ترامب يتعهد بإنهاء حروب أوكرانيا ومنع اندلاع حرب عالمية ثالثة ترمب يثير الجدل بشأن استعادة قناة بنما ويكشف عن لقاء مع بوتين مواجهات وتطورات خطيرة في مخيم جنين بالضفة الغربية هاكان من سوريا يتوعد : لا يمكن التسامح مع سلب إسرائيل للأراضي السورية شابة سعودية حذرت سلطات ألمانيا من منفذ حادثة الدهس العثور على أحد الضباط اليمنيين المفقودين من أصل سته آخرين بعد خروجه من معتقلات الاسد وهو في وضع شبه منهار عاجل : قوات المقاومة المشتركة تدك مواقع المليشيات الحوثية بالمدفعية وتسقط مسياراتها جنوب اليمن مليشيا الحوثي تتجاهل جثامين ضحايا القصف الإسرائيلي بميناء الحديدة دون انتشالهم وزير الأوقاف يرأس اجتماعا لمجلس المعهد العالي للتوجيه والإرشاد وفاة القيادي البارز في الإخوان المسلمين يوسف ندا ...مهندس استعادة جزر حنيش اليمنية
يسود المجتمع اليمني نمط تفكير وسلوك يرى أن هناك رجل سلطة ومثقف سلطة ورجل معارضة ومثقف معارضة. هذا التصنيف لا وجود له في دول العالم المتحضر، فهناك برامج عمل سياسية وطرائق أداء وتنفيذ يتجادل حولها الناس فيختلفون دون أن يتصادموا ومن يفوز منهم بثقة الناس عبر صناديق الاقتراع يصبح رجل سلطة سواء كان سياسياً أو مثقفاً أو حتى إسكافياً كما حدث في بعض دول أميركا اللاتينية أو بدأ حياته بائع ليموناضة كما في تركيا، فقد قدمت لنا تجارب بعض الدول نماذج لمثقفين وصلوا إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع من خلال برامج سياسية ومارسوا الحكم مثل الدكتور محمد خاتمي في إيران ونجم الدين أربكان ثم رجب طيب أردوغان في تركيا وهاتان دولتان ومجتمعان تجاوزا التصنيف السابق المقيت، فلماذا لازال مثقفونا يمجدون ذلك التصنيف المقيت الذي يغذي التصادم ويقضي على أي تراكم يتكون باتجاه الدولة المدنية؟ فإذا كان رجل السلطة يفكر بأن المثقف يشكل خطراً عليه وعلى السلطة وينظر إليه نظرة ريبة وتوجس وحذر ويتمنى أن يسكت أو يتولى إسكاته بطرق متعددة فإن اختيار المثقف مجاراة رجل السلطة والاكتفاء بما يجود به نظير بقائه متفرجاً صامتا أو اختياره الانعزال ليخلص نفسه من تبعات اتخاذ موقف إزاء رجل السلطة فإنه بذلك يتخلى عن دوره الحقيقي في المجتمع، أما إذا قاوم المثقف رجل السلطة وظل يرى أنه مذموم ولا يمكن التعامل معه ويسعى إلى تقويض سلطته فهو هنا يدفع رجل السلطة إلى إسكاته بكل الوسائل وهنا تنشأ التصادمية في المجتمع ويتفرغ الطرفان لبعضهما وينسيان الفقراء والمساكين والمحتاجين ويتفرغان لتكريس التصادم واستمراره.
فمن هو المثقف إن لم يعش أوضاع مجتمعه وهمومه ويقوم بمعالجتها من خلال التصدي لها بخلق شراكة بينه وبين رجل السلطة بدلاً من التصادم أو العزلة أو المجاراة؟ ولماذا يجعل المثقف رجل السلطة يمارس الإقصاء والإسكات؟ أما إن حاول المثقف الارتماء في أحضان رجل سياسة معارض للسلطة وطامح إليها يكون قد خسر مرتين الأولى لأنه سيظل في مواجهة دائمة مع رجل السلطة والثانية لأنه تخلى عن دوره كمثقف لصالح السياسي المعارض الطامح للسلطة الذي بمجرد أن يصل إليها سيجد المثقف نفسه في مواجهة معه باعتباره رجل سلطة جديدا.
