جانا " النَّكَدْ " جانا
بقلم/ حبيب العزي
نشر منذ: 13 سنة و 11 شهراً و 10 أيام
الجمعة 14 يناير-كانون الثاني 2011 06:50 م

المرأة .. مخلوق ضعيف .. هذا ما نعرفه جميعاً .

المرأة .. مخلوق جميل ، ناعم ورقيق .. هذا ما جُبِلت عليه أصلاً .

المرأة .. إنسان مرهف الإحساس ، رقيق المشاعر .. ذاك أمر حتمي وأكيد .

لها عَينان إن رَنَتَا إلى ** رجُلٍ رأيت قواه تَنهَدُّ

كل ذلك معلوم ومفهوم ..

لكن الغير معلوم والغير مفهوم أن يملك ذاك المخلوق - الضعيف ، الناعم والجميل - ترسانة من القوة الهائلة ، التي لو استخدمها ساعة الغضب وعند اللزوم لأحدثت دماراً شاملاً داخل عش الزوجية ، ولعجز عن صدها حتى مفتول العضلات "سي السيد " ، هذا إذا لم يلذ بالفرار ناجياً بنفسه من بقايا شظية قد تصيبه هنا أو هناك .

فسحر العيون قد ينقلب على الساحر ، واللسان الذي أمسى " ينقط " لك عسلاً ، قد يصبح " يُجرِّعُك " علقماً ، والعلاقة الحميمة الدافئة بينكما ، ربما أضحت حِمَمَاً محرقة تنكد عيشكما ، و( جانا الفرح جانا ) مع عبد الحليم ، ستصير ( جانا النكد جانا ) مع أم البنين ، وكل ذلك لمجرد شك فيك أيها الزوج قد يتسلسل في جنح ليل أو نهار إلى مخيلة زوجتك في ساعة غفلة منك " والشياطين حاضرين ".

دَبُّور وزَن على خراب عِشُّو :

أعتقد أنه في أحايين كثيرة لحالات قد يصل فيها الخلاف بين الزوجين إلى الطلاق ، ربما يكون الزوج فيها في بادئ الأمر وديعاً ومسالماً ولطيفاً مع زوجته ، بل ومخلصاً في حبه لها ، لا يفكر - ولا ينوي حتى مجرد نية - في الارتباط بغيرها ، وخاصة إذا كانا قد أنجبا أولاداً وصارت بينهما عشرة عمر " كما يقال " ، إلاّ أن الغيرة أوالشك الزائدان عن الحد عند المرأة في كثير من الأحيان ، يجعلها تُوقِع نفسها في المحظور بنفسها ، وتخرب عش بيتها بيديها .

فلمجرد مزحة عابرة أو شائعة كاذبة سمعتها من جارتها أو صديقتها ، فحوى هذه الشائعة تقول " يا أختي الرجال ملهمش أمان ، وعيونهم زائغات ، وأنتي زوجك بيشتغل في مؤسسة أو شركة مليانة بنات ، وأن كثير من البنات هاذي الأيام بيسرقوا الأزواج من زوجاتهم ، و.... و .... الخ " من هذا لكلام الذي ليس له لا طعم ولا لون ولا رائحة ، ولا أساس من أصله ، والذي أصبح وهماً " يعشعش " في رأس المسكينة ، و" وسواس " لا يفارق ذهنها ، فتبدأ بمراقبة تحركات زوجها وتصرفاته ، ومراقبة رسائل ومكالمات جواله ، وتبدأ في تفسير كل شيء تراه أو تسمعه من زوجها وفقاً لمعطيات ذاك الوسواس " المعشعش " في رأسها ، فإن رأت اسم امرأة في جواله قالت " والله إنها هاذي هي بنت الـ ..... !! " ، وإن رأت تهنئة تحوي بعض العبارات الحلوة قالت : " هااااا وذا هي قدها تراسله على الجوال " مع أن الرسالة هي تهنئة من أحد أصدقاءه الرجال ، بس هي مع " الخوشة " والارتباك صارت تخلط الأمور وما عاد تميزش ، ثم تبدأ في طرح الأسئلة الكثيرة " اللي غالباً ما لهاش لزوم " أو التعليقات الغريبة على زوجها بمناسبة وبغير مناسبة ، وهنا تبدأ حياة النكد الفعلي ، حتى تصل الأمور ذروتها ، ويبدأ الرجل جدياً في التفكير بغيرها ، وهي بتقديري التي دلته على الطريق بنفسها ، والغريب أنه إذا تزوج عليها تقول : " هاااا.. ما ذلحين شوفوا .. مش أني قد قلتو لكم .. وهات يا " دَرْدحَة " بالرجَّال .

وخلاصة القول أيها الزوج .. إذا شعرتَ في يوم الأيام أو في لحظة من اللحظات بأن زوجتك بدأت تشك فيك ، فاقرأ على نفسك الفاتحة وسورة ياسين ( حتى ولو كنت بري ي ي ئ ومتيم في حبها ) لأن عمر زواجك الافتراضي بدأ في العد التنازلي ، أو لربما قارب على الانتهاء ، وما بش معاك " خراج " غير إنك تتكيف مع وضع "عائلي" جديد قادم ، خالي من كل أجواء الرومانسية وكلمات الحب والغزل ، التي ربما كنت قد تعودت على سماعها في العهد السابق ، لأنه من الآن وصاعداً كل هذا الكلام " الحالي " خلاااااص " بح " .

شخصياً .. مضطر الآن لترك قلمي جانباً كي أقرأ على نفسي " الفاتحة وياسين والمعوذتين " ليس لأن زوجتي تشك فيَّ "حاشاي " ، ولكن خوفاً من أن يبدأها الشك بعد قراءتها لهذا المقال ..

ووصيتي لكل من يقرأ مقالي هذا " من السادة الذكور طبعاً " أن " ادعُوا لأخوكم فإنه الآن يُسْأل "

*كاتب – ومستشار للتحرير بمجلة المرأة والتنمية

الصادرة عن الاتحاد النسائي العربي واتحاد نساء اليمن