عيال الأحمر..والبقية ايضاً!
بقلم/ فكري قاسم
نشر منذ: 15 سنة و 11 شهراً و 14 يوماً
الأحد 04 يناير-كانون الثاني 2009 07:08 م

هم قبيلة ونحن شعب طيب.كل من طبطب علينا شوية قلنا:فلان احسن واحد .

هم 10 اخوة،ياريت ان احدهم طرح البندقية وقال:يلا بسم الله، نشتي دولة حديثة .

لما السوق حامي في الجنوب صرخ بعضهم:اين حقوق الجنوب؟وهتفنا خلفهم بأعجاب :

- ايوه ،اين حقوق الجنوب المنهوب؟ !

فعلنا ذلك بحماس جم وصادق ، مع ان بيت الاستاذ/علي سالم البيض- نائب الرئيس والشريك الاهم في الوحدة- ذهب فيداً لصالحهم!يهنى..اهم شي الوحدة .

ولما السوق حامي في صعدة : بسم الله" اين يوجعك ياصعدة؟

ولما السوق حامي انتخابات سنجدهم في المقدمة .

ولما كان الموسم تأسيس هيئة تَدّعي الفضيلة، نبعوا للوسط:بسم الله , معاكم ياجماعة .

***

ماهي الفضيلة بالمناسبة غير ان يتخلص الناس من عاداتهم السيئة.وهل هناك - في اليمن – ماهو اسوأ من عادة حمل السلاح؟

50 قتيلا من اليمنيين سقطوا الان في نزاع قبلي مسلح بين قبيلتي العصيمات وسفيان، كل هذا الدم والدمار من اجل من؟وعشان ايش؟

ماهي الفضيلة وماهي القبيَلة الحقة غير ان يقف جميع مشائخنا الكرام في الذكرى السنوية لرحيل الشيخ/عبدالله بن حسين الاحمر-شيخ مشائخ اليمن- ويقولوا ولو بالهمس:دم اليمني على اليمني حرام .

ماهي الشهامة والرجولة غير ان يقولوا جميعاًً:عيب يابني ضبيان،اعيدوا الطفل اليتيم/ محمدعبدالله العديني الى والدته الارملة .

محمد العديني ابن ال6 سنوات خطفته،قبل قرابة شهر، جماعة قبلية مسلحة تنتمي الى بني ضبيان ..وحتى اللحظة "محمد"البدون قبيلة، لم يعد .

محمد البدون دولة محترمة لم يعد.ومامن حل امام قوى المجتمع المدني"المُلًخِج" الا ان يحملوا نفسهم ويذهبوا للاعتصام امام السفارة الالمانية،ويطالبونها بمنح "العديني "الجنسية الالمانية،ليسهل تحريره كما تحرر الثلاثة المختطفين الالمان من قبل نفس القبيلة ، وطلعوا منها مثل الشعرة من العجين .

واما الحل الثاني فانه يتعين على المدنيين جميعهم ان يذهبوا في اقرب لحظة للاعتصام امام مصلحة شئون القبائل ويطالبونها بمنح "العديني" المقطوع من شجرة جنسية "حاشد او بكيل "ليتم تحريره من بعدها .

عاشت قيم القبيلة ..

عاشت المواطنة المتساوية

عاش الوطن،ومات الشعب ملعون الوالدين.الفاتحة الى روحه

الفاتحة ايضاً الى روح فقيد الشعب، رمزالمشيخ ورمز القبيلة في اليمن الشيخ/عبدالله بن حسين الاحمر .

الفاتحة ايضا الى روح القبيلة التي كان من شأنها الشهامة والكرم و نجدة المظلوم و...و...اشياء كثيرة ذهبت ولم يعد غير الانحطاط .

لم يعد في القبيلة،غالباً، غير العصبية العمياء وراء مجاميع من النهابة.النهابة الذين اسائوا كثيرا الى الحياة والى الدين والاخلاق، وفوق هذا مازالوا يسموا انفسهم مشائخ،ئخ والله !

ان قمة الفضيلة في رأيي الشخصي ان يصطف عيال الشيخ عبدالله بصحبة مشائخ الدين التابعين لهم..بصحبة بقية زعماء القبائل الكبارفي حاشد وبكيل ومذحج طابورا واحدا من اجل منع حمل السلاح .

هذا ان كانوا مشائخ من صدق، ويحترمون حياة اكثر من 23مليون مواطن يمني لايحملون لهم غير مشاعر التقدير .

ان فعلاً عظيما كهذا، لن يفقد احدا من المشائخ وجاهته ابدا.على العكس،انهم بعمل وطني كذاك،في ظل سلطة رخوة وملعونة كهذه، سيملكون قلب كل يمني انهكته هذه الفوضى .

