لماذا لا تسمعون أنين ابناء الشعب؟!
بقلم/ أ.د سيف العسلي
نشر منذ: 13 سنة و 10 أشهر و 26 يوماً
السبت 29 يناير-كانون الثاني 2011 05:28 م

لك الله يا شعب اليمن. فعلى الرغم من أن أنينك قد سمعه كل من في السموات و الأرض إلا الثقلين الحكومة و النخب السياسية لأنهما قد تسببا فيه. حقيقة انك قد ابتليت بحكومة و نخب سياسية كما يقول المثل "لا ترحم و لا تدع رحمة الله تنزل عليك".

إنهما لا يريدان أن يسمعا أنين أبنائك، لأن جزاء كبيرا من ذلك ناتج عن تصرفاتهما. أو ليس أنكم يا أبناء الشعب اليمني تئنون كلما تدهورت قيمة عملتكم أمام العملات الأجنبية وخصوصا أمام الدولار و اليورو. إنكم تئنون كلما ارتفعت أسعار السلع و الخدمات. إنكم تئنون عندما تحاولون أن تحصلوا على وظيفة فلا تجدونها. إنكم تئنون لأنكم لا تعرفون مستقبلكم. فان كنتم في الوظيفة العامة فلا تستطيعون ان تتوقعوا مستقبلكم، أي هل ستبقون في مكانكم الى يوم مغادرتكم الحياة أم أنكم ستحصلون على أي ترقية و متى و كيف. فكل ذلك يعتمد على حظكم في الحصول على الوساطة الفعالة أو دفع الرشاوى. إنكم لا تعرفون متى ستزداد مرتباتكم فذلك يعتمد على مزاج الحكومة. إنكم لا تعرفون ما هي المهارات المطلوبة لنجاحكم في وظائفكم فتسعون للحصول عليها. فممارسة الحكومة توحي انه مهما حصلتم عليه من مهارات أو شهادات فلا اثر لها على مستقبلكم.

إنكم تئنون كلما ذهبتم إلى المستشفيات الحكومية للعلاج فلا تجدونه و إذا وجد ما يطلق عليه علاج فإنكم غير قادرين على الحصول عليه. إنكم تئنون عندما لا تستطيعون أن تدفعوا قيمة وصفات العلاج و خصوصا إذا كنتم ممن ابتلوا بالأمراض المزمنة مثل السكري و أمراض القلب و السرطان و غيرها من الأمراض المكلفة. إنكم تئنون كلما اكتشفتم إنكم لا تجدون قيمة متطلبات العمليات الجراحية في المستشفيات الحكومية و إذا كنتم قادرين فإنكم لن تحصلوا عليها إلا بعد انتظار طويل و طوابير لا تنتهي. إنكم تئنون عندما ترون أصحاب النفوذ لا ينتظرون كما تنتظرون و لا يطوبرون كما تطوبرون و لا يدفعون الرسوم كما تدفعون. إنكم تئنون عندما لا يكترث احد بما يمارس عليكم من أخطاء أثناء العلاج أو العمليات الجراحية في المستشفيات الحكومية أو غير الحكومية.

إنكم تئنون عندما تمارس عليكم المستشفيات الخاصة أبشع أنواع النصب فتقرر إجراء فحوصات و عمليات لا تحتاجونها و إنما فقط بهدف تشغيل مختبراتها و غرف عملياتها و كوادرها غير المؤهلين و لا احد يهتم بما قد يترتب عليها من مضاعفات عليكم. إنكم تئنون لان المستشفيات الخاصة لا تخضع لأي رقابة من قبل الحكومة و يسمح لها بان تحدد تكاليف العلاج كما يحلو لها و بدون مراعاة التكلفة أو قدرة المرضى منكم على الدفع. إنكم تئنون عندما يتم التعامل معكم كسلعة لا كبشر.

إنكم تئنون عندما لا تستطيعون أن تدفعوا تكاليف العلاج في المستشفيات الخاصة و رسوم العلاج في المستشفيات العامة و لا تجدون من يمد يد العون إليكم. فلا الحكومة اهتمت بالتأمين الصحي و لا هي أعطت المساعدات العلاجية لمن يستحقها. إنكم تئنون لان النخب السياسية لا تهتم إلا بصوتكم و لذلك فإنها لا تسعى لإقامة و تطوير منظمات المجتمع المدني القادرة على مساعدتكم.

