الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية في اليمن يخدم الحوثيين ... الإقتصاديون يكشفون الذرائع الحوثية الإدارة السورية الجديدة توجه أول تحذير لإيران رداً على تصريحات خامنئي.. ماذا قال؟ هجوم مضاد يسحق الميليشيات في تعز والجيش يتقدم إلى شارع الأربعين و يسيطر على مناطق استراتيجية حاكمة.. مصرع وإصابة 23 حوثيًا نزوح للمرة الثانية في مأرب.. أكثر من 2500 أسرة تركت منازلها مضطرة توقيت مباراة اليمن والسعودية في بطولة خليجي 26 بالكويت اصطدمت بسرب من الطيور.. تحطم طائرة على متنها 72 راكبًا مصدر بوزارة النفط يكشف حقيقة خصخصة بعضُ قطاعات بترومسيلة اسرائيل تدرس شن هجوم رابع على الحوثيين رداً على قصف تل أبيب مجدداً 300مليار.. إدارة سوريا الجديدة تعد مذكرة تعويضات ضد إيران إسرائيل تعترض صاروخاً… والحوثي يهدد مجدداً
هل من اللائق أن نتوجه برسالة مباشرة إلى الرئيس اليمني وعبر الإعلام؟ نعم، وأظنها مسألة بالغة الأهمية وشديدة التأثير على مصير الشعب اليمني. وحده الرئيس علي عبدالله صالح يملك جواباً لها، ووحده يملك الحل، هذا بكل أسف حال اليمن اليوم، ويا له من حال!!
الأخ الرئيس، لم أنزعج كصحافي في الجزيرة من إغلاقك وتضييقك على مكتب القناة في صنعاء، فالجزيرة ستعمل بالمكتب ومن دونه، وهذا لم يكن الإجراء الأول في حق الجزيرة ولن يكون الأخير، سيفعل ذلك بعدك كثيرون إذا ضاقت بهم السبل، وأنت يا سيادة الرئيس ضاقت بك السبل، ولم تعد تعرف ماذا يجب فعله بالضبط، وأين، وفي أي اتجاه؟!
السيد الرئيس: أن تقول الجزيرة إن هناك حراكا في الجنوب، ومعارضة حقيقية في صنعاء، وتمردا صعبا في صعدة، فتلك ليست المشكلة، ليست القضية الرئيسية أن تقول الجزيرة ذلك، المشكلة الكبرى أن كل ذلك موجود وبسبب إدارتك للبلد، سواء نقلته الجزيرة أو لم تنقله. المصيبة أن البلد تتفتت وحدته يوما بعد يوم، والنظام يتوهم شيئا غير ذلك. الكارثة في أن البلد بات مرتعا للمشاريع الخارجية والتدخلات من كل جهة، والنظام يتعامل مع ذلك وفق قواعد لعبة البقاء (بقاء النظام وليس البلد). مشكلتك يا فخامة الرئيس ليست مع الإعلام، المشكلة في السياسة!
أما الآن فسأتحدث معك يا سيدي الرئيس كمواطن خليجي وليس كصحافي، أصدقك القول إني أشعر بمهانة كبيرة وأنا أشاهد اليمني يقف على أبواب السفارات الخليجية طالبا تأشيرة الدخول، أشعر بالمهانة واليمني يفعل ذلك بحثا عن عمل في بلادنا المتخمة بجنسيات الأرض قاطبة وعمالها، أشعر بالذل والحسرة وأنا أشاهد فقر اليمنيين وعوزهم وحاجتهم، بينما بلادنا تتضخم أرصدتها من النفط يوما بعد يوم. شعرت بالأسى يوم زرت صنعاء ووجدتها على تلك الحال المزرية المتردية، إذا كانت تلك هي العاصمة فكيف هو حال المدن الأخرى؟! لقد بُحّت أصواتنا ونحن نطالب وننادي بضم اليمن كاملا إلى منظومة التعاون الخليجي، ونسف هذه الحدود الطبقية الاستعلائية بيننا وبين أهلنا في اليمن، لكننا دائما نُقابَل بتهمة فساد النظام وعدم استحقاقه. قيل لنا: كلما زاد النظام ازدهاراً ودعماً وغنى، غاصت البلاد في وحل الفقر والجوع أكثر!
ماذا يحدث في اليمن؟ في الوقت الذي تُشرع فيه أبواب الخليج لضم اليمن، تُقابل هذه التوجهات بالفساد وتخمة الطغمة الحاكمة، وتخوض البلاد ست حروب على أبنائها في صعدة بتهمة التمرد، ولو كان الحال في بلاد أخرى لما استلزم كل هذه الدماء واستنزاف الثروات في بلد هو شديد الحاجة لها في شؤون أخرى. وفي الجنوب ذاق السكان هناك مرارة الوحدة وكفروا بها، ونحن الذين ننادي بالوحدة في كل شطر عربي أصبحنا نخجل منها في اليمن. كيف يمكن أن يستحيل مشروع عربي وحدوي إلى هذه الصورة المقيتة من ظلم الناس وسلبهم حقوقهم، ويأتي بعدها من يتهم المتظلّمين بالخيانة والدعوة إلى الانفصال؟! لقد ضربوا الناس في إيمانهم ووحدويتهم، أمعنوا في الاستغلال تحت راية الوحدة ونبذ الانفصال، وهذا لا ينطلي على أحد.
إننا يا فخامة الرئيس لا نحمل ضغينة شخصية لك، ولكننا نحب اليمن أكثر منك، فاليمن بالنسبة لنا بلادنا وأهلنا وتاريخنا وامتدادنا الطبيعي والاستراتيجي، وهو بالنسبة لنا ليس حكما أو سلطة أو مالا أو عائلة وابناً يورث، وإذا كنت أنت الذي تحظى بشرعية الثورة والوحدة والتاريخ العسكري قد فشلت في إدارة البلد، فلن يستطيع من يأتي وهو لا يحظى بكل ذلك أن يديره، وأنت يا سيادة الرئيس المسؤول الأول عن هدم البلد وضياعه وتفتته، وهو مشروع شارف على الانتهاء والاكتمال، وأنت وحدك المعني بإيقافه والالتفات لإنعاش اليمن من جديد وبنائه. ومهما كانت الصورة سوداوية قاتمة فهناك هامش للفعل والثورة الحقيقية، فقط اعقلها وتوكل، كتاب التاريخ ما زال يحمل صفحات بيضاء شاغرة، فقط إن كنت تبحث عن ذلك!.
dafiria@yahoo.com