هاكان من سوريا يتوعد : لا يمكن التسامح مع سلب إسرائيل للأراضي السورية شابة سعودية حذرت سلطات ألمانيا من منفذ حادثة الدهس العثور على أحد الضباط اليمنيين المفقودين من أصل سته آخرين بعد خروجه من معتقلات الاسد وهو في وضع شبه منهار عاجل : قوات المقاومة المشتركة تدك مواقع المليشيات الحوثية بالمدفعية وتسقط مسياراتها جنوب اليمن مليشيا الحوثي تتجاهل جثامين ضحايا القصف الإسرائيلي بميناء الحديدة دون انتشالهم وزير الأوقاف يرأس اجتماعا لمجلس المعهد العالي للتوجيه والإرشاد وفاة القيادي البارز في الإخوان المسلمين يوسف ندا ...مهندس استعادة جزر حنيش اليمنية هل ينجح أردوغان في حل الخلاف بين السودان والإمارات.. وماهي فرص نجاح الوساطة التركية؟ أول دولة أوروبية تتخلى عن ميليشيات قسد المدعومة امريكيا وتقف في صف تركيا الجمارك في سوريا تلغي 10 قرارات أرهقت المواطنين خلال نظام الأسد.. تعرف عليها
لاشك أن الذكرى السادسة والأربعين لثورة الــ26 من سبتمبر تبعث فينا الشموخ المتجدد لما مثلته هذه الثورة الإنسانية النبيلة من أهداف ذات أبعاد ومرامٍ أخلاقية لتخليص شعبنا اليمني من أعتى نظام كهنوتي منغلق ومستبد، الذي سلط الثالوث الرهيب (الجهل والفقر والمرض) لينهش في جسد الشعب حتى لاتقوم له قائمة، وظل النظام الإمامي يتلذذ بمشاهد الموت البطيئ فيما هو وأزلامه يعيشون في بروج منعَّمة ببحبوحة العيش الرغيد دون مبالاة أو وازعٍ في دين أو ضمير، حتى جاء يوم الخلاص من الجلادين العتاة يوم السادس والعشرين من سبتمبر 1962م- حين هبَّ تنظيم الضباط الأحرار والقوى النيرة والمثقفين بضرورة الخلاص من هذا الواقع المرير .
وانفجر الغضب اليمني مؤمناً بضرورة الخلاص وإعلان المولد العظيم لليمن الجديد بما يمثل من أبعاد إنسانية وموضوعية عاجلة وآجلة، وكان في مقدمة ذلك العمل على إيقاف التدهور الحياتي على مختلف الصعد، ومن ثم ترسيخ أهداف ومبادئ الثورة الخالدة التي احتوت على مجالات عدة تتصل بتطوير حياة الشعب من خلال ايجاد المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية والمعالجات اللازمة للقضايا الماثلة أمام الثورة .
ولأن التغيير المطلوب كان يمثل جوهر الأهداف فقد مثَّـل الإرث الظالم الذي خلَّفه النظام البائد كماً هائلاً من التخلف الذي يحتاج إلى جهود جبارة وعطاءات مخلصة وإمكانات مادية كبيرة.. فقد كان التخلص من النظام الإمامي بصورة نهائية وكاملة في مقدمة الأهداف وهو ما أخذ الكثير من العرق والدم والمال- ذلك مع الكفاح على جبهات البناء الأخرى في مجالات التنمية الاجتماعية والثقافية والصحية- وكان البرنامج الثلاثي اللبنة الأولى في مجال التخطيط التنموي المدروس في النصف الأول من السبعينيات، وحقق نجاحاً مشهوداً على مختلف المستويات في مستهل التخطيط التنموي المدروس، حيث تلى ذلك برمجة التطور والتنمية الاقتصادية والخدمية وبرزت بصورة كبيرة على الواقع المعيش خصوصاً في ظل قيادة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي مثل عهده اشراقة جديدة وعملية لروح الثورة وتوسعت مجالات البناء والانجاز وتوالت العطاءات الوطنية محدثةً تحولات نوعية وحقيقية في طريق النهوض الشامل لشعبنا الذي عاش طويلاً تحت وطأة الحاجة والفاقة والانعدام الكامل لكل وسائل الحياة العصرية بمختلف شروطها..
