مليشيا الحوثي تجبر طلاب الجامعات والمدارس للمشاركة في استعراض عسكري تحت وعود زائفة وتهديدات قسرية - عاجل مزارعو الطماطم في مأرب يواجهون أزمة غير مسبوقة .. تحديات يجهلها المستهلك وتتهرب منها الحكومة بيان لمبعوث الأمم المتحدة حول آليات وخطط وقف شامل لإطلاق النار في اليمن الحوثيون يستثمرون معاناة غزة للدفاع عن نظام الاسد .. إرغام طلاب جامعة صنعاء بترديد هتافات تضامنية مع مخلوع سوريا.. عاجل بمشاركة 100 رجل أعمال من السعودية واليمن.. مباحثات في مكة تحت شعار ''رؤية سعودية وتنمية يمنية 2030'' المشاط يُغضب قبائل عنس ويتجاوز القضاء بقرار عفو عن قاتل موالي لجماعته.. القبائل تصدر بيان وتصف ما حدث بالخيانة عاجل: تفاصيل اجتماع جديد للمجلس الرئاسي بحضور جميع أعضائه أول رحلة بعد سقوط الأسد.. مطارات سوريا تعود للعمل مطار في اليمن سيشهد تشغيل رحلات جديدة مع مصر قصف حوثي عنيف يتسبب في اغلاق شريان تعز
تعز عمق اليمن الثقافي رائده التنوع والتنوير والمعرفة حرية الرأي والتعبير والقبول بالآخر هي من تتعرض لمحاولة الاستيلاء من قبل عصابات السيد وليست تعز المنطقة الجغرافية التي عاشت أسوأ وأقسى الظروف في ظل الحكومات المتعاقبة.
وأنت تتجول في تعز تتراقص اطرافك كما يتراقص قلبك جراء شوارعها وممراتها المهترئة اهتراء حاكم جثم على بلدة أودي بها إلى الجحيم.
في اللحظة التي توزع تعز حبها لليمن تحاول المشاريع السقيمة اجتياحها بدون أي تداعيات غير انتقامية في فضاء ضيق ككهف مران المعتم.
أي تكن الأرض التي ولدتك بمقدورك أن تشد الرحال إلى تعز وتقرر استقرارك فيها غير ضاربا لأي احتياطات السفر والاستقرار ، فإنك ستجد بيئة صديقه على كل الأحوال، وإياك أن تغادرها فجأه لأنك ستجد ندى الدموع تحاصرك من محبيك الذين عرفوا مؤخراً انك من بلدة لا تطل عليها اشعة الشمس.
في زيارة لبعض حواري تعز بمعية الأستاذ نبيل البكيري وصديقي محمد العليمي أخبروني أن ثمة حارات موزعه على تعز يعود أصول قاطنيها للعثمانيين والحبشة وغيرهم.
لم أصدق ذلك بل وتفاجأت، اصبت بالاندهاش فعلاً اليوم وبعد بلوغي ما يقارب ثلث قرن من الزمان.
بينما أثناء مكوثي في صنعاء للسنوات الخمس الأخيرة في العاصمة صنعاء لم تمر يوم دون أن اسمع أو اجد تصنيفات تشير إلى أن ثمة فلان تركي وآخر فارسي ومنطقة تكاد تكون معزولة تماماً لإخواننا الصوماليين والافارقة.
في ظل حكم الائمه على اليمن كانت تعز نار تلظى تتقد تحت كراسي حكمهم حتى لفظتهم بأنقى ثورة تحررية شارك فيها الفلاح من قرى اليمن بمعوله عام 1962م في السادس والعشرون من سبتمبر.
كان الفلاح اليمني يكد طوال عامه عاملا مع أسرة اصبحت عبئاً على البلاد تقتات جهد ابناء وطن غارق في الجوع بينما الفلاح في تعز كان يتماشى مع وضع كهذا بينما يرسل فلذة كبده للعالم كي يتعلم لأن ابجديات التعلم سيطر عليها قطرنة الإمامه الكهنوتية.
اليوم وبعد أن تلقى الامامييون ذلك الدرس يعودون من واجهة ثورة سلالية لاجتياح تعز ليس لأنهم ثاروا بل لأنهم محاصرون بحماقاتهم التي لا تتعض من قصص سابقيهم.
يعودون لتلقى نفس الهزيمة ونفس المصير وكأن القدر كتب لهم بعد كل تمادي أن يتعرضوا لكي العلاج النهائي.
قبل فترة سألني صديق متى ستنجح ثورة التغيير الشعبية وستنتهي الثورة المضادة التي يقودها أحفاد الإمامة وخلايا صالح.؟
اجبته عندما يدخل هؤلاء لمحافظة تعز محتلين وسيخرجون منها مذعورين اما إلى فضاءات الحياة الرحبة أو لكهوفهم الكهنوتية في جبال صعدة.
هذا اعتقادي القديم المتجدد يواجه اعتقادهم المتجدد القديم ، لن يستقروا بتعز ما دام أطفالها يجوبون الشوارع حاملين الدفتر والقلم انه مشهد غير مألوف بصعده.
تخيل طفل حوثي يحمل السلاح في شوارع تعز تحاصره مشاهد يومية لأطفال تعز كيف سيكون شعوره وهو يقف تحت أشعة الشمس يحمل الموت بينما اقرانه يحملون الحياة.
إنها فرصة جميلة لهؤلاء لأن يقدموا تعز لتستوعبهم مدارسها وجامعتها ومعاهدها العلمية والصناعية والتنموية.
حينها سيجد سيد مران ذاته محاصرة بين أطفاله الذين بعثهم للموت في تعز وانقلب السحر عليه فنالوا نصيبهم من الحياة، وأخذوا درساً جميلاً ليقرر حينها سحب أطفاله الذين دفعهم للموت أو تركهم يتعلمون ابجديات الحرف والكلمة وبناء الحياة على أسس علمية.
وحينها سيعود ليقرأ التاريخ ويستسلم أو ينتحر فلن يحتل تعز الجغرافيا أو تعز الثقافة ويعلن تعز مدينة موبوءه بالنسبة لهم بل ومرهقه حد الجنون الفاصل بين النهاية أو البدايه لحياة جديدة تختلف عما سبق.
طابت أوقاتكم