التفاصيل الكاملة لحادثة الدهس في المانيا وهوية الفاعل.. السعودية تدين وتقول أنها حذرت منه ارتفاع حصيلة هجوم ألمانيا إلى 4 قتلى و41 مصابا واشنطن توافق على بيع أسلحة ل دولة عربية بقيمة خمسة مليارات دولار قد لا تصدقها… 7 طرق لتقوية جهازك المناعي فى الشتاء شهداء في جباليا والاحتلال ينسف المنازل بجنوب غزة وشمالها الريال اليمني يحافظ على استقراره أمام العملات الاجنبية بايدن يوافق على تقديم مساعدات عسكرية بقيمة 571 مليون دولار لتايوان كتائب القسام تكشف عن عملية نوعية ومفاجئة في جباليا انطلاق بطولة كأس الخليج الـ26 في الكويت: مهرجان رياضي وثقافي يجمع الفرق العربية عاجل: الخارجية الأمريكية تعلن عن هدية خاصة لأحمد الشرع عقب لقاء شخصيات أمريكية رفيعه به في دمشق
تقوم الدعوة إلى الانفصال على تصور خاطئ لنتائجه، وعلى عدم الاكتراث بها، ولهذا يحلو للبعض أن يعبروا عن الانفصال بـ" فك الارتباط" ، ويعنون به عودة الأمور إلى سابق عهدها، أي إلى ما قبل 1990م .. فهل ستعود الأمور إلى سابق عهدها في ظل كثير من المتغيرات على الصعيد المحلي والخارجي، وفي ظل الرغبة من طرف واحد بالانفصال، وهل سابق عهدها الطبيعي هو الانفصال ..؟!
لا شك بأن الظروف تتحكم بالأحداث، فقد يختلف تأثير الحدث من زمن إلى آخر ومن مكان إلى آخر، بحسب اختلاف الظروف الزمنية والمكانية، والانفصال حدث جديد لا علاقة له بوضع ما قبل 1990م ولا بظروفه، والنظر إليه من الزاوية التاريخية لا يتناسب ومستجدات الحاضر ومتطلباته ومحاذيره، على أن تاريخ الوحدة سابق لتاريخ التشطير، و1990م هو تاريخ العودة إلى الوحدة لا تاريخ أول وحدة..
وبالعودة إلى السؤال السابق، أعتقد أن تماسك الجنوب مرهون بتماسك قوى الحراك، وتماسك قوى الحراك مرهون ببقاء النظام، لأنه سبب اتحادها أصلا ، وعندما يغيب (إن حدث انفصال لا قدر الله) ستظهر عوامل الفرقة لتعلن عن مرحلة جديدة لم تكن في حسبان أبناء الجنوب .. تماسك الجنوب مرهون بعدم التخلي عن فكرة الوحدة إذن ..
كنا دولتين مستقلتين.. يرى البعض في هذا الأمر مشروعية تاريخية للـمطالبة بالانفصـال، ويطمئنون لذلك أكثر عندما يقارنون وضع ما قبل الوحدة به في ظلها، لكن ذلك ناتج عن قصر في الفهم، إذ لا يجوز أن نحاكم البلد بوضعين خاطئين .. وضع التفرقة ووضع عدم الاستفادة من الوحدة .. لأن علينا أن نتحد ونستفيد.. ثم لا تنسوا بأننا كنا دولة واحدة قبل أن نكون دولتين ..
المتحمسون للانفصال اليوم، يستعجلون الاستحقاقات لا أكثر، والاستحقاقات ستقود الجميع إلى مصير مرعب .. فصول من اقتتال الحلفاء فيما بينهم ..
ومع ذلك، لن تكون الأمور بالسهولة التي يتصورها من ينادون بالانفصال : (انفصال الجنوب عن الشمال يليه قيام دولة مستقلة في الجنوب) .. ستلي الانفصال مرحلة جديدة من الصراعات على الحدود، وبين حلفاء الأمس أنفسهم .. هذا على الصعيد المحلي ..
أما على الصعيد الخارجي، فسيتحول الجنوب (ككل منطقة فوضى) إلى ساحة لحروب خارجية لا تنتهي، ولكم أن تتساءلوا عن هوية الأطراف المتصارعة في العراق وفي الصومال وفي أفغانستان، بل وفي جزء من اليمن، وما الذي يعود على هذه البلدان من مثل هذه الحرب أو الحروب، وما هو مستقبلها في ظلها..؟!
لقد تغيرت الظروف الدولية كثيرا، وأصبح من السذاجة بمكان أن نقيس الحاضر على الماضي دون أن نراعي هذه المتغيرات وتأثيراتها، ودون أن نعتبر بنماذج حية صيرتها الفوضى ساحة لصراعات مشاريع أخرى لا تمت لقضاياها بصلة..
في ظل كل ذلك لن يكون بمقدور أبناء الجنوب لملمة الوضع، لأن مسألة التحكم بمجرياته باتت بيد قوى أخرى .. وإذا كانت الولايات المتحدة قد عجزتْ عن لملمة الوضع في العراق أو عن وضع حد للتدخلات الخارجية، وهي قوة عظمى، فستكون الشلل المتناحرة في الداخل الجنوبي عن ذلك أعجز ..؟!
تذكروا .. لم تعد الأوضاع إلى طبيعتها في كل البلدان التي شهدت تفلتا أمنيا، لا في أفغانستان ولا في الصومال ولا في العراق ولا في غيرها .. وربما لن تعود .. ولا نريد لجزء من وطننا أن يكون النموذج التالي ..
*القدس العربي