مواجهات وتطورات خطيرة في مخيم جنين بالضفة الغربية هاكان من سوريا يتوعد : لا يمكن التسامح مع سلب إسرائيل للأراضي السورية شابة سعودية حذرت سلطات ألمانيا من منفذ حادثة الدهس العثور على أحد الضباط اليمنيين المفقودين من أصل سته آخرين بعد خروجه من معتقلات الاسد وهو في وضع شبه منهار عاجل : قوات المقاومة المشتركة تدك مواقع المليشيات الحوثية بالمدفعية وتسقط مسياراتها جنوب اليمن مليشيا الحوثي تتجاهل جثامين ضحايا القصف الإسرائيلي بميناء الحديدة دون انتشالهم وزير الأوقاف يرأس اجتماعا لمجلس المعهد العالي للتوجيه والإرشاد وفاة القيادي البارز في الإخوان المسلمين يوسف ندا ...مهندس استعادة جزر حنيش اليمنية هل ينجح أردوغان في حل الخلاف بين السودان والإمارات.. وماهي فرص نجاح الوساطة التركية؟ أول دولة أوروبية تتخلى عن ميليشيات قسد المدعومة امريكيا وتقف في صف تركيا
لقد سعى النظام في الداخل اليمني إلى توظيف الأزمات الداخلية التي عصفت باليمن بنجاح منقطع النضير، ولعل أهم تلك الأزمات هي حروب الحوثيين الستة (سلة صعدة)، والحراك في جنوب الوطن (سلة الانفصال)، وبينهما وقبلهما وبعدهما سلة ثالثة (قديمة/حديثة)، تظهر تارة وتختفي أخرى هي (سلة القاعدة). وهكذا استطاع النظام أن يخرجني من صمتي الذي طال كثيرا بسوء استغلاله وبتماديه في ظلم الأوفياء والمحبين للوطن والوحدة أكثر منه.
أما السلتان (الأولى والثانية)، فقد وظفهما النظام داخليا، وقد كانتا تضيقان أحيانا ثم ما تلبثا أن تتسعا أحينا أخر، وهذا الضيق وذلك الاتساع بحسب الحاجة، بيد أن اتساعهما كان هو الغالب وكان هو المقصود أولا وأخيرا ما دام المشترك يركب رأسه ولا يصف مع النظام أو يصفق له ليكون شريكا له في الهدم والدم.
فقد كانت سلة صعدة - مثلا - تتجاوز الحوثيين في أغلب الأوقات، لتتسع فيدخل النظام فيها المغضوب عليهم (أعني أحزاب اللقاء المشترك)؛ حيث كانت هذه الأخيرة هي الهم الأول بامتياز للنظام وبدون منافس. حيث كانت المستهدف الوحيد بسلة صعدة وبعدها لا لشيء إلا أنها كانت ضد فكرة (الإقناع بلغة الرصاص)، وكان مطلبها هو الحوار؛ انطلاقا من أن الحوثيين مؤمنون بفكر، والفكر لا تستطيع أي قوة في الأرض أن تدحضه أو تثنيه بقوة الساعد والسلاح أو تغيره، فلا يقاوم الفكر إلا بمثله، ولأن الحرب أيضا لا تجلب إلا الدمار والعار.
وقد كان هذا هو رأي أحزاب المشترك بشأن الحرب في صعدة من بدايتها؛ وكانت مواقفها ثابتة أمام رفض استعمال السلاح من الجانبين (الحوثيين/النظام)؛ وهذا المطلب والموقف من الحرب أهل المشترك - بنظر النظام وزعمه المغلوط - للدخول في (سلة صعدة)؛ فما كان من النظام إلا أن يسارع دائما في دس المشترك فيها في كل خطاباته، فقد استثمر النظام الأزمة بامتياز.
