في بطولة خليجي 26: المجموعة الأولى ''حبايب'' وتنافس مثير في الثانية القبائل اليمنية تدعو لحسم معركة استعادة الدولة وقطع ذراع إيران في اليمن .. عاجل وزير الخارجية الإماراتي يصل دمشق ويلتقي بنظيره السوري ما حقيقة طلب زوجة بشار الأسد الطلاق ...الكرملين يتدخل إسرائيل تصر على تجاهل استهداف القيادات الحوثية وتتعمد استهداف البنى التحتيه لليمن .. نتنياهو يتوعد مجددا. إيران تكشف عن حقيقة تواصلها مع أحمد الشرع مجلس القيادة الرئاسي وبحضور كافة اعضائه يصدر توجيهات باتخاذ الإجراءات الدستورية والقانونية بخصوص الهيئة العليا لمكافحة الفساد. أول تحرك حكومي في اليمن لضبط مراكز التداوي بالقرآن الكريم وتوجيهات بأربعة شروط هامة لمعالجي النساء نائب وزير التربية ووكيل محافظة مأرب يدشنان ملتقى التبادل المعرفي لتنمية الإيرادات وتعزيز التنمية المحلية. مليشيات الحوثي تفرج عن قتلة الشيخ صادق أبو شعر وسط تصاعد الغضب القبلي.. عاجل
كم كان مزعجاً التصريح الأولي المنسوب إلى مصدر يمني بصحيفة «واشنطن بوست» في أعقاب إحباط محاولة تفجير الطائرة الأميركية «دلتا» من قبل النيجيري عمر عبد المطلب، حيث قال المسؤول للصحيفة إنه «عندما يتم إثبات صلة ذلك الانتحاري باليمن، أو إذا ما تم إثباتها، سوف تتخذ السلطات إجراءات فورية»، مضيفاً أن الأميركيين لم يقدموا أي معلومات إلى الآن لبلاده.
مصدر الإزعاج انه ما زال بيننا، في العالم العربي، من يقول أعطونا الدليل، وكأنه لا يكفي هذا الكم من الإجرام الإرهابي الذي يرتكب باسم الدين، في بلداننا، وغيرها، حيث نتحدث عن الدليل، وكأننا نتحدث عن سرقة متجر، أو جريمة قتل عادية.
ويكفي تأمل رد الفعل الأولي النيجيري، مقابل رد الفعل اليمني؛ فالمسؤولون النيجيريون كانوا أول من بادر بتزويد وسائل الإعلام بالمعلومات حول هوية الإرهابي، بل إن والده كان أول من تحرك منبهاً السفارة الأميركية حول نوايا ابنه، وقبل الحادث. وكذلك تحرك رجال الدين في نيجيريا لإدانة العمل الإرهابي والتحذير من خطورته، بينما كان البعض في اليمن يتحدث عن الدليل، وهاهي صنعاء تقر بأن الشاب النيجيري كان قد زارها، وأقام فيها بحجة دراسة اللغة العربية!
الإشكالية هنا أن حجم «القاعدة» في اليمن وانتشارها لم يعد سراً، ورأينا مؤخراً بعض قياديي التنظيم وهم يخرجون علناً أمام كاميرات التلفزة، بل إن الحكومة اليمنية نفسها قد انتفضت ضد «القاعدة» في بحر الأسبوع الماضي، وقامت بعمليات ضخمة، فلماذا إذن التردد، والحساسية المفرطة؟
الأمر المريح هو ما صدر عن مسؤول أمني يمني يوم أول من أمس حين قال رداً على بيان تنظيم «القاعدة» الذي تبنى محاولة تفجير الطائرة الأميركية الفاشلة، حيث أكد المصدر أن بلاده «لن تكون أبداً ملجأ آمناً لهؤلاء الإرهابيين القتلة تجار المخدرات، كما لن تكون جبالها تورا بورا لهم». ولا يساورني شك في أن اليمن يريد محاربة «القاعدة»، لكن ذلك لا يتم بالتردد، والحساسية المفرطة، خصوصاً أن بعض مناطق اليمن باتت خطراً يفوق خطر تورا بورا. «القاعدة» آفة لا يجب التحسس من إعلان الحرب عليها، وأولى خطوات تلك الحرب هي المعلومة، وسرعة تبادلها، وأبسط مثال هنا هو حادثة الطائرة الأميركية «دلتا»، فهي دليل على خطأ وإهمال أمني شنيع. فوالد الشاب النيجيري قام بنفسه بالإبلاغ عن ابنه، كما أن البريطانيين رفضوا منحه تأشيرة دخول لبلادهم، إلا أن الأجهزة الأمنية الأميركية فشلت في استخدام المعلومة، وشاءت عناية الله أن حالت دون وقوع الكارثة.
اليوم وبعد كل ما رأيناه من أعمال إرهابية لم يعد مقبولا التبرير، أو الحساسية الزائدة من محاربة الإرهاب لأننا جميعاً بتنا ضحاياه. صحيح أن اليمن يحتاج إلى وقفة الدول الصديقة معه ضد الإرهاب، لكن على اليمن أن يقف مع نفسه أولا من خلال تزويد أصدقائه بالمعلومات. والمعلومة ليست أمنية وحسب، بل إعلامية من أجل حشد الرأي العام ضد الإرهاب والإرهابيين.
*نقلا عن "الشرق الأوسط" اللندنية