إنكم تئنون عندما تشاهدون أبناءكم و بناتكم يذهبون إلى مدراس لا يتوفر لها مدرسون و لا كتب و لا معامل. إنكم تئنون عندما تخسرون مساعدتهم لكم في أعمالكم بدون الحصول على فائدة لأنهم لا يتلقون أي تعليم. إنكم تئنون عندما لا تدركون انه لا مستقبل لأبنائكم و بناتكم فلا هم تعلموا و لا هم قادرون على العيش مثلكم و لا هم تعلموا أن يكونوا مزارعين أو مهنيين مثلكم. إنكم تئنون لأنكم تعلمون انه لا مستقبل لهم لان مزارعكم أو مهنكم لا تستوعبهم.

 

إنكم تئنون لأنكم لا تجدون من يحتضن أبناءكم الموهوبين و يوفر لهم التعليم المناسب فالمنح الدراسية تعطى لأبناء المتنفذين الفاشلين أو غير المتفوقين. إنكم تئنون لأنكم عندما تضحون باحتياجاتكم و احتياجات أسركم الأساسية لتوفير تعليم مناسب لأبنائكم الموهوبين فلا تجد ون لهم وظائف لأنها قد أعطيت لأبناء المتنفذين الفاشلين. إنكم تئنون عندما تبيعون ممتلكاتكم العزيزة عليكم مثل الأرض و المنازل و السيارات والأثاث و الأبقار لتدفعوا رشوة لمن يعدكم بتوظيفهم فتكتشفون إنكم قد تعرضتم للنصب فلا أبناؤكم حصلوا على الوظائف الموعودة و لا استطعتم استعادة ما دفعتموه.

إنكم تئنون عندما يعتدي عليكم و في وضح النهار و لا تجدون من يهب لنجدتكم. إنكم تئنون عندما تذهبون لطلب الحماية من قسم الشرطة أو إدارة المديرية فيمارس ضدكم ظلم أسوأ من الظلم الذين تسعون لرفعه عنكم. إنكم تئنون لأنه عندما لا تدفعون الرشاوى تطردون و تهملون من قبلهم. إنكم تئنون عندما تدركون أن لا احد يحرص على حماية أنفسكم و أموالكم و أعراضكم و خصوصا إذا لم تكونوا تنتمون إلى قبيلة كبيرة ومتنفذة أو من أصحاب النفوذ.

إنكم تئنون عندما تجبرون على التنازل عن حقوقكم الثابتة والواضحة للمتنفذين على مرأى و مسمع من الحكومة لتدفعوا أذاهم عنكم فتوافقون على تقاسم ممتلكاتكم معهم. انك تئنون عندما تجبرون على العفو أو القبول بالدية في حال القتل العمد و غير المبرر لان القاتل من المتنفذين او مدعوما منهم. إنكم تئنون عندما تفرض عليكم المشاركة القسرية في مشروعاتكم من قبل المتنفذين او المدعومين منهم.

إنكم تئنون عندما تذهبون لأخذ التراخيص الضرورية لممارسة مهنكم أو القيام باستثماراتكم أو تجارتكم لكنكم لا تحصلون عليها بسهولة. إنكم تئنون عندما تتعامل معكم الجهات المختصة كمجرمين و ليس كمواطنين شرفاء يستحقون الاحتفاء و التكريم. إنكم تئنون عندما تفاجئون بالمطالب التعجيزية لإعطائكم التراخيص من الجهات المختصة. إنكم تئنون عندما تستخدم القوانين ضدكم و ليس لحمايتكم فمهما كان حقكم في الحصول على التصاريح مكفول بالقوانين فإنكم لا تعطونها إلا إذا دفعتم الرشوة المتعارف عليها. إنكم تئنون عندما تكتشفون أن هذه التراخيص لا تحميكم من الابتزاز فيستمر موظفو الجهات المختصة في إجباركم على دفع الاتاوت غير القانونية لهم.

