تتبع سلالة كوليرا شديدة المقاومة للأدوية ظهرت أولاً في اليمن ثم انتشرت في عدة دول ثروة ''آل الأسد'' كيف حصلوا عليها ومن يديرها؟ ترامب يخطط لحرمان أطفال المهاجرين من حقهم في الحصول على الجنسية الأميركية.. هل ينجح ؟ ولايات أمريكية تضربها عواصف مدمرة وأعاصير مع تساقط كثيف للثلوج سفارة واشنطن: ناقشنا مع العليمي مواجهة الحوثيين داخل اليمن وخارجه أول ثمار إسقاط نظام الأسد.. زيادة 400% في رواتب الموظفين زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب الجزائر درجة يضرب دولة عربية موقف ارنولد يثير القلق في ريال مدريد أشعلت طرطوس.. غارات مرعبة وهي لأقوى الأعنف منذ عام 2012 قرارات جديدة ومهمة في سوريا… محامون دوليون يتتبعون ثروات عائلة الأسد وتحويلها لصالح الشعب
كان الغرب يعتقد بأن اليمن بصعود الإخوان المسلمين (الإصلاح ) فيها الى السلطة ؛ ستتجه الى آتون حرب أهلية, وأن الإرهاب فيها سينشط أكثر نظرا لكون خلفيتهما الدينية مذهبياً هي " السُـنـّـة" ... ولهذا عمل الغرب ما بوسعه كي يصل الإصلاح الى السلطة, ذلك منذ نشوب أحداث 2011 , بل ووجه الغرب الرئيس هادي لأ ن يعمل لأجل تنصيب الإصلاح في مراكز قيادة الدولة, فكان حينئذ هادي يصدر قراراته تصب في صالح تولية الإصلاحيين على بعض مراكز الدولة ...
لكن الذي حدث مغايراً هو بأن خذل الاصلاحيين الغرب واتجهوا -وخصوصا مع انعقاد مؤتمر الحوار الوطني وبعده- نحو السياسة فبدأ الاصلاح يظهر نقسه على أساس حزب سياسي مدني يؤمن بالسلم كمنهج وفلسفة للوصول الى السلطة أو حتى المعارضة ؛ وعلى الواقع حتى إذ بادر الإصلاح وأعلن تخليه عن كلمن يحمل السلاح باسمه وان كان مظلوما ...
وهذا التصرف للحزب جعل الغرب في مأزق دون تحقيق استراتيجياتهم بعيدة المدى والمتمثلة في التأسيس ليمن غير مستقر وعاجز عن النهوض والخروج من محن نفسه ... وقد كانوا يسعوا لأن يأسسوا لتحقيق خبثهم ذلك من خلال القذف بالإصلاح الى تصدر زمام الأمور في البلد عبر أجندتهم الإقليمية ممثلة بالخليج والداخلية ممثلة بهادي ومن في مستواه ... ذلك لأنهم كانوا يعتقدون عن الاصلاح أنه مجرد حزب سياسي في ظاهرة فيما جوهره جماعة متطرفة تقود البلد الى ما يريدونه وفقا لمعتقداتهم عن الاصلاح كفرع لتنظيم الإخوان المسلمين ...
بعد ذلك ولأن الإصلاح خذلهم وفاجئهم بظهوره كحزب سياسي مدني نهجه السلم كمعارض أو كساعي للحكم ... وفي ظل أن نوايهم باليمن هي تلك الخبيثة وليس لهم من أجندة غير هادي ومن في مستوى حماقته ومكره وخبثه بالوطن والشعب ... فقد حاولوا البحث من جديد عن قوة أخرى تقوم بما كانوا يتوقعوا أنه سيأتي مع وصول الاصلاح للسلطة ...
الآن نجد وفي سياق ما سبق ومن منطق حقيقته نجد اليوم أن الغرب قد وجدوا مرادهم بأنه سيتحقق مع وصول الحوثي الى السلطة ... إذ أدركوا بأنه وفي ضل حكمه ستنشط القاعدة وبصورة افضل كونها ستعثر وتعلق في مقارعة داخلية ضد خصمها الديني وهو الحوثي باعتباره قائد المذهب النقيض بالإضافة الى ان البلد ستضل عالقة فيما دون التنمية العلمية والاقتصادية لأن جماعة الحوثي تنظر الى الخلف وتشتغل لتصحح تاريخ ديني مغلوط بحسب معتقداتها وفكرها الديني أكثر من نظرتها الى المستقبل وفي سياق الصالح العام ... بمعنى أن الحوثي سينهك ويبدد قدر كبير من موارد البلد في مشاريع طائفية دينية لا تخدم سوى اعادة الفرز المجتمعي على أسس طائفية وسلالية ... أو بمعنى أوجز وتوضيحي أكثر لقد أدرك الغرب أن اليمن مع زعامة الجماعة الحوثي ستنتج يمنا كما كان قبل سبتمبر 1962 بل والى جانب انتعاش مسألة الخلافات المذهبية والطائفية المنهكة للشعوب على غرار انموذج العراق وسورية ...
لهذا اعاد الغرب قوالبه واستراتيجية وحدد الجماعة الحوثية كأداة لإغراق اليمن في آتون الصراعات والحروب الداخلية والعثور في مستنقع التخلف دون النهوض ؛ فيما أبقا على أجندته العميلة لتنفيذ خططه وبرامجه وهم الفئة التي أكبر رموزها تظهر في شخص الرئيس هادي ..
وهنا فإننا وللتأكد من ذلك نجد كيف اصبح هادي يتصرف مع جماعة الحوثي وخصوصا في قرارته ومساندته مثلما كان يتصرف مع الاصلاحيين سابقا .... بل وندرك ايضا كيف بدى الغرب صامتا بل وظهرت بعض خيوط تحالفاته ومسانداته لجماعة الحوثي مثلما كانت سابقا تبرز مع الاخوان المسلمين في دول الربيع ...
أما فيما يتعلق بعلي عبدالله صالح الرئيس السابق فقد آمن الغرب واقتنع عنه كالعادة بأنه ثعلب مخادع يظهر مكره وخداعه لأية تحالفات كلما حاولت استخدامه كأداة لإغراق الوطن والشعب ... لهذا فليس له من صورة لدى الغرب وهادي الجندي التابع لهم سوى أنه " أي صالح" ثعلب نائم وقوي لو انتعش سيفشلهم ؛ فهم لذلك يشتغلون دائما على صرف منومات ومنهكات تجعله مسبت في نومه ويذرون على اعينه الرماد ... لذلك حتى تصرفاته التي تبدو أحيانا في خدمتهم فهي ليست سوى تصرفات دون ارادتهم انما هي لمآرب شخصية يريدها صالح حتى وان بدى بعضها يمس الصالح الوطني والشعبي كأن صمت حيال توسع الحوثي ..
وأخيرا بإمكاننا القول بأن الإصلاح خذل الغرب وأجندته تجاه الوطن والشعب ؛ فيما ظهر الحوثي ليخدم طموحاتهم وخبثهم ... بينما لا يزال علي عبدالله صالح نفسه ثعلب ماكر لا يثق به كأداة ضد الوطن والشعب ... وأما هادي فتحول الى دمية يسوقها الغرب متى واينما وكيفما هبت رياح خبثهم ولا يخافون مستقبلها فليس قوي على اعادة وبث الروح بداخلها ....