هاكان من سوريا يتوعد : لا يمكن التسامح مع سلب إسرائيل للأراضي السورية شابة سعودية حذرت سلطات ألمانيا من منفذ حادثة الدهس العثور على أحد الضباط اليمنيين المفقودين من أصل سته آخرين بعد خروجه من معتقلات الاسد وهو في وضع شبه منهار عاجل : قوات المقاومة المشتركة تدك مواقع المليشيات الحوثية بالمدفعية وتسقط مسياراتها جنوب اليمن مليشيا الحوثي تتجاهل جثامين ضحايا القصف الإسرائيلي بميناء الحديدة دون انتشالهم وزير الأوقاف يرأس اجتماعا لمجلس المعهد العالي للتوجيه والإرشاد وفاة القيادي البارز في الإخوان المسلمين يوسف ندا ...مهندس استعادة جزر حنيش اليمنية هل ينجح أردوغان في حل الخلاف بين السودان والإمارات.. وماهي فرص نجاح الوساطة التركية؟ أول دولة أوروبية تتخلى عن ميليشيات قسد المدعومة امريكيا وتقف في صف تركيا الجمارك في سوريا تلغي 10 قرارات أرهقت المواطنين خلال نظام الأسد.. تعرف عليها
يعتقد عدد من المتابعين الرياضيين أن ما حدث في الأردن في بطولة غرب آسيا لكرة القدم بالنسبة الى منتخبنا يُمكن تفاديه في حال لو تم الاستعداد جيداً للبطولة بدلاً من التذرع بأعذار لطالما كانت معظمها غير مبررة أو تأتي على الدوام مجانبة للصواب.
لقد كان خروج منتخبنا الوطني للناشئين لكرة القدم من بطولة غرب آسيا وهو يجر أذيال الخيبة إثر خسارته المدوية في مباراتين بمحصلة رقمية من الأهداف وقد بلغت تسعة أمراً حزيناً للغاية، وهو ما أثار استياء بالغاً في صفوف الجماهير اليمنية التي راحت تضرب أخماساً في أسداس، استياء بات في الآونة الأخيرة من العلامات المميزة لعمل الاتحاد العام لكرة القدم بخلاف الفضائح التي شهدها الجميع في عديد مسابقاته المحلية.
قبل انطلاق البطولة في عمان التي بدأت الخميس الفائت بمشاركة منتخبات (اليمن، الأردن، سوريا، العراق، الإمارات، البحرين، فلسطين، إيران) لم يصدق أحد أن منتخبنا الوطني للناشئين لكرة القدم قد يتعرض إلى هزيمة من العيار الثقيل.
إذا ما تركنا توقعات المتفائلين جانباً، كان أحسن المتشائمين يتوقع الهزيمة في المباراة الأولى بهدفين أو ربما بثلاثة ليس أكثر.
بانتهاء المباراة التي جرت الخميس الفائت كانت اللوحة الرقمية للمباراة تشير بوضوح تام لا لبس فيه إلى هزيمة منتخبنا الوطني للناشئين من نظيره العراقي بستة أهداف دفعة واحدة دون أي رد.
نعم.. "نصف درزن" من الأهداف..!
بدا الأمر عند كثيرين غير قابل للتصديق. عند هؤلاء بالذات انتهت مثل هذه الهزائم في مثل هذه الفئة العمرية؛ أو لم نعد نسمع بها منذ فترة ليست بالقصيرة.
بالنسبة إلى موجز المباراة فإنه يشير إلى أن منتخبنا بدا تائهاً - في المباراة طبعاً- بكل ما تعنيه الكلمة؛ تم تسجيل الأهداف الستة مناصفة على مدار الشوطين. لقد بدأ يتجلى التوهان في الشوط الثاني بشكل واضح إثر طرد اثنين من لاعبي منتخبنا فحدثت أخطاء كثيرة إلى درجة أنه كان بإمكان لاعبي المنتخب العراقي أن يزيدوا من حصتهم التهديفية لولا حالة سوء انهاء الهجمات التي ظهرت على أداء بعضهم.
أول رد فعل من قبل الاتحاد العام لكرة القدم إثر الهزيمة الأولى (بالطبع الهزيمة الثانية كانت بثلاثة أهداف يوم الأحد الفائت) صدر من قبل إداري منتخب الناشئين الزميل خالد هيثم - وقد تم تعيينه في هذا المنصب أخيراً- حيث أكد أن منتخب العراق للناشئين هو في الواقع منتخب للشباب، دون أن يقدم دلائل مادية يثبت بها ما ذهب إليه سوى قوله ذلك في مقال نشرته له "الثورة" السبت الفائت.
