كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية صحيفة عبرية: ''إسرائيل كانت تتواصل مع بشار الأسد عبر واتساب'' بمشاركة دولية.. الإخوان المسلمون يقيمون مجلس عزاء الأستاذ يوسف ندا
ظهرت على قناة سهيل وهي تطالب علي "عبدالله صالح" بالرحيل، وحينما خانتها الكلمات تحت وطأة ذكرى والدها الشهيد " محمد طه المنيعي " أجهشت بالبكاء في مشهد جمع كل معاني الحزن والألم لتتجسد في تلك اللحظة مأساة طفلة لم تتجاوز الثامنة من عمرها.
وكل من رأى ذلك المشهد اغترف من بحر حزن الطفلة "عتاب المنيعي" ما يكفي لتفتيت جبال القسوة في قلبه.. رغماً عنه، وهذا ما شعر به الكثير في لحظة توصف أنها أقرب لحظات الإحساس بمعاناة الآخرين وإسقاط مآسيهم على حياة كل إنسان يدرك تماما أن الشعور بالحرمان يوهن عزائم الرجال فكيف لوكان المحروم طفلة تصرخ باكية "علي عبدالله صالح" "إرحل .. قتلت أبي".
تزاحمت كل تلك الأفكار في ذهني في لحظة لم تتجاوز بضعة ثواني وأنا أرى كل ذلك الألم في وجه طفلة أصبحت تدرك أنها بعد اليوم لن ترى والدها، ولأجل ذلك بكت وأبكت معها كل من رأى ذلك المشهد ومعهم بكى المذيع من على منصة قناة الجزيرة، في الليلة التي عرضت فيها تلك اللقطة.
وفي مقابل تلك المأساة استوقفتني لحظات فعلت البلطجة فيها مالم تفعله في ما سبق من الأيام قبل تلك الحادثة ولم أكد أصدق أن شخصاً ما يحمل صفة إنسان يمكن أن يُكذب تلك الحادثة، بل ويسعى إلى تبريرها بأسلوب سخيف لا يعرف قدراً لضمير المخاطب من المشاهدين ونحوهم، وهو ما رأيناه على قناة سبأ وعلى مواقع النت على لسان فريق من الإعلاميين اليمنيين الذين نزعوا الرحمة من قلوبهم في اللحظة التي صدقوا فيها ما هم عليه من الباطل، وأصبحوا أبواقاً ينفخ فيها إبليس أحاديث كاذبة ودجل وضيع وعبارات مفتعلة فداءً لقائد المسيرة وابن اليمن البار.
لتظهر علينا بعد ذلك مدير عام شؤون المرأة بوزارة الشباب والرياضة الأخت "نورا الجروي " تزعم أن كل ذلك الألم لدى تلك الطفلة مفتعل وأنها مسرحية قديمة أتقنت الطفلة أداءها، في محاولة يائسة لإسقاط شرعية الثورة السلمية التي سقط والد تلك الطفلة فداءً لها.
وعند هذا القدر من البلطجة الذهنية، توقفت لاسترد أنفاسي التي كادت تسرقها قناة سبأ البائسة بما هي عليه من دجل وزيف، وهي على ذلك الحال من الإرجاف في الأرض نصرة للظالم وامتهانا بالمظلوم والسخرية من دماء الشهداء الطاهرة التي سقطت منذ اندلاع ثورة الحرية والكرامة، ضد ظلم "فرعون وهامان وجنودهما" ومن سار على درب أولئك الظلمة القتلة، الذين يحترفون القتل ويلبسون التهمة لغير أهلها.
ولما عادت إليّ بعض رباطة جأشي وسكن الروع في قلبي وزالت عن حلقي غصة الحزن من بكاء تلك الطفلة وأمثالها، رأيت انه من اللازم تعرية ما جاء على لسان القائمين على قناة سبأ وبعض المواقع التابعة للنظام بما يخص هذه الحادثة المؤلمة التي جسدتها طفلة صغيرة، ادعت زورا قناة سبأ أنها أجادت التمثيل.
فعدت مرغما إلى استعراض الوصف القبيح الذي وصفت به تلك القناة ومن سار في فلكها، تلك الفتاة من كونها مجرد ممثلة صغيرة بارعة، وعند هذه النقطة من اللؤم والخبث ضربت جدار الصمت لدى من يقف مذهولا أمام شاشة قناة سبأ لأطرح تجاهه تساؤلا غاية في الأهمية لا يريد القائمون على حملة تشوية صورة تلك الفتاة أن يدركه أحد، ذلك التساؤل مبني على افتراض كون الفتاة تمثل دورا تدربت عليه أياماً عديدة، ما المانع من ذلك؟ هذا هو التساؤل.
لا زلت أقول مفترضاً ما المانع أن تقوم فتاة أو إنسان ما من تمثيل مشهد يحكي جزء بسيط من معاناة مرعبة تعيشها مئات الأسر اليمنية ممن فقدت أبناءها إرضاء لشبق الجلوس على كرسي الحكم حتى لو تلطخ بالدماء، لدى "على عبدالله صالح" وشركاؤه في كل ما حدث منذ بداية الثورة ومن قبل ذلك أيضاً، هل يستطيع المصدر الأمني أو الناطق الرسمي أو مذيع عابر في قناة اليمن وسبأ أن ينكر مقدار المعاناة الرهيبة التي تعانيها تلك الأسر، أجزم أنهم كذلك، نعم وأكاد أقسم أن كل من زعم أن الطفلة "عتاب المنيعي" تقوم بدور تمثيلي، "بلا ضمير" "بلا ذرة إنسانية".
لأن العبرة ليست بكون المشهد حقيقة أم تمثيل العبرة بما يحدث تحت سمع وبصر أولئك الأفاقين، ولو كانت المشاعر لا تؤخذ إلا ممن وقعت عنهم المأساة مباشرة، لسخر منا العالم الذي يعيد إنتاج المأساة في صورة قصيدة ومسرحية ولقطة...إلخ، ولعل كل من وقع في ذم الطفلة "عتاب" لا يعرف عن عمر المختار إلا أنه الشخص الذي شنق في ختام الفيلم الذي أخرجه مصطفى العقاد، بينما غابت الصورة الفعلية لعمر المختار وحلت محلها صورة الممثل الإيطالي " انطونيو كوين" الذي أجاد الدور تماما.
أقول لأولئك الأفاقين، كفوا عن دجلكم فنحن لدينا مشاعر وأحاسيس، فإن كنتم بلا ضمير زاجر أو عقل حاجر فأنتم أحد أسباب هلاك "علي عبدالله صالح" وكل ما في الأمر أنكم أجدتم تمثيل أدوار هابطة في مسرحية علقت لافتاتها في جباهكم تحت مسمى " بلطجة وضيعة في مقابل مآساة مؤلمة "