عجيب أمرها ..!! تدعم التمرد وتحتج على خبر
بقلم/ احمد الحمزي
نشر منذ: 16 سنة و أسبوعين
الأحد 07 ديسمبر-كانون الأول 2008 02:18 م
أثارت إيران ضجة إعلامية واحتجاجات متتالية كان من أهمها الضجة التي أثارتها ضد تصريحات فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي الرافضة لنشر التشيع في الأوساط والمجتمعات السنية والتي لا يزال الشيخ ثابتا عليها.
وفي هذا الإطار أثارت آيات طهران هذه الضجة لمجرد تصريح إعلامي مع العلم أن إيران هذه تصرح إعلاميا وعلى منابرهم وتقول في الأمة ما لا يجوز أن يقال ، بل قد تجاوزت التصريحات والخطب إلى أسلوب القوة والترهيب والإغراء لنشر توجهاتها ومذهبها في كل مكان ، ونسيت أنها بنفسها أصبحت دولة شيعية بالقوة، بعد أن كان معظم سكانها من السنة، ففي عام 907هـ (1501م) احتل الشاه إسماعيل، أول حكام الدولة "الصفوية" إيران، وفرض عليها المذهب الشيعي الاثنا عشري، وأجبر أهلَ السنة على تغيير مذهبهم بقوة السيف، الأمر الذي تؤكده المصادر السنيّة والشيعية على حد سواء، والذين بقوا على مذهبهم من أهل السنة، اضطروا للفرار والهرب، الأمر الذي يفسر تواجد كثير من السنة في إيران -وحتى وقتنا الحاضر- في المناطق النائية والحدودية.
إن توفرت لهم، كما في تأسيس الدولة "الصفوية" الظروف في أي مكان فهم سيفرضون واقعهم وتوجههم ومذهبهم في أي مكان وفي أي دولة ، وهو المبدأ الذي يسيرون عليه في العراق اليوم، ويتجلى بالميليشيات الطائفية كمنظمة بدر وجيش المهدي، وفرق الموت التابعة لوزارة الداخلية، والمؤتمرة بأمر الميليشيات والتي ارتكبت ضد أهل السنة ما يندى له الجبين ،
ويعتبر تمرد الحوثي في اليمن مثالا ربما أوضح لمشروع نشر التشيع في المنطقة، فالحوثيون شيعيون اثنا عشرية تمردوا على الدولة وخرجوا على الدستور والقانون وحاربوا الدولة وأجهزتها، بكل أنواع الأسلحة، واعتبروا الدولة غير شرعية لأنها لم تقم على مبدأ "الإمامة" الذي انتهى بقيام الثورة عام 1962م.
وقد تسبب التمرد الحوثي الساعي إلى فرض توجهه ومذهبه بالقوة في سقوط آلاف الضحايا والجرحى والمشردين، وأن يبقى اليمن في دوامة العنف وغياب الاستقرار والتنمية.
فالدولة الإيرانية التي تلقي باتهاماتها يمنة ويسرة لمجرد تصريحات أو أخبار،وهي في الوقت نفسه تستخدم الترهيب لنشر أفكارها وتوجهاتها، بل تستخدم القوة والإرهاب في تلك الدول التي تعارضها ولا تنسجم مع توجهاتها من خلال دعم عصابات تخريبية ، وتقوم قيامتها وترغي وتزبد عندما تجد مقالا صحفيا أو خبرا يفضح مساعيها ويشير إلى مصائبها ، فعلى سبيل المثال ثارت ثائرتهم في الكويت ضد قناة
mbc
لأنها أعلنت عن عرض مسلسل تلفزيوني، اعتقد الشيعة قبل بثه بأنه يتناول نكاح المتعة المباح عند الشيعة بسوء، فكانت النتيجة أن استجابت القناة للترهيب وأوقفت المسلسل ، كما جن جنونهم في العراق ضد قناة الجزيرة بسبب مرجعهم الأعلى علي السيستاني.
واليوم توجه السفارة الإيرانية رسالة احتجاج إلى وزارة الخارجية اليمنية ضد مؤسسة الشموع للصحافة والإعلام بتهمه الإساءة لدور السفارة الإيرانية في اليمن ونشر أخبار كاذبة ومثيرة للفتن من شأنها التأثير سلبا على العلاقات بين البلدين الأمر الذي نفته المؤسسة جملة وتفصيلا.
عجيب آمرها تأتي هذه الاحتجاجات من قبلها ضد المشائخ والعلماء وضد الوسائل الإعلامية في الوقت الذي تصول وتجول في أصقاع الأرض ، ويبشرون ويدعون ترغيبا وترهيبا ، ويتبنون أبناء عصاه يناصبون أهلهم العداء ، قتل ودمار وتشريد ، كل هذا نتيجة لدعمهم مليشيات تابعة لها تنفذ كل ما تريده في أي مكان وأي زمان لا حرمة عندها ولا قدسية لأي شئ ، مستغلة ما أعطاها الله من ثروة في غير ما يرضي الله ، ومخالفة لشريعة الله في الأرض من أعمارها وتشييدها، أبت إلا أن تشيع بين الشعوب القتل والدمار ، ودأبت بل وما زالت مستمرة في مساعي دؤوبه دون كلل أو ملل دون مراعاة لأي حقوق للغير.