الحكومة الشرعية في اليمن تعلن عن أول تواصل واتصال مع الإدارة الجديدة في سوريا غارات هي الأعنف على صنعاء وغارة استهدفت جبل بالحديدة طقس جاف شديدة البرودة على هذه المحافظات خلال الساعات القادمة ضربة قوية تهز الهلال.. 6 نجوم على أعتاب الرحيل اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق جيش السودان يسيطر على أكبر قاعدة عسكرية 8 قيادات بارزة ضمن قائمة بأهداف إسرائيلية في اليمن.. وقيادات حوثية تفر إلى صعدة فتح كافة المنافذ الحدودية بين السعودية واليمن هكذا تعمق المليشيات معاناة المرضى بمستشفى الثورة بصنعاء القائد أحمد الشرع : أعدنا المشروع الإيراني 40 سنة إلى الوراء
البرلمان العربي :الدعوة لتشطير اليمن عداء للعرب ...
القربى :الخليج ترصد تحرك العناصر الداعمة للانفصال ...
أوباما : يمن موحد ومستقر يمثل توجها دائما للولايات المتحدة ويخدم أمن المنطقة ...
مثقفون عرب يطالبون بمواجهة دعاة تشطير اليمن .
عناوين تزيين واجهة المؤتمر نت ..
ناهيك عن عناوين شبيهة تملأ وسائل الإعلام الحكومية تتضمن تصريحات وبيانات لجمعيات وشخصيات ومؤسسات دولية وإقليمية تؤكد جميعا دعمها للوحدة اليمنية ...
احتفاء رسمي مبالغ فيه بأي تصريح لأي شخصية مهما قل وزنها ، أو زاد طالما وهو يصب في ذات الاتجاه..
كل تصريح أو بيان يهاجم الحراك هو بيان جدير بالاهتمام والاحترام والاحتفاء ..
حتى لو كان تصريح لرئيس جمعية مرضى السكري في جمهورية بنين الداهومي أو جمعية محبي طائر التوكورورو في كوبا أو رئيس جمعية زارعي البطاطا من قبيلة الإنكا في جبال الانديز ..
هذه هي إذا حرب الحكومة على دعاة الانفصال وهذه هي جزء من خطتها المحكمة لإعادة الاستقرار إلى المناطق المضطربة ..
حملة بيانات كاسحة تشنها الحكومة على صفحات إعلامها المقروء وعبر أثير إعلامها المرئي والمسموع وكل ذلك لدحر الحراك الجنوبي وهي حملة ستحسم المعركة لصالحة بالتأكيد !!!!! !!
فطالما أن البرلمان العربي قد قال كلمته فلقد سحبت الحكومة البساط من تحت أقدام الحراكيين
وبما أن أوباما قال تصريحه السالف الذكر فقد تلقى دعاة الانفصال ضربة تقصم الظهور و كلمته لا تقل أثرا عن إرسال البارجة ﺟ ــــ ﻮ رج. وا ﺷ ﻨ ﻄﻦ إلى سواحل عدن ..
أما رسالة المثقفين العرب المائة فوقعها يفوق تأثير القنابل العنقودية على فلول المرتزقة ومثيري الشغب من جماهير الحراك ..
والتصريحات الخليجية كما أنها لو كانت ضخا لمليارات الدولارات لدعم المجهود الحربي للسلطة في معركتها الحاسمة مع خصومها ...
ما هذا الهراء ؟؟
أهذه هي الحرب التي تشنها الحكومة لوقف التدهور السريع للحالة الأمنية والاستقرار في معظم المحافظات وخصوصا الجنوبية ..
أهذا كل ما لديها ... حزمة من البيانات والتصريحات والتي لن يسمع بها احد سوى محرري مواقعها ووسائلها الإعلامية وبعض المتابعين الذين لديهم قدرة تحمل عالية يحسدون عليها وتمكنهم من تصفح هذه المواقع أو قراءة تلك الصحف أو متابعة الإذاعة والتلفزيون المؤتمريين بامتياز ..
ألا تعي الحكومة أبد ا؟؟؟؟
كم من الناس تتصفح المؤتمر نت ؟؟
وكم منهم يقرأ الصحف فضلا عن صحف السلطة ؟؟؟.
ومن يشاهد فضائية المؤتمر وإذاعته ؟؟؟ ..
وكم شخصا سمع عن جمال حلاوة ، أو إيمان بشير نور الدائم ، أو حتى أي من رفاقهم في قائمة المائة مثقف عربي الذين أشادوا بالوحدة اليمنية ودعوا إلى الحفاظ عليها ؟؟ ..
وما الأثر الذي قد تتركها كل هذه الجلبة الإعلامية ...
لا شيء ...
فالإشادات والمناشدات والمناصرة بالبيانات والتصريحات لن تثني شيخ ثمانيني من الحبيلين عن الخروج إلى الشارع بعد أن قتل ابنه غيلةً وبدم بارد لأنه خرج ذات يوم في مظاهرة كانت سلمية ، ولن تغير من موقف امرأة عجوز تقطن حارة من حواري عدن عن إظهار تبرمها من الوحدة ، بل مقتها لها ، وهي التي عاصرت سنين من نهب الأراضي من حولها في حين أنها وأبناؤها وأحفادها محشورون في كوخ من صفيح عندما يصحو أحدهم ليلا ليقضي حاجته في الجوار يدوس على بضعة عشر جسد حتى يصل إلى مبتغاه .
