الحوثيون أول من لعب بالنار وباعوا أنفسهم
بقلم/ فراس اليافعي
نشر منذ: 15 سنة و شهر و 3 أيام
الثلاثاء 24 نوفمبر-تشرين الثاني 2009 04:16 م

*تجاوز التمرد الحوثي نطاق صعدة ونطاق اليمن إلى الدولة الكبرى الشقيقة المملكة العربية السعودية، التي لم تكن يومًا طرفـًا في النزاع وبدا واضحـًا أن نقل جماعة الحوثي نشاطها الإجرامي إلى الأراضي السعودية، جاء تنفيذًا لأوامر طهران.

*إيران أكدت بوضوح عبر تصريحات وزير خارجيتها ورئيس الأركان وغيرهما عميق الصلة بينهما وبين عصابة التمرد الحوثية... وبدا واضحًا أن الهدف الإيراني هو استهداف أمن واستقرار السعودية، وتمزيق اليمن.

*الإعداد للتمرد الحوثي بدأ منذ وقت مبكر، وتشير المعلومات أن هؤلاء تلقوا تدريبات على استخدام الأسلحة الخفيفة والثقيلة المختلفة وصناعة الألغام والمتفجرات داخل الأراضي الإيرانية.

*إلى جانب ذلك وضعت إيران وسائل إعلامها المرئية والمسموعة والمقروءة تحت تصرف الحوثيين، وأصبح جليًا أن طهران قد حددت الزمان والمكان لمعركة طويلة مع السعودية وسيلتها عصابة التمرد الحوثية.

*قال الأمير خالد بن سلطان في الأيام السابقة، إن المملكة لا تريد أن تستولي على شبرٍ من أراضي الغير، لكنها ستسحق أي محاولة للاستيلاء على شبرٍ واحدٍ من أراضيها، إنه الدفاع المشروع عن أرضها وأمنها.

*أن هذه العصابة المتمردة على أمن بلدها وشرعيته الدولية أصابها ستدفع الثمن على الأرض ، وللمملكة العربية السعودية الشقيقة كامل الحق في اتخاذ إجراءات تحمي أمنها وحدودها من المعتدين بالتنسيق مع الدولة اليمنية التي تواجه هذه العصابة العميلة.

*من المؤلم أن ترتهن منظمات أو أحزاب وتجمعات قبلية بأن تكون لعبة في يد خارجية وأن الأكثر إيلاما أن تحل خلافات وطنية بقوة السلاح ثم تأتي لتدخل أطرافا خارج دائرة المشكلة أو القضية ، الحوثيين عنصر مشابه لقوى لعبت أدوارا لصالح الغرب والشرق وأحيانا طابورا خامسا لإسرائيل كما جرى في مناطق عربية أخرى ، أن الاعتداء على حدود وطنية وقتل أبرياء والتفاخر باحتلال أراض لدولة مستقلة يدخل في باب الحرب ؛ مما لا تسمح به الأعراف الدولية أو أي قانون بانتهاك سيادة أي وطن

*المطامع الإيرانية في الجزيرة العربية والشرق الأوسط واضحة المعالم، وهذا ما عبر عنه الرئيس المصري مؤخرًا في خطابه الأخير أمام مجلس الشعب المصري.

*ينبغي أن تتأكد عصابات التمرد الحوثي في صعدة أن اللعب بالنار مع الحدود السعودية له أثمان فادحة للغاية لا يقدر عليها العملاء الصغار لمشاريع التوسع الإيراني الطائفي الذي يحلم به الغارقون في التفسير الغيبي للتاريخ في طهران، ليساوموا الغرب للحصول على صفقة أفضل في مجال التسلح النووي والمكاسب السياسية مستخدمين بيادق حوثية جاهلة.

*وعلى الصعيد اليمني؛ فإن القوات المسلحة والشرفاء من أبناء اليمن، يتصدون ببسالة نادرة لهذه العصابة المجرمة ويسحقونها في كثر من موقع.

وبات واضحًا بأن هذه العصابة واقعة اليوم بين فكي كماشة، الجيش اليمني والجيش السعودي اللذين يلاحقاهم في إطار الأراضي السعودية.

*إن الحديث عن انتهاك سعودي للسيادة اليمنية، حديث يجهل حقائق الجغرافيا وغير مدرك لما يجري على أرض الواقع... التداخل الحدودي اليمني السعودي معقد جدًا، والحوثيين ينتقلون خلال ساعات قليلة بين البلدين، الأمر الذي يبرر أحايين ملاحقة إلى عمق قريب من حدود هذه الدولة أو تلك.

*إذا كان هؤلاء الحوثيين قد استسلموا لأجندتهم الطائفية فإنهم أول من لعب بالنار في أراضيهم ، ويعدون تنظيم الإرهابي يتشدق بالإسلام يسيء للإسلام ويطعن أرض الإسلام وقبلة المسلمين.

*الحوثيون عدو مشترك للوطنين اليمني والسعودي، والمطلوب من كل الفعاليات السياسية في اليمن مؤازرة الجهود الحكومية في القضاء على هذه العصابة، بعيدًا عن المناكفة السياسية والمزايدة البليدة.

والله من وراء القصد...

firas-alyafie@hotmail.com