التفاصيل الكاملة لحادثة الدهس في المانيا وهوية الفاعل.. السعودية تدين وتقول أنها حذرت منه ارتفاع حصيلة هجوم ألمانيا إلى 4 قتلى و41 مصابا واشنطن توافق على بيع أسلحة ل دولة عربية بقيمة خمسة مليارات دولار قد لا تصدقها… 7 طرق لتقوية جهازك المناعي فى الشتاء شهداء في جباليا والاحتلال ينسف المنازل بجنوب غزة وشمالها الريال اليمني يحافظ على استقراره أمام العملات الاجنبية بايدن يوافق على تقديم مساعدات عسكرية بقيمة 571 مليون دولار لتايوان كتائب القسام تكشف عن عملية نوعية ومفاجئة في جباليا انطلاق بطولة كأس الخليج الـ26 في الكويت: مهرجان رياضي وثقافي يجمع الفرق العربية عاجل: الخارجية الأمريكية تعلن عن هدية خاصة لأحمد الشرع عقب لقاء شخصيات أمريكية رفيعه به في دمشق
يبدو ان المحرقة التي هدد بها نائب وزير الدفاع الاسرائيلي لن تقتصر فقط علي اطفال قطاع غزة، بل ربما تمتــــد الي المنطقة العربية بأسرها، فليس من قبيل الصدفة ان تتزامن الحشودات العسكريـــة الاسرائيلية البرية علي حدود القطاع مع وصول المدمرة الامريكية يو. اس. اس. كول الي الشواطئ اللبنانية وبصحبتها مجموعة من السفن الحربية الامريكية المجهزة بالطائرات العمودية وآلاف جنود المارينز.
انها حرب الابادة التي خططت لها امريكا واسرائيل، بالتعاون مع انظمة الاعتدال العربية، بهدف تركيع العرب مرة واحدة، والي الابد، بعدها يتم تتويج اسرائيل زعيمة اقليمية دون اي منازع، ويستمر تدفق النفط تحت السيطرة الامريكية، وبالأسعار التي تحددها الادارة في واشنطن.
لم يكن السيد وليد جنبلاط ينطق عن هوي عندما صرخ متحديا قبل شهر: اهلا بالفوضي، اهلا بالحرب. فالرجل كان لتوه عائدا من واشنطن، ومعرّجا علي الرياض، ولا بد انه سمع ما يرضيه ويشفي غليله، فها هي نبوءته تترجم عمليا في البحر، وربما نراها واقعا علي الأرض في الاسابيع القليلة المقبلة.
القيادة العسكرية الامريكية تقول انها ارسلت هذه المدمرة واخواتها بهدف دعم استقرار لبنان، ولا نعرف كيف يتم ذلك من خلال تدخل عسكري سافر، فالبوارج ترسل الي مناطق الحرب، للتمهيد لها، او المشاركة فيها، ولا نعتقد ان البوارج الامريكية هذه المزودة بصواريخ مضادة للصواريخ، جاءت الي لبنان من اجل السياحة والاستمتاع بشمسه الدافئة.
الحرب الاسرائيلية الاخيرة علي لبنان جاءت بتعليمات امريكية، والحرب المقبلة ستكون كذلك ايضا، وهذا هو التفسير الوحيد لعدم ادانة تقرير فينوغراد لايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي، لان القرار لم يكن قراره اساسا، وهذا هو التبرير الوحيد لنفض الغبار عن ايهود باراك واعادته وزيرا للدفاع.
رأسا المقاومتين، اللبنانية والفلسطينية، هما المطلوبان امريكيا وعربيا، ولا يمكن ان يتأتي ذلك الا من خلال الحرب، وقد بدأت اسرائيل الحرب فعلا علي حركات المقاومة في قطاع غزة تحت ذريعة وقف اطلاق الصواريخ، وشاهدنا الاطفال يستشهدون في محرقة نازية اكثر شراسة، بينما يلتزم العالم بأسره، بمن في ذلك حكام العرب الصمت المطبق.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس متواطيء ايضا مع هذا المخطط، ليس لانه لم ينأ بنفسه عنه، وانما عندما اكد ان تنظيم القاعدة موجود في قطاع غزة بتسهيل من حركة حماس ودعم منها، معطيا الضوء الاخضر للطائرات الاسرائيلية لقصف الابرياء والاطفال تحت غطاء محاربة الارهاب واجتثاث جذوره، فالقاعدة هي كلمة السر التي تحشد العالم خلف اي جهة تحارب الارهاب.
الصواريخ الفلسطينية هي فرقعات مثلما يقول رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، وعبثية مثلما يراها رئيسه عباس، ولكن لم يقل الاثنان، واي من حوارييهما في رام الله، عن البديل لهذه الصواريخ، خاصة انهم اعترفوا في اكثر من مناسبة ان مفاوضاتهم مع اسرائيل لم تحقق اي تقدم، وان استئناف الاستيطان نسف مؤتمر انابوليس للسلام، فإذا كان الحال كذلك اليس من حقنا ان نطالبهم بالاستقالة والانسحاب من الحياة السياسية وحل السلطة التي يتدثرون بشرعيتها بالتفاوض باسم الشعب الفلسطيني؟
سلطة الرئيس عباس افلست، وباتت مهمتها محصورة في تسول المال لدفع الرواتب للأنصار، وتبرير الاعتداءات الاسرائيلية، وفي العرفين التجاري والسياسي، انه اذا افلست شركة او حكومة فان حلها هو النتيجة المنطقية، ولكن يبدو ان منطق الرئيس عباس يفوق إدراكنا، بحيث لا نستطيع فهمه.
