من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا جدل بشأن عودة السوريين اللاجئين في أوروبا إلى بلادهم بعد سقوط الأسد وزير الدفاع التركي يكشف عن عروض عسكرية مغرية قدمتها أنقرة للحكومة السورية الجديدة ماذا طلب الرئيس العليمي من واشنطن خلال اجتماع عقده مع مسئول كبير في مكافحة الإرهاب؟ قرارات واسعة لمجلس القضاء الأعلى القائد أحمد الشرع يتحدث عن ترشحه لرئاسة سوريا أميركا تطلب من عُمان طرد الحوثيين من أراضيها
انطلق الحراك الجنوبي في عام 2007م بهبة شعبية كبيرة, وتأييد واسع في مختلف المحافظات الجنوبية وحتى الشمالية, حيث كسب الحراك تأييدا واسعا من قبل النخب السياسة المعارضة في كل أنحاء اليمن, وحتى بعض المحسوبين على النظام, بالإضافة إلى دعم وتأييد شعبي واسع في المحافظات التي شهدت انطلاقة الحراك الجنوبي..
ولا نزال نتذكر مهرجان 14 أكتوبر 2007م الذي كان الأكثر حضوراً منذُ انطلاق الحراك الجنوبي وبفضل هذه الهبة الشعبية الواسعة التي كان أبطالها معظمهم من فئة الشباب من ضحايا الفساد والإهمال واللامبالاة والحرمان, أصبح الحراك قوة أجبرت الجميع على الاعتراف بها, سواء في السلطة أو المعارضة, حيث بدأت السلطة إعادة المسرحين والمبعدين والمتقاعدين إلى أعمالهم وبدأت في تشكيل لجان لحل قضايا المواطنين وأصبح الاهتمام واضحا بهذه المناطق, وكذلك اللقاء المشترك الذي اعترف بالقضية الجنوبية, وأصبح يناقشها علناً, وقد كنت حاضراً في أول ندوة تم تنظيمها من قبل اللقاء المشترك في مقر الحزب الاشتراكي بصنعاء بتاريخ 1 مارس 2009م بدعوة من قبل الأخ/ الدكتور عيدروس النقيب والتي تم الاعتراف فيها بالقضية الجنوبية ولاحظت تأييدا كبيرا وواسعا للقضية الجنوبية من قبل النخبة السياسية والمثقفة من مختلف المحافظات، وكذلك هو الحال بوسائل الإعلام المحلية والخارجية, حيث كانت تتابع مهرجانات الحراك ومطالب الحراك بشكل واسع وهو ما ساعد كثيراً في ظهور القضية الجنوبية ومطالب الحراك الجنوبي للعلن.
هذا الزخم الجماهيري الكبير والتأييد الواسع للحراك الجنوبي وخروج الناس عن صمتهم وتوسع الحراك في أكثر من محافظة جنوبية أغرى الكثير من اللاعبين السياسيين في الداخل والخارج على ركب موجة الحراك الجنوبي التي هي أصلا معاناة حقيقة للمواطنين في هذه المحافظات, فالمواطن هو من صنع الحراك الجنوبي وليس لأي قيادات في الداخل أو الخارج أي دور في ذلك, وأقصد الحراك الحقيقي الذي انطلق في بداية عام 2007 واستمر إلى عام 2009م, لكن بعد عام 2009م وبعد أن أصبح الحراك قوه شعبية لا يستهان بها بدا البعض يفكر في كيفية ركوب الموجة لتحقيق مصالح معينة أو تصفية حسابات مع خصوم سابقين أو جدد أو تحقيق مصالح مادية معينة على حساب قضايا المواطنين ومصالحهم ولعل أهم من أراد أن يركب موجة الحراك الجنوبي مجموعة من الأطراف هم:
الطرف الأول القيادات السياسية في الخارج؛ محاولة منها تصفية حسابات قديمة مع النظام, حيث تريد إيصال رسالة مفادها إن حرب 1994م لم تنتهي بعد, والشاطر هو من يضحك في الأخير.
الطرف الثاني ظهور بعض المشايخ والسلاطين في محاولة لتصفية الحسابات مع خصومهم من الحزب الاشتراكي اليمني الذي يتهمونه بأنه سبب رئيسي في الجرائم التي حصلت لعائلاتهم وأسرهم في ستينات القرن الماضي وسبب رئيسي في زوال حكم المشايخ والسلاطين من المحافظات الجنوبية، وبالتالي لا يمكن ترك فرصة له لكي يحكم الجنوب مرة ثانية.
الطرف الثالث هو اللقاء المشترك الذي دفع بقيادات إلى واجهة الحراك من أجل ابتزاز النظام وإيصال رسالة مفادها أن اللقاء المشترك موجود على الساحة ولاعب رئيسي وفي يده أوراق مهمة حتى يقايض الحاكم ويجبره على تقديم المزيد من التنازلات.
الطرف الرابع وهو النظام نفسه, حيث دفع أيضا بشخصيات للانضمام إلى الحراك الجنوبي من أجل معرفة ما يدور في الكواليس وكذلك لشق الصف الجنوبي وإيجاد حالة من الإرباك في صفوفه.
الطرف الخامس وهو قيام ضعاف النفوس, مستغلين حالة الانفلات الأمني, بإعمال القتل والتقطع والنهب والسرقة وهذه الفئة هي من أضرت الحراك كثيراً وأفقدته كثيراً من شعبيته, سواء في المحافظات التي يتواجد في الحراك أو في المحافظات الأخرى.
الطرف السادس لجان الوساطة والهيئات التي يتم تشكيلها في المناطق الملتهبة والتي لا تريد أن تهدأ المشاكل فيها حتى تحقق كسب على حساب أمن واستقرار المواطن.
كل هذه الأطراف أظهرت الخلاف الحاصل اليوم بين هيئات ومكونات الحراك, فأصبحنا نشاهد كل يوم بيان ومن أكثر من جهة وكلها مذيلة باسم الحراك الجنوبي, والمواطن صاحب القرار, ومن صنع هؤلاء القيادات, لا يعلم ما يحدث ويدور في الكواليس أصلا, وأصبحت قضيته ومعاناته التي خرج من أجلها وقدم العديد من الشهداء والجرحى في مهب الريح, بل أصبح تائها وحائرا ولا يعرف ما يدور حوله وكأنه تم إدخاله في لعبة متاهات لا تنتهي.
أخيراً يجب أن تفهم كل تلك الأطراف أن المواطن الذي ظل يتذوق المعاناة طول السنيين السابقة, ومن كل الأطراف أصبح أذكى وأكبر من الجميع, وأصبح يميز بين الحق والباطل حتى وإن تم إدخاله في لعبة لا نهاية لها, فمثل ما صنع القيادات بإمكانه التخلي عنها والبحث عن غيرها, ولا يمكن أن يسمح أن يكون لعبة بيد البعض لتصفية حسابات أو تحقيق مكاسب على حساب قوته وأمنه واستقراره ومستقبله.