انطلاق بطولة كأس الخليج الـ26 في الكويت: مهرجان رياضي وثقافي يجمع الفرق العربية عاجل: الخارجية الأمريكية تعلن عن هدية خاصة لأحمد الشرع عقب لقاء شخصيات أمريكية رفيعه به في دمشق حصة تدريب على القيادة تتحول إلى كارثة مأساوية تفجع أسرة بأكملها في صنعاء خلافات تعصف بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين.. تحركات للإطاحة بمهدي المشاط وحزب المؤتمر يوجه صفعة جديدة لعبدالملك الحوثي.. عاجل السلطة المحلية بمحافظة ذمار تعلن موقفها من العفو الحوثي عن قاتل المواطن طارق الخلقي نقابة المعلمين تحذر الحكومة اليمنية وتمهلها أسبوعاً واحد .. الخديعة الكبرى التي اجتاحت العالم .. شحوم المواشي علاج للبشر ام كارثة على البشرية القوات المسلحة اليمنية: أبواب صنعاء ستفتح قريبًا وخطة تحرير العاصمة تسير بخطى ثابتة حزب الله اللبناني يعلن موقفه الجديد من الغارات الإسرائيلية على اليمن ماذا قال الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الغارات الإسرائيلية على اليمن؟
يتوجه اليوم الثلاثاء الرئيس الأميركي، جورج بوش، إلى المنطقة العربية في جولة طويلة هي الأولى من نوعها ستشمل الدول المهمة في المنطقة بما فيها البحرين والأردن والإمارات والسعودية ومصر إضافة إلى إسرائيل بالتأكيد.
اليمن دولة ليست في مثل أهمية البحرين مثلا، بل ليست مهمة في نظر بوش على الإطلاق كي يفكر بزيارتها. وفي نظري أنا ونظر القارئ فإن بوش غير مهم، ولكن اليمن مهمة، ولهذا فإني أطرح تساؤلا على كافة السياسيين اليمنيين وهو لماذا أصبحت بلادنا على الهامش في العلاقات الدولية والإقليمية، ولماذا يتناساها الكبار والصغار؟
قبل أسابيع ألغت وزيرة الخارجية الأميركية، كونداليزا رايس، زيارة مقترحة لليمن لحضور منتدى المستقبل، وجرى تأجيل الإجتماع إلى أجل غير مسمى. أسباب التأجيل أو الإلغاء مرتبطة بتعكر في العلاقات اليمنية- الأميركية، وهذا التعكر له أسباب معلنة وأخرى مازالت خفية، وسأطرح هنا مثالا واحدا للأسباب المعلنة وآخر للأسباب الخفية، وكلاهما ذي صلة بالتعاون الأمني بين البلدين.
المثال الأول الذي سمع به القاصي والداني، يتعلق بموضوع إطلاق جمال البدوي المشتبه به بالتورط في الهجوم على المدمرة كول. وتسبب إطلاقه ثم اعادة اعتقاله بفقدان الرئاسة اليمنية مصداقيتها لدى المشتبه بهم في قضايا إرهابية ولدى الحكومة الأميركية على حد سواء. وأدى ذلك إلى جعل التعاون اليمني في الحرب على الإرهاب موضوعا للتهكم والسخرية في المجتمع الدولي.
المثال الثاني لم يسمع به ولا يعرفه إلا قليلون، لأن الحكومة اليمنية تكتمت عليه، وتعمدت عدم الإعلان عنه وهو اعتقال مواطن يمني أمريكي المولد والجنسية لأكثر من سنة ونصف في صنعاء دون محاكمة، ورفضت اليمن تسليمه للولايات المتحدة لكنها سمحت باستجواب ممثلي مكتب التحقيقات الفدرالية الأميركية له داخل سجنه ثم أفرجت عنه بعد إلغاء زيارة رايس لليمن.
المعتقل هو أنور العولقي نجل الدكتور ناصر العولقي وزير الزراعة السابق ورئيس جامعة صنعاء السابق، وكان أنور العولقي يعمل قبيل وبعد أحداث سبتمبر إماما لمسجد "دار الهجرة" الواقع في إحدى ضواحي العاصمة الأميركية واشنطن، وربطته علاقة مزعومة باثنين من خاطفي الطائرات، وقد ورد اسمه وقصته في الكتيب الصادر عن لجنة التحقيق في الأحداث ولم يتمكن الـ"إف بي آي" من اعتقاله داخل الأراضي الأميركية بدون تهمة بسبب جنسيته الأميركية، ولكن "الاف بي آي" تمكن من استجوابه في اليمن.
كشف العولقي لأحد المواقع الإلكترونية الأجنبية أن مندوبي مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي استجوبوه أثناء اعتقاله في صنعاء، ولكنه لم يفصح في المقابلة التي أجريت معه قبل أسبوعين عن سبب اعتقاله، ولا عن حيثيات الإفراج عنه، والأغرب من ذلك أنه لم توجه إليه أي تهمة، ولم تعلن السلطات اليمنية حتى عن اعتقاله.
هذان مثالان من بين أمثلة كثيرة على وجود حالات تعكر التعاون اليمني -الأميركي المزعوم في الحرب على الإرهاب، ولكني شخصيا لا أعتقد أن رفض تسليم البدوي والعولقي لأميركا تسببا في استبعاد بوش لليمن من جولته الحالية، وإنما السبب بكل بساطة هو أن اليمن لم تعد مهمة، وحكامها جعلوا حكومتها رخيصة الثمن وعديمة المصداقية.
الدولة التي لا تحترم مواطنيها في الداخل لن تجد أبدا من يحترمها في الخارج. والدولة التي يعتمد كبار الضباط والسياسيون والمشايخ فيها على رواتب تأتيهم من حكومات أجنبية لا تستحق الإحترام في الخارج على الإطلاق.
والدولة التي تتسول من الدول المانحة المساعدات ثم تعلن عن تجنيد 50 ألف عسكري جديد لقمع شعبها لن تجد من يفكر بزيارتها. وماذا تريد اليمن من مساعدات أمريكية لا تساوي أكثر من ثمن طائرتي "ميج 29" يمكن أن تسقطا في أي لحظة؟
وإذا كان رئيس اليمن أصبح ينأى بنفسه عن أداء صلاة العيد مع شعبه ويفضل أداء الصلاة تحت الحماية داخل أسوار دار الرئاسة، فكيف له أن يستقبل زعماء محاطين بالمخاطر الأمنية من أمثال الرئيس بوش؟
رئيسنا اليمني آثر ألا يشارك مع شعبه في أكبر جنازة عرفتها البلاد في تاريخها، واضطر إلى تقسيم الجنازة إلى جنازتين ليشارك مع كبار القوم في تشييع الشيخ الراحل عبدالله الأحمر داخل أسوار الحماية بدلا من المخاطرة بالخروج إلى جماهير السبعين، فكيف يمكن لبوش رئيس الولايات المتحدة أن يغامر بحياته في القدوم إلى بلاد لا يجرؤ حتى رئيسها على الإلتقاء بشعب يخيف الطغاة؟!.
almaweri@hotmail