إنكم تئنون عندما تكتشفون إنكم لا تستطيعون الحصول على حوافز الاستثمار وفقا للقانون. إنكم تئنون عندما تدركون أن هذه الحوافز ما هي إلا مصيدة لكم. إنكم تئنون عندما لا تحصلون على جواب واضح من الجهات المختصة هل تستحقون الحوافز أم لا عند التقدم بطلبكم لها. إنكم تئنون عندما لا يتم البت في طلباتكم وفقا للشروط المعلنة. إنكم تئنون عندما تكتشفون أن طريق الحصول على هذه الحوافز غير واضح و طويل. إنكم تئنون عندما تدخلون في نفق التوجيهات التي تحتاج إلى توجيهات تفسرها. إنكم تئنون عندما تفاجئون بان هذه التوجيهات لا قيمة لها لأنها ليست واضحة و لا صريحة لأنها لا تستند إلى القانون و إنما إلى من يدفع أكثر. إنكم تئنون عندما تدركون أن عليكم المخاطرة في دفع رشاوى مقابل الحصول على توجيهات مفسرة للتوجيهات التي حصلتم عليها. إنكم تئنون عندما تدركون أن كل تفسير يحتاج إلى تفسير آخر و كل تفسير آخر يحتاج إلى مبلغ آخر من الرشاوى. إنكم تئنون عدما لا تحل هذه التوجيهات مشاكلكم حتى بعد تفسيرها. إنكم تئنون عندما تسمعون ان هذه التوجيهات قد حلت بعض المشاكل للبعض بعد أن تم دفع رشاوى و إن لم يكونوا من المستحقين لها. إنكم تئنون عندما تكتشفون أن ما دفعتموه من رشاوى يفوق القيمة الحقيقية لما يمكن الحصول عليه من حوافز و في حالات كثير فإنكم قد تدفعون الرشاوى لا تحصلون على أي حوافز و لا تستطيعون المطالبة برد ولو جزء مما دفعتموه.

إنكم تئنون عندما تعاقبون إذا أصررتم على دفع الضريبة المستحقة وفضلتم دفع الرشاوى. إنكم تئنون عندما تلمسون إن القانون لا يحميكم و إذا تمسكتم به فإنكم ستطالبون بدفع أكثر بكثير مما طلب منكم مسبقا. إنكم تئنون عندما يتم إهدار مستنداتكم الصحيحة و السليمة و تجبرون على قبول تقديرات موظفي مصلحة الضرائب بحجة أن المستندات التي في حوزتكم ليست صحيحة و لا كافية. إنكم تئنون عندما تصر مصلحة الضرائب على تقدير ما عليكم وفقا لما يقرره الفاحص الضريبي و حتى لو كان ذلك مخالفا للقانون و مجحفا بحق الخزينة العامة مقابل أن يتم دفع مبالغ كبيرة للفاحص. إنكم تئنون عندما تكتشفون إنكم إذا اعترضتم على دفع الرشاوى فلا تجدون أي جهة تقف معكم و تنصفكم.إنكم تئنون عندما تكتشفون ان إخلاصكم لوطنكم و لعملكم قد يضركم و لا ينفعكم فتقصون عن الوظيفة و تمنعون من المشاركة السياسية. فمن يحرص على مثل هذه القيم فهو غبي و لا مستقبل له. إنكم تئنون عندما تسمعون عن الإبعاد المستمر لمن يصر على التمسك بذلك.

