ارتفاع حصيلة هجوم ألمانيا إلى 4 قتلى و41 مصابا واشنطن توافق على بيع أسلحة ل دولة عربية بقيمة خمسة مليارات دولار قد لا تصدقها… 7 طرق لتقوية جهازك المناعي فى الشتاء شهداء في جباليا والاحتلال ينسف المنازل بجنوب غزة وشمالها الريال اليمني يحافظ على استقراره أمام العملات الاجنبية بايدن يوافق على تقديم مساعدات عسكرية بقيمة 571 مليون دولار لتايوان كتائب القسام تكشف عن عملية نوعية ومفاجئة في جباليا انطلاق بطولة كأس الخليج الـ26 في الكويت: مهرجان رياضي وثقافي يجمع الفرق العربية عاجل: الخارجية الأمريكية تعلن عن هدية خاصة لأحمد الشرع عقب لقاء شخصيات أمريكية رفيعه به في دمشق حصة تدريب على القيادة تتحول إلى كارثة مأساوية تفجع أسرة بأكملها في صنعاء
مأرب برس - خاص
إنه العالم الشقي الذي لم يعد يحترم شيئاً، حتى المقدسات والأنبياء والمرسلين والكتب والإلهيات والعقائد، تجر هذا العالم البائس إلى الجحيم وتسيّره إلى العذاب الأليم أذيال الصهيونية العالمية، وتلاميذ قوى الهيمنة والاستكبار الدولي، وإزاء هذا الحدث الجلل الذي لم يشهد له التاريخ مثيلاً، اختلفت وتعددت جدا وجهات النظر الإسلامية على كل الصعد والمستويات، في الرد الأمثل على هذه الإساءات من دولة الدنمارك، وسفهائها، نتيجة لأن المسلمين كالغنم السائمة لا راعي ولا موجه لهم، على أن بعض الرؤى كانت صائبة وموفقه ورائدة وعكست الصورة الحقيقية للإسلام الحضاري، سيما في الغرب، وأخرى للأسف لم تخل من التطرف غير المحمود وغير الرشيد.
ولسنا هنا بصدد تقييم أو تقويم كل هذه الاجتهادات، وإنما نريد فقط الإشارة إلى بعض الرؤى التي عساها تنفع الأمة، في معمعان هذه الفتنة، وهذه الموجة الغربية العاتية التي ركبها سفهاء الغرب، وردة الفعل التي ركبها أيضا الكثير من جهلة المسلمين، والتي اتسمت في مجملها بالعاطفية، والبعد عن التأثير الإيجابي، وصناعة الحدث، فنصرة النبي المجتبى صلى الله عليه وسلم لا تكون بحفلات البخور والطيب أو المظاهرات والمسيرات الصاخبة.. بل بإتباع هديه والنور الذي جاء به، وقد لا أكون مبالغاً إن قلت أن في بلاد المسلمين من الإساءات إلى النبي عليه الصلاة والسلام أكثر مما هو في الغرب أو الدنمارك على وجه التحديد .
أزعم أن بعض المسلمين أسهموا في تأجيج هذه الحملة على الإسلام ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، بهذه المظاهرات والمسيرات والاحتجاجات التي أخذ بعضها طابع التخريب، فخرّب بعض المتظاهرين بيوتهم بأيدهم، فيما لم تنكأ هذه المسيرات الصاخبة في العدو جرحاً، بل زادت من قوة همجيته وسوء أدبه ووقاحته، ووجد الخصم كثيرا من المناصرين والمؤازرين له، تارة باسم حقوق الإنسان، وتارة باسم حماية حرية التعبير والرأي، وعلت راية وضعاء القوم وسفهاؤهم، وصار لهم شأن وصولة وجوله، وقد حط الله من قدرهم ومكانتهم وكتب عليهم الصغار في الدنيا والآخرة، لولا رفعة بعضنا لهم من حيث شعر أو لم يشعر .
كان من الأجدر والأنسب إزاء هذه الغوغاء هو الهدوء، وعدم الإثارة، والرد بحكمة متناهية مدروسة، لا يستثار فيها الثيران، سواء على الصعيد الإسلامي أو على صعيد الجاليات الإسلامية في الغرب .
قال تعالى: {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأنعام108 .
أما على الصعيد الإسلامي فالمفترض أن ينشط علماء الإسلام وأن تكون لهم المبادرة الأولى والسبق في نصرة النبي الكريم، وأن يحددوا منهجاً عاماً وشاملا وبرنامجا عمليا طويلا ومستمراً لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم، يبدأ هذا البرنامج بالمقاطعة الشاملة والمستمرة والدائمة لمنتجات القوم وبضائعهم، رسمياً وشعبياً، في هدوء وعدم إثارة، وبرامج التوعية والتعريف بالنبي الكريم داخل الأمة وخارجها .
