هاكان من سوريا يتوعد : لا يمكن التسامح مع سلب إسرائيل للأراضي السورية شابة سعودية حذرت سلطات ألمانيا من منفذ حادثة الدهس العثور على أحد الضباط اليمنيين المفقودين من أصل سته آخرين بعد خروجه من معتقلات الاسد وهو في وضع شبه منهار عاجل : قوات المقاومة المشتركة تدك مواقع المليشيات الحوثية بالمدفعية وتسقط مسياراتها جنوب اليمن مليشيا الحوثي تتجاهل جثامين ضحايا القصف الإسرائيلي بميناء الحديدة دون انتشالهم وزير الأوقاف يرأس اجتماعا لمجلس المعهد العالي للتوجيه والإرشاد وفاة القيادي البارز في الإخوان المسلمين يوسف ندا ...مهندس استعادة جزر حنيش اليمنية هل ينجح أردوغان في حل الخلاف بين السودان والإمارات.. وماهي فرص نجاح الوساطة التركية؟ أول دولة أوروبية تتخلى عن ميليشيات قسد المدعومة امريكيا وتقف في صف تركيا الجمارك في سوريا تلغي 10 قرارات أرهقت المواطنين خلال نظام الأسد.. تعرف عليها
مأرب برس - خاص
بداية لا بد من التأكيد أنه ليس بيني وبين "المخرجة" السلامي ما يثير أيه مخاوف من أي نوع كان، وحدود معرفتي بها لا تتعدى حدود معرفه الكثيرين، عبر ما تطالعنا به الصحافة بين الحين والاخر من "إنجازاتها"! لكني أستسمح القارئ الكريم في أن استهل مقالي هذا بطرح ما أورده الكاتب "ما جالي دو مونتريال" في أحدى الصحف الفرنسية المستقلة، معلقا على أخر "انجازات" السلامي المتفجرة عن وطنها الأم اليمن، كتاب" دموع سبأ"، وذلك تحت عنوان "طفلة تحت الحصار".
يتساءل الكاتب في مستهل مقاله بالقول:" لماذا هذا الكتاب الان؟ في الوقت الذي يواجه فيه اليمن والدول العربية والاسلامية مرحلة صعبة في وسائل الاعلام والرأي العام الغربي ؟ من المؤكد أن هذا الكتاب سيفهم من قبل بعض اليمنيين وبعض العرب بمثابة عمل صريح، ولكن كيف يمكن ان يفهم في الغرب خلافا على ان يكون الشاهد المباشر تماما على قمع المرأة، على الطابع الاقطاعي المتخلف لليمن وعلى العنف السياسي؟
ويضيف "لو أن مؤلفته كانت قد أرادت أن تحفز تأملات اليمنيين إزاء مجتمعهم، وإثارة الجدل بهدف تغيير منشود،...فلماذا تنشره إذا في لندن وبالانجليزية إن لم يكن هدفها هو السعي إلى نجاح للنشر على حساب الإساءة لصورة اليمن، العالم العربي والجاليات الاسلامية"؟
يمكن لنا -حسب مونتريال- أن نتساءل عما يهدف الكتاب وعن من دفع السيدة السلامي لنشره الان، إذا لم يكن هنالك نفوذ أجنبي يوعز للإساءة لصورة اليمن او قوة داخلية ذات سلوك غير مسئول! نعم لان نثني على حرية التعبير، ولكن ينبغي أن تكون هذه الحرية مجدية للبلد والمجتمع، ويتوجب ان تعمل هذه الحرية على دفع حوار الافكار نحو الارتقاء للكل الحق بان يتكلف وبأن يعبر، ولكن للحرية حدودها، ولا تخلي أحدا من المسؤولية وخصوصا من قبل دبلوماسية مكلفة، مثلما كنت اعتقد، بالدفاع عن مصالح بلدها!
يحاول هذا الكتاب –حسب الكاتب-أن يخفي ببراعة الرسالة التي يتمنى الغرب سماعها: أن تغدو الظلامية والعنف ممثلان للسجية اليمنية،للسجية العربية. من لم يكن قد عاش في الغرب لن يمكنه ان يتصور بأن هذه الرسالة المتكررة على أعمدة الصحف، في النشرات الاخبارية التلفزيونية وفي الافلام تقوض وتلحق الضرر بالعالم العربي وخصوصا اليمن. كتاب كهذا يساهم في اللغط الاعلامي المتواصل منذ الحادي عشر من سبتمبر 2001م.