إنكم تئنون عندما تشاهدون أن من يتصرف بالعكس من ذلك تسند إليه الوظائف المهمة. إنكم تئنون عندما تنهب ثروة الشعب من الأراضي و غيرها من قبل المتنفذين و لا يستطيع احد أن يوقفهم عند حدودهم. إنكم تئنون عندما يطبق القانون فقط على الضعفاء بل عندما يظلم الضعفاء و لا احد يقف معهم. إنكم تئنون عندما تلاحظون أن الفاسدين و المتنفذين يثرون بطريقة سريعة و مشبوهة و لا احد يسألهم من أين لهم هذا. إنكم تئنون عندما ترون هؤلاء يبنون القصور و يركبون السيارات الفارهة و يقيمون الحفلات الباذخة و لا تهتم بذلك هيئة مكافحة الفساد. إنكم تئنون عندما تزدادون فقرا و يزداد هؤلاء ثراء. و على الرغم من ذلك فان الحكومة لم تسمع أنينكم لأنها هي مصدره. إنكم تئنون عندما تتجرؤون و تجادلون بان الأمور هي على خير ما يرام على الرغم من أنينكم هذا. إنكم تئنون عندما تبرر الحكومة فرض مزيد من الجرع و الأعباء على الرغم من اثر ذلك الفادح عليكم. إنكم تئنون عندما تلمسون تقديم الحكومة مصالحها على مصالحكم. إنكم تئنون عندما تلجأ الحكومة للحلول السريعة و المؤقتة مثل الجرع بغض النظر عن أثرها المدمر عليكم فقط لأنها من وجهة نظرها ضرورية لأنها الحل الأسهل. إنكم تئنون عندما رفضت الحكومة تطبيق ضريبة المبيعات و الملزمة بتطبيقه وفقا للقانون النافذ تحت ضغوط المتنفذين في القطاع التجاري و تفضل الجرع عليه لأنه لا وزن لكم لديها. إنكم تئنون عندما فضلت الحكومة الجرع على الاستفادة من الدعم الخارجي الذي مد إليكم لان ذلك يتطلب منها أن تقوم بما يجب عليها القيام به لتسهيل تدفق المساعدات الخارجية. و بالمثل فان النخب السياسية لا تسمع أنينكم لأنها تقدم مصالحها على مصالحكم. إنكم تئنون عندما ترونها لا تتوانى عن إشعال الفتن و الأزمات لتحقيق مصالحها حتى و لو ترتب على ذلك هلاككم. إنكم تئنون لأنها غير مستعدة لتقديم أي تنازلات أو القيام بأي مبادرات ما لم تشعر أنها هي المستفيدة من ذلك. إنكم تئنون لان فوزها في الانتخابات لديها أهم من حل الأزمة الاقتصادية التي تجتاح البلاد. إنكم تئنون لأنها ترحب بالمساعدات الخارجية إذا كانت تصب في مصلحتها بل و تعتبرها واجبا دوليا مثل التوسط في الاتفاق على الانتخابات أو إدانتها إذا لم تفز فيها. إنكم تئنون لأنها إذا لم تستفد من ذلك فإنها لا تتردد بالتشكيك بها لأنها في نظرها تتحول إلى استعمار جديد و احتلال و مؤامرة ضدكم. و إذا كان الأمر كذلك فانه لا فائدة من الأنين و لا من رفع وتبرئته لأنه لا يهمهما ذلك فقد وضعتا في إذنيهما وقرا. إنهما لم يسمعان أنينكم الذي قد تجاوز كل الحدود بحيث تمكن من الوصول إلى كل أصقاع العالم. لم يتوقف الأمر عند ذلك فإنهما قد أغمضا أعينهما فهما لا يريان الحالة التي انتم عليها. و لذلك فإنهما لا يلاحظان أصحاب الرؤوس المجعشة و لا أصحاب الثياب المتهرئة و لا أصحاب الأجسام النحيفة و لا أصحاب الأرجل الحافية و لا أصحاب العيون الدامعة و لا أصحاب الأيدي المتورمة. أليس للحكومة يد في أنينكم هذا؟ أوليس أن من مسئوليتها حل هذه المشاكل و بالتالي التخفيف من أنينكم؟ اوا ليس أن الحكومة لا تهتم بما تعانونه من متاعب تتسبب في أنينكم؟ و الدليل على ذلك أن هذه القضايا ليست ضمن أولويات الحكومة. أنها لا تناقش في اجتماعاتها. أنها لا تدخل في خططها. أنها لا تدخل ضمن معاييرها في التوظيف العام و في الترقيات و لا في المكافآت. ما ذلك إلا لأنها لا تسمع أنينكم. اوليس أن النخب السياسية لا تكترث بما تعانونه و إنما تهتم فقط بالمنتمين لها؟ اوليس ان النخب السياسية لا تناقش هذه القضايا في حواراتها؟ اوليس أن النخب السياسية لا تدرج هذه القضايا في برامجها السياسية؟ و ما ذلك إلا دليل على أن النخب السياسية لا تسمع أنينكم و لا تهتم بكم و لا تعمل على إحداث الإصلاحات التي يمكن أن تخفف من معاناتكم و بالتالي من أنينكم. صحيح أن فخامة الأخ الرئيس حفظه الله قد سمع أنينكم من خلال التصاقه المباشر بكم و زياراته الميدانية لكم لكن توجهاته ظلت في أدارج الحكومة و حنبت برامجه الإصلاحية في الدهاليز السياسية. فليس المطلوب الآن مزيدا من الأنين لان لا احد سيسمعه و حتى في حال سماعها فانه قد يتخذ أي شيء للتخفيف منها. فليس هناك أي فائدة من توجيه أنينكم إلى الحكومة أو النخب السياسية و لكن وجهوها إلى الله الذي يسمع دبيب النمل. و لذلك فما عليكم إلا أن تدعو الله أن يشرح صدر فخامة الأخ الرئيس فيوفقه لاستبدل الحكومة بأحسن منها تتلمس همومكم و أن يحاسبها إن هي قصرت في ذلك. ادعوا الله أن يشرح صدره إلى إدراك تقصير الحكومة و شدة معاناتكم. ادعوا الله أن يشر صدره لان يختار حكومة تلتزم بمعالجة منابع الأنين هذه. ادعوا الله أن يوفقه لإتباع المعايير التالية في اختيارها حتى لا تكون كسابقتها. أن تكون حكومة لا تعيش في أبراج عاجية و إنما تعيش مع الشعب. أن تكون حكومة تتلمس هموم الشعب فلا تقبل حتى سماع آهاته ناهيك عن أنينه. أن تكون حكومة لا تشبع حتى يشبع الشعب. أن تكون حكومة لا تنام في حال وجود ما يعكر صفو حياة الشعب فتجعله يتوه من ذلك. أن تكون حكومة تبادر إلى حل مشاكل الشعب فلا تنتظر من يطلب منها ذلك و لا تحمل فخامة الأخ الرئيس مسئولية تقصيرها في أداء واجباتها. أن تكون حكومة تتوقع حدوث المشاكل قبل وقوعها فتعمل على منع وقوعها. أن تكون حكومة تعيش للشعب و من اجل الشعب. ادعوا الله ان يعين فخامته على محاسبتها ان هي قصرت في ذلك. و كذلك فما عليكم الا ان تدعوا الله ان ينصره على النخب السياسية فيسرع في تنفيذ إصلاحاته السياسية في أسرع وقت ممكن. تلك الإصلاحات التي تمنع استغلال الوظيفة العامة للثراء غير المشروع. تلك الإصلاحات التي تمنع السياسيين من نهب الثروات العامة. تلك الإصلاحات التي تمنع ممارسة الوظيفة العامة و الأعمال التجارية و الاستثمارية في نفس الوقت. تلك الإصلاحات التي توازن بين العمل السياسي و العمل التنفيذي أي وظيفة الحزب و وظيفة حكومة الحزب. تلك الإصلاحات التي تطور الحكم المحلي. تلك الإصلاحات التي تنقي العمل السياسي من الفساد و المحسوبية السياسية. تلك الإصلاحات التي تجذب الموهوبين والنزيهين للعمل السياسي. تلك الإصلاحات التي تجعل السياسة لخدمة الشعب و ليس الشعب لخدمة السياسة. تلك الإصلاحات التي تجعل النخب السياسية تتودد لكسب رضا الشعب و ليس العكس أي ان يتودد الشعب لكسب رضا النخب السياسية. تلك الإصلاحات التي تجعل النخب السياسية تحتكم للشعب و ليس العكس أي ان يحتكم الشعب إلى النخب السياسية. إنني اعتقد جازما بأن الله لا يرد دعوة المظلوم و خصوصا إذا كانت في جوف الليل و في كل صلاة من الصلوات المفروضة و بين الأذان و الإقامة. و بالتالي فان الله سيمكن فخامة الأخ الرئيس من بناء دولة المؤسسات و التي بسببها سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه. إنكم بإمكانكم أن تقوموا بذلك في الحال. فباشروه و بدون تأخير و ستدركون أن فرج الله اقرب من فرج الحكومة و النخب السياسية.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
علي محمود يامن
الفضول … شاعر الخلود الوطني
علي محمود يامن
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
د. محمد جميح
سوريا: علمانية بمواصفات ذقن حليق
د. محمد جميح
كتابات
همدان العلييالرئيس
همدان العليي
حمدان الرحبينجح اليمن ....
حمدان الرحبي
مشاهدة المزيد