حتى إذا ما وضعت حرب صعدة السادسة أوزارها؛ انتهى دور سلتها، فلم يبق أمام النظام شيء يتهم به أحزاب المشترك، وعليه فقد اقتضى الظرف استثمار حركة الجنوب التي كانت في أول نشأتها حقوقية بامتياز، بيد أنه طرأ عليها بعد سنوات من المطالبة شيء جديد ؛ بمعنى برزة أو وظهرت بشكل مفاجئ دعوات انفصالية، وكأن المتأمل في بداية الظهور لا يتردد أن يقول إنها من صنع النظام لتمييع مطالب الجنوبيين وقمعها .
ومهما يكن من أمر فإن النظام وحكمته استطاع كذلك استثمار هذه الأزمة بامتياز أيضا واستطاع أن يدس فيها كذلك أحزاب اللقاء المشترك، بدلا من أن يحل مشكلات البلد يسعى في خرابها، ويتهم المشترك فيما يحصل من خراب، وهو بذلك ضرب كل العصافير بحجر واحدة، وقد كانت سلة الانفصال هي السلة الجديدة التي بإمكانها أن تتسع أيضا لتشمل الحراك في الجنوب ومعه أحزاب اللقاء المشترك فالمعركة الحقيقية إذا دائرة بين النظام وبين المشترك – وهكذا أُدار النظام (سلة الانفصال) في الجنوب بحنكة حكيمة، لو وظف هذه الحكمة في حلحلة الأزمات لوسعتها لكن كما قيل أخذ الحكمة وترك الإيمان.
فالجميع يعلم بأن الحراك في الجنوب بدأن حقوقيا وانتهى وشب انفصاليا ، فكان سوء استغلال فكما هو معلوم للجميع بأن المطالب الجنوبية أو الحراك الجنوبي كان قد نشأ ابتداء للمطالبة بحقوق مشروعة، وهي معالجة ما أسفرت عنه حرب الوحدة - التي بذل فيها تجمع الإصلاح الغالي والنفيس وقدم خيرة أبنائه فيها حتى قامت واستوت على سوقها ويشهد بذلك القاصي والداني - فقد كانت المطالبة إذا بإصلاح الأخطاء الكثيرة التي وقع فيها النظام. بيد أن تجاهل النظام لتك المطالب شكل بداية أزمة في الجنوب، ولم تكن ساعتها معضلة أو مستعصية على الحل، بل قد كان بإمكان النظام حلها بأسهل الطرق وأيسرها؛ حيث كانت وسيلتها سلمية بامتياز تمثلت: في الاعتصامات والاحتجاجات تلو الاحتجاجات والذي كان يميزها أنها كانت مطالب تحت سقف الوحدة ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك.
بيد أن النظام كان بحاجة إلى سلة جديدة أو شبكة يصطاد من خلالها المشترك؛ فكان أن استطاع إعلام النظام بنجاح أن يغري كثيرا من الناس السطحيين بأن الحراك في الجنوب (كله انفصالي)، ويريد المؤامرة على الوحدة، ثم القضاء عليها، وهكذا روجت وسائل إعلام النظام وطبلت وزمرت وأرعدت وأزبدت فضلل كثيرا من الناس.
فهو الإعلام والنفير الذي كان على أشده وهكذا وفي وسط الزحمة والزخم والنفير الإعلامي الموجه ضاعت حقوق الجنوبيين الوحدويين وأدرجوا في سلة الانفصاليين وأدرج معهم أحزاب المشترك، فكان الجميع سواسية في الاستثمار السياسي كأسنان المشط سواء مطالب الجنوبيين الحقوقيين والمشترك (ومن يرفع أعلام الانفصال والأعلام الأمريكية) كلهم صاروا سواسية بفضل حكمة النظام نعم كلهم صاروا في سلة واحدة سماها النظام (سلة الانفصال).
