صراع الحاكم والمشترك يأخذ طابعاً تجارياً.. السباق على الموبايل
بقلم/ صحفي/عبدالله السالمي
نشر منذ: 16 سنة و 3 أسابيع
الجمعة 28 نوفمبر-تشرين الثاني 2008 09:09 م

هل يخسر الأحمر بالسياسة ما ربحه بالتجارة؟!

سؤال قد يبدو على صلة وثيقة بتنازع الحاكم والمعارضة في اليمن أيهما يكون أكثر استحواذا بالساحة السياسية، وأكثر قربا من جماهيرها.. أو من يظهر أن لديهم الرغبة في الاشتغال السياسي - أو المتابعة - بتعبير أدق..

غير أن هذا السؤال، مع ما فيه من سياسة، لا يخلو من حمّى سباق شركات الهاتف المحمول في اليمن، والتي يحسب لشركة الأحمر أنها السباقة من بينها جميعا بحساب التقادم الزمني في ابسط الأحوال..

فـ "سبأفون" التي يملكها رجل الأعمال اليمني الشيخ حميد الأحمر – نجل الراحل عبدالله بن حسين الأحمر - لم تزل تناور من أجل احتفاظها بموقع الصدارة في تقديم خدمات الهاتف الجوال، لاسيما بعد دخول شبكة "يمن موبايل" شبه الرسمية - التابعة للمؤسسة اليمنية للاتصالات - المنافسة بقوة تعدت تقديم خدمات الاتصال للمواطنين إلى قبولهم شركاء في رأس مالها والأرباح..

 وبالإضافة إلى منافستِها الأولى "إم تي إن" ودخول ثالثة تقاسمها تقديم الخدمة عن طريق الـ " GSM " هي شبكة "واي" إلا أن خشية "سبأفون" من إمكانية تسارع وتيرة تضعضع مركزها عن الصدارة يأتي لحساب الشبكة الوحيدة المتفردة بالـ " " CDMA في اليمن، إذ أن ثمة عوامل كثيرة تساعد "يمن موبايل" باتجاه مزيد من السيطرة على مشتركي خدمة الهاتف المحمول في اليمن..

وفي هذا السياق فإن اشتغال "سبأفون" إعلاميا وسياسيا كلصيق لتكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض في اليمن، والتجمع اليمني للإصلاح على وجه الخصوص، تبعا للتوجهات السياسية لمالكها عضو الهيئة العليا للإصلاح القيادي في اللقاء المشترك الشيخ حميد الأحمر.. إن هذا الاشتغال السياسي قد يجعل الشركة تخسر الكثير من مشتركيها الذين يقفون على النقيض من توجهات الأحمر السياسية واللقاء المشترك، سواء كانوا ممن ينتمون للحزب الحاكم، أو البقية من أتباع مختلف الأحزاب غير المنضوية في المشترك، وربما المستقلين..

وإذا كان قد عزى مراقبون إقدام مؤسسة الاتصالات اليمنية على استحداث "يمن موبايل" بدافع من قيادات عليا في الحكومة اليمنية وحزبها المؤتمر الشعبي العام في محاولة لأخذ بعض ما أعطته "سبأفون" لحميد الحمر من فاعلية تجارية ونفوذ اقتصادي انسحبا على حضوره الاجتماعي والسياسي.. فإن فاعلية أداء "يمن موبايل" لهذا الجزء السياسي من المهمة يتوقف على تصيّد ما قد تخطئ فيه "سبأفون" ليس مهنيا وخدميا، وإنما إعلاميا وسياسيا..

ولأن شركة الأحمر، على ما يبدو، تجاوزت الحد الفاصل بين موقعها التجاري كمشغل لخدمة الهاتف المحمول، والسياسي كوسيلة إعلامية تسوّق لتوجهات مالكها السياسية.. فقد أمكن لـ "يمن موبايل" الضرب على هذا الوتر، لا لتحيّد من أمر خدمة الهاتف المحمول فقد ولغت في البعد السياسي بذات القدر، وإنما لتوحي إلى مشتركيها أنهم يستخدمون الشبكة الخطأ.. تماما كما تفعل "سبأفون" من خلال رسائلها السياسية والإعلامية المتعددة..

ومن هنا فإن تحذير المؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم في اليمن ) أعضاءه من استخدام شبكة "سبأفون" للاتصالات أو استقبال أي مكالمات منها – حسب موقع المؤتمر نت وصحيفة الميثاق التابعان له - بقدر ما يحتمل خوفه من عمليات اختراقٍ لصفوفه وكشف لأجندته يسعى إليها اللقاء المشترك عبر هذه الشبكة التي تجمعهم بمالكها ذات التوجهات السياسية المعارضة.. فإنه بالقدر ذاته قد يكون خطوة كبرى في مهمة أخذ "يمن موبايل" من "سبأفون" بعض ما أعطته لمالكها من نفوذ اقتصادي وإعلامي وسياسي واجتماعي.. على حد سواء..

فهل يخسر الأحمر السياسي بالسياسة ما ربحه رجل الأعمال الشيخ حميد بالتجارة؟!