يقول هيثم: "الحقيقة أن مشاهدتي للمباراة جاءت في إطار ما أدركته عيناي في مكان إقامة المنتخب حيث تتواجد منتخبات العراق وإيران وسوريا وفلسطين بالنسبة لكبر الأعمار والأحجام والتي كانت دليلاً قاطعاً في التجاوز حتى قبل أن تدار عجلة المباريات، وحين انطلقت صافرة البداية كانت عيني المجردة وعدسة الكاميرا التي أحملها جراء الواقع المرصود تصيبني بالصدمة وتجعل للقطة موقعاً في القلب على صبيان منتخبنا الذين وجدوا أنفسهم وفي ظل القوانين الجائرة مطالبين بالمستحيل على أرضية ملعب البترا موقع الحدث الذي افرز خللاً واضحاً في موازين القوى سناً وخبرة وأجساداً أوقعت لاعبينا في الخطأ لتنفتح الشباك لسداسية عراقية وكرتين أحمرين في المحصلة النهائية".
لكن قبل ذلك تم تداول خبر يفيد بأن بعثة المنتخب اليمني كانت تقدمت باحتجاج إلى منظمي البطولة بشأن أعمار لاعبي المنتخب العراقي بحسب ما نشره الاتحاد الإماراتي لكرة القدم وفقاً لعدد من المواقع الالكترونية، في حين لم يشر الاتحاد اليمني لكرة القدم إلى أي شيء من هذا القبيل.
لكنه عوضاً عن ذلك؛ قدم الاتحاد اليمني لكرة القدم تحليلاً عن الهزيمة نشره على موقعه الإلكتروني بحسب ما يلي:
"خسارة المنتخب الوطني للناشئين بسداسية نظيفة سجلت على مدار الشوطين، لم يكن يتوقعها أكبر المتشائمين إلا أن جميع المتابعين للمباراة أكدوا أن فارق البنية الجسمانية وعامل الخبرة كان لهما الدور الأكبر في منح المنتخب العراقي الأفضلية في اللعب والتمكن من فرض أفضليتهم على مجريات اللعب والاستحواذ على الكرة وامتلاك زمام المبادرة في قيادة دفة الهجمات صوب مرمى الأحمر الصغير الذي كان الحلقة الأضعف في اللقاء وهو في مواجهة تيار من أسود الرافدين الذين كشفت إمكاناتهم وأجسامهم عن أعمارهم الحقيقية التي تتجاوز فئة الناشئين بكثير وأن الفئة المناسبة لها هي فئة الشباب".
عدا كون لاعبو المنتخبات المشاركة بالنسبة إلى هيثم هم في الواقع كبار في السن؛ فإن لاعبي منتخبنا الوطني للناشئين هم في نظره "صبيان"، وهو أمر يتفق مع تحليل اتحاد كرة القدم حتى ولو بدا الأمر مجرد هروب عن وضع اليد بطريقة صحيحة على مكمن الخلل كسبب وبالتالي النتيجة.
لكن بالنسبة إلى كثيرين فإن مجرد النظر إلى صور الفرق المشاركة لا يجعل المرء يخرج بنتيجة كالتي وصل إليها هيثم - والاتحاد العام لكرة القدم بالطبع- اللذان قد يكونا محقين في ما ذهبا إليه وإن بدا الأمر غير واقعي البتة في نظر أخرين؛ بل ولا يمكن اعتباره مقياساً حقيقياً لاثبات حالة تزوير في الأعمار ما لم يخضع ذلك إلى إجراءات رسمية متفق عليها.
حسناً.. ماذا لو أتحنا الأمر ذاته لعدد من العراقيين ليدلوا بدلوهم في حكاية أعمار اللاعبين؟
يقول أحد العراقيين في أحد المواقع الإلكترونية "أن لاعبي منتخب العراق ملتزمون بالسن المحددة في هذه الفئة العمرية"، ويضيف قائلاً: "نحن متعودون على هزيمة اليمن"..!
بالنسبة إلى مدير عام الإعلام بوزارة الشباب والرياضة الزميل محمد سعيد سالم فإن الأمر بدا مختلفاً تماماً قياساً إلى ما ذهب إليه هيثم.
يقول سالم: "هزيمة منتخب الناشئين لكرة القدم، بتلك الصورة القاسية 6/ صفر، أمام منتخب ناشئي العراق، لا علاقة لها بفكرة (إننا صغار، وهم كبار)".
بالفعل ثمة أسباب أخرى بالضرورة أدت إلى ما حدث.
لمزيد من التوضيح يقول سالم: "المهم في توصيف العملية أن نعرف هل هناك التزام بالسن القانونية المحددة دولياً وآسيوياً للفئة العمرية نفسها؟! وهل يلتزم بذلك اتحادنا والاتحادات الأخرى؟!. إذا افترضنا وجود التزام بذلك من الجميع، فالاختلاف قد يحدث بيننا وبين الآخرين من ناحية التكوين الجسماني للاعب، فمعروف أن لاعبي الفئات العمرية على مستوى المنطقة العربية، والقارة الآسيوية، هم أقوى وأكبر من الناحية البدنية، وسبحان الله الذي في أي صورة ما شاء ركَّبك..!".. (نعرض في "الصحوة" صور لعدد من لاعبي منتخبنا نقلاً عن موقع منتدى كوورة).
بالنسبة إلى إداري منتخب الناشئين لكرة القدم الزميل خالد هيثم فإنه قدم إلى الرأي العام معلومة جديدة تُضاف إلى ما سبق الإشارة إليه.
