الريال اليمني يحافظ على استقراره أمام العملات الاجنبية بايدن يوافق على تقديم مساعدات عسكرية بقيمة 571 مليون دولار لتايوان كتائب القسام تكشف عن عملية نوعية ومفاجئة في جباليا انطلاق بطولة كأس الخليج الـ26 في الكويت: مهرجان رياضي وثقافي يجمع الفرق العربية عاجل: الخارجية الأمريكية تعلن عن هدية خاصة لأحمد الشرع عقب لقاء شخصيات أمريكية رفيعه به في دمشق حصة تدريب على القيادة تتحول إلى كارثة مأساوية تفجع أسرة بأكملها في صنعاء خلافات تعصف بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين.. تحركات للإطاحة بمهدي المشاط وحزب المؤتمر يوجه صفعة جديدة لعبدالملك الحوثي.. عاجل السلطة المحلية بمحافظة ذمار تعلن موقفها من العفو الحوثي عن قاتل المواطن طارق الخلقي نقابة المعلمين تحذر الحكومة اليمنية وتمهلها أسبوعاً واحد .. الخديعة الكبرى التي اجتاحت العالم .. شحوم المواشي علاج للبشر ام كارثة على البشرية
في ذلك اليوم الرمضاني المبارك قبل 19 سنة مرت كأنها اليوم بالضبط, وبعد التحية والسؤال والتواصل الحميم عبر الهاتف ظننت أن الدعاء لرجل أعمال شهير بحجمه ومكانته وتمنياتي له بدوام التألق والنجاح الكبير والتطور في عالم المال والأعمال تتناسب مع تطلعاته الشخصية كإنسان طموح عرف طعم الشهرة والنجومية والمال والثروة ويتوق لما هو أكثر, لكنه فاجأني بأن أدعو له بحسن الخاتمة فقط , ألتي تحيرت فيها لإن العادة أن يطلب ذلك شخص غارق في الذنوب والآثام أو يائس من رحمة الله لا شخص مثل الشيخ الأستاذ عبدالجبار هائل سعيد أنعم وإخوته وأبناء عمومته من الذين تفوح من سيرة أعمالهم الشخصية العطرة رائحة المسك والعنبر والرياحين.
ألهمني ذلك الموقف كتابة قصيدة (ألزاهدون) التي نشرتها العام الماضي في موقع عدن الغد رغم أن عمرها ١٩ سنة.
ومع تمني هؤلاء النبلاء الكبار حسن الخاتمة في حياتهم نقرأ في موقف الرجل تجليات معنى مخافة الله والطمع بملاقاته بقلب سليم في كل شيء, وإن ابن آدم على مسافة واحدة في رحلة الحياة والموت, تصغر معها قيمة مباهج الدنيا وزينتها.
وحتى مع سلامة إيمان القلب والعقل والروح يظل اكتمال العبادات والطاعات والواجبات عند أصحاب الضمائر والنفوس الحية اليقظة ناقصاً ومحل شك في قبولها حتى مع فضيلة الإحسان للناس والبذل لهم فوق مقتضى المقادير المشروعة.
كان ذلك سلوك الصحابة الأولين والتابعين رضوان الله عليهم من ذوي الفضل والكمال في مبدأ محاسبة النفس وتأنيبها في العبادات والمعاملات والطاعات والنفقات وخشيتهم من عدم قبول الله سبحانه وتعالى لها رغم بلوغها مستوى الكمال.
*فلسفة مختلفة للمال والأعمال *
كانت قاعدة الإستثمار الرأسمالية لهؤلاء جديدة في الممارسة على نظريات علم الإقتصاد الحديث حيث الربح الأخلاقي عندهم مقدم على اكتناز الأموال, على عكس نظرية ألمال للمال والثروة للثروة فقط وسقوط القيم.
وأصبحت للمال عند أمثال هؤلاء وظيفة اجتماعية عامة لا تخص أصحابه فقط بل تعود بالنفع على المجتمع.. على عكس استثمارات قطار الربح السريع الصاروخية.
ألنشاط الخيري لمجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه ليس في مقادير الزكاة الباهضة التي ينفقونها بسخاء لقرابة مليون أسرة, ولا في المساعدات المالية الشهرية للآلاف في كشوفات المحتاجين, ولا في المنح الطبية الكثيرة, ولا في عدد المدارس والطرقات والمساجد والمياه التي جرى بناؤها وإعادة تأهيلها وغيرها من المشاريع العامة الأخرى.
فمنذ عشرين عاماً ارتقى النشاط الخيري لجمعية السعيد أكثر داخل اليمن من ذلك, وتنوع إلى تنمية قدرات الإنسان ذاته وتمكينه والإهتمام بتأهيله العلمي والفني وتدريبه من خلال المعاهد والكليات المتخصصة في مجال التقنيات الحديثة, والصحة والعلوم والإدارة, وارتباط ذلك بمجالات حيوية مثل مشاريع الزراعة والمياه وتنمية إنسان الريف والصناعة ليكون الشباب في هذا البلد الممزق بإنهاك الحروب العبثية منتجين وفاعلين ومتفائلين بغد أفضل رغم بؤس الظروف, كون هناك من يأخذ بأيديهم نحو المستقبل بكل تفان ومسؤولية وطنية وإنسانية لا تعرف المستحيل والتردد في القيام بواجباتها الأخلاقية عندما تغيب الدولة ويغلب على الناس فقدان الأمل.