اسرائيل تريد سلطة فلسطينية علي غرار قوات انطوان لحد في جنوب لبنان، مهمتها توفير الأمن للاسرائيليين، ووقف العمليات الفدائية، وحتي هذه اللحظة لم تجد في هذه السلطة الرغبة او القدرة علي تحقيق هذا الهدف، ولهذا لن تقدم لها اي تنازلات، ولن تعقد معها اي اتفاقات سلام، وهذا ما يفسر استئناف الاستيطان، وتوسيع المستوطنات، وعدم تحقيق اي تقدم حقيقي في المفاوضات.
التوغل الاسرائيلي الاخير في نابلس هو المحطة الاولي في الخطة الأمنية الاسرائيلية لتقويض سلطة الرئيس عباس، واستشهاد اثنين من كتائب شهداء الاقصي قتلا بدم بارد في مخيم بلاطة علي ايدي المستعربين، هو دليل اضافي علي عدم احترام اسرائيل لهذه السلطة، ولاي اتفاقات معها.
حرب تصفية المقاومة، بدأت في قطاع غزة، وحرب اخري متوقعة في لبنان لتصفية المقاومة الاقوي، اي حزب الله ، والهدف هو جر ايران وسورية الي المواجهة. ادارة بوش لم تعد تملك الوقت الكافي، وعنصر الزمن ليس في صالحها في التعامل مع البرنامج النووي الايراني، والمدمرة الامريكية كول جاءت للتصدي لاي صواريخ سورية او ايرانية يمكن ان توجّه الي اسرائيل.
امريكا ستخوض هذه الحرب، اذا ما قررت اشعالها بالطائرات والمدمرات والصواريخ، بينما ستكون المنطقة العربية هي مسرحها الحقيقي، فإشعال الحرب الداخلية في لبنان لتفجير المواجهة الاكبر مع سورية وايران، سيدفع اللبنانيون البسطاء ثمنها، ولن تكون دول الخليج في منأي عن انتقامات ايرانية مكلفة جدا. اسرائيل رأس الحربة فيها ربما تكون الخاسر الاكبر.
اذلال العرب في حرب عام 1967 واحتلال سيناء والضفة والقطاع والجولان لم يوفرا الأمن لاسرائيل، وابعاد المقاومة الفلسطينية من لبنان بعد غزو عام 1982 اتي بمقاومة اخري اسلامية لا تقل بأسا وقوة، واحتلال العراق وافغانستان لم يحقق لواشنطن طموحاتها في حكم المنطقة والهيمنة عليها. وآخر التقارير الغربية يقول ان حكومة كرزاي تسيطر جزئيا علي ثلث افغانستان، وان طالبان تستعد لاجتياح كابول.
اجتياح اسرائيل لقطاع غزة لن يوقف المقاومة ولا صواريخها، وحتي اذا توقفت فلفترة مؤقتة، والتهديد بمحرقة في قطاع غزة قد يرتد علي مطلقيه بالقدر نفسه، وربما يكون اي عدوان اسرائيلي علي لبنان محرقة لاسرائيل نفسها، لان السيد حسن نصر الله عندما يهــــدد باستخدام اسلحة جديدة تدمرها فإنه يعني ما يقول.
مشكلتنا كعرب محصورة في كرزاياتنا الذين فقدوا البوصلة، وباتوا يرتعدون امام الرئيس بوش او وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس. اما الشعوب التي تقاوم في غزة ولبنان والعراق وافغانستان، حتي لو كان ثمن المقاومة باهظا، فهي التي تعيد كتابة التاريخ بطريقة مشرفة.
امريكا تستطيع ان تحسم الحرب لصالحها في الايام او الاسابيع او الاشهر الاولي بما تملكه من ترسانة عسكرية جبارة، ولكن السؤال هو عما سيحدث بعد ذلك، او ما يسمي في الغرب ( The Morning After ) فقد افلستها تماما حرباها في افغانستان والعراق (800 مليار دولار حتي الآن)، والاقتصاد الغربي كله في حال ركود، واسعار النفط تجاوزت المئة دولار للبرميل، ولولا شراء السعودية والصين للسندات الامريكية لانهارت امريكا كليا.
اطفال غزة الذين يذبحون اليوم في المحرقة الاسرائيلية الجديدة هم شهداء الامة، وهم النقطة الوحيدة الأكثر اضاءة في حاضرها، ومن المؤكد ان دماءهم لن تذهب سدي، وسيأتي من يثأر لهم حتما، ان لم يكن اليوم، ففي الغد، أو بعد الغد