ويرد الكاتب نفسه على من هنأو السيدة السلامي : أقرؤوا بتمعن هذا الكتاب ثم قولوا لي ما الذي يجدي اليمن فيما كتب في الغرب ومن قبل الغرب؟ يكفي أن نقرأ مقابلة صدور الكتاب لـ"جان هول" حتى نعرف كيف يمكن إن يفهم هذا الكتاب في الغرب . ليست الوقائع أو الزلزلات الجغرافية هي التي تهم القارئ، وإنما فقط المحفزات المنحطة لهذه المغامرة!
من الافضل لك- يتابع الكاتب قبل أن يختتم مقالته- أن تغسل ملابسك القذرة بين عائلتك على أن تكشفها بدون وقاحة . تصوروا لو أن بريطانيا أو أمريكيا، مجرد مواطن بسيط يكتب في بيروت أو القاهرة كتاب ذكريات يعطي صورا عن بلده بمثل هذا القبح ؟فما الذي يمكن أن يحصل لدبلوماسي يعمل بالخارج إن هو كتب مثل هذا المؤلف؟ وبماذا يمكن أن يتهم؟
بالتأكيد أن مثل هذا الطرح الجريء، يأتي مغايرا تماما لتلك الصورة المثالية، التي ساهم ويساهم البعض من حملة "الكلمة الشريفة" في وسائل أعلامنا المحلية المختلفة رسمها عن السيدة السلامي "ومنجزاتها" المتفجرة! وبالتأكيد أن الكثير يتفق معي أن مثل هذا الرأي كان بمثابة الصدمة لهم، تماما كما كان بالنسبة لي، في شخصية يبقى أغلب الظن فيها من واقع مركزها ومنصبها الحساس كمسئولة إعلامية في السفارة اليمنية بباريس وتتقاضى راتب شهري لتحسين صورة اليمن، ليس العكس!
أستغرب فعلا، كيف يتم اختيار العاملين في السفارات اليمنية بالخارج ووفق أي معايير واشتراطات يتم ذلك؟ وما سر بقاء الكثير منهم لسنوات وربما لعقود من الزمن؟ إن كانت علاقة القربى والمحسوبية والوساطة و"الفهلوة" و"الشطارة" هي المعيار، لدرجة تحولت معها السفارات اليمنية إلى مجرد حضانات لابناء الذوات! فما هو سر بقاء أغلبية "خارج نطاق التغطية"، وبعض يدس "السم في العسل"، ويعظ اليد الممتدة إليه كعادته في سبيل الشهرة والظهور!!
مثل هذا الرأي لا شك أنه كان صادما، لأنه جاء من كاتب أجنبي محايد، لا يوجد ما يدفعه من مصلحة سوى أنه استفزه –كما لم يستفز الكثيرين من الأغلبية الساكتة- مجرد "إنجاز" وحيد من "إنجازات" السلامي وما أكثرها! المثير للسخرية، ما تناهى إلى مسامعنا من أن المخرجة تعمل حاليا ضمن مسلسل التشوية المتعمد والمستمر لصورة اليمن في الخارج، وبعد معركة الانتصار التي تعتقد أنها خاضتها مع السجينة السابقة أمينة وكللت بإخراجها من السجن، واصطحابها معها إلى فرنسا، على فلم جديد تدرو أحداثه الوهمية حول التهديدات التي تطارد أمينة بالقتل!
من فيلم "أمينه" ومؤلف"دموع سبأ"، تكشف السيدة السلامي صورة غير زاهية عن اليمن، ولكونها دبلوماسية، فقد يكون من الحماقة –حسب جين هول- أن تكشف خديجة عن النقاب! وهي من يقر بأن "أعمالها قد تبدو متهورة، وتضيف: أعتقد بأن المجازفة تستحق الأخذ بها"، لكنها تعود لتؤكد -في توصيف استباقي لا يخلوا من المخاوف ممن تعتبر أنهم يمكن أن يكونوا مصدر المشكلة الأكبر بالنسبة لها، والاختلاف معها في الرأي تجاه إعمالها- أن "المشكلة الاكبر لن تأتي من الحكومة بفضل شيوع حرية التعبير في اليمن حاليا". "المشكلة من الناس الذين يعتقدون بانه ليس من قطعة لباس قذرة معلقة ستكون بمنأى عن أن يشاهدها باقي العالم أولئك الذين يخفون وجوههم بين الرمال ويأملون أن يدوم الحال".