لن يدرك معناها طفل من حضرموت يكبر يوما بعد يوم وهو يسمع قصص العسكري الدحباشي المتعجرف المتغطرس الذي ينهب الأرض ويهتك العرض ويطارد الصغار والكبار بسيارات الشرطة ليطلق عليهم الرصاص الحي لأن بعضهم قال له لم نعد نطيق وجودك المستفز .
كل هذه الحرب الكلامية التي تستقوي فيها السلطة على أبنائها مستغلة بعض الجهات هنا وهناك لن تقدم أو تأخر شيئا في موقف أناس دفعهم الظلم وغياب العدالة والحرية والمساواة إلى الخروج إلى الشارع وربما الوقوع تحت تأثير أصحاب أجندات خاصة ...
ولكن من يدفع الناس إلى الشارع؟؟
إنه إخفاق الحكومة .. ثم قد يتلقفهم من يملك الصوت الأعلى والأقوى والأكثر جرحا للحكومة والأكثر عنصرية ضدها وضدنا جميعا ..
لو كان الماء في المنزل والكهرباء كذلك متوفرين بسعر ميسر ، لو كان رغيف الخبز قادر على الدخول من الباب دون صعوبة ، ولو كان الطموح والأمل يسكن هذا البيت ، لو كان هذا البيت مسيج بسياج الأمن ، والكرامة ،والحرية ، لو لم يكن هذا البيت وجواره حمى مستباحا يتخطف الناس من حوله ويلتهم المتنفذون الأرض من جواره وتخنق عماراتهم رئتيه ،،
لو كان كذلك ما خرج كل من فيه إلى الشارع ليتلقى الضربات والهراوات والرصاص لأجل لا شيء أو لأن غرابا ناعقا بالانفصال قد على صوته بين الأزقة يدعو الناس للخروج ..
لن يترك الناس الفراش الوثير، والمستقبل الواعد ليخرجوا بين شمس حارقة وغبار يعلو الهامات للهتاف والصراخ مليء حناجرهم التي طالما شدت للوحدة بأجمل الإلحان ، هكذا حبا في المجهول وحنينا للماضي الذي هربوا منه ...
بل إن المسالة لها مسببات عميقة جدا تتجلى في غياب العدل والمساواة والحرية بل وفقدان الأمل في كلٍ من السلطة والمعارضة ،،
وفي أعماق ذلك يكمن استئثار فئة قليلة بالثروة والسلطة وسعيها الحثيث إلى توريثها لأجيالها القادمة مما يشكل وئدا حقيقيا لأي طموحات سياسية لجميع فئات ومكونات الشعب اليمني ..
مما يشكل تهديدا حقيقيا للسلم الاجتماعي ، لن تتغلب عليه الحكومة لا بالبيانات ولا بالقوة ..
فمراهنة السلطة على التصريحات من جهة وعلى امتلاكها للقوة في مقابل طرف شبه أعزل يجعلها تتصرف برعونة مفرطة ،
مراهنة السلطة على أن محاولة الانفصال التي تمت في 94 باءت بالفشل رغم أنها كانت تمتلك إمكانات دولة وجيش كامل ، مما يجعلها تنام قريرة العين متناسية حقيقة مهمة هو أن قرار الانفصال في 94 م كان قرارا سياسيا لقيادات معزولة عن جماهيرها بل تسير عكس تيار الجماهير ، أما اليوم فهو يتحرك في اتجاه أن يصبح قراراً جماهيريا متناميا باطراد ، وتحاول بعض القيادات الجماهيرية أن تركب موجته وتحرك دفته ...
قيادات قد لا يكون لها مشروع سياسي واضح المعالم والقسمات لكنها تقتات على إخفاقات السلطة وأخطائها الجسيمة ..
إذا فالقوة أي كان مصدرها لن يوقف أبدا كرة الثلج المتدحرجة ،، فأقوى الحكومات في الدنيا هي الحكومة التي يقف شعبها من خلفها وليست التي تقف في مواجهته ..
لذا بدورنا نناشد الحكومة أن تتقدم شعبها لتحمل لواء آماله وطموحاته وأشواقه نحو الحرية والانعتاق وتطلعه نحو اللحاق بركب الحضارة ..
نناشدها أن لا تعميها بيانات الداخل والخارج التي تتلقاها عن رؤية الحقيقة ...
فبيانات النخبة لا تغني عن البناء الذي ينشده العامة ...
وتصريحات الإشادة لا تغني عن تشييد الصروح ..
ورأي البرلمان العربي لا يساوي شيئا أمام رأي الإنسان اليمني ..
وموقف الرئيس اوباما من الوحدة لا يهم أبدا أمام موقف بائس من لحج ..
والرصاصة القاتلة ليست بديلا عن السياسة الحكيمة ، فالأولى تقتل شخصا واحدا والثانية تخلق شعبا موحدا..
فاسحبوا آلات الحرب ،وأشهروا ورود الحب فهي كفيلة بتوطيد الوحدة في قلوب عرفت نفسها محبة لليمن الواحد ...
ودعكم من حرب البيانات فهي لا تحقق نصرا ولا تهزم طرفا لا يقرأها ..
dtom2010@yahoo.com