ولانبالغ إذا ما قلنا انه لا مجال إطلاقاً لأية مقارنة، بين الموت البطيئ والحياة المتصاعدة نحو التطور والنهوض، وإذا ماكان هذا هو التحول بكل معانيه الإنسانية والاجتماعية والثقافية في شمال الوطن حينذاك ..
فقد كانت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي دافع عنها كل اليمنيين من أقصى الجنوب والغرب إلى أقصى الشرق والشمال دون استثناء الشرارة الأولى، لإنطلاقة ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة بفارق قصير من الزمن للتخلص من الاستعمار الجاثم، ولتحقيق التكامل المبدئي والوطني للثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، ودشنت لإنطلاقة ملحمة الخلاص الوطني بمرحلتها التالية وتعززت الآمال والأهداف والتطلعات المستقبلية الوثابة .
ان هذا التتابع للانتصارات اليمنية يؤكد واحدية الأهداف الوطنية في إطار الآمال والتطلعات لشعبنا اليمني الأبي شماله وجنوبه والتي كان من أولوياتها إعادة تحقيق وحدة الوطن وقيام الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م.
وفي حقيقة الأمر أن إيجاد الجيش الوطني القوي والقادر على حماية مكاسب الوطن والثورة وبقية الأهداف المتمثلة بالنهوض الاجتماعي والثقافي بكل صوره ومناحيه وكذلك قيام المؤتمر الشعبي العام والذي مثَّل أهمية استثنائية في تغطية الفراغ السياسي مظلة وارفة لكل القوى السياسية التي تفيأت في ظله قبل إعادة وحدة الوطن أجواء الديمقراطية، وكان باباً مُشرعاً أمام التعددية السياسية والحزبية وحرية الرأي والصحافة بعد قيام الجمهورية اليمنية.. ولا نجانب الحقيقة والواقع إذا ما أشرنا إلى ان كل ذلك قد تحقق في ظل مسيرة العطاء والبناء التي يقود لواءها فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بصورة متواترة ومثابرة لايمكن نكرانها أبداً .
ونحن اليوم نمتلك كل مقومات الحياة العصرية الجديدة بعد أن تحققت قفزات نوعية لا يُستهان بها خصوصاً في مجالات البنية التحتية بالإضافة إلى أن تعاظم العطاءات كلما كانت الإمكانات متاحة والخطط ماثلة للتنفيذ في هذا المنحى الاستراتيجي أو ذاك..
وبهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً لايفوتني القول إننا بحاجة ماسة إلى الموضوعية والنظر إلى كل الاعتمالات في مختلف الأمور بروح الإنصاف والصدق مع النفس دون مكابرة أو جحود بالاضافة إلى الحاجة الماسة أيضاً الى تغليب الروح الوطنية بعيداً عن المكايدات الحزبية التي تقود الى المهاترات والانشغال الجانبي وهو ما لن يتحقق إلا بالوسيطة ونهج الاعتدال الذي أمرنا به الله سبحانه وتعالى في قوله : »وجعلناكم أمةً وسطاً« وهذا لن يتأتى إلا برفض التطرف والغلو أينما كان مصدره والاصطفاف بروح تغلب مستقبل الوطن على الأهواء والأعمال المضرة بمصالح الوطن في ظل رؤية برامجية للأحزاب تصب في خدمة المصلحة العامة وتقوم على التباري السياسي لتقديم الأفضل في ظل راية الوحدة والديمقراطية .
*نائب رئيس الجمهورية
نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام