الامير سلطان واليمن .... مرثية
بقلم/ يحيى محمد الحاتمي
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و 21 يوماً
السبت 31 ديسمبر-كانون الأول 2011 10:05 م

الامير سلطان بن عبدالعزيز رحمة الله عليه احتل موقعا كبير في رسم العلاقات اليمنيه السعودية وكان مهندس هذه العلاقات حيث بدأ اول فصول كتابه منذ السبعينات منذ تاسيس الجمهورية العربية اليمنية وقد تولى ملف اليمن في عهد الملك فيصل الى حيت وفاته رحمة الله عليه وكان عالما بخبايا اليمن والذي يتداخل فيه السياسي مع الاجتماعي مع القبلي مع المؤسساتي .. ومنذ تأسيس مجلس التنسيق السعودي اليمني والامير سلطان رحمه الله على رأسة من الجانب السعودي . وكان اهتمام الامير سلطان باليمن باعتباره البعد الاستراتيجي للملكه والحديقة الخلفية للخليج كاملا . ما جعله حريصا على سلامته واستقرار اوضاعه الداخليه ,, وقد عزز الامير سلطان علاقاته بكافة انواع الطيف اليمني من سياسيين ومشايخ وعلماء دين وواجهات اجتماعية وكان يسمع للجميع ويعمل على قضاء حوائجهم وكان ينطلق في تعامله مع اليمنيين من منطلق الاخوة والواجبات وقد سخر امكانيات المملكه لدعم الشعب اليمني ومارسة المملكه ضغوطا على المانحيين لتقديم الدعم لليمن لكن للاسف في ضل نظام فاسد لم يستغل شخص بحجم الامير سلطان . وقد قرب الامير سلطان الجميع اليه ولم يفرق بين الجميع .. فالحاله اليمنيه كانت فلسفه عند الامير رحمة الله عليه لم ينطلق بها من منطلق سياسي وحسب بل كان ينظر لليمنيين على أنهم أهله وجزء منه وكان معطاءا لدرجة كبيرة عند حاجاتهم فلم يقصر في كبير او صغير مقيم او زائر فالمنح العلاجيه لكل اليمنيين كانت على الامير سلطان , فعندما يذكر الامير سلطان في اليمن يتذكر اليمنيون كرمه وشهامته ومواقفه فما لجأ اليه مريض الا وعالجه ولا محتاج الا وساعده ولا مقيم لديه مشكله لا ووجه بحلها .. يعرف المقيم اليمني بالمملكه انه اذا ما احتاج الى امر فعليه بمنزل الامير سلطان . علاج قصر الامير سلطان .. مشاكل مع الكفلاء لا يحلها الا الامير سلطان ,

ولعل سبب مقالي هذا هو الفراغ الذي تركه الامير سلطان رحمة الله علية الى الان منذ رحيله في حياة اليمنيين المقيمين , ومن المعروف ان الحالات العلاجية المزمنه والمستعصيه لا يستطيع تحملها المقيم فكان الكل يهرع الى قصر الامير الراحل فهم يعرفون انهم لن يعودوا صفر اليدين خاصة حالات النساء والاطفال والامراض المزمنه والمستعصيه وكذلك المنح الدراسيه للمتفوقين . الان حالات كثيرة لم تجد لها معين او مغبث فقد كان سلطان الخير بعد الله سبحانه هو المعين لهم وهو السند فيده الكريمه بيضاء لكل ابناء الشعب اليمني ولم يرجع احد من عنده ابدا خالي الوفاض .. الان حالات كثيره تنتظر مد يد العون لها منهم المريض ومنهم المحتاج وكثير حالات وجه الامير سلطان بعلاجها وما زالت تحتاج الى علاج وتحتاج تجديد الاوامر للعلاج فقد تقطعت بهم السبل بعد وفاة سلطان الخير وليس لهم من معين . أقول بان الخير في هذه الاسرة الكريمة ليس له حدود واخص بالذكر صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد كما خلف الامير سلطان بولاية العهد ان يخلفه ايضا بيده البيضاء على اليمن واليمنيين فهو خير خلف لخير سلف .

رحم الله سلطان الخير فقد عقمت النساء أن يلدن مثله ,, واختم بهذه الابيات والتي تنشر لاول مرة رثاءا لهذه القامة الشامخة التي فقدناها.

ماللشموس تداعى ضوءها ذبلت

والكون يرجف في أفاقه وجل

والخيريبكي ورايات العطا نكست

ثكلى تئن فماذا حل يارجل

والجود بحر أرى أمواجه جزرت

وأصبح المد في أصدافه خجل

لفقد سلطان كل الخير_من جمعت

به الشمائل والخيرات والفضل

سيد الكرام ،جواد ،عنده وقفت

سحائب الجودمن كفيه تنهمل

له سجايا فريدات به شرفت

شجاعة في وفاء فوقها أمل

كبيرقلب يحب الخير قد فتحت

أبوابه بذوي الحاجات تحتفل

ولاية العهد عهد بإسمه عقدت

كان الوفي القوي الملهم البطل

سما بأفعاله حتى به رفعت

رايات أمته فوق العلو علو

له قلوب عبادالله قد ملئت

حبا وفخرا به في سائرالملل

أبواليتامى فكم في فقده فجعت

قلوبهم وكم من فضله نهلوا

يارب رحماك في سلطان قد رفعت

أكفنا لإله الكون تبتهل

يحيى بن محمد الحاتمي