آخر الاخبار

عاجل .. وزير الدفاع يلتقي عددا من السفراء والملحقين العسكريين ويشدد على أهمية بسط القوات المسلحة سيادتها على كافة التراب الوطني استعدادات لإنطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري .. تفاصيل كاملة حركة حماس تعلن عن شروطهما لاستكمال التفاوض وإنهاء الحرب وإسرائيل ترد بشروطها ‫ رئيس الوزراء يطالب ممثل اليونيسيف لدى اليمن بممارسة الضغوط على مليشيا الحوثي وزارة الأوقاف تناقش اعتماد قنوات تحويل آمنة لإعادة مبالغ حجاج موسم العام الماضي 1445هـ عن الخدمات التي تعذر تنفيذها موظفو مطار سقطرى يرفضون تسليم المطار لشركة إماراتية ويذكرون وزير النقل بنصوص القانون اليمني انتصارات جديدة ساحقة للجيش السوداني المجلس الرئاسي يدعو للتوصل إلى ميزانية موحدة للبلاد أردوغان يكشف عن نجاحات اقتصادية عملاقة لحكومات حزبه ويعلن:الدخل القومي تضاعف 6 مرات وتجاوز التريليون دولار في مواجهة نارية المواجهة..برشلونة يتحدى أتلتيكو مدريد والريال في مهمة سهلة أمام سوسيداد بكأس ملك إسبانيا

المقاوم والمقاول
بقلم/ د. عبده سعيد مغلس
نشر منذ: 9 سنوات و شهر و 4 أيام
الخميس 21 يناير-كانون الثاني 2016 04:46 م
السلوك الإنساني أمام المال فيه ضعف لأنه باب للإبتلاء والإمتحان فبه يُكتشف معدن الإنسان إما صعوداً نحو القيم العليا وما تُمثله من ثقافة أخلاقية أتى بها المرسلين وأمر بها رب العالمين خَلْقه، أو هبوطاً نحو قيم الرذيلة وأخلاقها التي حذّر منها رب العالمين خَلْقه عبر رسالاته ورسله وهنا بين الله في كتابه هذا المعنى بقوله تعالى:
 ( إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا) المعارج ١٩.
 ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ )الأنفال ٧٢. 
( الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ) التوبة ٢٠. 
( انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) التوبه ٤١.
 ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) الحجرات ١٥.
ففي الأية الأولى بين الله أن من صفات الإنسان ان يكون هلوعاً وفي بقية الأيات وضح الله بأكثر من أية تقديم المال على النفس للجهاد بسبيله لكون المال أغلى من النفس عند الإنسان ففي سبيل المال يُلقي الإنسان بنفسه للموت والى جهنم ولذا فالمال يُمثل الإبتلاء العظيم للإنسان.
لذا لزم علينا إن أردنا الخروج من نفق تجارة الحرب ونحقق النصر أن نُميز بوضوح بين المقاوم والمقاول فكما فضح الله المجرمين -وهم المنكرين لوجود الله والبعث والحساب والجنة والنار - بسيماهم عندما تيقنوا من وجود كل ذالك بدت الدهشة والذهول يرتسمان على وجوههم بقوة ميزتهم عن غيرهم فأٰخذوا بالنواصي والأقدام وقد وصف الله ذالك في محكم كتابه بقوله تعالى ( يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ ) الرحمن ٤١.
ونحن نستطيع كذالك التمييز بين المقاوم والمقاول فالمقاوم يجود بماله ونفسه ويقدّم كل ما عنده للمقاومة سواء ما يمتلكه أو يحصل عليه كدعم فلا يبخل بشيئ لنصرة قضيته ويبدوا ذالك جلياً في سلوكه وقوله وموقفه وعمله، بينما المقاول هدفه تجارة الحرب وليس دعم القضيته ونُصرتها فبالتالي نجد سلوكه وأقواله واعماله تصب في المقاولة وليست المقاومة فيبخل على المقاومة بالمال والدعم فإن حصل على مليون قدم نصفها وإن وصلته الف طلقة خباء نصفها وتجد المعركة محلك سر لا حسماً حصل ولا نصراً وصل .
انها تجارة الحرب وثقافة الإنتهازية والفساد التي هيمنة على البعض وعلينا فضحها وتعريتها.