مع قائد سوريا الديمقراطية يؤكد على وحدة البلاد واستعادة الثروات النفطية والغازية
مستشار وزير الشباب والرياضة يدشن المسابقة الثقافية الرمضانية بالمهرة
الزنداني يناقش مع الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر دعم المشاريع الإنسانية والتنموية في اليمن وبادي يصف العلاقات بالتاريخ المشرق
يتحرك عبر دهاليز المخابرات الحوثية.. واجهة حوثية جديدة لإرث عائلي متخصصة في تجارة الموت والعمليات المشبوهة
رحم الله الشيخ الداعية المربي مهيوب سعيد مدهش كان مهيبا سعيدا مدهشا، تماما كاسمه. في عام 1394هـ وهو لم يبلغ الثلاثين من عمره، بعد أن أكمل تعليمه الجامعي في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة حاملا شهادة البكالوريوس التي لم يحملها ذلك الحين في اليمن إلا أقل القليل، وكان بإمكانه أن ينال بها منصبا مرموقا في مدينته تعز أو في العاصمة صنعاء، لكنه آثر أن يهاجر في سبيل الله داعيا إلى الله.
كانت صحراء مأرب خالية من مظاهر المدنية عامرة بقيم الإسلام وشيم العرب ظمئى ترقب سحابة علم غديقة تنبت الزرع وتدر الضرع.. فكان موعدها مع شاب أحب الدعوة وسلك سبيل الراشدين نزل مهيوب سعيد مأرب هناك في قرية الجثوة في وسط وادي عبيدة حط رحاله في رحاب الشيخ حمد بن صالح بن جرادان أحد كبار مشايخ عبيدة فأحسن وفادته، ليتفرغ المعلم لمهمته.
نذر الشيخ مهيوب نفسه وحياته لتنشئة جيل متعلم يحظى بتربية دينية واعية، فاندمج في المجتمع مع ثلة من المشايخ والدعاة منهم الشيخ عبدالله البازلي والشيخ راشد عوض الوصابي رحمه الله والشيخ سعيد بن سهيل رحمه الله والشيخ عبدالله بن عمر الحداد رحمه الله وعدد من إخوانهم، عملوا على نشر العلم والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، فنفع الله بجهودهم وتأثر بهم أهل مأرب والجوف وشبوة ووادي حضرموت، وأقاموا المعاهد العلمية والندوات المسجدية والمخيمات والمراكز الصيفية وغيرها من الأنشطة الدعوية والوسائل التعليمية، وشيدوا الأسس الصحيحة التي أثمرت كل تلك التضحيات العظيمة التي ينحني لها التاريخ إجلالا عندما وقفت مأرب فكانت مأرز اليمنيين وحصنهم الحصين أمام جحافل الحوثية وطغيانها وإفكها ودجلها. من شتات الذاكرة موقف لا أنساه هو أول يوم رأيت فيه الشيخ مهيوب رحمه الله عام 1990ميلادية في أول أسبوع من المركز الصيفي بمعهد الصديق العلمي الذي أصبح دارا للعلوم الشرعية فيما بعد، شجعنا أحد أقربائنا وهو علي بن صالح طعيمان رحمه الله للمشاركة في المركز الصيفي، فذهبت معه ومعي أخي الأصغر مني وابن عمنا بعمره، وكنا نتساءل في الطريق فيما بيننا بفضول الأطفال ما هو المركز الصيفي؟! وماذا يتعلمون فيه؟!، وأسئلة وتصورات أخرى، حتى وصلنا فدخلنا لمقابلة لجنة القبول في المركز، وكان رئيسها هو الشيخ مهيوب رحمه الله، وبعد حوار قصير قررت اللجنة عدم قبولنا لصغر سننا، فكانت صدمة بالنسبة لي وخيبة أمل ولّيت بعدها إلى الباب وعيوني ترقرق بالدمع فقلت ببراءة الأطفال: لم يوافق لنا أهلنا إلا بصعوبة ثم لما جئناكم رددتمونا، فناداني الشيخ مهيوب رحمه الله واحتضنني بحنان، وقال أنت مقبول وإخوانك يرجعون في العام القادم إن شاء الله. فغمرتني الفرحة وأحببته كثيرا من تلك اللحظة رحمه الله وجزاه عنا خير الجزاء.
درسنا على يديه دروس الإيمان والعقيدة، وأتذكر جيدا أنني كنت أسأله عن الشيعة فكان له الفضل علينا - بعد الله- في بيان زيغهم وضلالهم، وكان له بعد نظر -رحمه الله - في استشراف خطرهم وتحذير الناس منهم. تميز الشيخ مهيوب رحمه الله بمهابة ممزوجة بمحبة، فكنا نهاب أن نتكلم معه، فإذا تكلم معنا شعرنا بالأنس، وكان رحمه الله قليل الكلام كثير العمل، ربما يقسو أحيانا على من يحب أمامه، ويسعى لمنفعته من وراءه دون أن يشعره أو يخجله. عاش زاهدا ورحل مخفا من تبعات المناصب والمسؤوليات التي أشاح وجهه عنها، ونرجو له ميزانا ثقيلا من الخير والهدى والحسنات التي دعا لها وأرشد إليها، والله يتولى الصالحين.
رحمك الله يا أبا صلاح وأبا الإصلاح... ثوى طاهر الأردان لم تبق بقعة *** غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبر