الكويت تقهر الإمارات بهدف قاتل في خليجي26 مارب برس يكشف عن شبكة حوثية تغرر خريجي الإعلام للعمل مع منظمة مضللة في صنعاء محاولة تصفية مواطن خلال تلقيه العزاء بوفاة زوجته بمحافظة إب منتخب عُمان يحول تأخره بهدف أمام قطر إلى فوز 2-1 النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع معارضون في تل أبيب: يجب على إسرائيل أن تضرب إيران بشكل مباشر إذا كانت تريد وقف الحوثيين المليشيات الحوثية تعتدي على أحد التجار بمحافظة إب تحركات لطرد الحوثيين من العراق وإغلاق مكتبهم... مسؤول عراقي يكشف عن طلب أمريكي بوقف أنشطة الحوثيين في بغداد مناقشة مخطط ''استراتيجي" لمدينة المخا درجات الحرارة والطقس المتوقع في اليمن خلال الساعات القادمة
بداية، لم أصحح لفظ "غنّي" إلى "غنِّ" فذلك يفرض تصحيح لفظ "شوية" إلى "قليلاً" وهكذا فإن عبارة "غنّي لي شوية شوية" وهي عبارة شهيرة من أغنية شهيرة لأم كلثوم ستصبح "غنِّ لي قليلاً قليلاً" وهذا كالترجمات الحرفية التي تفقد النص روحه وأحياناً معناه بينما أنا أريد الاستعانة بما تغنت به أم كلثوم.
لكل نظام حكم رموزه من أشخاص وشعارات وسياسات وهي رموز يعرف بها ويظل التاريخ يذكره بها بعد زواله، وفي عهد دولة الوحدة اليمنية ليس من رموز نظام حكم الجمهورية اليمنية الحالي والسابق شعار "دولة سيادة القانون" ولا "دولة العلم" ولا "دولة حكم الشعب" ولا "دولة الإيمان" ولم يتميز نظام الحكم بالعدالة ورغم رفع رئيس الدولة -الحالي والسابق- شعار العدالة إلا أنها لم تتحقق في التطبيق العملي لتظل العدالة في كل جوانبها وأشكالها غائبة عن الجمهورية اليمنية إلى وقت غير معلوم.
في 2007م كتبت في "الثوري" مقالا حول المعاناة المرضية للمناضل الأكتوبري والنقابي عبده علي سعيد ميوني (عقب نشوء نظام الحكم المتطرف والمتمركس الذي نشأ في يونيو 1969 عند إستقالة رئيسي الجمهورية والحكومة قحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف حكم عليه في 1970م بالسجن 8 أعوام لإيوائه المناضل الكبير علي عبدالعليم الذي كان من قادة الجبهة القومية الحاكمة وكان أحد أضلاع مثلث ضمه مع قحطان وفيصل فكان من أبرز المعارضين لذلك الحكم المتطرف وأختفى منذ نشوئه مشكلاً خطراً جسيماً عليه وقد أجريت له محاكمة صورية سريعة ليعدم بعدها في اكتوبر1970) وكنت أرغب في الإستعانة هنا بمقالي في "الثوري" بنقل فقرات منه ليتأكد القارئ بأنني تناولت منذ 5 سنوات موضوع غياب العدالة في تعامل الدولة مع شريحة هامة هي مناضلي سبتمبر وأكتوبر وأن تلك العدالة لا تزال غائبة للآن، لكن وللأسف لم أعثر على المقال فدخلت موقع "الثوري" وأنا على أمل أنه موجود بأرشيفها الذي زرته بالعام الفائت وأتذكر بأنه كان يضم أعداداً لعدة سنوات ففوجئت به ضئيلاً فهو يضم فقط أعداد السبعة شهور الأخيرة! فبحثت عن مقالي في محرك "جوجل" فلم أجده ولكن وجدت مقالاً للمناضل الأخ مصطفى شاهر بصحيفة 14 اكتوبر بتاريخ 17 يوليو 2007(صحيفة منظمة أفضل من "الثوري" فأرشيفها في النت لعدة سنوات، بل لم يعد تصفح "الثوري" في النت مباشراً فالآن يتم عبر موقع آخر كوسيط! الناس يتقدموا ومن يصفون انفسهم بالتقدميين يتخلفوا!) وشاهر يتناول ما كتبته ويقول في المقدمة:
"في موضوع اطلعت عليه من خلال نشره في صحيفة الثوري العدد (1957) الصادر بتاريخ الخميس الموافق 2/ 5 / 2007م بعنوان “اهتزاز العدالة من بعد كفاح ونضال بسلاح” لكاتبه الأخ نجيب قحطان الشعبي الغني عن التعريف استوقفني ما تناوله الموضوع من أمور جديرة بالاهتمام والوقوف أمامها باعتبارها أمورا متصلة بشريحة مناضلي وشهداء الثورة اليمنية في حرب التحرير الاكتوبرية (63 -1967م)، وما اجترحوه وقدموه من تضحيات جسيمة وغالية في سبيل دحر وإجلاء المستعمر البريطاني عن الجزء الجنوبي الغالي من الوطن اليمني على طريق تحقيق وحدته المباركة في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م وبالتالي ما تضمنته الفقرات المطروحة في سياق الموضوع المذكور للأخ/ نجيب من إثارة لمعاناة المناضلين وأسر الشهداء من ضآلة الإعانات التي يتلقونها وانعدام العدالة في حجم الإعانة الشهرية لكل حالة وغير ذلك من المعاناة والاختلالات...".
قصة المناضل الميوني
وباختصار، المناضل ميوني ناشد في 2007م عبر صحيفة "الأيام" رئيس الجمهورية ليقدم له تذكرتي سفر إلى السعودية وتكاليف الإقامة لمدة شهر واحد لتلقي العلاج وعملية القلب المفتوح التي ستجرى له على نفقة احد رجال الخير هناك، وأفادني الميوني بأنه لم يجد إستجابة من الرئيس، وأحاطني بأنه ناشد الرئيس علي ناصر محمد ليوفر له العلاج بسورية حيث يقيم (وقال لي بأن الصحافي المعروف الأخ نجيب يابلي تولى المناشدة للرئيس علي ناصر ولا أتذكر هل كان ذلك بمقال أم باتصال شخصي) فلم يوفر له العلاج بسورية وبعث له خمسمائة دولار كمساعدة، وتلقى الميوني وعوداً بالمساعدة من قادة جنوبيين فحلفت له أنهم كذابين يعرفوا يتاجروا فقط باسم النضال لكنهم لا يهتمون بالمناضلين قط ولن يفوا بوعودهم (سماهم لي، ولن أحرجكم بتسميتكم هنا يا بعض من نكبتم الجنوب نكبة لن يخرج منها بفدرالية ولا بفك ارتباط إلى أن يشاء الله وليس في اتفاقية الوحدة ما يسمح بما يسمى فك ارتباط فالأفضل تطالبوا بانفصال أو بالفدرالية التي كان الرئيس صالح يعرضها عليكم فتعنترتم في 29نوفمبر1989 وأبيتم إلا أن تكون اندماجية، طالبوا بفدرالية أو انفصال فربما يستمع لكم أحد في المجتمع الدولي أما حكاية فك الارتباط هذه فوالله لن تجدوا بها تعاطفاً لدى أي طرف دولي بل ستنفر الكل منكم فهل تظنون أن قادة دول العالم مغفلين ليصدقوا أنه لكم الحق في المطالبة بفك ارتباط؟! إصحوا ولا تخدعوا البسطاء وتخدعوا أنفسكم) المهم أنه بعد شهور قال لي الميوني كلامك صحيح طلعوا كذابين، وقد ساعدته مالياً بما تيسر لي (ذكرت مساعدتي له كي لا يزايد أحد علي بأنني اكتفيت بالتعاطف، وليس ثمة ما يدعو لذكر المبلغ ولكن أشير إلى أنه رغم إمكاناتي المالية التي لا تتجاوز 1% من إمكانات الرئيس علي ناصر إلا أنني قدمت مبلغاً أكبر مما قدمه، وأسرة الميوني هي شاهدي، ولا أقصد بأنني أكثر منه عطفاً على المناضلين ولكن في الحقيقة حز في نفسي كثيراً أن أجد مناضلاً ثورياً يقترب منه الموت يومياً لمجرد أنه فقير، وعموماً فعطفي وحرصي على المناضلين معروفين بل أنه لهذا السبب بالذات رغب الرئيس عبدربه ــ في 1999م ــ أن أحل مكانه في منصب نائب رئيس الجمهورية ولست استشهد في هذا بشخص فارق الحياة بل حي يرزق وليس شخصاً مجهولاً أو مغموراً بل هو رئيس الجمهورية نفسه، والحقيقة أنني لا أعرف ما الذي غيّره؟ ولا أقصد ما غيّره عن وعده لي بإحلالي محله ولكن ما غيّره عن العطف والحرص على المناضلين حسبما يتبين بعد سطور) وفوق تبرعي كتبت في "الثوري" وذكرت معاناة الميوني وعدم استجابة رئيس الدولة لمناشدته للحصول على تذكرتي سفر ونفقات الاقامة بالسعودية لمدة شهر فقط (والحقيقة أن ذلك لم يكن من عادة الرئيس ولا أعلم لماذا أحجم عن مساعدة الميوني) وأستنكرت أن يأمر الرئيس حينئذ بعلاج الفنان محمد مرشد ناجي في الخارج على نفقة الدولة (رغم أن محمد مرشد صديق عزيز لكنني كتبت ما يجب أن يقال) وكتبت بأن الذي حمل يوماً ما رأسه على كفه ليحرر جنوب اليمن من الإحتلال البريطاني هو الأحق بأن تتحمل الدولة نفقات علاجه بالخارج لكن الدولة تجاهلت المناضل وتبنت علاج الفنان ولست ضد علاج الفنان لكن ضد أن تعالج الدولة فنانا وتترك مناضلا ليموت بمرضه وأضفت بأن الفنان محمد مرشد ليس بحاجة لمساعدة من الدولة فهو يملك بعدن "سكة من المحلات يؤجرها" بينما المناضل الميوني لا يجد قوت يومه فتلك ليست عدالة من الدولة.
وبالطبع لم يؤازرني أحد فيما كتبته باستثناء الأخ المناضل مصطفى شاهر (فالناس يتسمون بالسلبية فيشكون لبعضهم في مجالسهم ولا يعبرون عن مشكلاتهم بإيجابية).
وبعد عامين وتحديداً في 23 يونيو 2009 نعى فرع الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء ومناضلي الثورة اليمنية بعدن "المناضل عبده علي سعيد ميوني الذي وافاه الأجل إثر مرض عضال ألم به..." مات المناضل الميوني ــ يرحمه الله ــ لأنه فقير رفضت الدولة أن تمنحه حتى تذكرتي سفر جواً على خط قصير ونفقات الإعاشة لشهر واحد فقط، صحيح أن الأعمار بيد الله لكن الله أمرنا أن لا نتواكل بل نأخذ بالأسباب وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أمرنا بالتطبب وقد حرمت الدولة مناضل أكتوبري من التطبب فمات ولا يزال الفنان حياً يرزق رغم أنه يكبر المناضل بنحو 15 عاماً ولا تزال الدولة في عهد الرئيس الجديد عبدربه منصور تفضل معالجته وغيره من الفنانين على بقية فئات الشعب حتى أن صديق عندما علم بأنني سأكتب عن هذا الوضع الخاطئ إقترح علي أن يكون عنوان مقالي "نريد دولة عمر بن عبدالعزيز لا دولة هارون الرشيد" على اعتبار أن عمر اشتهر بعدالته وهارون اشتهر بحب الغناء والشيشة وتقريبه للشعراء واهل المغنى ، فبحثت في تاريخ الرشيد (الخليفة العباسي الخامس) فوجدته عكس ما يظنه الناس فقد كان ورعاً وجاداً وكان في عام يحج وفي عام يغزو (هو صاحب العبارة الشهيرة عندما نظر إلى سحابة فقال لها "امطري حيث شئت فخراجك لي" معبراً بذلك عن اتساع رقعة الدولة العباسية التي شملت تقريباً كل الوطن العربي) فاستبعدت مقترح صديقي فالرئيس عبدربه لا يشابه الخليفة هارون الرشيد فقد تبين لي أن الرشيد لم ينشغل بالطرب ورعاية أهل المغنى!
* بعد أيام قليلة يتبع بإذن الله الجزء الثاني (الأخير).