فالمشترك إذا انفصاليون، استغفر الله يقف مع الانفصاليين وقد كان سابق يقف مع العناصر المخربة وهكذا آتت الأزمات أكلها وهنئ النظام في حسن استثمارها وهكذا انطلت الحيلة على المساكين من الناس الذين ينظرون إلى الأمور بسطحية لا بعمق ويكتفون بظاهر من القول، ثم يأتي بعد ذلك الأهم وهو إسقاط الاستحقاقات الانتخابية والتي من أجلها الانتخابات أجلت ليوم الفصل في قانونها وسجلها المزور. وأظن أنه لم يعد هناك يوم فصل فما دام المشترك وقف في اصف الحوثيين وفي صف الانفصاليين ما أروعك أيها النظام وما أحكمك في استثمار الدماء لصالحك حيث ظلت وما زالت حتى الآن سلة الانفصال لعنة المشترك وسيف بتار مسلط على رقابهم وعلى كل رأس يمني حر يطالب بالحقوق ورفع المظالم . وبهذا ترفع عن المشترك الحصانة الوطنية فلم يعد وطنيا، وما دام كذلك فليس له أي حق في الاستحقاقات الانتخابية فما دامت الحصانة الوطنية قد رفعت عنه فأنى له أن يحلم بالحصول على حصانة نيابية في مجلس النواب.
وها هو قد حصل ما كان النظام يرجوه ولعلي أنقل القارئ الكريم لأضع بين يديه نصا مقتبسا من صحيفة الثورة يؤكد صحة التحليل السابق " وتقع أحزاب المشترك، في تناقضات عجيبة وتصرفات مريبة وغير مسئولة فهي في الوقت الذي ظلت تسعى فيه إلى الانتقام من خصومها من العناصر المتمردة والخارجة على النظام والقانون في صعدة عبر تحريض السلطة عليها ظلت تشجع تلك العناصر على الاستمرار في تمردها وأعمالها الخارجة على القانون فيما تظنه إضعاف للسلطة وإشغال لها. وعلى ذات المنوال عمدت هذه الأحزاب إلى تشجيع العناصر الانفصالية والتخريبية في بعض مديريات المحافظات الجنوبية على ما ترتكبه من أعمال تدميرية تعكر صفو السلم الاجتماعي ... هي في الوقت نفسه تلوم أجهزة الدولة بالتقاعس والتقصير في مواجهة تلك العناصر والتصدي لها. وحين تضطلع تلك الأجهزة بمسئوليتها في مواجهة تلك العناصر وضبطها لتقديمها للعدالة فإن تلك الأحزاب تنبري للدفاع عنها واتهام السلطة بأنها تمارس قمعاً بحق تلك العناصر الانفصالية والتخريبية وهو موقف متناقض ومثير للدهشة والتساؤل حول حقيقة ماذا تريده هذه الأحزاب بالضبط وأين هو الشعور بالمسؤولية الوطنية منها؟ ومتى ستعود إلى رشدها وصوابها "
تقرأ حنكة وحكمة في التوظيف والتوصيف متناهية وعندما تتأمل تصريحات وخطب رئيس مجلس الشورى ورئيس الوزراء بهذا الشأن ستجدها واحدة لا تتبدل ولا تتغير كشعار الوحدة الذي يرفعوه ويستثمروه فنحن أمام حكمة النظام في الاستثمار السياسي وقد كان البلد بحاجة إلى استثمار اقتصادي يخرجه من ذلك النفق المظلم نفق الفقر والجوع، فلماذا لم يستعمل أو يستطع النظام الحكيم كل تلك الحكمة فيما ينفع الناس والوطن لا فيما يزيد الجروح وشلالات الدماء .
وبعد ،،،
فمن الذي يسعى لتضليل الناس ؟ ومن الذي سعى لاستخدام الأحداث وتوظيفها لمصالحه الذاتية الضيقة ؟ ومن الذي يتناقض مع نفسه ؟ ومن يضحي من أجل الوطن ؟ ومن يضحي بالوطن من أجل مصالحه الخاصة ؟ كل هذه التساؤلات - وغيرها الكثير – أضعها بين يدي القارئ الكريم وأترك له الإجابة عنها. (والحكم لله الواحد القهار).