آخر الاخبار

الدكتوراة للباحث إبراهيم اليمني من كلية الحقوق جامعة بني سويف مع مرتبة الشرف على غرار اقتحامات واتهامات نظام الأسد.. مليشيات الحوثيين تقتحم عمارة سكنية بمحافظة إب بقوة الحديد والنار وتروع سكانها اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا

عملاق الفن الحربي في اليمن .. أبو زهراء الفقيه
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 8 سنوات و 10 أشهر و 7 أيام
الأحد 07 فبراير-شباط 2016 06:47 م
 

ما من جبهة حرب إلا وصوته يصدح فيها , وما من شارع في ربوع الديار التي حررت إلا ووسائل النقل تفتح مكبرات الصوت بحماسياته وترانيمه . 

عشرات الآلاف يوميا يتبادلون كل جديد عنه , ومواقع التواصل خاصة الوتس آب والتليقرام تتزاحم بقوة في توسيع دائرة كل إصدار فني له .

يحب أن يعرف عن نفسه لمتابعيه بأنه المنشد البدوي أبو زهراء الفقيه, لا يعرف أحدٌ له صورة أو إسم , لكنه لا يبالي في نشر أرقام هاتفه, يملك أكثر من حساب على الفيسبوك واليوتيوب.

على عاتقة حمل مسئولية الإعلام الحربي, ,عبر زوامله الشعبية التي بات الملايين من أبناء اليمن يحفظونها في ذاكرتهم أو ذواكرهم الخارجية .

أنة مناضل تجاهله لإعلام الرسمي, فلم يبالي بذلك , ولم يبحث عن أي دور أو مكانه يمكن الوصول إليها , لكنه أوصل صوته عبر الفضائيات الرسمية والأهلية ليكون هو الصوت الأول عبر برامجهم وفواصلهم .

يوم أن سقطت عمران بيد الملكية , يومها كان غالبية الناس تبكي أسفا وحسرة , لكن أبا الزهراء الفقيه , خرج يغني للنصر والحزم , واستئصال الحوثيين بكل ثقة , فلم يبال بأي هزيمة , ولم يركع لأي منعطف, أذل كبرياء الرجال .

غياب صورته الشخصية , واسمه الحقيقي , مثلا عاملا مهما في نجاته من الوقوع في أيدي المليشيات الحوثية , وسببا في إستمرار تدفق إنتاجه الفني حتى اللحظة .

يعيش مع كل معركة , ومع كل موضع يتحرر , يغطي كل نصر وكل جبهة بزوامله وأغانية الحربية .

عندما تحضرني قوائم كبار الفنانين والمنشدين اليمنيين , وغيابهم المخيف , في هذا المنعطف الفاصل, أجد ألما كما يجد غيري لهذا الغياب المحزن , خاصة أولئك الذين تمكنوا من التسلل إلى خارج أسوار الجمهورية اليمنية .

دعوني أتساءل كما تساءل غيري أين كل من "عبدالقادر قوزع وفهد القرني وجميل القاضي والأضرعي وعبد القوي حيدر وسليمان العراقي وعصام الحميدي وأمين حاميم وغيرهم من القائمة التي لا تنتهي .

لقد شعرنا في مرحلة سابقة أن اليمن تعاني من تخمة في إطار الفن والفنانين, بسبب السيل المتدفق من الألبومات الإنشادية والتسابق بين المنشدين في إغراق الأسواق اليمنية بإنتاجهم الفني.

وكان المستهلك لا يجد متسعا من الوقت في استماع الألبوم الذي بين يديه حتى يفاجئ ان هناك إصدار أخر .

 غني الراقصون في مجال الفن والإنشاد للأعراس والمناسبات الوطنية والرسمية وغيرها , زاحموا منشدي حماس في الفن الحماسي والحربي , لكن كل أولئك غابوا عن الأرض والجبهات في هذه المرحلة , وكأنما لم تغرد حناجرهم يوما , ولم يعرفوا الترنم على أنغام موال أو شلة زامل شعبي .

ما أكتبه في هذه السطور ليس حديثا وليد اللحظة ,لكنها تساؤلات تجتاح صفوف المقاومة الشعبية والجيش الوطني , قادة وأفراداً , وكلهم يتساءلون أين عملاقة ورموز الإنشاد والأغاني الوطنية , وأين تلك الأسماء التي صنعت لنفسها تاريخا فنيا مرموقا في ذاكرة وقلوب اليمنيين, لكن أين هم اليوم من كل جبهة وميدان , خاصة ممن نجحوا الفرار من مناطق نفوذ الحوثه .

ألا يعلموا أن أحاديهم وأصواتهم الصداحة تمثل بحد ذاتها جبهة من جبهات الحرب, وموقعا من مواقع المصادمة مع طبول الباطل وصراخ الصارخين .

سيدون التاريخ لأبي زهراء الفقيه بأنه عميد الإنشاد الحربي , وقائد جبهات التوجيه المعنوي , لمقاتلي الثورة الثانية .

أبو زهراء الفقيه غنى عبر زوامله الحربيه لكل محافظة من محافظات الجمهورية , غني للجنوب وللشمال , لم يستثني أحدا ,ولم يقصى جبهة.

لم يسعى وراء حقوق فكرية أو حقوق حصرية , ولم يمنع النسخ أو التوزيع لحقوقه الفنية , بل منحها لكل ثائر مقاتل ومناضل عن الجمهورية والحرية .

أبو زهراء الفقيه غنى للشهداء والأبطال والقادة وللثورة والجمهورية ,غنى لليمن, وغنى للأرض وترنم بالحرية, وأنشد للبطولة والأبطال .

 لم يجهد نفسه في البحث عن إيستديوهات راقية أو أجهزة رقمية , سلاحه الفني وفرقته المرافقة له "الطاسة والمرفع " وهما آلتان فنيتان معروفتان في الذاكرة الشعبية اليمنية منذ مئات السنين .

ما أكتبه هو جزء من حق هذا الرجل الذي لا أعرفه شخصيا , لكني أعرف روحة التي باتت تسري في كل مقاتل ومقاوم في اليمن .

نشد علي يديك يا أبا الزهراء وثق أن التاريخ لن ينسى صنيعك وصنائعك , فأنت على ثغرة تهرب منها الكثير وبقيت أنت فلك مني ومن كل مقاوم في المقاومة الشعبية وكل مقاتل في مؤسسة الجيش ألف تحية وتقدير .

وأهجوهم فروح القدس معك .. 

  # رئيس تحرير موقع مأرب برس