إنه يرى أن "الخسارة أمر وارد في حال كرة القدم والحديث ليس في اتجاهها ولكن حين تكون الخسارة بسبب التزام أطراف وعدم التزام أخرى فإن الأمر لابد أن ينظر إليه بإمعان شديد حتى نحافظ على الابتسامة البريئة للاعبينا الصغار الذين يسجل لهم التاريخ أنهم الأصغر سناً في تاريخ كرة القدم اليمنية".
نحن إذاً أمام منتخب ناشئين هو الأصغر سناً في تاريخ بطولات كرة القدم اليمنية مع أن إيراد مثل هذه المعلومة لا بد وأن يستند إلى إحصاء رسمي ما، قامت به جهة رسمية ما، وتم فيه حصر أعمار جميع لاعبي منتخباتنا المشاركة في مثل هذه الفئة العمرية في تاريخ الكرة اليمنية ومن ثم إجراء مقارنة للوصول إلى نتيجة.
لكن الواقع يكشف إنه إحصاء لا يتوفر في متناول أحد لأنه غير موجود أصلاً، وأظنه لن يتوفر في القريب العاجل.
عدا ذلك؛ فإن ما ذهب إليه هيثم ليس له معنى غير ما يلي:
أعمار لاعبي منتخب الناشئين الحالي أقل من 15 سنة.
حسناً.. أنظروا إلى التالي: لو افترضنا ان المنتخب السابق بحسب تأكيدات اتحاد عام كرة القدم ملتزم بالسن القانونية في فئته العمرية فإن ذلك يعني ان سنهم هو تحت 17 سنة: يعني 16 سنة.
هذا أمر يقودنا إلى نتيجة تؤكد ان لاعبي منتخبنا الحالي - بحكم أنهم الأصغر سناً- هم في الواقع تحت 16 سنة: يعني 15 سنة وأقل لمن يريد أن يقف في هذا الصف وله مطلق الحرية في ذلك.
لكن لكي يصل المرء إلى مثل هؤلاء اللاعبين الصبية فإنه لا بد له أن يجد مسابقات في مثل هذه الفئة العمرية على أرض الواقع حتى يتسنى له الاختيار منها؛ فهل واقع الكرة اليمنية يفيد في هذا الجانب، أو يساعد..؟!
بالطبع لن يجيب على مثل هكذا تساؤل بشكل دقيق غير مدرب منتخب الناشئين الكابتن عبدالله فضيل.
يقول فضيل للثورة الرياضي بتاريخ 29/7/2009م: "أنا وضعت آلية وقدمتها للجنة الفنية وتعتمد على الاختيار بواسطة الدوريات ولكن الاتحاد ولظروفه المالية (لم يقم البطولات الخاصة) بالفئات العمرية فأضررت لعمل آلية اختيار أخرى تعتمد على النزول إلى جميع المحافظات". وقد لاقى فضيل تالياً ظروف أقل ما يمكن وصفها باللامبالاة، ولكن ليس هذا بيت القصيد هنا.
يفسر محمد سعيد سالم ما يحدث قائلاً في مقال نشرته "السياسية" يوم السبت الفائت: "لقد ساد ملاعب كرة القدم، التي تلعب بها منتخباتنا عموماً، أن التكوين الجسماني للاعب اليمني محكوم بجغرافيا خاصة، فهو الأضعف والأقل، بالقياس إلى ما منحة الله للآخرين!، وهناك -أيضاً- فارق الخبرة، حيث يحصل اللاعبون الآخرون على برامج إعداد طويلة ومنتظمة، وفقاً لاستراتيجيات واضحة، بحيث يحدث تراكم في بناء اللاعب فنياً، وتقويته بدنياً، وتنمية كفائتة الذاتية والميدانية".
نحن الآن على مشارف الانتهاء من أغسطس 2009م؛ وهذا يعني مضي فترة كافية منذ تولي أحمد العيسي رئاسة الاتحاد العام لكرة القدم، وقد جاء في برنامج الأخير الانتخابي الاهتمام باقامة مسابقات للفئات العمرية كهدف أولي في حال فوزه بالمنصب لأن الاهتمام بمثل هذا الأمر هو الذي سيصنع الفارق مع الكرة اليمنية.
بالقاء نظرة على أرض الواقع يكتشف المرء ان العيسي منذ تسلمه مهام الرجل الأول لم يقم إلاّ باطلاق مجرد تصريحات ملأ بها الصحف "كل كام شهر" ونقطة أخر السطر.
هل يعرف أحدكم الآن لماذا لم يضم المنتخب في صفوفه لاعبين من أمانة العاصمة مثلاً؟
يقول فضيل في تصريح صحفي قبل البطولة بأيام: "أحضروا لنا 40 لاعباً لنختار منهم خلال 15 دقيقة"..!
إنها ثقافة عمل جديدة يُراد منها أن تكون عنواناً رئيساً لمستقبل كرة القدم اليمنية.. هل يحتاج الأمر إلى تهليل ولو من باب العبط البليد...؟!