نداء إستغاثة عاجل: الأسر النازحة في مأرب تواجه كارثة إنسانية بسبب البرد القارس إدانات بالغة للإنتهاكات الجسيمة والعنف الجنسي ضد النساء على يد قوات الدعم السريع بالسودان بلا قيود تدعو إيران الى إلغاء قانون العصور الوسطى المخزي الذي يرسخ سلطة النظام الوحشي هيئة الترفيه السعودية تكشف مواعيد حفلات رأس السنة 2025 في المملكه.. تعرف على قائمة أسعار التذاكر دولة خليجية تقرر سحب الجنسية من قرابة ثلاثة ألف شخص وقفة احتجاجية للمطالبة بتحقيق العدالة في اغتيال صحفي بتعز مركز أبحاث أمريكي يتحدث عن إجراءات أكثر قوة ضد الحوثيين..والشرعية تدرس عملية عسكرية واسعة النطاق لاستعادة سلطة الدولة مقتل أربعة جنود من قوات الانتقالي في كمين مسلح بأبين ونهب اسلحتهم حوكة حماس تعلن موقفها من الهجمات الإسرائيلية على اليمن محافظ تعز : محاولات الحوثيين اختراق الجبهات مصيرها الفشل
مأرب برس – الصين – خاص
العربي اليوم يثير الحزن والسخط، ولايستحق أثر الشفقة في آنٍ واحد.
عربي اليوم يسعى للحصول على إعتراف من هناك ... من مكان ما، من بلد بعيد، من جزر واق الواق... من لغة ما... او ثقافة ما... كي يُظفر له بالإعتراف في عقر داره. - وهذا بحدّ ذاته تعبير دقيق عن شعوره العام بالضآلة، وهو مرض تصاب به الشعوب في مراحل إنحطاطها وانعطاب بوصلتها الاخلاقية عندما تعاني تلك الأمة من جرح بليغ في الهوية.
السياسي العربي اليوم لايزال يهرول حافياً مقرع الرأس ومن دون قامة الى بلاط القيصر للإستغاثة به ضد ابناء عشيرته من اجل المُلك، إلى حد قيامه بمهامّ أمنية وأعمال قذرة لصالح القيصر ومندوبيه... والعالِم التقني المبدع لايزال يلهث بشعر كث وأوراق مبعثرة من أجل لفتة من صعلوك أجنبي كي يرفع هامته في مسقط رأسه ولايجد ذلك... العربي اليوم في واقع الأمر هو ذلك الإمرؤ القيس المنبطح في طبعته الحديثة.
... وحين تهترئ ثقة الأمة بنفسها يفسد ملحها وتنسد شرايين آفاقها... - بل وتصبح أسوأ مصادر الخطر على نفسها -، حيث لايروق لمفلسيها إخلاقياً الإنخراط في أي سبات جانبي بعد ذاك إلاّ إذا كان قعرهم مسنود بوضع شدّ إلى حضن منافس أجنبي، ليصبح كل شيء بعد ذلك في مهب كل أنواع الإنحطاط!
- لهذا تكثر في أيامنا أمثلة اصبحت وبائية لفرط انتشارها، تلك الترهات من لمزات قيلولة الخاملين - أمثلة انقطعت تماماً عن مناسباتها - والتي تكرس لمفهوم النبيّ الذي لا كرامة له في وطنه، و مغني الحي الذي لا يطرب، والعنزة التي ترغب نكاح التيس الغريب، إلخ.
كأن الزمان عندنا تجمّد منذ قرون... نعرف أفّاقون يستندون على شرعية الأغيار صُنفوا على أنهم قادة، وفقهآء دفوف صنّفوا مجازاً على أنهم علماء هاجروا بكل حمولات الإختلاف من خريف عصر الإنهيار الى مطالع القرن الحادي والعشرين، ومنهم من لايزال يختلط عليه الأمر فيظن ان مازال للحصان والسيف دور في حروب الغزو.
تخيلوا أمة سورة الحديد لاحديد عندها!... نبذوا أمر "وقل إعملوا..."، لم يلتفتوا قليلاً إلى ماحولهم للإغتراف من منابع القوة الأصلية. لم يعوا بعد بأن الإنسان، وعلم الإنسان، وفكر الإنسان، وإبداع الإنسان، وجهد الإنسان: منابع الثروة والقوة والسؤدد الحقيقية.
- بل لم يعوا بعد أيضا بأن ابى تمام قد حسم الأمر بقوله ان السيف هو الأصدق، - ومازال البيت يصلح ليومنا هذا -، فقط لأن السيف يمثل الجدّ فيما تمثل التنظيرات والكلام اللعب، حيث لم يكن سيف ابي تمام هو ذلك السيف الذي انتهى الى الصدأ في غمده المتكلس خارج هذا الزمان.
وقد توصف هذه المواقف بالعاطفية، ولعل الأمر كذلك فعلاً ... فوراء الآعيب الساسة المسمومة ومواعظ الفقهاء بخزعبلاتها غابت التجارب الحية الطازجة للأمة، لينتهي الأمر بالحالمين الذين يراهنون على دفع الأمة لحرق المراحل من أجل اجتراح غدٍ ذو اُفق أوسع الى أن يحترقوا هم.
... إذ لا بد من الإعتراف بأن هنالك خوف يعتصر القلب من أن يمعن عصر إنحطاطنا العربي العبثي هذا في استكمال دورة إعدام المعاني بلوغاً إلى حرمان الإنسان من إحدى أبسط المتع وأرفع الحقوق: - متعة أن يُعمل في قدرات عقل المواطن في إطار حقه المقدس لتوظيف ملكاته الإنسانية وإعتصار رحيقه الذهني، ولو لسد الحد الأدنى من ضرورات الإعتماد على الذات دون إنتظار رخصة من أحد.
وأرغب في التصديق وأنا في طريقي إلى القبر، أن يأتي فوراً ودون تأجيل القرار الشجاع والمستقل بتفعيل العقول وإعتماد الإنتاج بروح وجدية المحارب المجاهد من أجل الصناعة والزراعة وتفجير كل منابع الإبداع العلمي والفني مصافحة ليوم جديد.
abdulla@faris.com