هاكان من سوريا يتوعد : لا يمكن التسامح مع سلب إسرائيل للأراضي السورية شابة سعودية حذرت سلطات ألمانيا من منفذ حادثة الدهس العثور على أحد الضباط اليمنيين المفقودين من أصل سته آخرين بعد خروجه من معتقلات الاسد وهو في وضع شبه منهار عاجل : قوات المقاومة المشتركة تدك مواقع المليشيات الحوثية بالمدفعية وتسقط مسياراتها جنوب اليمن مليشيا الحوثي تتجاهل جثامين ضحايا القصف الإسرائيلي بميناء الحديدة دون انتشالهم وزير الأوقاف يرأس اجتماعا لمجلس المعهد العالي للتوجيه والإرشاد وفاة القيادي البارز في الإخوان المسلمين يوسف ندا ...مهندس استعادة جزر حنيش اليمنية هل ينجح أردوغان في حل الخلاف بين السودان والإمارات.. وماهي فرص نجاح الوساطة التركية؟ أول دولة أوروبية تتخلى عن ميليشيات قسد المدعومة امريكيا وتقف في صف تركيا الجمارك في سوريا تلغي 10 قرارات أرهقت المواطنين خلال نظام الأسد.. تعرف عليها
مأرب برس – خاص
دخلت إلى غرفته باتجاه النافذة وأزحت الستار ليتسلل ضوء الصباح معلناَ بدء أول يوم دراسي واقتربت من سريره وأنا ارقب وجه ونفسي تردد : ياالله كم اعشق هذا الوجه، ومررت بيدي على خديه بلطف ورده حمراء نديه وأنا أيقضه وأداعبه : ياعمري أستيقظ حتى تشرق الشمس على الوجود، طوقني بذراعيه الصغيرتين وأحتنظنته ومضيت به إلى الحمام ،ووضعت له المعجون على فرشاة الأسنان وأنا أردد له من أجل أن يكون صباحك سكر لابد من الفرشاة والوضوء للصلاة ، افترشت أنا وهو الأرض بعد أن طويت سجادة الصلاة ومازلت أكرر عليه للأجل أن يكون صباحك سكر لابد أن تلتهم قطع الخبز المحشوة بالجبن وأسقيته شراب الفاكهة بيدي وألححت عليه بتناول كأس الحليب تحت تهديدي له بالغضب منه وعدم ترديدي معه أغانيه المفضلة، وقمت بعدها بتمشيط شعره بعد أن ساعدته على ارتداء ملابسه، وإغلاق أزرار قميصه، وأغرقته ببخات عطره المفضل ليحمل مع عطره شوقي إليه في لحظات غيابه للأول يوم دراسي ..كل هذا وأمي تجلس على تلك الاريكه ترقبني بنظراتها التي ملئت بالشفقة والحزن ، قبلتها أنا وولدي متمنيتاَ لها يوماَجميلاَاَ إلى حين عودتنا في الظهيرة .
فقالت لي أمي : بربك الرفق بنفسك فهذا انتحار .
أضفت قبله إلى جبينها وأغلقت باب المنزل ونزلنا الدرج مسرعين أنا وولدي باتجاه أول يوم دراسي فقد تبرعت صديقتي بإيصالنا بسيارتها احتفاء َبهذا اليوم ، أغرقت ولدي بالوصايا عند باب المدرسة، تأكدت بأن حاجيته مكتملة برغم تفقدي لها مسبقا لم أترك باب المدرسة حتى توارى عن ناضري بين زملائه وعدتُ أدراجي ليحتويني المقعد الخاص بسيارة صديقتي فكررت نفس جملة والدتي : أرفقي بنفسك فهذا انتحار .
أجبتها بصوت هادئ : لابد أن أقوم بدور الأب والأم لأعوضه عن أي نقص ممكن يشعر به .
أدارة مفتاح سيارتها وهي تتمتم بصوت أشبه بالهمس موجهه أتهمها لي : أنتِ السبب
فقد أمنت بمثل جداتنا " ضل راجل ولا ضل حيطة " حاولت قدر استطاعتي أن أغير مدخلك لتكوين أسره تحت تأثير هذا المثل ولكنك أثرتِ إلا أن تدخلي من بوابة جداتنا حتى تسابقي الزمن فلا تنحصري بدائرة العنوسه خوفاَ من مجتمع لايقف بجانبك اليوم .
صاحب ردي تنهيده عميقة عمق تعلقي بولدي وأنا أجيبها بقولي : آآه ياصديقتي أنتِ تعرفين جيداَ إنني فررت إلى الزواج به حيث لايلاحقني فضول النساء الكبيرات في أسرتي عن سر تأخري بالزواج ، ولا يمزقني سؤال المتزوجات من أسرتي حول كم بلغت من العمر مصاحبات ذلك بالدعاء لي بأن يسهل الله لي بزوج بعيد عن أزواجهن ،ولا تعجزني نضرات نساء إخوتي وقد استثقلن طول مكوثي بينهن ..... لذي قلت لوالدتي سمعاَ وطاعة من باب " ظل راجل ولا ظل حيطة " فاستسلمت للأول رجل يبعد عني " الحيطة " تحت مباركة الجميع إيمانا مني أن كل الرجال كـ أبي و؟إني أحمل قلب أمي لذي لابد أمنتُ بأن نصيحة جداتنا في محلها فلا الو ضيفه ولا أي شيء يعوض المرأة عن نصفها الأخر... لطالما ياصديقتي حدثتني جدتي عن الرجل في زمانها احتجاجاَ على تمسكي بالدراسة والو ضيفه قبل الارتباط بالزوج معلله انه كان يعني بالنسبة لبنات جيلها الحب ،والاحترام، وواحة الأمان فهو الوطن أينما رحل وحل حلت بعده المرأة فلا تشعر بغربه، أو قهر، أو خوف، أو تعب .