بصراحة لست ممن تصنفهم السلامي ضمن توصيفها لمن يمكن أن يختلفوا معها في الرأي، لكني أتساءل لماذا لا تترجم مثل هذه الاعمال إلى العربية بما تتضمنه من دسائس عن بلاد اليمن والعرب؟! وإن كان هناك ثمة قطعة لباس قذرة معلقة –كما تقول- أليس من واجبنا جميعا كلا من موقعه ومركزة العمل على غسلها بدلا من أن نعلق عليها قذاراتنا ؟ ثم إلى متى يبقى الاعتقاد السائد لدى المرأة العربية بأنها لا يمكن أن تبلغ سن النضوج ما لم تتبنى أراء متمردة لا تتجاوز حدود جنسها وواقعها الاجتماعي "كضحية"؟ صحيح أن المرأة تعيش في ظل واقع ذكوري لكن هذا الواقع بدأ ينزاح، والمرأة العاقلة والناضجة هي التي تنظر للواقع بنظرة اشمل وأكثر تحررا وعمقا؟ ولا أعتقد أن في كشف المرأة لرأسها ومهاجمتها للحجاب مما نعنيه في شيء!
إذا كانت السلامي عاشت طفولة بائسة وتعيسة في الخمسينيات والستينيات كما يحلوا لها أن تتغنى في كل مقابلاتها وتصريحاتها.. بداية من قصة زواجها الفاشلة في سن مبكرة والتي تصفها "بالاغتصاب"، نهاية بقصة الحب "الجوليتية" والزواج من الامريكي شارل، ف ما ذنب اليمن لكي تجتر هذا الواقع البائد أينما حلت وارتحلت، وتتحامل عليه وعلى مجتمعة كل هذا التحامل في معظم أعمالها؟ ألم تستوعب "الطفلة المتمردة" أن متغيرات جديدة قد حدثت أهمها أنها اليوم دبلوماسية تتقاضى راتبا مقابل ما يفترض أنها تعمل من أجله. تلميع صورة اليمن؟! الم يخطر ببالها أن المرأة في الكثير من المجتمعات سواء كانت عربية أو غربية واجهت نفس الظروف القاسية قبل عقود خلت، وليس في اليمن فحسب، قبل أن تنال حريتها وحقوقها التي تتمتع بها السلامي اليوم مثلها مثل غيرها من بنات جنسها حتى في اليمن؟
لقد علمتني الحياة أن أي مهني يحترم ويقدس مهنته، بما في ذلك الصحفي نفسه، إن لم يكن في تناوله موضوعيا ومحايدا، فأن ممارسة لأي نمط من أنماط الانحياز يجعله يكون شيء من أمرين، أما شخص يدرك ما يفعل وقابض للثمن، أو مغفلا، و"عبيطا"، يستخدم دون علمه من قبل البعض في تنفيذ مأربهم ومصالحهم. لهذا لا أعرف أين يمكن أن أضع جميع من يتعاطفون وينساقون وراء حملة التلميع للسلامي من الصحفيين، تماما كما لا أعرف اين أصنف السلامي نفسها من بين الاتجاهين، خاصة في ظل وجود الكثير من الشبهات التي تدور حول أعملها؟
ما اعرفه ويعرفه كثيرون أن جوائز كثيرة كجائزة "نوبل" مثلا، لن ولم تعطى لعربي أيا كان، وأيا كان منجزه، فلم يعطى مثل هذه الجائزة المخرج العربي الشهير يوسف شاهين بتاريخه الحافل بالانجازات والاعمال الفنية الخلاقة، التي لامس من خلالها بموضوعية هموم المواطن العربي ومشكلاته، أحلامه وطموحاته، بينما لا أستغرب من أن تحصد السلامي مثل هذه الجائزة يوما ما، وهي من حصد من الجوائز ما لم يحصده شاهين نفسه. ربما لا نه حمل من النبل ما لم يستطع آخرون كثر على حملة، ممن لغبائهم ربما أو لاستلامهم ثمن خيانتهم باتوا قاب قوسين أو ادني من نيل نوبل بامتياز!!؟