  وسيستحقون ان نسميهم، وبامتياز، شيوخاً من ذهب .

***

هم قبائل،ونحن شعب"مُقعَْي" من صَِدق .

في الانتخابات الرئاسية،مثلاَ، خرج حميد الاحمر(الشيخ المستنير كما احب ان اسميه)ملوحاً فينا بـ"ثورة شعبية ".

يومذاك خرجنا الى شوارع كل المدن حافيين(انا احدهم)خرجنا نهتف لحميد ونستقبله كزعيم،ومن قرح يقرح .

مازلت اتشيع لمواقف حميد،واحبه.لكن في تقديري الشخصي،يتعين على الشيخ حميد ان يؤجل مشروع الثورة الشعبية الى ايام الانتخابات مثلاً ؛او الى أي وقت اخر، ويبدأالان - بصحبة كل زعماء القبائل الخيرين، وهم كثر - بمشروع"ثورة اخرى".ثورة التعليم.هذا لو تشتوا الصدق .

دعوني اسأل مثلاً: كم مدرسة بناها الشيخ الشائف في محيطه القبيلي على الاقل؟

كم مدرسة بناها الشيخ فارس مناع في صعدة؟كم مدرسة بناها الشيخ محمد احمد منصور في الجعاشن؟

وبمناسبة الذكرى السنوية الاولى لرحيله – طيب الله ثراه – دعوني اسأل ايضاَ:كم مدرسة بناها شيخ المحسنين في العصيمات او في خمر؟

وكم مدرسة – ايضاً - يخطط عيال الشيخ ان يبنوها الان مثلا؟

***

بالمناسبة، وانا ابحث ، قبل فترة وجيزة، عن اجابة لسؤالي ذاك شعرت بكثير من الالم حينما عرفت عبر احد اصدقائي من ابناء عمران(والعهدة عليه) ان مدرسة واحدة فقط بنيت من بين 9 مدارس كان مقررا بنائها على نفقة المرحوم هائل سعيد انعم"طيب الله ثراه" في احدى المديريات التابعة لنفوذ الشيخ عبدالله،

ومع هذا فقد قام احد السُذّج بنزع اللوحة المكتوب بداخلها اسم ( هائل سعيد انعم) من فوق جدار المدرسة ووضع مكانه اسم:مدرسة الشيخ الشهيد/حميد الأحمر !

بالله عليكم: شهيدا كبيرا كذاك الفقيد،هل كان بحاجة الى فعل صبياني كهذا؟

طبعاً الى الان مازلت اظن ان صاحبي الذي روى الحكاية حاقد ويمزح، رغم تأكيده المستمر. والله اعلم .

***

هناك مشكلة ينبغي على المحبين لهذا البلد -من صدق - ان يتجاوزوها .

بالعلم وحده،سيتمترس الناس -تدريجياً- وراء المعرفة والانتاج. بالعلم وحده لن يتقطعوا ولن يصيروا وفرة من الرجال المبندقين وراء شيخ في انتظار صفارة الفيد .

العلم نورياخلق الله، لكن كثيرا من زعماء القبائل مع الاسف، لايريدون للناس ذلك .

انهم يريدونهم ان يبقوا مجرد "اتباع" متمترسون خلفهم،وللابد !

***

يامشائخنا الكرام، وانني هنا اخاطب جميع اعفاط القبيلة في اليمن :

العلم-ايضاً- سيجعل الناس مع الوقت يحملون لذاك الشيخ الذي قاد, مخلصاً , ثورة ضد تجهيلهم واستغلالهم ،لواء التقدير والوفاء الكاملين مدى الحياة.وهل هناك اكثر من هذا الشرف؟

***

العلم ولاسواه،سيجعل الناس تدريجياً يرمون البندقية ويحملون بدلاً عنها القلم والكتاب والطبشور .

لكن الواضح، بالنسبة لزعماء القبائل الذين ادمنوا معاملة الناس بطرق دونية، ان العلم لأبناء مناطقهم يشكل رعباً حقيقياً لهم،ذلك لأنه سيجعل زعماء المشائخ يخسرون حشداً وفيراً من الاتباع !

و تلك عموماً هي المعادلة الحرجة .

تلك هي المعادلة التي وقف من اجلها الجناح التقليدي في اليمن،مراراَ وبقوة، ضد قانون منع حمل السلاح .

تلك هي المعادلة الصعبة طبعاَ،لكنني ومثلي كثير على ثقة بأن هذا الجيل الجديد من الابناء"المشائخ" يعرفون جيدا ان الحياة تتغير .

