قصة شهيد لم تكتمل.. (تعز)
بقلم/ معاذ راجح
نشر منذ: 13 سنة و أسبوع و 3 أيام
الإثنين 05 ديسمبر-كانون الأول 2011 05:50 م

نشعر بالألم والحسرة عندما نشاهد المسلسلات والأفلام الهادفة وكم يعترينا الألم عندما نشاهد شاباً تبلل دموعه جثت صديقاً أو حبيب أو قريب وهو يحتضنه لأخر مرة كنا نسلي أنفسنا أن هذا مجرد تمثيل وأن مثل هذه المشاعر ليست سوى حبر على ورق ينسجها الكتاب من عالم أخر أو هي روايات وأساطير.

وعشنا على هذه العقلية بعض سنين حتى أتى ربيع الثورات العربية التي شاركنا فيها بكل مشاعرنا الفياضة في التظاهرات والفعاليات الثورية المختلفة ونطلق العنان لأحلامنا لتحلق عاليا فوق ربوع وطننا الحبيب نعيش في دراما حقيقية نلتقي بأناس نحبهم ونعيش في جنبات حياتهم وكأننا جزء منهم نرسم معهم أحلمنا ونسابق خيالات أقراننا

لا نلتفت لبعض من يحاولون التدخل في مسار قصتنا , نتعاهد على الوفاء لبعضنا حتى وأن خرجنا عن النص الذي قيدنا به الكتاب والمخرجين نعلم أننا نغيضهم بصمودنا الأسطوري و بقدرتنا على الأستمرار نفقد بعض أقاربنا بسبب غبائهم ولانهم في مقاعد المتفرجين .

يشعرون بقوانا تزداد مع الأيام نعيش . ساعات الألم بكل مراراتها ونشعر بالتعب نبحث عن أي نهائية تحفظ لنا بعض السعاده مع من تبقاء لنا من أهل وأصدقاء يستغل المخرجين ومساعديهم إرهاقنا فيحاولوا إلزامنا بسيناريو معد مسبقاً خالي من اي نكة للحياة بعنفوان الشباب الذي نعرفه نحن فقط ولأننا في دراما واقعية نشعر فيها ونحس نتالم فيها ونعاني نستجيب ونحن مرغمين يغروننا بوعود نهاية المسلسل وأن الحلقة الأخيرة اقتربت نصدقهم لأننا نحسن الظن بهم ولأننا نخاف أن نفقد من نحب نعود إلى واقعنا لنصارع الأوجاع بكل قوانا ونبذل في سبيل أرضهم كل طاقاتنا أعجبوا بأدائنا وصفقوا لنا بشرونا أن غداً النهائية بعدها لن تعودوا للأستديوهات و الأماكن المغلقة سنترك لكم حرية النص والأداء فقط

لأننا وجدنا شركاء سيتحملون معنا ويأثرون أنفسهم ويعطونا قيمة الفلم ولكن عندهم شرط وحيد سنحذف أسماكم من العرض الأخير وسنلغي ظهور أهداف الفلم مؤقت حتى تحققوها أنتم كيفما شيتم وسنحميكم ولن نسمح لأحد أن يتدخل في حياتكم ويومياتكم التي تختارونها لن تشعروا بالألم مجدداً وستعيشون بقيت القصة مع من أحببتم

حاولنا أن نثق في كلامهم فهو على الأقل سيطيل الفلم لكن نحن نشعر بالسعادة عندما نعيش فيه كما نريد وفي الحلقة الأخيرة أحتفلنا معهم بنجاحنا الذي أسعدهم , وسمعنا كلامهم بفرح لن يقتلكم أحد ستعيشون حياتكم الثورية كما تريدون

سنكون حكومة تحميكم وتوفر لكم كل متطلبات السعادة وسنترك لكم حرية أختيار النهائية بكل ديمقراطية

وبعد أن أنتها الأحتفال.

عدنا مسرعين ليومياتنا الثورية أنطلقنا في كل أتجاه مع أشعة الصباح الباكر أستمتعنا كثيراً بالنضر إلى من نحب والتنافس معهم على رفع أصواتنا وتلوين أجسادنا وطبع عبارات العشق مع أسماء معشوقنا مرت الساعات بسرعة أدركنا الليل ولكنا كنا نشعر بالامان لأنهم وعدونا بالحماية وعدم التدخل في ما تبقى من المسلسل وماهي إلى ساعات قليلة فجأة دماه غطت عبارات عشقي ومعشوقي أختفت تلك الرسومات التي تلون يداي أنها دماء ليست حقيقية أنني في عالم حقيقي بمشاعر وألام لم يتخيلها كاتباً أو قاصاً أو مخرج حرموني حتى من النظر إليه ولو للمرة الأخيرة ,أريد أن أضمه بين ذراعي كي أطفيئ النيران من حولي وأنا أبكي على جسده الحبيب يامن وعدتمونا بالحماية أريد بعض من حبيبي كي أفجر براكين دوعي عليه صرخت وصرخت وناديت وأستغثت ولم يرد علي أحد حبيبي أشلاء مبعثرة أقدامي مقطعه يداي ملطخة اختلطت دمائي بما تبقى من اشلائه عندها عرفت الحكاية أنهم أتفقوا على أجزاء للفلم بلا نهائية.