وأما على صعيد الحكومات المسلمة فيبدأ هذا البرنامج كذلك بالسعي الدؤوب لإعلاء راية السنة في بلدانهم، ونشر شمائل النبي الكريم، وتحكيم دينه عليه الصلاة والسلام وملته، وكذا سحب السفارات الإسلامية من هذه الدول المسيئة لنبينا الكريم، وطرد سفراء دولة البغي الدنماركية، على اعتبار أن هذه الإساءات صادرة من دولة الدنمارك -حكومة وشعبا- وليست صادرة من بضعة أفراد فيها، فهي التي آوت هؤلاء وآزرتهم، فهم شركاء في الجريمة والخطيئة الكبرى، ومن الخطأ التعامل مع الحدث على أنه فردي، رسمه فنانون، ونشرته بضعة صحف غربية، وهذا المنهج في الرد أفضل ألف مرة من أن نقيم مهرجانات النصرة الحكومية، فيما سفراؤنا يتسكعون في شوارع كوبنهاغن، وأموالنا وملياراتنا نرسلها إلى بنوكهم أولا بأول، كان من المفترض أن تعلن الدول الإسلامية حكومات ومنظمات، أن هذا يعد اعتداءً على السيادة والكرامة الإسلامية، وأن تعلن قاطبة أن هذا النبي هو نبينا وسيدنا وأنه منقذ البشرية وأنّا على دربه سائرون وبدينه عاملون وعلى منهجه نحيا ونموت ولو كره الكافرون.
وكان من المفترض أن تغير حكوماتنا من برامج تلفزيوناتها ومن ثقافة الكباريهات والسفاهات والسخافات الإعلامية، لتحدّث العالم عن هذا النبي الكريم وعن النور الذي جاءنا به، لا أن ننادي دولة الدنمارك بإيقاف غلمانها وسفهائها فيما نحن نطلق لأقلام سفهائنا ولفضائياتنا العنان والحرية المطلقة للنيل من نبي الإسلام، ومن دينه وسنته، كالنيل من الحجاب الإسلامي والحدود والأخلاق الإسلامية وغيرها من مظاهر الدين الحق.
كان من المفترض أن تعرّف فضائياتنا بالدين الحق وبمكانة الأنبياء والمرسلين والكتب السماوية، وأن الإيمان لا يصح إلا بالإيمان بها جميعاً.
قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }البقرة285 .
لا يمكننا أن نفهم نصرة النبي صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي نشيّد فيه بنوك الربا، ومدارسنا وجامعاتنا ومستشفياتنا مختلطة، وكيف نفهم نصرة خير البرية ونحن نضيق على الناس أرزاقهم ومعايشهم، ونلقي بهم في غياهب السجون الموحشة، بلا ذنب أو جريرة، وأنىّ لنا أن نفهم أنّا نحب النبي الكريم ونناصره ونؤازره ونحن نشد الخناق ونحاصر شعباً مسلماً أبياً كريما مجاهداً صابراً ثابتاً يذود عن دينه وأمته ووطنه، أنّى لنا أن نفهم حب النبي والدفاع عنه ونحن نحاصر مليون ونصف المليون من أطفال وشيوخ ونساء غزة، أليس هذا يعد جرماً كجرم اليهود والدنمارك، إن لم يكن أعظم وأشد .
مَن مِن الحكومات المتصوفة جدا التي تزعم المحبة للنبي الكريم وتقيم الاحتفالات الضخمة بمناسبة مولده الشريف، أعلنت كسر الحصار، وأعلنت النفير العام، وأعدت القوافل الطبية والغذائية والمؤن والأموال لنجدة المستضعفين في غزة، الذين يقتلهم المرض والجوع والصواريخ؟!! .
قال تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ..}المائدة32 .
وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم . (رواه النسائي وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب) .
إن علينا أن نقيم المهرجانات والمسيرات الضخمة لنصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في البلاد الإسلامية قبل أن نندد بصعاليك وسفهاء الدنمارك، ويكفينا كثيراً من حكوماتنا المدعية لحب النبي صلى الله عليه وسلم، والزاعمة بأنها حكومات هاشمية من سلالة هاشمٍ، أن ترفع الحصار عن إخوان محمد صلى الله عليه وسلم في غزة وفلسطين، وأن تنصر إخوان محمد صلى الله عليه وسلم، في العراق الجريح، الذي يفتك به الأمريكان ومتعصبوا الشيعة، وأن تنصر القضايا الإسلامية في أفغانستان والصومال..، وهذا كاف في الرد والنصرة، ولا زيادة، وفي الحديث: (وددت أني لقيت إخواني فقال أصحابه: أو ليس نحن إخوانك ؟ قال: أنتم أصحابي ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني) رواه الحاكم وأحمد، وصححه الألباني في الصحيحة .
والسلام .