خفايا صراع .. وحوثيون جدد
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 16 سنة و 6 أشهر و 25 يوماً
الإثنين 26 مايو 2008 08:16 م

ثمة فاجعة تنظيمه عصفت بالحزب الحاكم في عرسه الديمقراطي في اليمن توارت خلف أسوار قيادة التنظيم صمتا مخجلا , جرت فيها تصفية حسابات قديمة , وساحات انتقام تلذذت العديد من تلك القيادات في إدارة صراعها لذات البين ألمؤتمري , كأنها تلهو ببعض الألعاب

خرجت من أطار مسئولياتها التنظيمية لتظهر في إطار محيطها العام على أنها مجموعات فوضى لم تروضها قيم التنظيم أو تحنكها تجارب السياسية.

انتخابات المحافظين في اليمن كشفت عمق الهوة الخلافية التي تحيط بشخصيات اللجنة العامة و بقية قيادات التنظيم, وكذالك مدى غياب الوعي الإداري والتنظيمي لحزب كبير بحجم المؤتمر الشعبي العام .

تجربة انتخابات المحافظين أكدت اختلاف التوجهات داخل المؤسسة التنظيمية داخل الحزب الحاكم , وهو ألأمر الذي لم تستطع القيادة العليا تقبل ذالك الحراك الديمقراطي في قواعدها فلجأت إلى استخدام وسائل عدة لتمرير وتعزيز مرشح اللجنة العامة فقط دون سواه , بل وصل الحد إلى إنفاق مبالغ طائلة للحد من فرص مرشحين مستقلين في عدد من المحافظات غالبتهم ينتمون إلى حزب المؤتمر .

محافظات وقف فيها فرع المؤتمر عدوا لدودا لإسقاط مرشح المؤتمر الشعبي العام ووقفت شخصيات قيادية مؤتمريه وأنفقت من خزائنها الخاصة مبالغ هائلة لإسقاط ذالك المرشح وبأي وسيلة كما حصل في محافظة مأرب .

حيث تشير مواقف اللحظات الأخيرة عشية يوم ألاقتراع محاولة انسحاب مرشح المؤتمر نظرا لما نقل إلية من مواقف وصفت من مقربين من صناعة القرار في محافظة مأرب على سبيل المثال على أنها مواقف لتصفية حسابات قديمة حان الوقت لأخذ الثأر في ذالك الموطن .

انتخابات المحافظين التي جاءت على عجل عبر خطاب رئاسي لقنص فرص تهدئة في مناطق ما من اليمن, انعكست سلبا لتفتح ساحات صراع جديدة وفي أماكن كانت أهدأ ما تكون من ذي قبل .

محافظة الجوف وقضية الطعن في نتيجة بن عبدان تتوسع يوميا , وتزداد خطورتها في كل لحظة , وهنا تظهر القبيلة لتؤكد أنها في تلك اللحظة وأمام حكم المحكمة التي قضت ببطلان تلك النتيجة هي سيدة الموقف ولن تسمح بحلول أخرى خاصة عندما يعلن " بن عبدان " أن الكلمة لم تعد بيده وإنما بيد القبيلة ,هكذا قالها صراحة في وجه الرئيس على عبد الله صالح , ليعقب ذالك الموقف تكتيك قبلي يعلن فيها العصيان والتمرد على أي قرار قادم سيكون في غير صالح " بن عبدان " المرشح الذي ُأعلن محافظا للجوف ثم طعن في نتيجة بعد الإعلان عن فوزه رسميا .

أقولها بمرارة أن ثمة أيام مؤلمة وحزينة قد تندلع في محافظة الجوف في ظل توسع غيوم " الحوثيين
" في أكثر من نقطة وأكثر من مكان .

خلايا نائمة تحركها لقاءات صامتة , ورسل يغدون السير في كل اتجاه بحثا عن أنصار جدد , متغيرات وتداعيات تثير الخوف لكل محب لليمن عن المصير المجهول الذي يمكن أن نقول أنه يقود اليمن إلى اللعب بأوراق المذهبية النائمة في أعماق الريف اليمني خاصة في المناطق الوسطى .

لعنات الحوثيين تلاحق حزب الإصلاح حتى اليوم بسبب تبنيهم لما ُسمي " بالمعاهد العلمية " سابقا كونها نجحت في اجتثاث مناطق نفوذهم الزيدي في مناطق شتى وعمدت إلى نشر المذهب السني .

قد تراود المتابع لما يجرى هنا وهناك شكوك عن جهات لها ذي صلة بكل ما يجري , خاصة وأن الورقة الطائفية واللعب بها أصبحت " وسيلة للزج بالشعوب " في أتون صراعات داخلية , كما يجري في العراق وجرى في ظهران المملكة السعودية وخلافات شيعة وسنة البحرين وغيرها من مناطق ما زال حراكها هامسا لم يسمع بعد .

محافظة الجوف يمكن القول أنها قنبلة تنتظر الانفجار في أي لحظه نظرا للاحتقان السياسي الحاصل في ظل عباءة القبيلة وجهات تحاول أن تحقق أهدافها مستغلة تلك الأجواء المكفهرة.

وفي ظل واقع اقتصادي يساعد الشر على توسيع رقعته عبر فتات تافه قد يمنح لمن يشعروا أنه لا ينظر إليهم ولا يسمع لأنينهم .

فشل القيادة المحلية السابقة في محافظة الجوف وعدم القدرة في التعاطي مع مشاكل المحافظة, باستثناء بعض الحلول الجزئية التي أعطت تصورا مؤكدا على الفشل الرسمي في التعاطي مع مشاكل أبناء المحافظة ومطالبها التي لم تتعدى تحسين لقمة العيش .

الجوف العالي كما يطلق علية " شمال المحافظة " حيث يندر التواجد الحكومي باستثناء مواقع عسكرية صغيرة تؤكد فقط أن تلك الأراضي مازالت تحت سيطرة الجمهورية اليمنية لا غير , تغلي اليوم بتحركات لا تُحمد عقباها , وبتوجهات أعلنت علناً في التعاطف مع الحوثيين والاستعداد لأي طلب .

كلها هذا جاء من فراغ رسمي وتنموي وفكري لتلك الأجزاء من تلك المحافظة التي لا تزال عالما مجهولا .

على القيادة السياسة التعاطي مع الخلاف الحاصل في محافظة الجوف بحكمة وحنكة ودهاء لتفويت فرص قائمة يراهن الكثير على استغلالها قريبا.

وعلى كل القوى السياسة الابتعاد عن سياسة التشفي وتصفية الحسابات والابتعاد عن العقلية المؤتمرية التي أثبتت في مواقفها الأخيرة في انتخابات المحافظين أنها مازالت أكثر جهلا بمعطيات السياسة ومفاهيم الديمقراطية .

علينا التعاطي مع تلك المتغيرات بعيدا عن المواقف السياسية السابقة التي تسيطر على عقلية غالبية رجال السياسة وقادة الأحزاب اليوم , والنظر إلى ما قد تؤول إليها الأوضاع من تداعيات لن يكون الجميع بمنأى عن شررها ولظاها لا قدر الله .