آخر الاخبار

الدكتوراة للباحث إبراهيم اليمني من كلية الحقوق جامعة بني سويف مع مرتبة الشرف على غرار اقتحامات واتهامات نظام الأسد.. مليشيات الحوثيين تقتحم عمارة سكنية بمحافظة إب بقوة الحديد والنار وتروع سكانها اللواء سلطان العرادة يدعو الحكومة البريطانية الى تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني وحشد المجتمع الدولي للتصدي للدور التخريبي لإيراني .. تفاصيل الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم عاجل العميل الإيراني رقم إثنين .. الهدف القادم الذي ينوي الغرب والعرب استهدافه واقتلاعه.. ثلاث خيارات عسكرية ضاربة تنتظرهم ما يجهله اليمنيون والعرب ..لماذا لا يجب ترك شاحن الهاتف موصولاً بالمقبس الكهربائي بشكل دائم؟ من هو الأفضل في 2024 بحسب الأرقام؟ كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. عاجل تحسن هائل في سعر الليرة السورية مقابل الدولار .. اسعار الصرف شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية توافق دولي عربي على الوضع في سوريا

من برلين إلى العدين
بقلم/ فاروق غالب
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 27 يوماً
الجمعة 17 فبراير-شباط 2012 07:14 م

عاد من حيث أتى، عاد من برلين إلى العدين، شاب صغير السن لطيف ومهذب وابن احد اكبر الاقطاعيين في العدين أو مايسمى الشيخ، ربما بدافع التشجيع من قبل اخيه عضو المجلس النواب قرر السفر بغرض الدراسة او بالاحرى الحصول على شهادة من إحدى الجامعات الالمانية ليس حبا فيها ولكن لتزيين الجانب الأكاديمي حتى يقال الأستاذ او المهندس حيث ولفظة شيخ أصبحت مقرونة بكل معاني التسلط والظلم الاجتماعي في دولة ليس لها من الاسم سوى اللفظ.

لم يتأقلم الشاب اللطيف في دولة تختلف تمام عن البلاد التى عاش فيها، فألمانيا دولة قانون والناس كلهم من رئيس الدولة إلى المواطن البسيط سواسية أمام القانون, دولة ابواب محلاتها ومنازلها من الزجاج، ليس هو فحسب بل أخرين من أبناء الاقطاعيين والذي بكل تأكيد بالاضافة أنهم اقطاعيين فهم أصحاب القرارت السياسية في بلد كاليمن، اليمن مازالت تعيش عصور الظلم التى كانت سائدة في أوربا قبل الثورة، جزء من ابناء اليمن مازالوا لم يعرفوا معنى المواطنة بالرغم من سماعهم لهذه العبارة أثناء الدعايات الانتخابية غير انهم لم يلمسوها في واقع حياتهم بل على العكس من ذلك فهم يعيشون الظلم والقهر، وما يحز بالنفس ويزيد الأنيين أن هذه السياسة مدعومة ومازالت في نظام صالح المنهار بل وتعتبر دعامة من دعائم بقائه، وخير دليل على ذلك إقطاعي الجعاشن وما عمله في أبناء منطقته أمام مرأى ومسمع من نظام صالح بل ودعم منه.

عودة إلى الشاب اللطيف الذي تفاجئ أن كل شي في المانيا يمشي بالقانون وكون أنه ابن اقطاعي لا تشفع له في دولة قانون كألمانيا، ضاق ذرعا من ذلك الوضع فهو متعود أن يقال له ياشيخ، وتنحني له الجباه اثناء مروره, ويوقف له عند عبوره ويصفق له عند قول فكاهة سامجة ووو.. الخ.

قرر الشاب اللطيف الوديع العودة إلى عالمه، عالم الشخط والنخط والفحاط والمرافقين وأصوات الكلاشنكوف، فهذا العالم الذي تربى فيه في ظل نظام سياسي شرع ودعم ذلك ظلما، فلم يعد ذلك الشاب اللطيف بل صار الشيخ الجبروت وهو في عمر الزهور، وصارت له صولات وجولات، غير أن المفاجاه كانت في ظل نظام صالح الذي اعتمد على مبدأ القرابة والمحسوبية قبل مبدأ الكفاءة، فنسمع أن ذلك الشاب وبقدرة قادر أصبح عضو ليس في مجلس القرية او المديرية بل مرة واحدة في مجلس المحافظة والمسؤول عن دائرة التخطيط، لم يكن ذلك عجيبا فذلك كان وضع طبيعي في ظل نظام صالح، مسؤول عن التخطيط وهو لم يستطع أن يخطط لحياته ولم يصبر على العلم واخذ تجربة فريدة في الحياة في بلد كألمانيا.

الثورة لابد لها من الاستمرار لإسقاط نظام صالح وسحقه بالأقدام وان طال الزمن، غير أن الثورة لابد أن تصل لتحرر أولئك البشر من تسلط ثلة من الاقطاعيين وعلى رأسهم إقطاعي الجعاشن، والإقطاعيين لا ننكر لهم ملكهم للأراضي ولكن ننكر لهم ملكهم للبشر واستغلال ذلك بشكل بشع تصل إلى تدخله بين المرء وزوجه.

الدولة القادمة عليها أن تنهي هذا النظام الاجتماعي السياسي السيئ وتعمل على تقنيين العلاقة بين ملاك الأراضي والمستأجرين، وهؤلاء المستأجرين عليهم الثورة على مؤجريهم فزمن الخوف قد ولي إلى غير رجعة.

نصحية إلى ذلك الصغير العودة إلى برلين للحصول على شهادة في التخطيط حتى يكون كفئ لمنصب تلقده بغير وجه حق.