رمضان زاوية للتأمل والإنطلاقه
بقلم/ عزالدين الأموي
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و يوم واحد
الجمعة 13 يوليو-تموز 2012 07:12 م

في النفوس والأمم والشعوب قضيةٌ بالغه الأهميه لطالما يُعرف مفتاحُها بل هي سنه من سنن الله في الكون وضع الملك جل وعلا أساسها ومحورها الرئيسي في قوله تعالى( إن الله لايغيرُ مابقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم)

ومعنى هذه الأيه الكريمة كما قال أحد التابعين:

( أي ان الله لايغير ما يقوم من النعمة والإحسان ورغد العيش حتى يغيروا ما بأنفسهم بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر ومن الطاعة إلى المعصية ومن النعم التي أنعم الله بها عليهم إلى البطر, فيسلبهم الله أيها عند ذالك)

وتغيير الحال لا يكون بالتمني والأماني، ولكن بالعمل الجاد والنية الخالصة والسلوك القويم، فمن أراد أن يصل إلى بر الأمان وشاطئ السلامة فعليه أن يعد الزاد من التقوى والعمل الصالح، وأن يحكم السفينة ويتعهد الراحلة، وإلا كان كما قال القائل: ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها --- إن السفينة لا تمشي على اليبس

يقبل علينا شهر كريم شهرٌ تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران بل ويصفد فيه الشيطان وينزل الملائكة الكرام مشاركين في سيدة الليالي ليلةِ القدر يملؤون الأرض وصفها المولى عز وجل بأنها ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر.

الحسنات فيه تتضاعف وأبواب الخير فيه تتكاثر..وا وا وا...

عجباً أحبتي:

كل هذه التغييرات الكونية في سيد الشهور، أفلا تتغيرُ حياتُنا المريرة وأوضاعنا المأسوية في شهر ٍمُنح من الخصائص ما يعجز عن تدوينه المدادُ؟

لكن الأهم وقبل ذا وذاك لابد أن ندرك أن حقيقه التغيير

الإيجابي ليست بالأمر السهل إنما تحتاج منا جميعاً إلى إرادة فولاذية، وعزيمة قوية، وقرار شجاع وسعي للتغير.

انظروا إلى قصة من قتل مئة نفس، كيف وفقه الله تعالى إلى طريق التوبة، حينما بدأ يسأل، ويُلح في السؤال، ويبحث عن مخرج مما هو فيه، حينها هيأ الله له الخلاص ورزقه توبةً في آخر حياته. إن الله -جلّ وعلا- لم يكتب القرب من أحد إلا بسعيٍ منه وإقبال.

فهيا لنغتنم شهر التغيير ولنجعله بدايةٌ للتأمل والإنطلاقه ولنصلِح أنفسنا، ولنهذِّبْها، ونغيِّر من عاداتها القبيحة إلى عاداتٍ حسنة؛ حتى يتسنى لنا إصلاحُ مجتمعاتنا وأوطاننا فإن غاية الصيام معالجةُ النفس وإصلاحها لتكتسب بعدها الإرادةَ الصارمة، والعزيمة الجادة على طريق الإصلاح؛ كما وضح وبين المولى عزوجل في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}

هذه المحطة الإيمانية الروحية تقودنا إلى محطة أخرى

تقودنا إلى ذكرى عظيمة ألا وهي الإنجازات والفتوحات والإنتصارات التي تحققت في هذا الشهر الكريم

• ففي السنة 2 للهجرة غزوة بدر الكبرى : يوم الجمعة 17 رمضان، سماها القرآن يوم الفرقان, وفي هذا العام أيضا فرض الجهاد وفرضت زكاة الفطر : والزكاة ذات الأنصبة. وشرعت صلاة العيد.

وفي عام 5 للهجرة كانت غزوة بني المصطلق.

وفي السنة 8 للهجرة فتح مكة. الفتح الأعظم في عشرين رمضان ويسمى فتح الفتوح،

وفي السنة 13 للهجرة أول فتح لبلاد الروس وفي السنه 13 للهجرة أيضا فتح النوبه

وفي السنة 93 للهجرة فتح الأندلس وفي العام 223 للهجره فتح عموريه وفي العام 666 فتح أنطاكيه وفي العام 829 للهجرة فتح قبرص وفي العام 928 للهجرة فتح بلغراد ...

وفيه أيضاً المرحلة الدعوية التأريخيه التي أحدثت نقله للدين الإسلامي الحنيف حينما دخل الناس أفواجا في دين الإسلام كان فيه إسلام أبي سفيان وعدد كبير من قاده المشركين وفيه كان الأمر بهدم الأصنام حول الكعبة وفيه وفيه...

هي نبذه تأريخيه قصيره فالمجال لايتسع لذكر غيرها من فضائل هذا الشهر الكريم

وذكر غيرها من المحطات الروحية والايمانيه والفكرية التي كانت تصاحب النبي صلى الله عليه وسلم ولقاءاته مع صحابته وآل بيته ومن معه من المهاجرين والأنصار..

ولعل البعض قد يدرك هذه المحطات وما هذه إلا زاويه للفهم ولنجعل من شهر رمضان زادُ انطلاقة لاعودة فيه إلى الوراء والأهم من ذا وذاك وهو السؤال الذي يطرح نفسه ما هو دورنا في هذا الشهر الكريم؟

وهل ستتجلى فينا فعلا روح المراجعة التقويميه؟

أقصد المراجعه الفكرية والنفسية وكذا الإجتماعية والسلوكية وليكن شعارنا من البداية رمضان غيرني ولتكن النهاية من هنا الإنطلاقه (رباني لارمضاني)

وكما قيل على قدر أهلُ العزم تأتي العزائمُ

(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)