هنا لمعت عينيها بنشوة النصر ووجهت لي سؤالها بقولها : جاوبني الآن أين مساحة الضل المتبقية من رجال زمان في رجال هذه الأيام والنساء تعيش صراع لتقاوم أن تبقى
على أنوثتها وهو يجبرها على أن تتقن دور الرجل بجدارة فتصبح مع مرور الزمن كما هو حالك الآن.. أماَوأبا، ذكراَ وأنثى .
رددت بضعف كعادتي أنا من قررت أن أكون هكذا وأسرعت بالنزول من السيارة وإحكام إغلاق الباب وسبقتها ببضع خطوات فلحقنتي وهي تضحك باستغراب : أنتِ من قرر أن تكوني هكذا بعد ماذا يارفيقتي..؟ بعد أن فقدتِ شهية النوم ، شهية الطعام ، وشهية الحياة ، وشهية الإحساس بالأشياء ..وأنتِ تكابري وتتألمي بصمت حيال إتكاليته وعدم مبالاته، وتهديده لكي بحرمانك من وضيفتك إذا لم تتكفلي باحتياجات المنزل وهو نائم ، وإذا لم تدفعي فواتير هاتفه الذي يستهلكه في محادثة أصحابه مابعد تخديرة القات ، ,وأن لم تذهبي إلى سوق الخضار .... ولولا إيمانه بأنك عديمة الخبرة في نوعيات تلك الشجرة المقدسة لديه لأوكل لكي مهمة توفيرها له يومياَ.. فتحولت مع الوقت إلى نصف إمرأة ونصف رجل وفقدت ضل الرجل الذي خنتي من أجله كل حيطان غرفتك ومنزلك ووظيفتك ...!!.احترت في تغيير الموضوع مع صديقتي فحاولت الخروج عنه بقولي لها : لماذا كل هذا الهجوم وتذكيري بما مضي كأني أحضرت لك عريسا معنون على جبينه " ضل راجل ولا ضل حيطة " لم يبدوا عليها الارتياح من مداعبتي وهروبي بتغير الموضوع فأفحمتني بدعائها : اللهم إني اخترت "الحيطة" وهي علي عظيمه خشيةَ وخوفاَ من الرجال فكفني شر الحنين إليهم ...!! فتبسمت قائله : ولكن ياصديقتي الغالية برغم مرارة الواقع هناك الكثير من الرجال يعتمد عليهم وتستظل نسائهم بظلهم بحيث لايمكننا إنكار وجودهم .
استشاطت غضبا وقالت لي : حسبي من ألهنا عدم إيماني بمثلك ونهجك وحسبك من الشقاء ماأنت فيه .
وخرجت متجهه صوب المكتب الأخر ، ومضى يومنا رتيباَ كأي يوم وضيفي يتبع القطاع العام وعددت الدقائق تلو الدقائق بتلهف لأذهب إلى مدرسة ولدي فأكون أول المستقبلين له حال انصرافه ... وبينما كنت أطوي فناء مبنى وضيفتي لأحث الخطى مسرعةَ سمعت صوتاَ يخترق أذاني وهو يقول : ماما ... ماما ..... ماما التفت مسرعه ودقات قلبي تسابقني فوجدت ولدي يجري باتجاهي فارداَ ذراعيه ليحتضنني فلم أستوعب مأنا فيه إلا وهو بين أحضاني ونظرات الدهشة تقتلني وأنا أرى والده يقف خلفه أقترب مني هامساَ :إني أعترف لك بأني كنت طفلاَ شقياَ ... ومدللاَ .... ومشاغباَ إيمانا مني بأنك أم حنون لت تزلزلي قلاعي وترحلني، فأنا اليوم أعترف بذنبي فسأكون لك ِ أبنا، وأخا، وأبا، وسنداَ.. وقتها قطع حديثه رنين هاتفي الجوال فهربت بعيني نحو شاشته لمعرفة الرقم ،فكان رقم والدتي فأجبتها بقولي :نعم ، فردت بنفس اللهجة التي أعرفها منذ نشأتي مخبره آي بأن حاجياتي أنا وولدي قد سبقتني إلى منزلي مذيله كلامها بالدعاء لي سحب زوجي الهاتف من يدي ليرجوا بأن لاتذكر مثلها الأثري لي فقد حفظه وفهمه جيدا َ،وهو عازم على تحقيقه وأنهى المكالمة قاطعاَ وعوده لها بأن لأعود إلى منزلها إلا لزيارتها وتفقدها ....واتجهنا ثلاثتنا إلى السيارة .