هنا ميدان التحرير
بقلم/ سلطان الذيب
نشر منذ: 13 سنة و 10 أشهر و 15 يوماً
الخميس 10 فبراير-شباط 2011 09:21 م

هٌنا يٌصنع التحرير، هنا صخرة تتكسر عليها قيود الذل والمهانة ، هٌنا تُرفع راية الحرية و الكرامة هنا تبنى مصر العظيمة مصر المستقبل المشرق ، هنا بركان الغضب ينفجر ليكتسح الطغاة والظالمين ، هنا الثبات هنا الرجولة هنا صناعة التاريخ ، هنا ميدان التحرير.

ولعيلي أوصف الميدان بأبيات شعرية استعرتها من أبو الأحرار محمد محمود الزبيري تعبر عن هذا الموقف لأني لا اكتب شعرا وما تمنيت الشعر إلا في هذا الموطن حين قال:

سجل مكانك في التاريخ يا قــلـم فهاهـنا تــبـعـث الأجـيـال و الأمــــــم

هنا العروبة في أبطالها وثبــت هــنا الإباء ,هنا العـليا , هنـا الشــمــم

هنا البراكين هبت من مضاجعها تطـغى و تكتســح الطــاغي وتلـتهــم

لسنا الأولى أيقظوها من مراقدها الله أيـقظـهــا و السـخــط و الألـــــم

شعب تفلت من أغــلال قاهـــره حـرا فأجـفـل منـه الظـلـم و الظـلــم

إن الأنـيــن الـذي كنــا نــردده ســرا غــدا صيحة تصغي لهـا الأمم

و الحـق يبدأ في آهــات مكـتئب و ينتـهـي بزئـيــر مــــلـــؤه نـــقـــم

إن اللصوص و إن كانوا جبابرة لـهـم قـلـوب من الأطـفـــال تـنـهــزم

فلله درك أيها الزبيري لقد نطقت وكتب دررا ستضيء الطريق للأجيال جيلا بعد جيل على مر التاريخ وهذا هو الخلود.

ميدان التحرير غربل الصفوف وميز النفوس وعلمنا ابلغ الدروس ، في الثبات والإباء في الصمود والتحدي في الصبر والشجاعة فما أروعها من دروس.

إن الثبات والصمود لهو شيء عظيم وعسير ولكنه في ميدان التحرير يسير وما ذلك إلا بالإيمان وحب المبادئ لأنه أقوى من كل سلاح، فحينما يثور المرء لكي يغتصب وينهب، قد يفتر ويتوقف إذا امتلأت جعبته، أو أنهكت قواه، ولكنه حين يثور من أجل وطنه وحريته وكرامته يمضي في طرقه إلى النهاية إلى أن يصل مبتغاه.

فبئست حياة يعيش فيها الإنسان بدون كرامة وبدون حقوق، قد يكون الثبات والصمود صعباً مليئاً بالأشواك، لكن القبول بالمذلة والهوان أسوأ منه.

انضباط وتنظيم ووعي منقطع النظير إنها الوطنية الحقة والشعور بالمسئولية فلله دركم يا شباب التحرير فبكم سوف ينسج تاريخ آخر وعقول مختلفة وشباب طامحون.

وفي ميدانكم ميدان التحرير أظهرتم للعالم مصر الحقيقة بعظمتها وقدرتها على صهر كل الحضارات والثقافات في مكان واحد.

ميدان التحرير ليس مجرد ميدان مروري فحسب ، بل إن شباب مصر المخلص أضاف بانتفاضته التي تطالب بالتغيير بعدا جديدا للميدان حينما حولوه بصمودهم ووعيهم ومظاهرتهم السلمية إلى رمز للحرية ورمز للتغيير ورمز لقدرة الشباب.

في ميدان التحرير الآن وعبر تلك الحركة الشبابية الشريفة تتكون بداية مرحلة جديدة في مصر، مرحلة ستشهد تغيرات سياسية وفكرية واجتماعية واقتصادية يخلقها هؤلاء الذين خرجوا في 25 يناير يطالبون بحقهم الشرعي في التغيير والإصلاح ومحاسبة المفسدين، وكل من قسى على أحلامهم وقتلها ووضعهم على الطرقات وفي القهاوي يصارعون البطالة وكوابيس الفقر.

أنتم يا من خرجتم فى 25 يناير ورفعتم منذ أول يوم شعار "الشعب يريد تغيير النظام" وهو شعار معبر عن كل مطالب الشعب المصري ، و المقصود بالنظام الرئيس وحكومته وإعلامه الكاذب ورجال أعماله الفاسدين.كل مصر فخورة بكم أيها الشباب لأنكم بثورتكم صحيتم الإنسان المصري والعربي من سباته الطويل ليبحث عن نيل كرامته المهدورة ويصرخ في وجه جلاديه ويقول : لا للذل والمهانة، لا للجبن والخنوع ، لا للدكتاتورية وتوريث الحكم، لا للفقر والجوع، نعم للعزة والكرامة ، نعم للحق والعدالة، نعم للحرية والديمقراطية .

شباب ميدان التحرير هم يمثلون بعث الضمير الحي بعد رقاد طال دهراً، هم أمل العرب في استعادة كرامتهم بعد عهود من الذل والمهانة ، لذا هم يستحقون الدعم والمساندة من الشعوب العربية هم يستحقون التحايا ومد يد العون من كل العرب من المحيط إلى الخليج ، هم جديرون باحترام العالم الحر لهم، هم يستأهلون أن يكونوا قدوة لكل الشعوب المقهورة على سطح هذه المعمورة، إن نجاحكم أيها الأحرار في تحقيق مطالبكم يعني بالتأكيد عودة كرامة الإنسان العربي المسلوبة.

إن انتفاضتكم أيها الشباب قد تتعرض الآن لمحاولات تشويه وسرقة، على أيدي أصحاب مصالح خاصة أو على أيدي بعض المغرضين الذين لا يريدون لمصر خيرا ولا استقرارا فخيبوا آمالهم.

أذناب النظام البائد يكلون الاتهامات بالتخوين والعمالة لكم، لكن العالم اجمع يشهد على كذبهم وزيفهم وافترائهم ويشهد على صدقكم .

أيها الأحرار لا ننكر أن الثورة قد حققت انجازات عديدة ولكنها لا تكفي فما زال القالب لم يتغير، مازال مجلس الشعب المزور لم يحل ولا يمكننا الوثوق في أن يعمل على تغيير الدستور وسن القوانين الجائرة.

مازال قانون الطوارئ موجود ويمكن استخدامه للاعتقال والبطش بكل من حاول المطالبة بطريقة سلمية بإسقاط النظام فأكملوا ما بدأتم به .

إذن كل التغيرات التي "قدمتها" الحكومة حتى الآن تغييرات شكلية لا تعني تغيير حقيقي في أسباب الفساد والظلم والديكتاتورية.

وأخيار نقول اثبتوا أيها الأبطال في ميدان التحرير حتى التحرير لتنعم مصر بحريتها وعروبتها وإسلامها ولتستلم الراية من جديد وتقود الأمة إلى بر الأمان والى مستقبل مشرق.