ولست في معرض عدد المشاريع الصناعية الكبيرة التي افتتحها الشيخ النبيل عبدالجبار هائل سعيد أنعم حفظه الله خارج اليمن منذ قيام الحرب الأخيرة مارس 2015 م في بريطانيا وحدها أكثر من مئة.. ولهم في ماليزيا ومصر والخليج العربي أضعافها.
فالمهم أن خير ذلك يصل إلى أبناء اليمن قبل غيرهم, وكسبوا بذلك ثقة المانحين الخارجين خلال سنوات الحرب المشؤومة بتولي إدارة مشاريع إنسانية كبيرة بعد مساهمات جبارة صامتة قدموها خلال سنوات الحرب بكل مثابرة وسخاء لحماية المجتمع والإقتصاد اليمني من الإنهيار.
تجاوزت مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه العمل الخيري التقليدي إلى تكييف نشاطها مع البرامج الأممية لتحقيق التنمية المستدامة ,ومكافحة الفقر والمجاعة وسؤ التغذية وتقديم الخدمات في الحفاظ على الإمدادات الغذائية.. وتعاونت مع برنامج الغذاء العالمي في تقديم السلال الغذائية أكثر من خمس سنوات.. وتوزيع 700000 سلطة غذائية طارئة.
وأبقت على ٢٠ إلف يمني في العمل مع كل الضمانات لهم ولعائلاتهم..
واعتمدت برامج تدريب وتطوير المهارات و 3000 منحة دراسية على نفقتها في مختلف المجالات والتخصصات.
وطوال مسيرة عطائها النبيل قامت ببناء وإعادة تأهيل وإصلاح 1000 مدرسة.. وبناء وتأهيل مثلها من المساجد والمرافق العامة.
وخلال سنوات الحرب وانكماش دور الدولة والحكومة تم شق وإصلاح 144 طريق وجسر في جميع أنحاء البلاد لوجه الله.
*مواجهة التحديات بالتنمية *
أسهمت المجموعة التجارية المباركة بدور كبير في مواجهة تحديات الأمن الغذائي للسكان المقيمين والنازحين وتوفير عشرات آلاف فرض العمل لليمنيين والإستثمار في البنية التحتية.
ولعل أبرز المشاريع الإستراتيجية التي دخلت بها المجموعة التاريخ والمستقبل من أوسع أبوابه هو توقيع مذكرة التفاهم والشراكة مع وزارة المياه والبيئة وهيئة حماية البيئة لاحتواء آثار التغيير المناخي وتعزيز قدرة البلاد على الصمود في 7 ديسمبر الماضي.
وفي 4 مارس 2024م أطلقت وحدة مبادرات التنمية التابعة لمجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه أول مختبر للإبتكار الإجتماعي بالشراكة مع مؤسسة رواد لتقديم حلول مبتكرة للتحديات والمشكلات الإجتماعية-ألإقتصادية المعقدة بإشراك القطاعات غير الربحية لتسخير التقنيات المبتكرة للتعامل مع التحديات الزراعية لدعم نظم الغذاء المحلية ومواجهة مشكلات انعدام الأمن الغذائي وندرة المياه وعدم الإستقرار والتغيرات المناخية, والإستفادة من طاقات الشباب المتعلمين والأكاديميين والمهنيين المؤهلين وتقديم الدعم الفني والمالي للمبادرة وتطوير الشراكات.
وكل ذلك بحسب الأستاذ نبيل هائل سعيد ألمدير العام الإقليمي للمجموعة في اليمن يؤكد : إن التزام المجموعة نحو الشعب اليمني يتجاوز الأهداف المعروفة للمواطنة المؤسسية, فهو متجذر بعمق في تاريخ المجموعة, كما أن القيم الإنسانية شكلت جوهر عمل مجموعة هائل سعيد أنعم على مدى 85 عاماً في اليمن, ففي القلب فلسفة جوهرها التعاطف والتكافل الإجتماعي, وتنعكس في طريقة تعامل المجموعة مع موظفيها وشركائها وعملائها.)).
ويضيف الأستاذ نبيل: هذه الروح كانت ولا زالت في صميم هويتنا كعائلة وكشركة, وهو ما يساعدنا في الحفاظ على إرث المجموعة والبناء عليه, مسترشدين باحترام أنفسنا والآخرين لنا والأجيال القادمة).
غيض من فيض لا يتسع الحيز لكل المنجزات.
لكن الذين عرفوا بعض تفاصيل حياة أمثال الشيخ الجليل عبدالجبار هائل ونبيل هائل والفقيد أحمد هائل سعيد ومحمد سعيد أنعم وبعض أفراد عائلة السعيد كلها بأصولها وفروعها من نسب المرحومين هائل ومحمد وعبده سعيد أنعم أن هؤلاء من الذين ينطبق عليهم حديث رسول الله محمد صلوات الله عليه وسلم :
إن لله عباداً اختصهم بحوائج الناس، يقرع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله".
وعندما يتجاوز قضاء حوائج الناس البسيطة والعمل الخيري العام إلى الإهتمام بقضايا المستقبل والإنتاج وتنمية المجتمعات وتأمين مصالحها والأخذ بيدها يكتب هؤلاء خاتمتهم بأروع صور العطاء والإيثار.
فطوبى لمن حسنت خاتمتهم بأعمالهم الخيرة السخية في الدنيا.