عن موت يصنع الشجعان !
بقلم/ محمد سعيد الشرعبي
نشر منذ: 14 سنة و 8 أشهر و 3 أيام
الأحد 18 إبريل-نيسان 2010 09:02 م

خفافٌ زادهم قناعة،كادحين ثروتهم حرية،نجدهم في ساحات النضال وميادين التضحية ،ونراهم في سماوات العز أهلة يهتدى بها ،ومن واراهم الثرى يظلون على صحفات التاريخ نقوشاً عصية على الطمس،ويبقون(أسلاف،أخلاف) رهان خلاص،وذخر وطن يموج سواد شعبه تحت نير جلاوزة اللحظة الفاسدة.

لنا سلطة غريبة تستمرىء سياسات التجويع،ولها أدوات ترويع قذرة تستعدي الناس عليها عن قصد وغير قصد ،وتكابر في تهوين تبعات ترويع المواطنين،وقصف كل رافعة اجتماعية ،ولم يع صانعوا القرار بعد كارثية تنصيب وزرائهم ،ومحافظيهم ،ولم يستشعروا بدايات زمجرة أنين المقهورين في وطن يتجرع مآسيهم ليل نهار،وذهب خيرة أبنائه في جنوب الحزب،وشمال القبيلة " ضحية الطبَال والقوراح " .

رغم هذا لم تتوقف الحياة بفعلهم،ولم يتفسخ المجتمع بسبهم،ولم تنقطع وشائج النضال،فهناك قامات وطنية شامخة كـ"شمسان" الجنوب،و "صبر" الوسط، و" عيبان" الشمال، لا تهزها العواصف،أو يخيفها حفارو القبور ومصاصو الدماء ،فمن خيوط العدم نسجوا بسمة صافية لغد رغيد بغية رفعة وطنهم بنوايا خالصة لوجه اليمن ، وعبر أدوات النضال السلمي.

قد يجادلك شخص بفكر ركوعه،وتبرر جماعة انحرافها عن الصراط،ويحدث أن يتملص حزب عن واجباته تجاه قواعده ومناصريه ،سمعنا مثل هذا،ونتوقع خيبات مستقبلية ،لكن من يؤمن ببزوغ نجمة هنا،واشراقة شمس هناك تبدد وحشة أريافنا،وتبعث تيارات المدائن، يستشرف مستقبله،ويدرك صوابية خياراته .

نعرف عن تباعد الرؤى،وتباين مشارب الحياة السياسية،وهذا لا يعيب شعارا ،أو يعرقل نهوضاً،كون الحياة اختلافا ،وكما في تعدد طرائق التفكير عافية،فهي

_أساسا_ دليل وعي يدفع الموجوعين إلى تغيير قناعاتهم،وبالذات من ألمت بهم عجاف المراحل،باستثناء من يلعبون بالمتناقضات،ويعتاشون على جثث التناحر بأساليب قذرة يحبذها قطاع الطرق.

أحيانا تفرز إرهاصات النهوض فئة مبتذلة بلهاء تسافح بهموم الناس،وتتآمر على شرفاء البلد،وهولاء الممسوسون بالخسة لم يقدموا للأمة منجزا،وعلى أي مرفآ رست المراكب،وتوقفت أقدار الزمن ،فأنهار العطاء الشريف لا تتوقف ،وإنزيمات الطامحين نحو آمالهم لا يصدهم كثبان المتزحلقين .

كثيرون هم من تحدوا الأهوال،وشدوا رحالهم للكرامة،وفدوا خياراتهم بأرواحهم حباً في عزة وطنهم ،على الرغم من تسلل اليأس الى نفوس بعضهم من طول النفير، وآخرون اعتراهم رعب مصارع طلائع التنوير في القرى والمدن،هنا قد ينتهي عزم المسير ،وبقليلٍ من الصبر على كيد الماكرين يزول الظلم،وتتلألأ مواسم العدالة،وبالتضحية في أي ميدان ينتصر الحق،وتعم الفضيلة.

من يتهيب القفز فوق محاذير سجانة،ويدعوك للتريث لا تصدقه،فالحق لا يوهب،والنصر لا يأتي دون تصادم خلاق،ورصيد تضحيات،ولطالما التحف المتخاذلون رداء السكوت رهبة لا حكمة مما يؤرق الناس يفترض بنا تجاوزه ،فمن يفسد الحياة،ويثبط الهمم نكاية بروح الثائرين على جلاديهم الصغار،والكبار ،ويسعون للتشكيك بالنوايا بنشر ألأراجيف لغايات غير وطنية فنصاعة الهدف تتكفل في إسكاتهم،ولن تبقى لهم باقية.

في زمن مزرٍ كالذي نقاس ويلاته في كل مكان نحتاج لفكر لا يهادن،يتخلق به جيل لا يداهن "فاشست" عصره بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم،ليتسنى لدعاة الحق حرق المراحل بين الشك واليقين،واختصار الأزمنة بين الجنة والنعيم،بعدها ينال القوم مرادهم،ويجني الجميع ثمار نضالهم دون تمييز وتصنيف،وهذا جائزا حدوثه،وفي متناول الناس وسائله،والهرب لما دون ذلك عار وهلاك.

يفترض بنا كأفراد تقصف أعمارنا،وتزهق آمالنا _على بساطتها _ قبل ميلادها بنار ألف طاغ وطاغ ،ويتم تلويث أشيائنا،وتشويه رؤانا بمخلفات مراحيض الإستبداد، التحرر من عقد الخوف،ونبادر لصقل سيوفنا لدرء الظلم ،ومادام فعلنا شريفاً علينا أن نواجه السيف بالسيف،ولا نخاف لومة لائم وان تكالبت علينا الأهوال،وأنهكتنا تقارير المخبرين.

لماذا الخوف من الغد ؟ ونحن أصحاب الحق، وغيرنا "بلاطجة" ورهن اليد سر النصر في معركة ضاقت دوائرها،وتبين العدو من الصديق، في لحظة يمكن للناس تصحيح أخطائهم،والتكفير عن زلاتهم بحق بلد يناشدنا الخلاص،وينتظر منا كثيراً من القول الصادق،والعمل الشريف بعد سنوات من التخاذل.

لماذا الرجوع إلى حظائر العبودية ؟ علينا أن نستفيد من التجارب،وفي أحلك الظروف نتذكر صدى نتفة شعر "صريمي" تقول : واللي ما يصفي حسابه مع ظالمه / أو يصدق بأن المسامح كريم/ مات من غير ثمن .

قد توصف دعوتي بالطائشة،ويعاب فعلي بالتهور و"التقنفاز"،ولهذه الرؤى مبرراتها ،وهي غير صحيحة ،فالحقيقة موجعة للكثيرين،لكن الاعتراف بالواقع نجاة،وتهذيب نضالنا بأرقى اعتمالات متاحة هي السبيل الأمضى لتجنيب مجتمعنا بارود التشظي المحيق بالبلد .

نجمة:

يدور الزمان

ومع كل موجة قلق

يمضي الصراع

يحيل المخاوف أمان !

عبد الفتاح إسماعيل