ويرى المفكر الدكتور أبو بكر باقادر أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك عبد العزيز بجدة ووكيل وزارة الإعلام والثقافة السعودي أن استمرار العلاقة قلقة بين المثقف ورجل السلطة لا يخدم رجل السلطة والمثقف معاً ويعود بالضرر على المجتمعات ويؤكد الدكتور باقادر أن استمرار العلاقة القلقة بين رجل السلطة والمثقف يؤدي إلى خذلان المثقف كما حصل للإمام السيوطي حينما خذله عصره بأن يكون مجدد القرن العاشر فكتب رسالته المشهورة بعنوان \\\"ما رواه الأساطين في وجوب عدم زيارة السلاطين\\\" فعبر بذلك عن العلاقة القلقة بين المثقف والسلطة فأجابه بعد ذلك بحوالي مائة وخمسين عاما الإمام الشوكاني الذي كان متصالحاً مع أئمة عصره وكان له تأثير كبير في حياة مجتمعه اليمني إجابة ذكية بأن ألف رسالة رد على السيوطي بعنوان \\\"ما رواه الأساطين في وجوب زيارة السلاطين\\\" ورسالة الإمام الشوكاني تقول بأن للمثقف دوراً كبيراً في الحياة والمجتمع حتى وإن كان الحاكم مستبداً فإن المثقف يوجه الحاكم للخير والصلاح عندما يخلق شراكة بينه وبين الحاكم.
أين نحن مما توصل إليه الإمام الشوكاني وقدم من خلاله إجابة يمنية ذكية للعلاقة بين المثقف والسلطة؟ وخلص الإمام الشوكاني إلى أنه ليس بالضرورة حينما يكون المثقف على اتصال بالسلطة أن يكون مثقف سلطة لأن المجتمعات بحاجة إلى كل الأصوات للمساعدة في البناء وبالتالي على رجل السلطة أن يؤمن بدور المثقف ومن الضروري سماع الرأي والرأي الآخر واعتبار دور المثقف مكملاً لدور رجل السلطة ومعيناً له على تصويب الطريق من خلال التأشير والضغط بقوة على مواقع الألم لا النظر إليه على انه خصم أو طامع بالحكم أو متفرج صامت، وعلى رجل السلطة أن لا يطلب من مثقف أن يتنازل عن أفكاره أو رأيه فإن رفض يلجأ إلى إسكاته بطرق متعددة تدفعه إما إلى مجاراته أو الانعزال وعدم المشاركة أو الارتماء في أحضان رجل سياسة آخر طامع إلى الحكم.
الصحفيون المرضى وقيادة النقابة
إلى قيادة نقابة الصحفيين أنصح بقليل من السياسة وألاعيبها والكولسة وفنونها وكثير من الاهتمام بشؤون المهنة وتنظيمها وحقوق الصحفيين ومتابعتها وخدمة زملاء المهنة في الجوانب الاجتماعية وتبني الحالات المرضية ومتابعتها ولن تعدموا طريقة ووسيلة لمساعدة الزملاء المرضى والوقوف معهم فقدنا زملاء لنا علاو وعبد القادر موسى وطارش قحطان يرحمهم الله لأننا تركناهم وأهملناهم وبعد أن غادروا دنيانا صرخنا جميعاً نادمين. صحيح ما باليد حيلة كأفراد لكن لدينا الآن حالات مرضية أعرف منها: ابو سهيل عبد الله المجاهد وعبد الله عبد الإله وأحمد العنابي، وأخرى لا أعلم بها فشكلوا لجنة برئاسة أحد وكلاء النقابة للتواصل وزيارة المرضى ومعرفة أحوالهم فإن كانت مؤسساتهم غير قادرة على تقديم العون لهم افتحوا باب التبرع وتواصلوا مع الجمعيات الخيرية ورجال الخير في البلاد ونشطوا قضية تمويل صندوق التكافل الاجتماعي للصحفيين، المهم اعملوا شيئا للحالات المرضية قبل أن يأتي يوم ونصرخ مجدداً نادمين بعد فقدان زميل آخر بإمكانكم عمل الكثير وأنتم قادرون اجعلوا الحالات المرضية وأسر الزملاء المتوفين أولوية لكم.