  وبالنظر الى التقويم الميلادي والهجري كمان، سيعرف النابهون من ابناء المشائخ ، وبسهولة، اننا الان في القرن الواحد والعشرين .

واننا لانعيش في ادغال "التانجو"حتى يعتقدون- مثلاً - ان الناس سيضلون طيلة حياتهم يبحثون لأنفسهم عن زعيم قبلي يعلمهم العُرف والـ"نصع" ويقسم لهم ماكتب الله من الغنائم !

***

يااعفاط القبيلة الكرام ..

تلك المناطق القبيلة التي تتقطع وتخطف وتفجر انابيب النفط وتقتل بالبندقية وبالجنبية ابناء جلدتها هي اصلاً مناطق زاخرة بالمعالم الاثرية وبالثروات المعدنية.. والناس هناك بأمس الحاجة الى زعماء قبائل يحفزون فيهم شهوة الانتاج،موش شهوة التقطاع والخطف .

يحفزون فيهم شهوة النظام و القانون ،مُش شهوة الهنجمة والنخيط فوق عباد الله .

***

يامشائخنا المحترمين..مشائخ بلدان الخليخ لاتاريخ لهم ولاحضارة. ومع هذا تخلصوا- بصحبة قبائلهم واتباعهم- من الدور التقليدي للقبيلة، وصاروا رموزاً لبناء الدولة الحديثة .

اعتقد عموماً ان اشخاصاً بحجم عيال الشيخ الفقيد رحمة الله تغشاه.ومشائخاً كبار مثل فارس مناع والشائف وعلي مقصع واسماعيل ابو حورية ...و...و...الخ .

اشخاصاً مؤثرين كهؤلاء.لهم ارصدتهم الخاصة ولهم علاقاتهم الدولية ولهم رجالهم الدينيين ايضاً، فانه يصير من العيب عليهم الايشعروا، ولو لمرة واحدة، بقليل من الحياء .

عليهم ان يخجلو قليلاً . ان لم يكن من اجل البلد ،فمن اجل "اتباعهم"المبندقين والمساكين.اتباعهم الذين يعيشون حياة القرون الوسطى ، فيما هم يعيشون كأمراء معززين بحماية اؤلئك اليمنيين الطيبين .

اليمنيين الذي يحملون البنادق خلفهم ولا يتنفسون غير البارود والتراب والاحقاد !

***

يامشائخنا الطيبون ..

رفيق الحريري استغل علاقته بالسعودية لصالح لبنان،وعمَر دولة..فيما مشائخ كبار قبائلنا هنا ،استغلوا علاقتهم بالسعودية لصالح انفسهم فقط،وشغلوا" اتباعهم" بكيف يعمرون البندقية لإنهاك البلد !

***

على اية حال ..

هذه السلطة ملعونة وسيئة للحد الذي جعلت الناس يعيشون هذه الحياة التي لاتقود ابداً الى المستقبل .

لكن ياجماعة الخير، ان اي انسان معافى من الكراهية ومن مشاعر احتقار الاخرين ، لابد انه لايحب لأبنائه ،او حتى لأتباعه ان يعيشون هذه الحياة الجافة واللئيمة والقاسية .

وماجلبته البندقية للناس وللبلد ليس شيئاً غير التبعية العمياء والتخلف والثأر .

اننا بالفعل نتمنى على عيال الشيخ عبدالله ،بدرجة اساس،قبل مشائخ خولان وغيرهم ان يكونوا ( 10/صفر )لصالح فضيلة المدرسة و الكتاب ضد البندقية .

نتمنى ايضا على كل ابناء بقية المشائخ الذين يحترمون انفسمهم ويحترمون حق الناس في الحياة العملية والهادئة ان يكونوا كذلك ايضا .

ياجماهة الخير صلوا عليه :

العلم نور.. والبندقية ليست اكثر من عيار ضرب التنمية والحياة ، مرارا، في القلب.او ماقلتم؟

كل عام والجميع بخير،بما فيكم انا ايضاً، ان شاء الله اكون بخير

Fekry19@hotmail.com 

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
فضل حنتوس
على خُطى الأسد... الحوثي في مأزق خطير!
فضل حنتوس
كتابات
عبد الملك المثيلفلسطين.....قلب لن يموت
عبد الملك المثيل
شهاب الدين عبدالله الدبعيغزة.. هدية إسرائيل للزعماء العرب
شهاب الدين عبدالله الدبعي
عبد الباري عطوانيا أهل غزة.. شكرا
عبد الباري عطوان
مشاهدة المزيد