آخر الاخبار

الدكتوراة للباحث إبراهيم اليمني من كلية الحقوق جامعة بني سويف مع مرتبة الشرف على غرار اقتحامات واتهامات نظام الأسد.. مليشيات الحوثيين تقتحم عمارة سكنية بمحافظة إب بقوة الحديد والنار وتروع سكانها اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا

كورونا بين السمعة والسلامة
بقلم/ عبدالرحمن الراشد
نشر منذ: 4 سنوات و 9 أشهر و 28 يوماً
الإثنين 17 فبراير-شباط 2020 05:57 م

لعل الفزع الذي عمّ العالم خوفاً من وباء كورونا المستجد درس للحكومات في التفريق بين السياسة والصحة، وأن سلامة البشر سلسلة مترابطة تتطلب التعاون والشفافية وثقافة حماية البيئة وصحة المجتمع. حيث لا يمكن لكل دولة مكافحته بذاتها، وأن محاولات التكتم قد تتسبب في انتشاره. الفشل في مواجهة الخطر الآن ستلام عليه الحكومات مع أنه وباء جديد. ويزيد الغضب عودة روايات المؤامرة التي تدعي أن الفيروس أفلت من مختبر عسكري في مستشفى للأسلحة البيولوجية، أقوال تتردد منذ عقود، مع كل مرة يظهر خطر فيروسي. فالأوبئة صاحبت البشر منذ قديم الزمن، ومع وسائل الانتقال والاتصال والعبث البيئي والتزايد البشري من المتوقع أن تعاود الهجمات الفيروسية البشر، دون أن تكون هناك حاجة إلى أن نصدق يقيناً أنها عمل عسكري مدبر، أو منتج مختبري هارب مثل أفلام الخيال العلمي.

يمكن أن تلام الحكومات عندما تتساهل أو تقدم سمعتها السياسية على سلامة مواطنيها، ويقال إن الشرطة الصينية استدعت الطبيب لي وين ليانغ أول من نبّه للخطر، ووبّخته على تصريحاته المحذرة من كورونا المستجد. للأسف اتضح أن تحذيراته في محلها، وهو نفسه مات مصاباً بالفيروس الجديد.

لطالما روّعت الأوبئة العالم أكثر من الحروب والكوارث الطبيعية. الأخبار الجيدة حتى الآن تقول إن انتشار العدوى تباطأ لأول مرة في الصين. ومع اتضاح الصورة أكثر اختفت لغة السخرية والانتقاد التي كانت توجه للإعلام والسياسيين، من أن إجراءات العزل والمقاطعة بارانويا وحيل تجارية مبالغ فيها، وأن هذه الانفلونزا ليست سوى مرض آخر يمكن السيطرة عليه. تسارعت أخبار اكتشاف مصابين في نحو نصف دول العالم، وتضاعفت الوفيات بأرقام تجاوزت وفيات كورونا السابق، ووضعت الأزمة في سياقها المفترض، هذا وباء خطير، ولا يمكن التهاون معه، ولا بد من اتخاذ أقصى وسائل الحماية، مهما كانت صعبة ومحرجة في العلاقات الدولية.

بسبب كورونا، الرئيس شي جينبينغ يواجه أخطر مهمة منذ توليه زعامة الصين قبل 7 سنوات. مع كاميرات التلفزيون خرج إلى الشارع وحيا الناس مرتدياً الكمامة الطبية وزار المرضى في المستشفى، وقاس درجة حرارته وقال للناس ناصحاً يمكننا أن يرحب بعضنا ببعض دون الحاجة إلى التقبيل والمصافحة.

حالة الهلع أخطر من المرض، لكن كل الأخبار تأتي على مدار الساعة بالأسوأ، مع أن نسبة الوفيات أقل من اثنين في المائة فقط بين المصابين. سبب الخوف أنه لا يوجد عقار يمنح الوقاية، ولا يوجد علاج للمصابين، والوفاة تحدث في 3 أسابيع من الإصابة بالفيروس.

الغضب الشعبي نتيجة طبيعية للعجز والخوف، وفي حال استمر العجز العلمي عن اكتشاف علاجات ولقاحات خلال الأشهر القليلة الماضية، فإن الوضع سيصبح معقداً حتى على مستوى علاقات الدول. قد تحدث انهيارات اقتصادية، وعصيان مدني، وستلجأ الحكومات إلى مزيد من إجراءات المقاطعة، والحد من السفر، والتبادل التجاري، وعزل مناطق سكانية كاملة، مع نفاد المعدات والمواد الطبية. الصين الضحية الأولى لكورونا المستجد تعاني من نقص الأسرة، وحاجة المعالجين إلى الكمامات الطبية، ولن توجد في العالم دول مستعدة لنجدة الدول المصابة، نظراً لأن كل حكومة تفكر في السيناريو الأسوأ، خشية أن يتفشى المرض في سمائها. وكما نرى فإن الحكومات لجأت إلى خطوات قاسية في سبيل منع انتشار المرض بعزل المصابين عن الأصحاء، كما يحدث في مدينة ووهان الصينية، أو السفينة في المياه اليابانية، وكذلك سفينة أخرى في ميناء كمبودي. هذا هو الواقع القاسي الضامن للبقاء.